دي فريس.. شهيد الصحافة الاستقصائية

 

إنه أشهر صحفي استقصائي في هولندا على الإطلاق. صحفي مزعج، متمرس، نزيه، صارم الملامح، مؤمن بعمله حد الهوس، يحب التفاصيل المهمَلة، يتمتع بحاسة استقصائية لا مثيل لها. فضلا عن هذه المزايا كلِّها، كان هذا الصحفي الذي لقي مصرعه في الـ 15 من يوليوز/ تموز الجاري متأثرا بطلقات نارية أصيب بها في رأسه يوم الـ 6 من يوليوز/ تموز، لا يعرف معنى الركوع أمام التهديدات التي تأتيه من كل الزوايا المظلمة. "الجثو على الركبتين ليس وسيلة لتحقيق الحرية". كان هذا شعاره في الحياة، شعار وشمه على جسمه، وحمله معه إلى قبره. 

يوم الـ 14 من مايو/ أيار 2019، أعلن لأول مرة أن اسمه مُدرج على قائمة الاغتيالات التي قيل آنذاك إن زعيم إحدى أخطر الشبكات الإجرامية في هولندا في الوقت الراهن قد أعدها لتصفية خصومه. سريعا ردّ عليه زعيم الشبكة: لا تقلق! طبيعة العمل الاستقصائي الذي تَخصص فيه الراحل، جعلت دمه هدراً، موزعا بين "قبائل" الإجرام في داخل وخارج البلاد. 

كان السؤال المعلق يتلخص في كلمة واحدة: متى؟ التوجه العام داخل الإعلام الهولندي الآن يوصِل خيط جريمة الاغتيال إلى علاقة الراحل بـ "شاهد الملك" في "قضية "مارينغو" (Marengo) التي يحاكم فيها رضوان الطاغي بتهمة إعطاء أوامر لتصفية عدد من الأفراد، منهم ناشطون في العالم السفلي؛ عالم الإجرام، وهو عالم يكاد يكون موازيا للدولة، ومنهم محامون لقيَ أحدهم على الأقل حتفه قبل أكثر من سنة برصاصات مأجورة.

إنه بيتر رودولف دي فريس (1956-2021) المشهور باسمه: بيتر ر. دي فريس. بدأ مشواره الصحفي مراسلا لصحيفة "دي تيلغراف" واسعة الانتشار، أواسط السبعينيات من القرن الماضي لفترة قصيرة ثم انتقل إلى المكتب الرئيسي للصحيفة ذاتها في أمستردام، المدينة التي لقي فيها حتفه. كانت القضية الأولى التي كُلف بها بصفته صحفيا مبتدئا تتعلق بجريمة قتل. منذ اللحظة الأولى التي وقعت عيناه على الملف، أصيب بإدمان هذا النوع من القضايا، ولم يشفَ منه حتى بعد أن أحال نفسه إلى التقاعد، فقد ظل لصيقا بهذا العالم الدموي إلى آخر رمق في حياته. 

 

هاينكن

خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 1983، اختُطف فريدي هاينكن، المدير العام للشركة الهولندية العالمية لإنتاج الجِعة التي تحمل نفس الاسم. ومن يهتم بقضية الاختطاف التي استمرت إلى غاية آخر الشهر نفسه، وتواصلت تداعياتها سنوات طويلة، غير بيتر ر. دي فريس؟ 

يمكن القول إن القدر وضع أمامه قضية من هذا الحجم الكبير، إلا أن طبيعة دي فريس لم تكن لتتوقف عند مجرد نقل الأحداث، بل غاص في أعماقها وتفاصيلها الدقيقة، ولاحق عصابة الاختطاف في كل مكان، فحقق سبقا صحفيا كبيرا في التعرف على هُوية المختطفين الذين طالبوا بفدية خيالية بمقياس ذلك الزمن (ما يعادل 18 مليون دولار).  ثم في وقت لاحق نشر كتابا عن القضية، ما زال يعاد طبعه كل سنة منذ ذلك التاريخ، وتم تصويره للسينما في فيلم جرّ على دي فريس متاعب كثيرة. 

من بين الأشخاص الذين شاركوا في عملية الاختطاف آنذاك ويلم هولايدر، أحد أشهر المجرمين الهولنديين في التاريخ المعاصر. هذا المجرم الخطير، أُفرِج عنه قبل سنوات بعد ماراتون قضائي طويل بين فرنسا، التي فر إليها الخاطفون، وبين هولندا التي طالبت بتسليمهم. 

في العام 1994، تمكن بيترر. دي فريس من التعرف على مكان اختفاء فرانس ماير، شريك هولايدر في جريمة الاختطاف. كان ماير قد أسس أسرته في باراغواي قبل أن يكتشف دي فريس مكان إقامته، لتبدأ مسيرة قضائية طويلة، انتهت بمحاولة اغتيال ماير في أمستردام عام 2018، قبل أن يُعاد إلى السجن ويحكم عليه عام 2019 لمحاولته الهجوم على سيارة لنقل الأموال.

 أما هولايدر فقد تمكن بيتر ر. دي فريس من إعادته إلى السجن بعد أن قام بتهديده بالاغتيال. لم يستسلم دي فريس للتهديد، بل قدم بلاغا ضده، وتمكن من إقناع أختين شقيقتين لهولايدر بالإدلاء بشهادات صادمة شكّلت السند القانوني الذي دفع محكمة الجنايات في أمستردام إلى الحكم على ويلم هولايدر بالسجن مدى الحياة. قد تكون الرصاصات التي أصابت رأس دي فريس في السادس من شهر يوليوز/ تموز وهو خارج من مبنى محطة RTL التلفزيونية الخاصة بأمستردام، مصدرها هذا المجرم الخطير الذي سبق له أن صفى عددا من رجال الأعمال والخصوم المنافسين له في عالم الإجرام.

بعد تجربته الصحفية، انتقل بيتر ر. دي فريس إلى التلفزيون في برنامج اشتهر بسرعة لاهتمامه بما سُمي بـ "القضايا الباردة"، وهي القضايا المغلقة التي عجز القضاء وأجهزة التقصي الجنائية عن حلها. كان دي فريس دوما يقف وراء ضحايا الإجرام، يساندهم ضد البيروقراطية القضائية ولا مبالاة المحاكم بالدلائل الجديدة.

وقد نجح في إعادة فتح عدد مهم من هذه القضايا "الميتة" قضائيا، واكتشف المجرمين ورمى بهم بين أيدي القضاء، كما أعاد فتح ملفات أصدرت فيها المحاكم الجنائية حكمها، واكتشف أنها أحكام جائرة، ليحصل على براءتهم. هذا ما جعله في أعين الكثير من شرائح المجتمع الهولندي من أولئك "الأبطال" الذين يبعث بهم القدر لمؤازرتهم حينما تغيب العدالة بسبب البيروقراطية وأخطاء "المساطر" القانونية. 

في العام 2012 أوقف دي فريس برنامجه التلفزيوني، لكن اسمه كان أشهر من نار على علم فيما يتعلق بقضايا التقصي والاستقصاء الصحفي المرتبط بالجريمة التي تظل دون عقاب.

بقدر ما كان بيتر ر. دي فريس الأمل الوحيد والملجأ للضحايا وذويهم لتحقيق العدالة الغائبة، كان كابوسا مزعجا للمؤسسات القضائية والشرطة الجنائية والسياسيين.

 

تقدير مشوب بالرعب

صرح أحد وزراء العدل السابقين بعد مقتل دي فريس، أن مجرد العلم بأنه فتح ملفا جنائيا مغلقا أو أعلن أنه يتولى التحقيق في قضية جنائية معينة، كفيل بأن يدبّ القلق والرعب في صفوف الوزارة والقضاء، فهذا الشخص لا يهتم بقضية إلا ورأى فيها اعوجاجا في المساطر القانونية أو انحرافا في تطبيق العدل. لكنه الوزير السابق اعترف في نفس الوقت بأن دي فريس كان بمثابة الحارس اليقظ على أبواب دولة القانون. 

قبل عملية اغتياله كان بيتر ر. دي فريس قد دعا إلى التبرع من أجل رفع مبلغ المكافأة التي خصصها للمعلومة "الذهبية" التي قد تقود إلى فك لغز مقتل الطفل نيكي فرستابن منذ أكثر من عشرين عاما. هذه القضية شغلت عقل ووجدان دي فريس، سُدت في وجهه كل السبل إلا أنه لم يستسلم، هذا الملف بالنسبة للقضاء يعتبر ملفا "ميتا"، وبالنسبة للصحفي الراحل ملفا "حيا" يستوجب العثور على الجناة الحقيقيين ومعاقبتهم. 

قضية أخرى كان يشتغل عليها الصحفي المغتال، وهي تقديم الاستشارة للشاهد الملك في قضية رضوان الطاغي الذي يحاكم في الوقت الراهن، بعد أن سلمته سلطات دبي للقضاء الهولندي، على خلفية تهم ثقيلة منها عدد من عمليات الاغتيال الي تظل لغزا حائرا أمام القضاء. خطوة دي فريس ليكون مستشارا لنبيل ب، الذي توصل إلى اتفاق مع النيابة العامة للشهادة ضد رضوان الطاغي فيما أصبح يعرف بقضية القرن، لم تمر دون إثارة ما يكفي من الانتقادات في وجه دي فريس من قبل زملائه الصحفيين الذين يرون أن مهمة الصحفي تنحصر فقط في معرفة الحقيقة، ومن قبل المحامين الذين يتساءلون عن "الصفة" التي بموجبها يقدم دي فريس استشاراته القانونية لشاهد كان ضمن شبكة الطاغي، بحسب التهم الموجهة إليه، قبل أن يعقد صفقة مع النيابة العامة. 

كان جواب دي فريس واضحا ومباشرا: من سيستشيره المتهمُ نبيل، إذا تخلى عنه المحامون خوفا على حياتهم؟

قضية "مارينغو" تشغل الآن الرأي العام الهولندي بكل شرائح مجتمعه، لاسيما الصحافة التي تتابع تفاصيلها أولا بأول. وُجِّهت أصابع الاتهام مباشرة إلى مجموعة المتهم الرئيسي في هذه القضية رضوان الطاغي، الذي دوّخ المباحث الهولندية على مدى سنوات، ولم تتمكن من معرفة مكان إقامته إلا بعد أن وعدت بمكافآت مالية سخية. 

ألقي القبض على الطاغي في دبي وسُلم للقضاء الهولندي على عجل. عُدّ ذلك انتصارا كبيرا للاستعلامات الهولندية آنذاك، وسُجن الطاغي في أشد السجون الهولندية حراسة، وهذا ما دفع محاميته إلى نفي كل الإيحاءات والتهم التي تحاول ربط الطاغي بعملية اغتيال دي فريس، وتساءلت المحامية إنيز ويسكي، التي تعد في الوقت الراهن أشهر وأشرس المحامين في ميدان الجريمة، كيف يعقل لسجين لا يحق له أن يتحدث مع أحد ولا يزوره أحد ولا يهاتف أحدا من غير المحامين، أن يصدر أمرا باغتيال دي فريس؟

 

صوت المظلومين

 الجانب الأكثر إشراقا في حياة الراحل بيتر ر. دي فريس، هو وجهه الإنساني وجرأته في الدفاع عن المظلومين في المجتمع الهولندي، فحينما اشتد النقاش حول استقبال اللاجئين السوريين الذين مزقتهم الحروب في بلادهم، لبس بيتر ر. دي فريس قميصا كتب على صدره: "مرحبا"، مدافعا عن حقهم في الحياة الكريمة والعثور على مأوى آمن. واجه الزعيم الشعبوي خيرت فيلدرز بشراسة، ودحض حججه التي تصب في الهجوم المنظم على الإسلام والمسلمين، وقف سدا منيعا أمام صعود موجة اليمين المتطرف التي يتزعمها في هولندا سياسي شاب يدعى تيري بوديه، ودافع عن الهولنديين من أصول مغربية لما يعانوه من تمييز عنصري بسبب الصور النمطية السلبية التي تربطهم بكل ما له علاقة بالجريمة، ودعا إلى تكافؤ الفرص في التعليم والتشغيل. 

هذه المواقف المشرفة جعلت كل الشرائح المظلومة في المجتمع الهولندي تبكي رحيله، وتعبر عن حزنها كأنها فقدت عزيزا عليها، وكان دي فريس عزيزا على قلوب من لا صوت لهم. كان صوتَهم، كان محاميهم أمام سطوة الجو العام الكاره لكل ما هو أجنبي، كانوا يرون فيه نصيرهم ضد نفاق السياسة لخضوعها لتوجهات الرأي العام الذي يسيطر اليمين بكل أطيافه على تفاصيله. 

القدْر الهائل من رسائل التعزية التي عبر عنها الهولنديون من أصول أجنبية ومواساتهم لعائلة الراحل، تعبر عن فداحة الخسارة. 

في نعي أسرته له.. كتبت أحد أبنائه:" أبي، سيكون الأمر على ما يرام!"

المزيد من المقالات

"انتحال صفة صحفي".. فصل جديد من التضييق على الصحفيين بالأردن

المئات من الصحفيين المستقلين بالأردن على "أبواب السجن" بعد توصية صادرة عن نقابة الصحفيين بإحالة غير المنتسبين إليها للمدعي العام. ورغم تطمينات النقابة، فإن الصحفيين يرون في الإجراء فصلا جديدا من التضييق على حرية الصحافة وخرق الدستور وإسكاتا للأصوات المستقلة العاملة من خارج النقابة.

بديعة الصوان نشرت في: 28 أبريل, 2024
إسرائيل و"قانون الجزيرة".. "لا لكاتم الصوت"

قتلوا صحفييها وعائلاتهم، دمروا المقرات، خاضوا حملة منظمة لتشويه سمعة طاقمها.. قناة الجزيرة، التي ظلت تغطي حرب الإبادة الجماعية في زمن انحياز الإعلام الغربي، تواجه تشريعا جديدا للاحتلال الإسرائيلي يوصف بـ "قانون الجزيرة". ما دلالات هذا القانون؟ ولماذا تحاول "أكبر ديمقراطية بالشرق الأوسط" إسكات صوت الجزيرة؟

عمرو حبيب نشرت في: 22 أبريل, 2024
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024
عن إستراتيجية طمس السياق في تغطية الإعلام البريطاني السائد للحرب على غزّة

كشف تحليل بحثي صدر عن المركز البريطاني للرقابة على الإعلام (CfMM) عن أنماط من التحيز لصالح الرواية الإسرائيلية ترقى إلى حد التبني الأعمى لها، وهي نتيجة وصل إليها الباحث عبر النظر في عينة من أكثر من 25 ألف مقال وأكثر من 176 ألف مقطع مصور من 13 قناة تلفزيونية خلال الشهر الأول من الحرب فقط.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 13 مارس, 2024
صحفيات غزة.. حكايات موت مضاعف

يوثق التقرير قصص عدد من الصحفيات الفلسطينيات في قطاع غزة، ويستعرض بعضاً من أشكال المعاناة التي يتعرضن لها في ظل حرب الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

فاطمة بشير نشرت في: 12 مارس, 2024
عن العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن

تبرز دراسة حديثة أن أكثر من نصف الصحفيات الأردنيات تعرضن للعنف الرقمي. البعض منهن اخترن المقاومة، أما البعض الآخر، فقررن ترك المهنة مدفوعات بحماية قانونية ومهنية تكاد تكون منعدمة. هذه قصص صحفيات مع التأثيرات الطويلة المدى مع العنف الرقمي.

فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 11 مارس, 2024
الصحافة المرفقة بالجيش وتغطية الحرب: مراجعة نقدية

طرحت تساؤلات عن التداعيات الأخلاقية للصحافة المرفقة بالجيش، ولا سيما في الغزو الإسرائيلي لغزة، وإثارة الهواجس بشأن التفريط بالتوازن والاستقلالية في التغطية الإعلامية للحرب. كيف يمكن أن يتأثر الصحفيون بالدعاية العسكرية المضادة للحقيقة؟

عبير أيوب نشرت في: 10 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
في ظل "احتلال الإنترنت".. مبادرات إذاعية تهمس بالمعلومات لسكان قطاع غزة

في سياق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقطع شبكات الاتصال والتضييق على المحتوى الفلسطيني، يضحي أثير الإذاعة، وبدرجة أقل التلفاز، وهما وسيلتا الإعلام التقليدي في عُرف الإعلاميين، قناتين لا غنى عنهما للوصول إلى الأخبار في القطاع.

نداء بسومي
نداء بسومي نشرت في: 3 مارس, 2024
خطاب الكراهية والعنصرية في الإعلام السوداني.. وقود "الفتنة"

تنامى خطاب الكراهية والعنصرية في السودان مع اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان، وانخراط صحفيين وإعلاميين ومؤسسات في التحشيد الإثني والقبلي والعنصري، بالتزامن مع تزايد موجات استنفار المدنيين للقتال إلى جانب القوات المسلحة من جهة والدعم السريع من جهة أخرى.

حسام الدين حيدر نشرت في: 2 مارس, 2024
منصات تدقيق المعلومات.. "القبة الحديدية" في مواجهة الدعاية العسكرية الإسرائيلية

يوم السابع من أكتوبر، سعت إسرائيل، كما تفعل دائما، إلى اختطاف الرواية الأولى بترويج سردية قطع الرؤوس وحرق الأطفال واغتصاب النساء قبل أن تكشف منصات التحقق زيفها. خلال الحرب المستمرة على فلسطين، واجه مدققو المعلومات دعاية جيش الاحتلال رغم الكثير من التحديات.

حسام الوكيل نشرت في: 28 فبراير, 2024
كيف نفهم تصاعد الانتقادات الصحفية لتغطية الإعلام الغربي للحرب على قطاع غزّة؟

تتزايد الانتقادات بين الصحفيين حول العالم لتحيّز وسائل الإعلام الغربية المكشوف ضد الفلسطينيين في سياق الحرب الجارية على قطاع غزّة وكتبوا أنّ غرف الأخبار "تتحمل وِزْر خطاب نزع الأنسنة الذي سوّغ التطهير العرقي بحق الفلسطينيين"

بيل دي يونغ نشرت في: 27 فبراير, 2024
حوار | في ضرورة النقد العلمي لتغطية الإعلام الغربي للحرب الإسرائيلية على غزة

نشر موقع ذا إنترسيبت الأمريكي، الذي يفرد مساحة واسعة للاستقصاء الصحفي والنقد السياسي، تحليلا بيانيا موسعا يبرهن على نمط التحيز في تغطية ثلاث وسائل إعلام أمريكية كبرى للحرب الإسرائيلية على غزّة. مجلة الصحافة أجرت حوارا معمقا خاصا مع آدم جونسون، أحد المشاركين في إعداد التقرير، ننقل هنا أبرز ما جاء فيه.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 25 فبراير, 2024
في فهم الفاعلية: الصحفيون وتوثيق الجرائم الدولية

إن توثيق الجرائم الدولية في النزاعات المسلحة يُعد أحد أهم الأدوات لضمان العدالة الجنائية لصالح المدنيين ضحايا الحروب، ومن أهم الوسائل في ملاحقة المجرمين وإثبات تورطهم الجُرمي في هذه الفظاعات.

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 24 فبراير, 2024
الصحافة في زمن الحرب: مذكرات صحفي سوداني

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في منتصف نيسان/أبريل 2023، يواجه الصحفيون في السودان –ولا سيما في مناطق النزاع– تحديات كبيرة خلال عملهم في رصد تطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد جراء الحرب.

معاذ إدريس نشرت في: 23 فبراير, 2024
محرمات الصحافة.. هشاشتها التي لا يجرؤ على فضحها أحد

هل من حق الصحفي أن ينتقد المؤسسة التي يعمل بها؟ لماذا يتحدث عن جميع مشاكل الكون دون أن ينبس بشيء عن هشاشة المهنة التي ينتمي إليها: ضعف الأجور، بيئة عمل تقتل قيم المهنة، ملاك يبحثون عن الربح لا عن الحقيقة؟ متى يدرك الصحفيون أن الحديث عن شؤون مهنتهم ضروري لإنقاذ الصحافة من الانقراض؟

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 20 فبراير, 2024
هل يفرض الحكي اليومي سردية عالمية بديلة للمعاناة الفلسطينية؟

بعيدا عن رواية الإعلام التقليدي الذي بدا جزء كبير منه منحازا لإسرائيل في حربها على غزة، فإن اليوميات غير الخاضعة للرقابة والمنفلتة من مقصلة الخوارزميات على منصات التواصل الاجتماعي قد تصنع سردية بديلة، ستشكل، لاحقا وثيقة تاريخية منصفة للأحداث.

سمية اليعقوبي نشرت في: 19 فبراير, 2024
شبكة قدس الإخبارية.. صحفيون في مواجهة الإبادة

في ذروة حرب الإبادة الجماعية التي تخوضها إسرائيل ضد غزة، كانت شبكة القدس الإخبارية تقاوم الحصار على المنصات الرقمية وتقدم صحفييها شهداء للحقيقة. تسرد هذه المقالة قصة منصة إخبارية دافعت عن قيم المهنة لنقل رواية فلسطين إلى العالم.

يوسف أبو وطفة نشرت في: 18 فبراير, 2024
آيات خضورة.. الاستشهاد عربونا وحيدا للاعتراف

في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استشهدت الصحفية آيات خضورة إثر قصف إسرائيلي لمنزلها في بيت لاهيا شمالي القطاع، بعد ساعات قليلة من توثيقها اللحظات الأخيرة التي عاشتها على وقع أصوات قنابل الفسفور الحارق والقصف العشوائي للأحياء المدنية. هذا بورتريه تكريما لسيرتها من إنجاز الزميل محمد زيدان.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 16 فبراير, 2024
"صحافة المواطن" بغزة.. "الجندي المجهول" في ساحة الحرب

في حرب الإبادة الجماعية في فلسطين وكما في مناطق حرب كثيرة، كان المواطنون الصحفيون ينقلون الرواية الأخرى لما جرى. "شرعية" الميدان في ظروف حرب استثنائية، لم تشفع لهم لنيل الاعتراف المهني. هذه قصص مواطنين صحفيين تحدوا آلة الحرب في فلسطين لنقل جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال.

منى خضر نشرت في: 14 فبراير, 2024