عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

استمع إلى المقالة

لم يكن انحياز الإعلام الغربي في تغطيته لحرب الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني جديدا أو غريبا، لكنه كان صادما في درجته، ولا سيما مع حجم الجرائم التي يرتكبها على مدار الساعة طوال أشهر.

كُتب كثيرا عن السلبيات التي شابت تغطيات الإعلام الغربي للحرب على غزة، ولا سيما في الأسابيع الأولى من الحرب، لكن اللافت أن عمل مراسلي الفضائيات الغربية الميدانيين يبدو متشابها إلى حد بعيد مع وقائع مضى عليها أكثر من 20 عاما.

رغم أن المراسل من المفترض أن يكون عمله ميدانيا، فإن الإعلام الغربي اكتفى بإرسال مراسلين للذهاب بصحبة قوات الاحتلال، ومن البدهي ألا تسمح إسرائيل لهم بنشر روايات تتناقض مع سرديتها، إلا أن هذا لم يردع وسائل الإعلام الغربية عن الخضوع للشروط الإسرائيلية. لقد أدى ذلك إلى جملة من الأخطاء المهنية؛ مثل تورط مراسل قناة فوكس نيوز في تصوير مشهد تمثيلي للقبض على مقاتل من حماس، ليتضح أن هذا المقاتل المزعوم ليس إلا أحد جنود الاحتلال، وأن المشهد كله مفبرك. كما انتشرت مشاهد لمراسلين أجانب ينبطحون أرضا ويزعمون أنهم يتعرضون لقصف صاروخي من جانب المقاومة الفلسطينية، بينما يظهر آخرون في الكادر وهم يسيرون بهدوء.

من بدهيات التغطية الميدانية في الحروب تخصيص مراسلين لتغطية الحرب على الجبهتين المتقاتلتين، إلا أن أغلب وسائل الإعلام الغربية اكتفت بالتغطية من الجانب الإسرائيلي، بينما وضعت بعضها مراسلين على حدود قطاع غزة.

ثم كانت السقطة الكبرى عندما رافقت مراسلة بي بي سي قوات الاحتلال أثناء اقتحامها مستشفى الشفاء شمالي غزة، وأخذت تستعرض معهم ما يزعمون أنها مضبوطات عثروا عليها، وهي رواية أشبعها العالم نقدا وسخرية من تهافتها وتناقضها وعدم تناسبها مع السيناريوهات التي سوّقها الاحتلال لما كان يزعم أنها مقرات لقيادات حماس تحت المستشفى.

من بدهيات التغطية الميدانية في الحروب كذلك، تخصيص مراسلين لتغطية الحرب على الجبهتين المتقاتلتين، إلا أن أغلب وسائل الإعلام الغربية اكتفت بالتغطية من الجانب الإسرائيلي، بينما وضعت بعضها مراسلين على حدود قطاع غزة، ولكن من الجانب الإسرائيلي كذلك! للإيحاء بتقديم تغطية متوازنة. كما ظهر بعض المراسلين من الفنادق التي يقيمون فيها بإسرائيل للحديث عن تطورات الحرب على غزة، وهو ما يتناقض مع الغرض من عملهم الميداني.

يظهر هذا الانحياز من البداية، حين ترسل وسائل الإعلام الغربية مراسلين أجانب لتغطية الأحداث في الشرق الأوسط، فأغلبهم لا يجيدون اللغة العربية ويعرفون الشيء القليل عن تعقيدات المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعسكري للمنطقة.

من المهم توثيق الأخطاء المهنية التي تورط بها الإعلام الغربي في هذه الحرب، لكن الأهم إخضاع الأداء الإعلامي الغربي لتحليلات أعمق، والنظر إليه من زوايا متعددة، ومنها المنظور التاريخي، الذي يحلل الظواهر استنادا إلى خبرات سابقة، وذلك لمقارنتها بالواقع الحالي، سواء من ناحية التشابه أو الاختلاف.

يظهر هذا الانحياز من البداية، حين ترسل وسائل الإعلام الغربية مراسلين أجانب لتغطية الأحداث في الشرق الأوسط، فأغلبهم لا يجيدون اللغة العربية ويعرفون الشيء القليل عن تعقيدات المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعسكري في هذه المنطقة من العالم، وهو ما يؤدي إلى تغطيات سطحية تعج بالصور النمطية والتحليلات الاستشراقية. والجدير بالذكر أن الجزيرة تميزت منذ انطلاقتها عام 1996 بتلافيها هذه النواقص؛ إذ وظفت مراسلين محليين متخصصين لتغطية الأحداث الكبرى التي تتسم بالتعقيد، وهو ما منحها نقطة قوة ميزتها عن غيرها من الشبكات الإخبارية العالمية.

وفي سياق اللجوء إلى المنظور التاريخي لتحليل أداء الإعلام الغربي، لن نجد نماذج دالة أكثر من الحرب على أفغانستان عام 2001، والحرب على العراق عام 2003، فخلال هذين الحدثين ظهر جليا الانحياز الإعلامي الغربي لصالح الولايات المتحدة، وتبني سرديات الإدارة الأمريكية ومزاعمها بشأن أسباب الحرب ومجرياتها في البلدين، كما ظهر دور الجزيرة وأهميتها في مواجهة هذا الرغبة في التعتيم على الحقيقة.

حرصت الإدارة الأمريكية على الحصول على تأييد وسائل الإعلام للحرب في أفغانستان، كما حرصت أن تكون روايتها للأحداث هي السائدة، وكان البنتاغون يولي اهتماما غير مسبوق بالإعلام. ومن أجل تحقيق ذلك اتبعت الإدارة الأمريكية عددا من الإستراتيجيات، منها السيطرة على وسائل الإعلام من خلال قوانين رقابية لحملها على تقديم تقارير متفقة مع مصالحها، إضافة إلى محاولة "تحييد" وسائل الإعلام التي تحاول نقل صورة ما يجري على أرض الواقع، وهو ما تجلى على سبيل المثال في قصف القوات الأمريكية لمقر قناة الجزيرة في العاصمة كابول.

وفي حرب العراق، طبق الجيش الأمريكي آلية مراقبة جديدة عن طريق ضم الصحفيين إلى القوات في الميدان، والسماح لهم بالانضمام للوحدات العسكرية وتخصيص أماكن لهم داخل الدبابات وقواعد الجيش، بعد إخضاعهم لشروط قاسية قبل الموافقة على مشاركتهم، أهمها عرض الصور على الرقابة أولا للحصول على موافقة قبل إرسالها إلى مركز البث، ومن ثَمّ فقد تأثر عمل هؤلاء بالرواية الرسمية إلى حد بعيد.

كان الصحفيون في النهاية جزءا لا يتجزأ من القوات الأمريكية والبريطانية، وأدى ذلك إلى تحول الإعلام الأمريكي إلى مجرد أداة دعاية لوجهة نظر إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، فلم تكن ثمة أي أصوت ناقدة تراجع ادعاءات الإدارة الأمريكية بشأن العراق.

أما من لم يذهبوا مع القوات، فكانوا يقدمون تقاريرهم من ردهات الفنادق الآمنة نسبيا واعتمدوا على الجيش الأمريكي للوصول إلى سياق الأحداث. واشتكى صحفيون من القيود التي فرضت عليهم ومنعهم من تغطية الحرب في عدد من المناطق. وإذا كان الوضع الميداني حرجا، فإن الصحفيين يصبحون أول من يتعرض للإجلاء من أرض المعركة ليصبحوا غير قادرين على التغطية. كان الصحفيون في النهاية جزءا لا يتجزأ من القوات الأمريكية والبريطانية، وأدى ذلك إلى تحول الإعلام الأمريكي إلى مجرد أداة دعاية لوجهة نظر إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، فلم تكن ثمة أي أصوت ناقدة تراجع ادعاءات الإدارة الأمريكية بشأن العراق.

كان هناك تبادل مصالح بين وسائل الإعلام والجيش؛ فقناة فوكس نيوز على سبيل المثال مملوكة لشركة جنرال إلكتريك إحدى أكبر شركات صناعة الأسلحة، كما كانت جوديث ميلر الصحفية التي ادعت وجود أسلحة دمار شامل بالعراق على علاقة قوية بديك تشيني نائب جورج بوش، وكان الرئيس نفسه وأعضاء إدارته يستشهدون بالأكاذيب التي تنشرها وسائل الإعلام الأمريكية عن العراق في خطاباتهم.

ومن أجل إبقاء خطوط الاتصال الخاصة بهم مع الإدارة أو البنتاغون مفتوحة، فإن على الصحفيين نقل وجهة النظر الرسمية والترويج لها. تجنب معظم المعلقين النقد وأضفوا الشرعية على الأعمال العسكرية الأمريكية. أما من حاولوا تقديم تغطية مختلفة، فكانت تُمارس عليهم ضغوط لإجبارهم على الالتزام بالرواية الرسمية، وهي ضغوط تنوعت اتجاهاتها بدءا من الحكومة مرورا بوسائل الإعلام نفسها.

لم تقدم وسائل الإعلام الأمريكية صورة شاملة ومتوازنة للحرب؛ إذ ركزت على التكنولوجيا العسكرية المتقدمة لدى الجيش الأمريكي، وقدمت الحرب من منظور رسمي وفي رسائل مصممة للجمهور في الولايات المتحدة، بينما ركزت الجزيرة ومثيلاتها من الفضائيات العربية على المعاناة الإنسانية والتدمير الذي ‏لحق بالمدنيين العراقيين، وكان للشبكات العربية اتصالات أفضل على الأرض مع السلطات ‏العراقية والمدنيين؛ لأن معظمهم يتحدثون العربية بسبب المعايير ‏الثقافية والدينية والتاريخية المشتركة، وهو ما أظهر أهمية توظيف مراسلين محليين. وعلاوة ‏على ذلك، حاولت الشبكات العربية التواصل مع جماهير مختلفة. ‏أما الشبكات الأمريكية، فقدمت الحرب من منظور أمريكي وفي رسائل مصممة للجمهور في الولايات المتحدة.

بدت لغة الحرب على سي أن أن على سبيل المثال "لطيفة" ومجردة واشتملت على عبارات من قبيل: "الأهداف الناعمة" و"القصف البساطي" و"القنابل الزهرية". لكن لغة الحرب على الجزيرة كانت صريحة ولم تترك مجالا للشك في عقول المشاهدين بأن الناس سيقتلون جراء التدخل الأمريكي في أفغانستان والعراق. كما أن استخدام القناة في تغطيتها للصراعات والحروب صورا مباشرة يجعلها أقرب إلى تمثيل الواقع كما هو، ونقل وجهه الحقيقي بما يحمله من بؤس ومعاناة للضحايا والمهمشين، لكنها صور غالبا ما لا تجد طريقها إلى شاشات الإعلام الغربي لاعتبارات تتعلق بـ"عدم الملاءمة مهنيا".

ومن جديد، دفعت تغطية الجزيرة القيادة الأمريكية في الميدان وفي البيت الأبيض إلى محاولة إسكات صوتها أو تغيير نهجها من خلال ممارسة الضغوط السياسية والإعلامية، وتوجيه انتقادات واتهامات. وكما حدث في حرب أفغانستان، تُوِّجت الضغوط الأمريكية بقصف مقر الجزيرة في بغداد، وهو ما أدى إلى استشهاد مراسل الجزيرة طارق أيوب.

والمحصلة أن وسائل الإعلام الأمريكية فشلت في الاضطلاع بمسؤولياتها واستُخدِمت بوصفها أدوات للتلاعب والدعاية من قبل إدارة بوش في الترويج لحرب العراق، بسبب ارتباطها بدون رؤية نقدية بخطاب النخبة أو الدولة، ولا سيما في أوقات الحرب أو الأزمات السياسة الخارجية.

بعد هذا الاستعراض لما جرى قبل أكثر من عقدين، يمكن القول إن وسائل الإعلام الغربية تعيد السقوط في نفس ما تورطت به عامي 2001 و2003، لكن الفارق أنها لم تعد تسيطر على تدفق المعلومات وفقدت كثيرا من مصداقيتها، كما أسهمت الجزيرة ومواقع التواصل الاجتماعي في فضح جرائم الحرب الإسرائيلية المستمرة وحقيقة ما يجري في غزة، وهو ما أجبر بعض وسائل الإعلام على تغيير خطابها قليلا، لكن بعد فوات الأوان.

 

المصادر

-  عزيز دواي، "القوة الناعمة لوسائل الإعلام الهجين: تلاقي وسائل الإعلام وتأثير ‏الجزيرة"، في ‏"الجزيرة في عشرين ‏عاما: أثرها في الإعلام ‏والسياسة والأكاديميا"، تحرير عز الدين عبد المولى ونور الدين الميلادي، مركز الجزيرة ‏للدراسات، الدوحة، 2016.
- محمد الزياني، "سياسة التمثيل وثقافة الجزيرة الإخبارية"، في ‏"الجزيرة في عشرين ‏عاما: أثرها في الإعلام ‏والسياسة والأكاديميا"، تحرير عز الدين عبد المولى ونور الدين الميلادي، مركز الجزيرة ‏للدراسات، الدوحة، 2016.

 

Douglas Kellner. (2008). War Correspondents, the Military, and ‎‎Propaganda: Some Critical Reflections. ‎International Journal of ‎‎Communication 2, 297-330.‎
Marc Lynch. (2007). Voices of the New Arab Public: Iraq, Al-Jazeera, ‎and ‎Middle East Politics Today. New ‎York: Columbia University Press.‎
‏‏Samuel‏ ‏Azran. (2010). Al-Jazeera and US War Coverage. New York: ‎‎Peter Lang.‎
Tarek‏ ‏Cherkaoui. (2010). Orientalism Pan-Arabism, and Military-media ‎Warfare: A Comparison Between ‎CNN and Aljazeera Coverage of the ‎Iraq War. (Unpublished doctoral dissertation). Auckland University of ‎‎Technology.‎
Tine Ustad Figenschou (2005). Courting, Criticism, Censorship and ‎Bombs: The Bush Administration’s ‎Troubled Relations with Al-Jazeera ‎Channel from September 11 to the War in Iraq. Unpublished Master’s ‎‎thesis, University of Oslo, Norway.‎
William Lafi Youmans (2012). The Media Economics and Cultural ‎Politics ‎of Al Jazeera English in the United ‎States. (Unpublished ‎doctoral ‎dissertation). University of Michigan. US.‎

المزيد من المقالات

جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024