التلفزيون كتابع لمنصات التواصل الاجتماعي 

قبل سنة كنت أعمل في مؤسسة تلفزيونية، وكان الاجتماع الشهري العام -لمديري أقسام التحرير والتواصل الاجتماعي والأخبار وغيرها- يتركز حول أرقام المشاهدات والتفاعلات على المنصات الرقمية، التي يرتبط بها "مقياس النجاح" والتفوق على المنافسين.

أذكر أن معظم القائمين على تلك المنصات كانوا من المختصين بمجال التسويق الإلكتروني (Digital Marketing)، وليسوا من الصحفيين. وعندما تسائلهم الإدارة عن ضعف التفاعل والمشاهدات على المنصات الرقمية؛ كانوا يرمون الكرة في وجه الصحفيين لأنهم لا ينتجون مواد تتناسب مع متطلبات وسائل التواصل الاجتماعي، و"معيارهم" لهذا التناسب هو عدد المشاهدات فقط!

تعيش معظم المؤسسات الإعلامية صراعا داخليا بين الصحفيين وناشري المحتوى والمسوقين الرقميين، ويخلف هذا الصراع سؤالا كبيرا حول من يتحكم بمن؟ التلفزيون، أم وسائل التواصل الاجتماعي؟ ولمن الكلمة الفصل حول طبيعة المواد المنشورة؟

 

النجاح على المنصات الرقمية

لو صادفت مادة منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، وحصلت على مليون مشاهدة، بينما لم تتجاوز أعداد المشاركات والتعليقات والإعجابات حاجز الألف، ماذا ستقول؟

بلمحة سريعة، لو أردنا تتبع أسس النجاح على المنصات الرقمية، فينبغي أن نعرف أن عدد المشاهدات (Views) المرتفع ليس العامل الوحيد وراء القول: إن هذه المنصة الرقمية "ناجحة". لكن الأساس هو التفاعل (Interaction) الذي يحسب عن طريق قياس متوسط عدد التعليقات والإعجاب والمشاركة والمشاهدات مقارنة بعدد المتابعين (1) وهو ما يعرف بالـ "Engagement". ويمكن تلخيص أهم معايير الوصول إلى تفاعل قوي على المنصات الرقمية، بـسرعة النشر، وتجنب المبالغة عند نقل الأخبار، والابتعاد عن الأشكال النمطية في تقديم المعلومة، واختيار عناوين تشجع على التفاعل، واختيار المحتوى المناسب لكل منصة، ومعرفة الوسوم المتداولة، وأفضل أوقات النشر (2)، وطرح المواد التفاعلية التي تهم الجمهور المستهدف من حيث طرح قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية، ومعرفة خصائص المتابعين الديموغرافية (3).

لكن السعي نحو زيادة المشاهدات والإعجابات، يدفع الكثير من التلفزيونات لشراء مشاهدات وإعجابات وهمية، الأمر الذي بدأت المنصات الرقمية بمحاربته (4). كما تلجأ كثير من التلفزيونات إلى دفع مبالغ مالية لـ "فيسبوك" و"إنستغرام" وغيرها عن طريق تمويل منشوراتها (Sponsored)؛ لزيادة التفاعل، خاصة بعد اعتماد فيسبوك معايير تقلل من وصول المحتوى للجمهور. فمنذ نهاية 2020، انخفض متوسط ​​الوصول المنشورات إلى 5.2٪ مقارنة بـ 5.5٪عام 2019 و7.7٪ عام 2018 (5).

ولا تنحصر المنافسة بين التلفزيونات فقط، بل مع منصات رقمية ظهرت مع نشوء وسائل التواصل الاجتماعي، وباتت تهدد تلفزيونات كبرى بارتفاع حجم التفاعل لديها؛ كونها لا تتقيد بأي معايير صحفية. وهنا تعمد بعض التلفزيونات للتضحية ببعض معاييرها الصحفية للمنافسة على المشاهدات.

ويمكن أن نلحظ ذلك عن طريق الكثير من الحسابات الفردية التي كانت تحصل على أرقام تفاعلية عالية، وعند تبني أي مؤسسة لصاحب ذلك الحساب ينخفض تلقائيا التفاعل؛ نتيجة قيود السياسة التحريرية أولا، ومعايير الصحافة ثانيا (6). 

 

المنصات الرقمية وسمعة التلفزيون

يرى غالبية القائمين على المنصات الرقمية التابعة للقنوات الناطقة بالعربية، أن قوة المنصات الرقمية لوسائل الإعلام هي مصدر النجاح؛ لأن ذلك دليل قدرتها على جذب أكبر عدد ممكن من المتابعين الذين يتفاعلون مع المواد؛ ما يؤدي إلى ارتفاع أرقام المشاهدات والوصول إلى شريحة أكبر من المتابعين (7). فالأرقام الحقيقية تعني نجاح الوصول للجمهور، خاصة مع امتلاكه لخبرة كبيرة مع وسائل التواصل واختيار الصفحات المميزة التي تعبر عنه. فمثلا متابعة الجمهور وتفاعله مع المنصات الرقمية للوسيلة الإعلامية يعني اعتمادهم على هذه الوسيلة كمصدر للخبر إضافة إلى ولائهم للوسيلة (8). ولكن ينبغي الانتباه -دائما- إلى أن هذا النجاح مرتبط بأن الأرقام حقيقية وليست وهمية، وبالتالي يمكن قياس قدرة الوسيلة على مخاطبة الجمهور (9).

هذا السعي للوصول إلى أرقام عالية دفع كثيرا من التلفزيونات إلى نشر مواد تثير جدلا حول قيمتها الصحفية، لكنها تجذب ملايين المشاهدات، وتكون إما للتسلية والترفيه أو أنها  تشكل "ترند" على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكذلك يعمل مديرو الكثير من الصفحات الرقمية على رفع نسبة الفيديوهات المباشرة (Live) التي تأتي من التلفزيون مباشرة؛ لتعويض أي تقصير في المحتويات الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي؛ بحيث يصبح دور المنصة الرقمية أشبه ببث القمر الصناعي.

واللجوء إلى البث المباشر ليس فقط لمزامنة البث الفضائي، بل لأن الفيديو المباشر يجذب تفاعلًا أعلى بـ 6 مرات من الفيديو العادي، وكذلك، فإن هذا البث يبقى إلى أجل غير مسمى، ولا يختفي في وقت قريب أو معلوم، وهنا تصطاد الوسائل الإعلامية عصفورين بحجر واحد (10).

 

لمن الكلمة الفصل في النشر؟

تخضع المواد المنشورة -بشكل أساسي- لمعايير صحفية مرتبطة بالسياسة التحريرية، مع مراعاة معايير وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق الوصول والتفاعل. وتحدد طبيعة المواد المنشورة وفق آلية متفق عليها بين الصحفيين الذين يمارسون دور الناشرين أيضا، ومسؤولي التسويق الرقمي الذين يساعدون على تحسين المحتوى والشكل؛ لتحقيق المزيد من التفاعل (11).

إلى جانب ذلك، فإن التسويق يخضع لعمل جماعي، كأن يرسل المسؤول الرقمي توصياته والمحاذير والتنبيهات التي تتجدد بشكل يومي من قبل المنصات. أما الصحفي فيقوم بإرسال مواده طبقا لهذه المعايير، مع الأخذ بعين الاعتبار دائما أنك على منصة لا تملكها، وبالتالي فأنت تخضع لقوانينها، وهذا لا يعني أن محتوى التلفزيون الذي يتم نشره غير خاضع لمعايير صحفية، فالوصول إلى الموازنة بين قوانين هذه المنصات ومعايير الصحافة هو هدف دائم (12).

لكن زيادة التفاعل تدعو إلى طرح محتوى مثير وغير خبري؛ بحيث يخلق تفاعلا ونقاشا وتحفيزا للجمهور الذي يطرح رأيه وأسئلته من خلال تلك المنصات. فوسائل التواصل الاجتماعي تتحكم بمنشورات التلفزيون، بعدما أصبح متأخرا عن طرح القضايا وإثارة الجدل؛ بدليل أننا لا نكاد نسمع أي قضية طرحها تلفزيون أصبحت محط نقاش على وسائل التواصل الاجتماعي، بل إن القضايا الجدلية تبدأ وتشتعل على وسائل التواصل ثم تنتقل إلى الإعلام التقليدي (13).

ويبدو أن الصراع بين الصحافة والتسويق الرقمي لن ينتهي قريبا؛ ما دامت محددات النجاح تخضع بشكل أساسي لأرقام التفاعلات والمشاهدات. وباستثناء يوتيوب الذي يعتبر أرشيفا إلكترونيا للوسيلة، بحيث يكون المحتوى الصحفي الرصين كبيرا جدا؛ فالتفاعل فيه ليس العنصر الأساسي الوحيد.

 

جودة المواد الصحفية

إن السعي وراء أرقام المشاهدات الكبيرة على صفحات التواصل الاجتماعي يكاد يلغي جودة المواد الصحفية المنشورة على تلك المنصات؛ لأن طبيعة الجمهور تلعب دورا كبيرا في تحديد المحتوى الذي تقدمه التلفزيونات على منصاتها. فأغلبها تتجه نحو إرضاء الجمهور؛ لزيادة وجودها الرقمي والتفاعل مع منشوراتها، ولكنها تحاول أيضا الحفاظ على معايير صحفية لإرضاء شرائح أخرى من الجمهور الذي ينظر إليها كمصدر للأخبار الصحيحة (14). وفي ظل هذا الواقع تسعى بعض التلفزيونات للموازنة بين حاجة الجمهور والصحافة، بحيث تحذف منشورات عليها ملايين من المشاهدات والزيارات والتفاعلات إذا كانت لا تتوافق مع معايير الصحافة أو السياسية التحريرية للتلفزيون (15).

 

حلول رقمية 

طبيعة المنصات الرقمية ومعاييرها لا تقبل نشر كل ما ينتجه التلفزيون، وكذلك التلفزيون لا يمكنه التأقلم مع المحتويات المعدة للنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، مع وجود استثناءات لبعض القنوات.

وللحد من حالة الاستقطاب بين وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون تشترط بعض القنوات أن يكون منتجو المحتوى للمنصات الرقمية من الصحفيين المتمرسين في إعداد محتوى رقمي مميز، بناء على معرفته بالأحداث الراهنة وأهميتها، إضافة للقدرة على اختيار قوالب مناسبة لإيصال المعلومات عبرها (16).

وبالإضافة إلى ذلك، يجب تقديم مواد سريعة وخفيفة، مع مراعاة رصانة المحتوى الصحفي؛ كيلا تصبح منصات التلفزيونات في منافسة مع منصات التواصل الاجتماعي الناشئة حديثا، والتي لا تتقيد بمعايير الصحافة (17). 

لذا؛ فإن تطوير محتوى خبري خاص بالمنصات الرقمية يعد من الحلول المتوازنة للحد من سيطرة الرقمنة ومعايير الصحافة الصارمة كتجربة الجزيرة على منصاتها الرقمية المسماة "إيجاز".

وتعمل الكثير من التلفزيونات على إنشاء منصات بديلة لما يمكن أن نسميه الإعلام الجديد أو إعلام مواقع التواصل. لكن معظمها خاضع بشكل كلي لمعايير التواصل الاجتماعي، ومن هذه المنصات على سبيل المثال: إي جي بلس التابعة للجزيرة وأنا العربي التابعة للتلفزيون العربي وسوريا ستريم التابعة لتلفزيون سوريا. لكنها تلجأ إلى المواد الساخرة وتقارير الإنفوغراف في غالب المحتوى، متناسية الجانب الخبري المبني على رصانة التلفزيون.

ختاما، يمكن القول بأن من يعمل على تأسيس منصات إخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي، يكون طابعها ليس ساخرا، وليس ناقلا لمواد التلفزيون الجامدة، بل قالبا جديدا يساهم في تعزيز صورة التلفزيون ورصانة معايير الصحافة ويواكب سرعة وخفة مواد عصر الرقمنة، سيكون صاحب السبق الرقمي الصحفي المرئي.

 

المراجع:

1-4-6-9- 13-17) مقابلة عبر الإنترنت مع بسام شحادات، خبير واستشاري في الإعلام الرقمي.

 

2-7-11-14-16) مقابلة عبر الإنترنت مع معتز عنتابي، صحفي متخصص بوسائل التواصل الاجتماعي، ومشرف رقمي على منصات تلفزيون تي ري تي العربية.

  

3-8- 12-15) مقابلة عبر الإنترنت مع بيان الخانجي، مسؤولة مواقع التواصل الاجتماعي في تلفزيون سوريا.

5-10) https://blog-hootsuite-com.cdn.ampproject.org/c/s/blog.hootsuite.com/facebook-algorithm/amp/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023