إنقاذ الصحافة الورقية بالأخبار المدفوعة

إنقاذ الصحافة الورقية بالأخبار المدفوعة

ضحكَ زميل لي في المهنة بل واصل الضحك لدقائق، عندما كنّا نخوض نقاشاً حول واقع الإعلام الرقمي في العالم العربي.. كنت قد أخبرتُه أن القارئ العربي سيجد نفسه يوماً ما مضطرّاً لدفع الأموال للحصول على معلومات دقيقة واستهلاك أشكال إعلامية متطوّرة.

لم أجتمع مع هذا الزميل كثيراً بعد هذا الحوار الذي دار عام 2014، لكن ثمّة رغبة كبيرة في إعادة خوض هذا النقاش معه مجدّدًا اليوم، لأن الأمور تغيّرت كثيراً في هذه السنوات الثلاث، كما ستتغير أكثر في السنوات المقبلة، وقد تتحوّل وسائل الإعلام في العالم العربي من الاستثمار الإعلامي في الإعلانات إلى الاستثمار في الاشتراكات من الجمهور، في مواكبة للتجربة الإعلامية الغربية.

دخلت الألفية الثانية، ودخلت معها الهواتف النقّالة، لتُصبح تدريجياً في حوزة الجميع، الصغير منهم قبل الكبير، على الرغم من إمكانياتها المحدودة حينها، والمُتمثّلة في الاتصال اللاسلكي وإرسال الرسائل فقط.. في ذلك الوقت كانت شركات الاتصال تقدّم خدمات إخبارية مدفوعة عبر عقد اتفاقيات مع وسائل الإعلام، كما كانت الوكالات المحلية تفتح باب الاشتراك في خدمة الأخبار عبر الرسائل النصّية، محاولةً تسهيل المهمّة على القرّاء في المكوث أمام التلفاز والبحث عن الأخبار.

وبعد ظهور الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي وخدمات الأخبار عبر الإنترنت، لم تعد الخدمة المدفوعة مجدية كثيراً، إذ إن أي شخص بات بإمكانه الولوج إلى الأخبار عبر الإنترنت مجّانا دون أي اشتراك. غير أن عدة عوامل وتطورات حدثت اليوم، أدت إلى تهيئة بيئة مجدّدة للخدمات المدفوعة، ولكن بحلّة جديدة، تختلف عما كانت عليه سابقاً.

بعد ظهور الهواتف الذكية، أصبح بإمكان أي شخص الولوج إلى الأخبار عبر الإنترنت بشكلٍ مجّاني دون اشتراك، تصوير: كيرستين ميير - غيتي.
بعد ظهور الهواتف الذكية، أصبح بإمكان أي شخص الولوج إلى الأخبار عبر الإنترنت بشكلٍ مجّاني دون اشتراك، تصوير: كيرستين ميير - غيتي.

ثمة عوامل تحرّض على البدء الفعلي في التجربة المدفوعة عربياً، ولاسيما مع التدفّق غير المنطقي للأخبار المغلوطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي فتحت الباب أمام أي شخص ليخاطب الجمهور.

الشائعات تدفع نحو الخدمات المدفوعة

"هذا الخبر ملفّق.. أنتم كاذبون وتحاولون اختلاق أخبار لتحصلوا على مزيد من المشتركين في صفحتكم".. قد لا يبدو أمراً غريباً أن تجد أمثال هذا التعليق على منشورات إخبارية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا الأزرقيْن: الغامق "فيسبوك"، والفاتح "تويتر".

إنّها مُعادلة سهلة الحل، فبكل بساطة يُمكن القول إن ناشر الخبر شخص عادي، ليس معروفاً بالضبط مدى كفاءته العلمية على نشر الأخبار الصادقة والصحيحة، وقدرته على تدقيقها والتحقّق منها.. هذا مع افتراض حسن نيّته وأنه يريد نشر خبرٍ صحيح، فماذا لو كان يتعمّد بث أخبار من مخيّلته؟

الواقع يقول إن الشائعات والأخبار الملفّقة أو غير الدقيقة على أقل تقدير باتت أمراً روتينياً متاحاً أمام الجمهور، وأصبح المتلقّي أمام سيل كبير من تدفّق الأخبار والمعلومات، بعضها صحيح وآخر لا أساس له من الحقيقة. غير أن النقطة المهمّة هنا، أن هذا المُتلقّي لن يستطيع حتماً تمييز تلك الأخبار الحقيقية من الزائفة، وإن كان يستطيع فإنه بحاجة إلى إهدار نصف يومه لمقاطعة الأنباء والبحث عن الخبر ذاته من مصادر أخرى، لكن هذا الأمر ليس من مهمّة المتلقّي الذي يبحث عن "وجبة طعام مطبوخة وجاهزة ليتناولها".

وكما كان متوقّعاً، فإن هذا السيل الجارف من الشائعات سيجعل صبر الجمهور ينفد، ويُضطر للبحث عن مصدر واحد موثوق ليحصل منه على معلومة لا يُتعب نفسه في التشكيك بصدقيتها، حتّى لو اضطر لشراء تعبه في الجري بين الشائعات بدفع اشتراك شهري يُسهّل عليه عناء البحث.. أهلاً بكم في زمن الإعلامي الرقمي المدفوع، الذي على الرغم من تجاربه الخجولة في العالم العربي مقابل التجربة الغربية، فإن كل المعطيات تُشير إلى أن الجمهور سيكون مضطراً يوماً ما للولوج إلى المواقع المدفوعة بحثاً عن راحة من عناء الإبحار في الشائعات.

وفي هذا الصدد نشر ريتشارد فليتشر تحليلاً إعلاميّاً معمّقاً في "رويترز"، اشتمل على مقابلات مع 70 ألف شخص من 36 بلداً، حول الأسباب التي تدفع الناس لدفع الأموال مقابل الأخبار.

وجاءت نتيجة البحث على العينة المذكورة أن 17% يدفعون الأموال لوسيلة إعلامية ما لأنّها لا تسمح بالدخول المجّاني إليها، في حين أن 17% يدفعون الاشتراكات للوسيلة لأنّهم يحصلون على معلومات متخصّصة، وبرّر 17% آخرون سبب الدفع بأنّهم يحصلون على معلومات لا يصل إليها معظم الناس، بينما رأى 16% أنهم دفعوا مقابل اشتراكات لوسائل إعلام لأنّهم يحصلون على فوائد أخرى غير الوصول إلى الأخبار. أما السبب الذي دفع 16% آخرين للاشتراك، هو أن الاشتراك بدون الاتصال بالشبكة، أي عبر الرسائل النصية،  أرخص من الاشتراك بخدمة الإنترنت.

واعتبر ناشر التحليل أنه من الضروري أن تكون رسالة ناشري المحتوى الرقمي المدفوع واضحة، وأنَّ عليهم التأكّد من عدّة نقاط، وهي "عرض المحتوى بسرعة، تكيّف المحتوى مع شكل العرض على شاشة الهاتف الصغيرة، التصميم اللائق، وأخيراً اختبار معظم أسعار المحتوى المدفوع على الإنترنت لمعرفة أيّ منها تقدّم نتيجة أفضل".

تجربة عربية فريدة

شرعت صحيفة "النهار" اللبنانية في دخول تلك "المغامرة" الصحفية لتكون أولى الصحف العربية التي قرّرت تخصيص مواد من محتواها الإلكتروني بشكلٍ مدفوع.

وبدأت الصحيفة الأعرق في لبنان تجربتها في الخدمات الصحفية المدفوعة منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، على الرغم من التحذيرات بصعوبة إقناع القرّاء باستهلاك محتوى إلكتروني مدفوع، سيما أنّ المُتلقّي يواجه تدفّقًا كبيراً من الخدمات الإخبارية المجّانية.

غير أن هذه التحذيرات تخفّف من وقعها المسؤولة في الموقع الإلكتروني "للنهار" ديانا سكيني، إذ تقول: "كون النهار تستند إلى عراقة وصدقية اسمها، فإنّها تعتمد المهنية قبل وبعد تفعيل الخدمات المدفوعة".

وأضافت لمجلة "الصحافة" أنَّ أحد العوامل الأساسية التي تدفع الجمهور لتسديد اشتراك رقمي هو الكم الكبير من الشائعات في الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي وانتشار المواقع الإلكترونية غير ذات الصدقية. ولكنها استطردت أن هذا السبب ليس الوحيد، إذ إنَّ هناك عوامل أخرى مثل حاجة الجمهور إلى المحتوى الإعلامي النوعي، وأن يكون شريكاً مع الصحيفة.

وأوضحت سكيني أن الصحافة الورقية في معظم أنحاء العالم عانت من أزمات مالية، لذلك فهي أمام تحدٍّ حقيقي يتمثّل في المقاومة من أجل البقاء، مشيرة إلى أن موقع "النهار" يلبّي اتجاه الجمهور الباحث عن مواد الديجيتال والملتيميديا، لذلك فإن الصحيفة استثمرت هذا المحتوى لتبقى مؤسّسة مُنتجة قادرة على تقديم محتوى مهني من جهة، وتستمر في تأمين نفقاتها ذاتياً من جهةٍ أخرى، ولم يكن هناك طريقة لتحقيق هذه الغاية سوى مواكبة التجربة العالمية وتفعيل الخدمات المدفوعة.

وكغيره في معظم أقطار العالم العربي، فإن الريع السياسي والحزبي في لبنان هو السائد وينعكس أيضاً على وسائل الإعلام، وعليه فإن وسائل الإعلام التي تتلقّى تمويلاً من القوى السياسية التي تقف خلفها ليست بحاجة إلى تفعيل خدمات مدفوعة، ولا تنتظر سوق الإعلانات ولا تُعنى بالاستثمار التجاري في الإعلام، وفقاً لما تشير إليه سكيني، ثم تضيف: "نحن في النهار كمؤسسة مستقلة تجاوزنا المنطق الريعي، وقرّرنا أن نكون مؤسّسة تموّل نفسها ذاتياً، ويكون مُنتجها الخبر الصادق وتقديم الملتيميديا والإنفوغراف وأشكال الإعلام المختلفة بعيداً عن الجمود والتيار الكلاسيكي".

وتظهر في موقع "النهار" كلمة "بريميوم" بمجرد الدخول إلى الصفحة الرئيسية، وعند الضغط على الأيقونة يظهر المحتوى الإعلامي المدفوع، حيث تتقاضى الصحيفة ستة دولارات عن الاشتراك الشهري، مع إتاحة الاشتراك مقابل دولار واحد في الشهر الأول كنوع من تشجيع القرّاء على الاشتراك، في حين تبلغ قيمة الاشتراك السنوي 60 دولاراً.

وتصف سكيني تجربة "النهار" بأنها "مبشّرة"، إذ "منذ اليوم الأول لتفعيل الاشتراكات تلقّت الصحيفة موجة كبيرة من الاتصالات تسأل عن كيفية الاشتراك، وبالأخص من الجمهور المُعتاد على قراءة النهار". لكنها لا تنكر وجود تحدّيات كبيرة مثل حاجة الصحيفة إلى بذل جهد أكبر من أجل مخاطبة جميع الشرائح لتقنع جماهير المواقع المجّانية بالاشتراك، وأكّدت أن الشريحة التي هرعت مباشرةً للاشتراك هي شريحة قرّاء النسخة الورقية من الصحيفة.

وتُشير إلى أنّه من الطرق التي تحث الجمهور على الاقتناع بالخدمة الإعلامية المدفوعة، خلق علاقة شخصية معه وجعله شريكاً في المحتوى، وليس قارئًا عاديًا وحسب.

أمّا عن خلاصات هذه التجربة، فتعتبر سكيني أنه من المبكّر الحديث عن مخرجاتها لكونها تجربة ناشئة، ولا يمكن حالياً الحديث عن خلاصات نهائية، لافتةً إلى أن تقييم تفاعل الجمهور مع الخدمات المدفوعة يحتاج إلى عدّة سنوات حتّى يتبلور.

وحثّت الصحفَ العربية أوّلا على الاجتهاد في تقديم محتوى مهني، ومواكبة الأنواع الصحفية الحديثة، ثم الاتجاه بعدها نحو تفعيل الدفع الإلكتروني كحلٍّ أفضل من الاستسلام أمام الإغلاق.

وبناءً على تجربة "النهار"، تقترح سكيني القيام بحملات مكثّفة حول ثقافة الدفع الإلكتروني الآمن، لكون معظم المستهلكين في العالم العربي لا يثقون بالدفع الإلكتروني، مشيرةً إلى أنّ بقيّة الصحف في لبنان لو انتهجت النهج ذاته وفعّلت خدمات إعلامية مدفوعة، فسيحصل نوع من التعاون بين وسائل الإعلام، مما يؤدّي إلى تعزيز ثقافة الدفع الإلكتروني مقابل الحصول على الأخبار بين الجمهور.

وختمت: "بنينا الأساسات ووضعنا خططا تحريرية من أجل إنجاح التجربة المدفوعة، إذ لا يُمكن تخيّل لبنان بدون الصحافة الحرّة وبدون صحيفة النهار انطلاقاً من إرثها التاريخي".. وتضيف "نؤمن بأنَّ الصحافة لا تموت لأنَّ هناك قرّاء في كل مكان يبحثون عن معلومة صادقة".

صحيفة "النهار" اللبنانية هي أولى الصحف العربية التي قرّرت تخصيص مواد من محتواها الإلكتروني بشكلٍ مدفوع، تصوير: محمد أزاكير - رويترز.
صحيفة "النهار" اللبنانية هي أولى الصحف العربية التي قرّرت تخصيص مواد من محتواها الإلكتروني بشكلٍ مدفوع، تصوير: محمد أزاكير - رويترز.

وأوضحت أن "النهار" تفرد جزءا كبيرا من أخبارها لتغطية القضايا العربية وليس اللبنانية فقط، لذلك تدعو القارئ العربي لأن يكون شريكاً في هذه التجربة الفريدة.

ماذا على وسائل الإعلام أن تفعل؟

بالتأكيد فإن الصحيفة التي تعتمد اشتراكاً مدفوعاً مقابل خدماتها، هي صحيفة مستقلّة ولا تتلقّى تمويلاً سياسياً، وهي نقطة تُحسب لها، ولكن لا بد لهذه الوسيلة دائماً أن تسأل نفسها "ما المحتوى الفريد الذي سأقدّمه وأدفع به جماهير الوسائل المجّانية إلى دفع الاشتراك؟".

وفي هذا السياق، يضع المخضرمون في المهنة عدّة معايير يأتي على رأسها ضرورة أن تقدّم أخباراً في منتهى الصدقية، لأن أحد الأسباب الرئيسية لاشتراك الجمهور فيها هو الهروب من الشائعات، إضافةً إلى تقديم أنواع إعلامية غير تقليدية كالإنفوغراف والملخّصات والقصص غير العادية التي تظهر بصمة المؤسسة الإعلامية وخصوصيتها في الطرح، بينما إذا أرادت تداول الأخبار المنقولة فلا بد أن تتيحها بشكلٍ مجّاني وتقيّد محتواها الخاص بشكلٍ مدفوع.

وأخيراً ينصح أهل المهنة بضرورة تقديم المحتوى المرئي (الملتيميديا) والمحتوى المتطوّر عنها (كروس ميديا).

أوائل عام 2011، أعلنت جريدة نيويورك تايمز أن على القراء الاشتراك بملبغ ما مقابل قراءة محتواها، تصوير: ماريو تاما – غيتي.
أوائل عام 2011، أعلنت جريدة نيويورك تايمز أن على القراء الاشتراك بملبغ ما مقابل قراءة محتواها، تصوير: ماريو تاما – غيتي.

 

More Articles

Elections and Misinformation – India Case Study

Realities are hidden behind memes and political satire in the battle for truth in the digital age. Explore how misinformation is influencing political decisions and impacting first-time voters, especially in India's 2024 elections, and how journalists fact-check and address fake news, revealing the true impact of misinformation and AI-generated content.

Safina
Safina Nabi Published on: 30 Apr, 2024
This Indian fact-checking newsroom is at the forefront of the fight against disinformation on the war in Gaza

In the digital battleground of Gaza's war, a surge of disinformation, primarily from Indian Hindu nationalists, paints Palestinians negatively, fueled by Islamophobia and pro-Israeli sentiments; yet, Alt News emerges as a crucial counterforce, diligently fact-checking and debunking these misleading narratives, even in Arabic, amidst a sea of manipulated social media content.

Meer Faisal
Meer Faisal Published on: 5 Dec, 2023
When journalism and artificial intelligence come face to face

What does the future really hold for journalism and artificial intelligence?

Amira
Amira Zahra Imouloudene Published on: 12 Oct, 2023
How to use data to report on earthquakes

Sifting through data sounds clinical, but journalists can use it to seek out the human element when reporting on natural disasters such as earthquakes

Arwa
Arwa Kooli Published on: 19 Sep, 2023
‘I had no idea how to report on this’ - local journalists tackling climate change stories

Local journalists are key to informing the public about the devastating dangers of climate change but, in India, a lack of knowledge, training and access to expert sources is holding them back

Saurabh Sharma
Saurabh Sharma Published on: 13 Sep, 2023
‘Don’t let someone else narrate your stories for you’ - travel journalists in the global south

THE LONG READ: Life as a travel journalist isn’t just for privileged Westerners ‘discovering’ quaint parts of south-east Asia and Africa

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 1 Sep, 2023
‘People need to stop blindly obeying the law’ - journalists fighting on the fringes in Vietnam

THE LONG READ: Imprisoned, exiled and forced to base themselves overseas, independent journalists in Vietnam are punished harshly if they publish the ‘wrong’ sort of content. Some, such as Luật Khoa tạp chí, are fighting back

headshot
AJR Correspondent Published on: 25 Aug, 2023
Ethics and safety in OSINT - can you believe what you see?

OSINT is increasingly important for journalists in a digital world. We take a look at ethics, safety on the internet and how to spot a ‘deepfake’

Sara
Sara Creta Published on: 15 Aug, 2023
‘Other journalists jeer at us’ – life for mobile journalists in Cameroon

Journalists in Cameroon are using their phones in innovative ways to report the news for many different types of media, but major news organisations have still not caught up

Akem
Akem Nkwain Published on: 1 Aug, 2023
Analysis: Could AI replace humans in journalism?

Recent advances in AI are mind-blowing. But good journalism requires certain skills which, for now at least, only humans can master

Mei Shigenobu
Mei Shigenobu Published on: 17 Jul, 2023
Understanding the pitfalls of using artificial intelligence in the news room

We’ve all been amazed by new advances in AI for news rooms. But we must also focus on ensuring its ethical use. Here are some concerns to address

KA
Konstantinos Antonopoulos Published on: 10 Jul, 2023
AI in the newsroom - how to prompt ChatGPT effectively

Interested in using ChatGPT in your work as a journalist? Here’s how to do it more efficiently

KA
Konstantinos Antonopoulos Published on: 29 Jun, 2023
AI in the newsroom - how it could work

AI is now our colleague in the newsroom and is poised to become even more helpful as it gets smarter and we see more opportunities - we look at the potential uses and problems

KA
Konstantinos Antonopoulos Published on: 22 Jun, 2023
What is ChatGPT and why is it important for journalists?

AI is taking the world by storm. In the first of a series of articles about the latest developments, we explain what it's all about

KA
Konstantinos Antonopoulos Published on: 13 Jun, 2023
'Rebuilt memory by memory' - recreating a Palestinian village 75 years after the Nakba

REPORTER'S NOTEBOOK: How it took the collective memories of several generations, painstaking interviews and a determined search through tall grass and prickly plants to recreate a destroyed community

Amandas
Amandas Ong Published on: 4 Jun, 2023
How to analyse satellite imagery

When you have a story, but still need to tie up loose ends to answer where or when a particular event occurred, satellite imagery can point you in the right direction

Sara
Sara Creta Published on: 25 May, 2023
OSINT: Tracking ships, planes and weapons

Tracking ships and planes is an increasingly valuable technique in open-source investigations carried out by journalists. In part 4 of our special series, we examine how it works

Sara
Sara Creta Published on: 18 May, 2023
Planning and carrying out an open-source investigation

Part three of our special series of articles on using OSINT in journalism. This time, follow our four steps to completing an open-source investigation

Sara
Sara Creta Published on: 9 May, 2023
What is an open-source investigation?

In the second part of our special series on using open-source intelligence in journalism, we look at what constitutes and open-source investigation

Sara
Sara Creta Published on: 4 May, 2023
Using open-source intelligence in journalism

Where once journalists relied on sources for information - also known as ‘human intelligence’ (HUMINT) - they now increasingly rely on ‘open-source’ intelligence (OSINT) gathered from the internet, satellite imagery, corporate databases and much, much more

Phil
Phil Rees Published on: 12 Apr, 2023
Getting started on your data story

In the third and final part of our special series of articles on data journalism, we look at how to work as a team and get started on a data-driven story

Mohammed Haddad
Mohammed Haddad Published on: 30 Mar, 2023
How to produce data-based stories

Follow our four steps to successful data journalism - from the story idea through to publication. Part two of our special series

Mohammed Haddad
Mohammed Haddad Published on: 23 Mar, 2023
Understanding data journalism

Data journalism is about much more than just sorting through facts and figures. In the first part of our series, we look at what constitutes data-based storytelling

Mohammed Haddad
Mohammed Haddad Published on: 16 Mar, 2023
‘Leading the voiceless’ - how low-caste Indian journalists are crowdfunding their own newsrooms

Dalit representation in Indian media organisations is very low. Some journalists from the lowest Hindu caste are finding innovative ways to start up their own news platforms

Saurabh Sharma
Saurabh Sharma Published on: 13 Feb, 2023