المواطن الصحفي والصحفي المواطن

بنطلون الشهيدة، ومطعم الدجاج الفاسد اللذيذ، وأرجو من المحرر ألايشطب هذين السطرين لأنني كتبتهما بروح المواطن الصحفي الذي يقول ما يشاء كيفما شاء عما يشاء، ولن يلومني أحد لأنني أولا وآخرا لست صحفيا، أو بالأحرى، صرت أعرف متى أدعي أنني صحفي بدليل النشر، ومتى أُنكر ذلك بدليل وسيلة النشر.

أما بروح الصحفي فأنا الآن محتار ومتخبط، خائف ومتردد، شاكّ في كل شيء، لأنني مُقبل الآن على كتابة مقال عن صحافة المواطن، وتلك الصفات تصيبني عادة عندما أفتح صفحة جديدة لكتابة أي مادة صحفية. لكن هذا المقال بالذات يوترني أكثر، لأنني بالإضافة إلى فتح صفحة جديدة للكتابة، مضطر أيضاً لفتح صفحات قديمة طويتها منذ زمن بعيد، فأنا أعتبر نفسي الابن العاق لصحافة المواطن بشكلها الحالي: منها بدأت وعليها انقلبت، وانقلابي ذاك كلفني ثمنا باهظاً في وقت الكتابة وجهد البحث والتدقيق، وأكسبني أشياء أخرى لا تُقدر بثمن.

لو بقيت متمسكاً بما وصلت إليه صحافة المواطن من استسهال لكتابة مادة صحفية وسرعة إنجازها، لما اضطررت لحذف افتتاحية المقال ثلاث مرات، ولا كنت مجبراً على مراجعة 15 مادة كُتبت عن هذا المصطلح الجديد نسبياً في مجتمع الصحافة، ولن أكون ملزماً بفتح خطوط الهاتف مع زملاء صحفيين لهم وزنهم المهني للتأكد من دقة معلومة سمعتها منهم يوما ما.

لو لم أنقلب على صفات المواطن الصحفي لما قلبت البيت رأساً على عقب بحثاً عن الدفاتر العتيقة التي دونت فيها دورات تدريبية حول صحافة المواطن التي تعلمتها بعد مضي شهور على تخرجي من الجامعة.. وجدت الدفاتر في مخزن صغير نضع فيه الأشياء التي لم نعد نستخدمها ولكنها قد تلزمنا يوماً ما، كالأواني المخدوشة التي نعيد تلوينها ونحولها إلى أصص لزراعة النعنع في البيت. وهذه الاستفادة من الشيء الذي لم يعد صالحاً للغرض الذي صُنع من أجله، يسميها أصحاب المصطلحات المختصرة: إعادة تدوير.

قبل ثماني سنوات، كنت واحداً من ثمانين تلميذاً يشقّون طريقهم إلى ما فهمنا أنه مستقبل الصحافة، تعلمنا أن نكون مواطنين صحفيين، والمواطن الصحفي يعمل بشكل منفرد ويختار هو لوحده ما يريد قوله، وبناء على هذا التصور تدربنا على الانفراد بالمادة الصحفية: تعلمنا التصوير الفوتوغرافي والفيديو، والكتابة للإذاعة والتلفزيون والمواقع الإلكترونية، والتحرير، والمونتاج الإذاعي والتلفزيوني، وفن الإلقاء، وفتحنا حسابات في فيسبوك، وتويتر، ويوتيوب، ومواقع أخرى كثيرة نسيتها لأنني لم أستخدمها قط.

وفي أول اختبار حقيقي للعمل في الصحافة، وجدت في وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) -وهي مؤسسة صحفية تقليدية أنشئت عام 1972- فرصة لإعادة تدوير ما تعلمته في دورات مكثفة امتدت لشهور عن صحافة المواطن: استخدمت صفة التفرد للمواطن الصحفي الجديد الذي يختار هو الموضوع الذي يراه مناسباً، ويُصور ويكتب ويُذيع بمفرده، لكنني نشرت في وسيلة إعلام تقليدية.

هذا التصادم بين الجديد والقديم كان تجربة مفيدة وربما نادرة، أقول نادرة لأنني خارج دائرة التغطية الإلزامية العاجلة لما يحدث في المجتمع، بمعنى أنني حُر في اختيار المواضيع التي سأغطيها، تماما مثل المواطن الصحفي الذي لا يطلب منه أحد تغطية حدث بعينه، بل ينقل هو ما يراه مناسباً. ولكن بما أنني صحفي وأعمل في مؤسسة صحفية، فعندما أختار فكرة ما لتقديمها إلى الجمهور، أضع أمام عيني مهارات الصحفي الحقيقي وأخلاقيات العمل الصحفي ومبادئه، وأبحث وأدقق وأتأكد.

اكتشفت من خلال هذه التجربة أن الصحافة حقل تجارب دائم، وكل شيء قابل لإعادة النظر والتغيير والتبديل والتراجع، وخلصت إلى استنتاج أعتقد أنه هام: أنا لست مواطناً صحفياً، لكنني صحفي مواطن.

أعرف أن اسمي العربي ليس فيه رنة موسيقية أجنبية مثل اسم الباحثة والمنظرة في الظواهر الإعلامية كليمينسيا رودريغز صاحبة مصطلح "صحافة المواطن"، وأن سعيي للتفريق بين المواطن الصحفي والصحفي المواطن لن يُؤخذ مأخذ الجد في المجتمع الصحفي العربي التابع، الذي لا يبادر في الغالب بمراجعة أو تطوير ما يصله من أفكار استوردها وقدسها.

 هاتف آخر الليل

بحثت في غوغل عن مصطلح "المواطن الصحفي" ووجدت قرابة 327 ألف نتيجة، وبحثت عن مصطلح "الصحفي المواطن" ووجدت نحو 4550 نتيجة، ومن خلال الاطلاع العشوائي على محتوى المواد التي استخدمت مصطلح "الصحفي المواطن" يتبين أن المقصود هو المواطن الصحفي، وأن هناك استخداما واحدا للمصطلحين وكأنهما يشيران إلى المعنى نفسه!

اتصلت بالزميل خالد سليم في وقت متأخر من الليل.. وسليم من أمهر المدققين اللغويين في الصحافة الفلسطينية، ومرجع ضبط اللغة السري لكثير من الصحفيين:

ـ مرحبا خالد، هناك فرق بين الرجل الكلب والكلب الرجل أليس كذلك؟

ـ طبعا هناك فرق، ففي "الرجل الكلب" أنت تصف الرجل بأنه كلب، أما في "الكلب الرجل" فأنت تصف الكلب بأنه رجل.

ـ تصبح على خير خالد، متأسف على الإزعاج.

لغوياً: المواطن الصحفي يعني أن تصف المواطن بأنه صحفي، وعملياً: أصل المصطلح جاء من دور المواطن في نقل قصة أو خبر ما لجمهوره في وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا الدور اعتبره منظرو الإعلام شكلاً من أشكال الصحافة والنشر، ولأن لاعب هذا الدور ليس صحفياً بالأساس، سمي مواطنا صحفيا دفعة واحدة. أما الصحفي المواطن فيعني لغوياً: أن تصف الصحفي بأنه مواطن، ويمكننا القول إن أصل المصطلح عملياً أخذناه من فكرة وجود صحفيين حقيقيين يشبهون المواطن الصحفي في شكل العمل، لكنهم يختلفون عنه في المضمون.

أعتقد أن "الصحفي المواطن" هو المصطلح المعاكس تماما في جوهره لمصطلح "المواطن الصحفي".. ربما هذا هو الاسم المناسب للصحفي الشامل، والمنفرد، والحر في اختياراته لما سينشره في وسائل إعلام تقليدية تحافظ على المبادئ النبيلة لمهنة الصحافة، والذي ينظر للأحداث بعين المواطن وعين الصحفي على حد سواء.

قبل وفاته حاول الصحفي الدنماركي الشهير دان لارسن أن يصنع مشروعه الخاص في الصحفي الشامل الذي سيحل محل وكالات الأنباء في إعداد القصص الصحفية ونشرها.

لارسن واحد من أكثر الصحفيين تجوالاً في العالم، يعرّفنا عليه صديقه جميل ضبابات قائلاً: "تخرَّج من مدرسة الصحافة في جامعة كولومبيا-نيويورك في سبعينيات القرن الماضي، وخلال أربعة عقود خرَّج الكثير من الصحفيين في الحياة، وغطى الأخبار في كل بقاع العالم: من غابات الأمازون ومجاهل إفريقيا إلى خربة مكحول في الأغوار الفلسطينية.. صحفي قضى حياته يطور من هذه المهنة ليس في الدنمارك وحسب، وإنما في بقاع العالم".

مشروع لارسن يشبه كثيراً عمل المواطن الصحفي ولكن باحتراف وبشكل مقلوب، فبدلاً من أن يكون المواطن صحفياً، على الصحفي أن يكون مواطناً.. أعتقد أن روحه كان بداخلها فكرة "الصحفي المواطن" الذي يسير على قدميه ويلتقط القصص التي يراها مناسبة ويغطيها على مهله بطريقة صحفية احترافية، وينشر لوحده وكأنه وكالة أنباء كاملة.

سألت الصحفي جميل ضبابات عن مصير مشروع صديقه دان لارسن، فقال: "لا أعرف إن مات المشروع بموت صاحبه".

محتج فلسطيني يأخذ صورة سيلفي خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية بالقرب من مستوطنة قدوم، قرب نابلس. تصوير: محمد توركمان - رويترز.
محتج فلسطيني يأخذ صورة سيلفي خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية بالقرب من مستوطنة قدوم، قرب نابلس. تصوير: محمد توركمان - رويترز.

نجومٌ بلا سماء

أعتقد أن الطريقة الوحيدة لمواجهة خطر صحافة المواطن على الصحافة الاحترافية ليست في شن حرب انتقادية على هذا الشكل الجديد، إنما ينبغي على الصحفيين اختطاف أدوات صحافة المواطن وتطبيق فكرتها باحتراف، فكل صحفي مواطن في الأساس، لكن ليس كل مواطن صحفياً. وهذه المواجهة لن تنجح إلا إذا حررت وسائل الإعلام صحفييها من قيود السمع والطاعة، وأطلقتهم ليفكروا هم ويختاروا هم ما يجب تقديمه للجمهور، ففي نهاية المطاف لا يفلّ المواطن الصحفي إلا الصحفي المواطن.

تعبت وسائل الإعلام التقليدية وهي تركض وراء حلول لضياعها في زمن المواطن الصحفي، لكنها كانت تركض وراء جزئية واحدة وربما تافهة وهي: السرعة في النشر. لم تر وسائل الإعلام العربية في ظاهرة صحافة المواطن سوى جزئية السرعة، فراحت تسابق المواطنين الصحفيين في النشر.

ملعب السرعة محسوم لصالح المواطنين الصحفيين ولا حل له، وعلى وسائل الإعلام أن تلعب بعيداً عن هذه الجزئية، عليها مثلاً أن تلعب في ساحات المناطق المهمشة والناس العاديين المهمشين وتنقل همومهم التي كانت رأس مال نجاح المواطنين الصحفيين أو الناشطين الإلكترونيين، وهي التسمية الأدق لناشري المعلومات في وسائل التواصل.

خربت صحافة المواطن عندما صنعت نجوماً، هؤلاء النجوم صاروا محط أنظار مواطنين صحفيين أقل حظاً في عدد المتابعين، والمواطنون الصحفيون المغمورون صاروا يرفدون النجوم بالأخبار والصور والفيديوهات والوثائق، وشيئاً فشيئاً صار النجوم محط أنظار تُجار السياسة والمال، وتمت السيطرة عليهم مثلهم مثل أي وسيلة إعلام مملوكة في الخفاء، وبدلاً من الدور المنشود منهم في المجتمع لعب النجوم أدواراً عكسية في أغلب الأحيان.

مثلا: كشف صحفي محترف أن أحد المطاعم في فلسطين يبيع دجاجاً فاسداً للناس، وبعد الفضيحة استعان صاحب المطعم ببعض نجوم صحافة المواطن، أطعمهم بالمجان فتصوروا سيلفي ونشروا: "دجاج لذيذ في مطعم كذا".

ومثلا: نقلت وسائل إعلام معتبرة عن صفحة نجم من نجوم صحافة المواطن؛ صورة فتاة ملقاة على الأرض، وكان النجم قد أخفى قدميها بالتغبيش الفوتوشوبي قبل نشر صورتها، فكتبت وسائل الإعلام خبراً يفيد بأن جنود الاحتلال الإسرائيلي أطلقوا النار على فتاة وأصابوها في قدميها، ظنا منهم أن النجم الشهير غبّش مكان الإصابة (القدمين) حفاظا على مشاعر المشاهدين، ليتبين فيما بعد أن الرصاصة اخترقت رأسها واستشهدت على الفور، لكن النجم قرر تغبيش القدمين لأنه لم يستسغ أن تكون شهيدة وتلبس "بنطلونًا".

ناشطة فلسطينية تلتقط صورة للقوات الإسرائيلية خلال احتجاج أسبوعي ضد المستوطنات اليهودية، في قرية النبي صالح بالضفة الغربية. تصوير: محمد توركمان – رويترز.
ناشطة فلسطينية تلتقط صورة للقوات الإسرائيلية خلال احتجاج أسبوعي ضد المستوطنات اليهودية، في قرية النبي صالح بالضفة الغربية. تصوير: محمد توركمان – رويترز.

 

المزيد من المقالات

رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 1 مايو, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 7 أغسطس, 2022
الحياة مقابل الحقيقة.. ضريبة الصحافة في فلسطين

يشبه الصحفيون الفلسطينيون المشتغلون بالميدان أبطال رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، فهم معرضون لـ "الاختناق" و"القتل البطيء والسريع" والملاحقات والتهديد المعنوي، فقط لأنهم ينقلون للعالم حقيقة محتل عنصري يحاول أن يبني شرعيته بالقوة والسلاح. هذه قصة صحفيين فلسطينيين دفعوا حياتهم دفاعا عن الحقيقة.

هدى أبو هاشم نشرت في: 5 يونيو, 2022
الحسابات الإخبارية على المنصات الرقمية بعمان.. هل هي مهنية؟

القضايا الحقيقية للمواطنين في عمان لا تناقشها وسائل الإعلام التقليدية، بل الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي. في ظرف سنوات قليلة، بنت هذه الحسابات جمهورها، وامتلكت القدرة على التأثير وسط انتقادات حادة توجه إليها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية.

سمية اليعقوبي نشرت في: 6 مارس, 2022
يوميات الصحفي الفلسطيني على خط النار

بعضهم قصفت مقراتهم، والبعض الآخر تركوا عائلاتهم ليدحضوا السردية الإسرائيلية، أما البعض الآخر فقد اختاروا أن يشتغلوا على القصص الإنسانية كي لا يتحول الضحايا إلى مجرد أرقام.... هي قصص صحفيين فلسطينيين يشتغلون تحت النار.

ميرفت عوف نشرت في: 20 مايو, 2021
الرواية الفلسطينية في بث حي على إنستغرام

بينما كانت بعض القنوات التلفزيونية تساوي بين الضحية والجلاد في أحداث القدس، كان مؤثرون ونشطاء صحفيون يقدمون الرواية الفلسطينية للعالم. لقد تحولت المنصات الرقمية، رغم كل التضييق، إلى موجه للقرارات التحريرية، وإلى مصدر رئيسي للتحقق مما يجري على الأرض.

مجلة الصحافة نشرت في: 9 مايو, 2021
حينما تتعالى الصِّحافةُ السودانية على آلام المستضعَفين

بينما الشّارعُ السّودانيُّ يغلي بسبب انتشار الفقر، وبينما تتّسعُ دائرةُ التّهميش، تُصِرُّ الصِّحافةُ السّودانيّةُ على التَّشاغُل بتغطية شؤون "النُّخبة"؛ بعيدًا عن قصص الفقر في المدن والأرياف.

سيف الدين البشير أحمد نشرت في: 31 مارس, 2021
التسريبات في تونس.. الصحافة تدخل "الغرف المظلمة"

تحول جزء من الصحافة التونسية إلى فضاء للتسريبات والتسريبات المضادة، لكن نادرا ما طرح السؤال عن المعايير الأخلاقية والمهنية في التحقق منها، ومدى ملاءمتها للمصلحة العامة..

أمين بن مسعود نشرت في: 28 مارس, 2021
أطفال مخيم الهول في عين الحدث.. شيطنة الضحايا

في مخيم الهول، ظهرت صحفية تطارد أطفالا وتنعتهم بتسميات وصفها بعض الأكاديميين أنها منافية لأخلاقيات المهنة. كيف يتعامل الصحفيون مع الأطفال؟ ولماذا يجب أن يحافظوا على مبادئ الإنصاف واحترام خصوصيات الأفراد والحق في الصورة؟ وماهو الحد بين السعي لإثبات قصة وبين السقوط في الانتهاكات المهنية؟

أحمد أبو حمد نشرت في: 25 مارس, 2021