الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

يتمثل جوهر مفهوم العلوم الاجتماعية في أنها "مجموعة من العلوم التي تدرس الإنسان داخل المجتمع" بتعريف غراوتز (1). وانطلاقا من هذا المفهوم، فالصحافة تعد الممارسة المهنية الأقرب إلى العلوم الإنسانية والاجتماعية، طالما أن الباحثين والصحفيين يهدفون إلى معالجة ما يرتبط بالواقع الاجتماعي حسب بيير بورديو (2). وبما أن المجتمع بأبعاده المختلفة هو الموضوع الرئيسي لاشتغال الصحفي، فإن ذلك يفرض عليه الإلمام بخصوصياته ومسار تطوره وتشعب العلاقات بين مكوناته وبنياته. وهذا ما يستلزم امتلاك الصحفي لخلفية معرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية، لأن غياب هذه الخلفية قد يفضي إلى معالجة صحفية سطحية للأحداث أو الأخبار التي يتناولها الصحفي، خصوصا في عصر الإعلام الرقمي وما يتميز به من إيقاع سريع لتداول الأخبار وانتشارها الواسع، وظهور أجناس صحفية جديدة مرتبطة بالفضاء الرقمي. ويضاف إلى ذلك السرعة والإيجاز في تقديم المعلومة مع إهمال الخلفية المعرفية المؤطرة لها، الشيء الذي يفسر الهواجس المرتبطة بحضور العلوم الإنسانية والاجتماعية في مسارات ومناهج التكوين الجديدة السريعة والمكثفة التي تقترحها مؤسسات التكوين لمواكبة هذا التحول الإعلامي السريع.

تعد الصحافة الممارسة المهنية الأقرب إلى العلوم الإنسانية والاجتماعية، طالما أن الباحثين والصحفيين يهدفون إلى معالجة ما يرتبط بالواقع الاجتماعي حسب بيير بورديو.

ورغم تقارب مجال الاشتغال بين الباحثين والصحفيين، فإن بوادر عدم الثقة بين الفريقين تظهر بين الفينة والأخرى، فبعض الأكاديميين يتوجسون من إساءة الصحفيين لاستعمال أدوات العلوم الإنسانية والاجتماعية (3) ومرد توجسهم هو الإكراهات المهنية والتقنية للمادة الصحفية التي لا تتيح حيزا مناسبا للتحليل والتفسير الذي تتطلبه هذه الحقول المعرفية. لكن هناك من يرى في نفس الوقت أن "المهننة" (العمل الآلي) المتزايدة للعمل الصحفي وعدم توظيف الصحفيين لأدوات العلوم الإنسانية والاجتماعية يفوت عليهم فرص إجراء مواد صحفية أكثر عمقا. ومن جهة أخرى، يحتاج الباحثون في العلوم الاجتماعية إلى الصحافة سواء كوسيط لنقل المعرفة الأكاديمية إلى الجمهور أو كمصدر للمعطيات لقياس مدى ملاءمتها للإطار المعرفي والنظريات التي ينتجها البحث الأكاديمي. وفي خضم هذا الجدل، ما زال التعاون بين الصحافة والعلوم الإنسانية والاجتماعية يتجلى في أجناس صحفية متعددة، وما زال الطلب قويا من طرف الصحفيين على الخبراء والباحثين لتحليل الظواهر الاجتماعية التي تعالجها الصحافة، نظرا لأن العلوم الإنسانية والاجتماعية توفر الإطار النظري الذي يقوم من خلاله الصحفي بإيجاد الخيط الناظم بين المعطيات التي يجمعها من الميدان، والوصول إلى تفسيرات منطقية مسنودة بالأسس العلمية، فالناس يرون العالم جزئيًا من خلال العدسات التي يقدمها لهم الصحفيون؛ ولذلك يجب أن تكون هذه العدسات فعالة بتعبير إيفان شوبين (4).

شغل هذا النقاش حيزا مهما في فرنسا؛ فقد انتقد فرانسوا روفان غياب تدريس العلوم الاجتماعية في شعبة الصحافة التابعة لمعهد الدراسات السياسية بباريس، وضعف تكوين الطلبة الصحفيين في الثقافة العامة وثقافة العالم الثالث والتحليل النفسي والمؤسسات السياسية الفرنسية، ودعا إلى توسيع الحيز المخصص للعلوم الاجتماعية في معاهد تكوين الصحافة والإعلام. وفي خطوة دالة، تم تعيين المؤرخ الفرنسي جان كلود ليسكور الذي زاوج بين البحث الأكاديمي والعمل الصحفي، على رأس مدرسة الصحافة التابعة لمعهد الدراسات السياسية بباريس سنة 1996، وانعكس هذا التعيين على طبيعة التكوين في المدرسة، حيث كان الطلبة يتلقون صباحا دروسا في الثقافة العامة، وفي المساء الدروس المهنية، فإذا تلقى الطلبة صباحا درسا في الاقتصاد، يجب عليهم في المساء كتابة مقال يتناول موضوعا اقتصاديا، وكان الهدف من هذه المنهجية استثمار مواضيع الدرس الأكاديمي في إنتاج المادة الصحفية. كما أن التكوين الأكاديمي حسب إريك نوفو مدير ماجستير الصحافة في معهد الدراسات السياسية في رين الفرنسية، يشكل حصنا يحمي مهنة الصحافة من تغول السوق والتحكم في الخطوط التحريرية لخدمة المصالح الخاصة، فتكوين الصحفيين في الإثنوغرفيا مثلا، يقوي لديهم حس الملاحظة ويجعلهم أكثر قدرة على الانغماس في بيئات اجتماعية بعيدة عن بيئاتهم حسب نوفو.

رغم تقارب مجال الاشتغال بين الباحثين والصحفيين، فإن بوادر عدم الثقة بين الفريقين تظهر بين الفينة والأخرى، فبعض الأكاديميين يتوجسون من إساءة الصحفيين لاستعمال أدوات العلوم الإنسانية والاجتماعية.

العلوم الإنسانية والاجتماعية وزوايا المعالجة الصحفية

تطرح أمام الصحفي مجموعة من الأحداث والوقائع والمعطيات التي تستدعي مواكبتها بنوع التحليل الذي يساعد على تقديمها في صيغة ملائمة تساعد على التحقيق الأمثل لأهداف العمل الصحفي؛ لذلك، فاختيار زاوية المعالجة المناسبة للخبر أو الحدث يكتسي أهمية كبرى، وقد تفضي زاوية المعالجة الخاطئة إلى إفراغ الخبر من مضمونه أو قد تؤدي إلى نتائج عكس تلك المنتظرة على مستوى التفاعل مع الخبر من طرف الجمهور، كما تتيح زاوية المعالجة أمام الصحفي مساحات لتطوير المادة الإعلامية وإدراجها في أجناس صحفية أكثر عمقا (الصحافة المتأنية، الفيلم الوثائقي...)، ويمكن إبراز أهمية تكوين الصحفي في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية من خلال المستويات التالية:

-  تقوية الحدس الصحفي والقدرة على التقاط المواضيع النوعية

يقوم العمل الصحفي على التتبع المستمر والمواكبة الدقيقة لما يدور في المجتمع وتفاعلات أفراده، ويمكن للصحفي أن يكون عنصر رصد مهماً لبعض المؤشرات الدالة على حدوث تحول مجتمعي أو قيمي، أو على مستوى تمثل المجتمع لمواضيع وظواهر معينة، من خلال التقاطه للأحداث التي ينتج من خلالها مادة صحفية تثير انتباه الجمهور وحتى الباحثين لقضايا يمكن أن تخلق نقاشا مجتمعيا وأكاديميا مهما، وتساهم الخلفية المعرفية في تقوية حدس الصحفي وتطوير قدرته على الالتقاط.

- إدراك الحدود الفاصلة بين الحقول المعرفية المنتمية للعلوم الاجتماعية والإنسانية

تفرض بعض الأجناس الصحفية مثل التحقيقات أو الوثائقيات، تأطير الموضوع ضمن حقل معرفي معين، حتى يتمكن الصحفي من تحديد الإشكاليات المرتبطة به أو بالظاهرة المعالجة، وكذلك امتداداتها التي يمكن أن تضمن للمادة الصحفية مساحة أوسع للاشتغال والانتشار؛ ذلك أن   إعداد مادة صحفية حول طقوس وعادات مجموعة بشرية معينة ليس بالضرورة أن تخضع للمحدد الإثنوغرافي لوحده، بل يمكن أن يكون للاقتصاد والمناخ دور في طبيعة العادات السائدة، وهو ما يجعل إدراك الصحفي لخطوط التماس بين الحقول المعرفية أهمية كبرى في وضع هندسة المادة الصحفية وتناولها للظاهرة أو الموضوع من الزوايا التي تحقق أكبر قدر من الاستيعاب والنقاش في صفوف الجمهور العام والمتخصص (الباحثون). وهذا الإدراك لحدود كل حقل معرفي وطبيعته، يمكن للصحفي أن يكتسبه من خلال تلقيه لمستوى معين من التكوين الأكاديمي في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية.

- التوظيف الصحيح للمفردات والمفاهيم في المادة الصحفية

يمكن أن يكون للمادة الصحفية وقع سلبي جدا على المجتمع أو بعض فئاته إذا لم يضع الصحفي أهمية المفردات والمفاهيم المستعملة في الحسبان، في المجتمعات التعددية على سبيل المثال (الطائفية، الإثنية، اللغوية...)، قد يتسبب استخدام كلمة في الوصف أو التحليل في رفع منسوب التوتر بين المنبر الإعلامي الذي ينتمي إليه الصحفي والمجموعة البشرية المتضررة من توظيف المفهوم أو الكلمة، أو يتسبب أيضا في ترسيخ تمثل معين مناف للأخلاق العامة أو ثوابت فئة مجتمعية معينة أو حتى ثوابت الدولة في حالة تطرق الصحفي لقضايا ذات "أولوية وطنية". إن إدراك وتمييز المفردات والمفاهيم ومدى ملاءمتها ومراعاتها لخصوصيات الفئة المستهدفة من المادة الصحفية، رهين بمدى تمكّن الصحفي من خلفية معرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية، والتي تمكنه من تمييز المفاهيم والمفردات، وإدراك تأثيرها وتساعده على حسن استخدامها، وبالتالي ضمان تمرير الرسالة الإعلامية دون أن تكون لها تداعيات تفضي إلى نتائج عكسية لتلك المتوخاة من المادة الصحفية.

- إدراك خصوصيات المجموعات البشرية خلال إنجاز المادة الصحفية

بالموازاة مع الزخم الكبير للمواد الإعلامية المتعلقة بتداعيات زلزال الحوز في المغرب على سبيل المثال، أثير نقاش آخر حول التجاوزات التي طالت أخلاقيات المهنة في المواد الإعلامية المنشورة، واتضح مرة أخرى أن بعض المواد الصحفية تحيل على غياب حد أدنى من الإلمام بخصوصيات المنطقة. كما تبين بأن خلفية بعض الصحفيين المعرفية قليلة إن لم تكن منعدمة فيما يتعلق بإدراك الفوارق والخصوصيات بين المجتمعات البشرية، مع العلم بأن هناك العديد من الدراسات والمؤلفات حول تاريخ المنطقة وأعرافها وتقاليدها، خصوصا الدراسات المونوغرافية. ليس المطلوب من الصحفي أن يكون على اطلاع سابق بمضامين هذه المؤلفات، لكن من الناحية المنهجية يجب أن يبادر إلى التسلح والاستعانة بهذه الدراسات خلال وضع خطته الصحفية للتدخل في المنطقة؛ لأنها ستساعده على إنجاز مواد نوعية دون الإخلال بالاحترام الواجب لأعراف المنطقة وتقاليدها، وتناول القضايا التي تكرس دور الإعلام الحقيقي على مستوى مساعدة أفراد المجتمع وتسليط الضوء على مشاكله الحقيقية.

- وضع الأحداث والظواهر في سياقاتها الصحيحة

إن قدرة الصحفي على وضع الأحداث أو المعطيات في سياقاتها العامة أو ربطها ببنيات معينة (تاريخية، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، سياسية... إلخ)، مرتبطة بمدى تمكنه المعرفي في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية؛ فهناك العديد من المواضيع التي تقتضي وضعها في سياقاتها المناسبة، مثل الجذور التاريخية للنزاعات القبلية أو الدولية، أو الصراع حول الموارد الطبيعية، أو حركة واستقرار المجموعات البشرية وعلاقتها بالتهيئة الحضرية وقوانين التعمير.... فخبر نزاع بسيط بين شخصين أو مجموعة أشخاص حول قطعة أرض فلاحية في منطقة نائية حول من له أحقية في رعي أغنامه بها، هو حدث يبدو ظاهريا عاديا، ولا يخرج عما يمكن أن يحدث يوميا من نزاعات مماثلة، لكن محاولة مقاربة الحدث من زوايا متعددة، يمكن أن يفضي إلى فتح نقاش حول الأعراف القبلية المرتبطة باستغلال المجالات الرعوية المماثلة التي قد تكون سببا في صراعات قبلية طاحنة تنتج عنها تمثلات وأعراف تمتد إلى باقي المجالات الأخرى المرتبطة بالمصاهرة والشرف، وتصل حد التأثير في نتائج الانتخابات وتحديد اتجاهات التصويت في تلك المناطق.

- التوظيف الجيد للمتدخلين في تحليل الموضوع الصحفي

من المهم أن يواكب الخبر أو الحدث أو الظاهرة التي يتناولها الصحفي نوع من التحليل الذي يساعد على تقريب المادة من الجمهور، وقد يساهم في صياغة هذا الأخير لموقف معين من الظاهرة، ويقتضي هذا التحليل أحيانا متدخلين محددين. وهنا تؤدي الخلفية المعرفية للصحفي دورا مهما في إدراكه لطبيعة التصنيف الذي يمكن أن يندرج فيه موضوع اشتغاله، أو يساعده على تقديم زوايا تحليل جديدة لموضوع متداول. إن الملاحظة الأساسية في هذا الصدد، هو ذلك التنميط الذي يتحكم في إعداد المادة التحليلية؛ حيث يتم اللجوء – غالبا - إلى حقل معرفي معين لتحليل العديد من الأحداث والأخبار؛ إذ تحتل العلوم السياسية حيزا واسعا من البرامج أو المواد التحليلية الخاصة بأخبار الدولة ومؤسساتها والتشريع وغير ذلك مما يرتبط بها، وأصبحت صفة "محلل سياسي" مهيمنة على الخبراء الذين يستضافون أو يُستعان بهم، في حين أن المتخصصين في حقول معرفية أخرى تنتمي للعلوم الاجتماعية (مؤرخون، باحثون في علم الاجتماع...)، يمكن أن تكون لهم إسهامات تحليلية أكثر عمقا وتحمل أكثر التفسيرات دقة، لكن الافتقار إلى خلفية معرفية وتكوين أساس في مجال العلوم الاجتماعية قد يخفي زوايا تحليل مثل هذه عن الصحفي، ويفوت على الجمهور فرص الاستفادة من إدراك أعماق لطبيعة الموضوع.

- الإلمام بتقنيات البحث البيبليوغرافي

 كل خبر أو حدث أو ظاهرة أو موضوع يتناوله الصحفي، لابد أن يكون مؤطرا بحقل معرفي معين، سواء تعلق الأمر بالمجتمع أو الثقافة أو السياسية أو الاقتصاد وغيرها من المجالات، وخلال إعداد المادة الصحفية قد يحتاج الصحفي معطيات تستوجب العودة إلى مراجع معينة، وهنا ينبغي استحضار بعض المحاذير المرتبطة بالمادة المصدرية، فكما يجب على الصحفي أن يكون دقيقا في اختيار مصادر خبره ومعطياته الصحفية، عليه أن يكون كذلك فيما يتعلق بالمعلومات ذات الطابع الأكاديمي، وأن يكون على دراية بتقنيات البحث البيبليوغرافي التي تتيح له اختيار عناوين المراجع الرصينة ضمانا لمصداقية ما يعزز به مادته الصحفية. من جهة أخرى، فإن تمكن الصحفي من معرفة تقنيات البحث البيبليوغرافي قد يوفر له وقتا ثمينا بالوصول في أسرع وقت إلى المرجع المناسب، خصوصا وأن الاستعجال يكون مطلوبا في إعداد بعض المواد الصحفية، خاصة إذا أخذنا بعين الحسبان أن تقنيات ومناهج البحث البيبليوغرافي من صميم تكوين الباحثين في العلوم الإنسانية والاجتماعية، فإن تلقي الصحفيين تدريبا في هذا الصدد قد يساعد كثيرا في إعداد المادة الصحفية ويرفع جودتها.

يمكن أن يكون للمادة الصحفية وقع سلبي جدا على المجتمع أو بعض فئاته إذا لم يضع الصحفي أهمية المفردات والمفاهيم المستعملة في الحسبان ، في المجتمعات التعددية على سبيل المثال (الطائفية، الإثنية، اللغوية...).

خلاصة

إذا كان التطور التكنولوجي قد أتاح للصحافة آليات اشتغال جديدة وفرت لها مساحات أوسع للتأثير ونقل المعلومات والتفاعل بشكل أسرع مع الأحداث، فإن هذا التطور لا يجب أن يجرد الصحفي من جوهره الإنساني وأدواره التوعوية والتثقيفية التي تقتضي منه أن يكون على قدر من الوعي بالقضايا والمواضيع التي يشتغل عليها، وهو وعي لا يمكن للتقنية وحدها أن تساعده على اكتسابه، بقدر ما يجب أن يسعى إلى امتلاك خلفية معرفية تتيح له أن يجعل التقنية في خدمة قيم الصحافة، عوض أن يتحول الصحفي في عصر الصحافة الرقمية إلى مجرد آلية خوارزمية في خدمة التقنية.

 

المراجع:

(1) Madeleine Grawitz, Méthodes des sciences sociales, Paris: Dalloz, 2000

(2)  Bourdieu Pierre, Sur la télévision suivie de L’emprise du journalisme, Paris, Liber, 1996.

(3) Neveu Erik, Sociologie du journalisme, Paris, La Découverte, 2019.

(4) Ivan Chupin, Sciences sociales et formations en journalisme: émergence d'un nouvel enjeu de distinction, Dans Questions de communication, 2, 2009, n16, pages 45 à 70

المزيد من المقالات

تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023