الصحافة الورقية تفقد ”الحياة“

 سمعتُ في مطلع العام الحالي، عن نيّة "دار الحياة" بإيقاف الطبعة الورقية من صحيفة "الحياة" اللندنية، لذلك كان لا بد أن أكون كحال معظم المهتمين مستعدّاً لسماع خبر الإيقاف بأي لحظة، الذي بات انطلاقاً من مطلع العام الحالي مسألة وقتٍ لا أكثر.

ولكن عندما اتُخذت هذه الخطوة فعلياً، شعرتُ بالصدمة، وأحسستُ أنّني أسمع الخبر للمرّة الأولى.

مرَّ على مخيّلتي شريط مذكّراتي مع هذه الصحيفة، عندما كنتُ أستغلّ كل زيارة إلى بيروت لأحمل "نسخة الحياة" معي إلى دمشق، وألمس أوراقها وأغوص داخلها ابتداء من الجملة التي تعتلي صفتها الأولى "إن الحياة عقيدة وجهاد"، كنتُ أخبّئها بين ملابسي في الحقيبة خوفاً من أن تراها الحواجز الأمنية، كون الصحيفة كانت ممنوعة من التوزيع داخل سوريا، حالها كحال جميع الصحف الأجنبية التي مُنعت من التوزيع في الداخل السوري، مع انطلاق الاحتجاجات الشعبية في البلاد.

قرار الإغلاق

 في صباح الحادي والثلاثين من شهر مايو/أيار الفائت، أصدرت صحيفة الحياة عددها الورقي الأخير، وانتقلت إلى النشر الإلكتروني، حالها كحال عدّة صحف عربية وعالمية اتخذت هذه الخطوة سابقاً.

حاولت "مجلة الصحافة" التواصل مع عدّة مصادر داخل صحيفة الحياة، لكنّها امتنعت عن التصريح بحجّة أنّها غير مخوّلة بالحديث.

إيقاف الطبعة الورقية من "الحياة"، جاء بعد 72 عاماً على تأسيسها على يد الصحفي اللبناني كامل مروة، توقّفت خلالها الحياة، ثم أُعيد إصدارها بشكلها الحالي في عام 1988.

أما قرار إيقاف الطبعة الورقية الدولية، فقد أعلنت عنه الصحيفة في مطلع شهر نيسان الماضي، موضحةً أنّها سوف تكتفي بالنسخة الإلكترونية، لكنّا لم تحدّد حينها تاريخ الإيقاف.

وأرجعت الصحيفة سبب التوقّف حينها، إلى "المستجدات التي يشهدها الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، نتيجة تراجع الدخل من الإعلانات، والتحوّل في النشر الورقي إلى الرقمي، ما انعكس على كل المؤسسات الإعلامية والصحفية، تمّ فيه تأكيد إعادة الهيكلة".

كما أعلنت عن إغلاق مكاتبها الرئيسية في بيروت ولندن ومصر وتوحيدها في مكتب واحد في إمارة دبي في الإمارات العربية المتحدة.

وأشارت "دار الحياة" إلى أنه "يمكن لقرائها في أي مكان في العالم الوصول إلى نسخها بصيغة "بي دي أف" عبر الأيقونة الخاصة الموجودة في صدارة موقعها الإلكتروني".

وعلمت "مجلة الصحافة" أن مكتب بيروت لم يقف حتّى الآن، غير أن الموظفين تبلّغوا أنه سيُقفل في أواخر شهر يونيو/ حزيران الجاري.

وأشارت الصحيفة في إعلانها الأخير، أنه "حرصا على استمرار مطبوعات الدار، جرى التأكيد مجدداً على إعادة الهيكلة، ليكون مكتب الدار في دبي لتوحيد كل الجهود في غرفة أخبار موحدة، من خلال دمج كل الإمكانات البشرية والمالية لتوفير المحتوى والمضمون لمنتوجات الدار الورقية والرقمية بجودة ونوعية وصدقية ميّزتها لأعوام".

وسبق الإعلان عن إيقاف الطبعة الورقية، عدّة إجراءات تقشّفية، ومن ضمنها نقل معظم أقسام الجريدة نحو مكتبها الإقليمي في العاصمة اللبنانية بيروت،في حين أبقت على إدارة التحرير والقسم السياسي في مكتبها المركزي في لندن، وهو ما أدّى حينها إلى تسريح عدد من الموظفين.

 عاصفة "الرقمنة"

 شكّلت الحياة خلال سنوات صدورها الـ 72، استثناء في الإعلام المطبوع، كصحيفة إقليمية تمكّنت من خلق جمهور واسع من القرّاء، وذلك عبر المصداقية والتوازن في الطرح الذي تميّزت به طيلة فترة صدورها الورقي، ما جعلها وجبة دسمة للقرّاء العرب.

وأصدر كامل مروة "الحياة" في عام 1964، وتابعت الصحيفة طريقها بعد اغتياله في عام 1966، حيث مرّت بفترات "قاسية" أجبرتها على تعليق الإصدار خلال الحرب الأهلية اللبنانية، لتستأنف الإصدار في مطلع عام 1988، انطلاقاً من العاصمة البريطانية "لندن" وبات اسمها "الحياة اللندنية".

وحتّى السنوات التي الأولى لظهور ما يُعرف بـ "الإعلام الرقمي" وتوجّه مستهلكي المحتوى الإعلامي نحو فضاء الإنترنت، ظلَّت "الحياة" رائدة على عرش اهتمام القرّاء العرب، ومرَّ عليها عدد ليس بقليل من الكُتّاب النوعيين.

إلّا أن هذا الحيّز المتميّز من الاهتمام بـ "الحياة" في فضاء الإعلام العربي، بدأ يتقلّص مع اتجاه وسائل الإعلام نحو "الرقمنة" وظهور الهواتف الذكية والإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث أثّر ذلك ليس على الحياة وحسب، وإنما على مجمل الصحف الورقية، عربياً وحتّى عالمياً، وظلّت "الحياة" طيلة هذه الفترة، تعمل استناداً إلى سمعتها التاريخية، ومكانتها الرائدة عربياً، وتوازنها بالطرح وذلك قبل تعاظم أزمتها المالية.

تقلّب السوق الإعلامي

 الدكتورة منى مجدي، الأستاذة المساعدة في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، اعتبرت أن الصحافة الورقية عموماً تشهد تحدّيات، ومنها اقتصادية، لها علاقة بتحوّل قطاع السوق من مستهلك ورقي إلى مستهلك رقمي، موضحةً أن ذلك يفرض على الصحف نوعاً جديداً من أنواع العرض والطلب.

وقالت مجدي لـ "مجلة الصحافة": "لا يمكن إنكار أن السوق الإعلامي هو صناعة إضافةً إلى كونه مهنة، يقف خلفها موارد اقتصادية، وهو ما يؤكّد على ضرورة وجود مصالح اقتصادية للاستمرار"، موضحةً أنه "عندما تتعرّض المصالح الاقتصادية لخلل، لا بد من إعادة النظر باستراتيجية المؤسسة، وعندما تجد أن الاستمرار يؤدّي إلى الخسارة وعدم تحقيق الهدف المطلوب، فإنه ليس عيباً أن يتم إعادة هيكلة المؤسسة، بما يتوافق مع التغيّر الحاصل في سوق المستهلكين".

ترفض مجدي إعطاء حكم على قرار إيقاف النسخة الورقية من "الحياة" قائلة: "إن تقييم القرار بحاجة إلى فترة زمنية يتمخّض عنها نتائج، وتكون هذه النتائج هي مؤشّرات للقرار"، وأكملت: "الطبعة الورقية للحياة توقّفت في بلدين ولكنها لم تعلن عن إيقاف الطبعة الخليجية، وهو ما يشير إلى ارتباط الأمر بالمستوى الاقتصادي للدولة، إذ أن المواطن في دولة خليجية ما قد يكون متاحاً له الاشتراك بالصحيفة وشرائها، في حين أن المواطن في البلدان التي تشهد أزمات سياسية واقتصادية غير قادر على ذلك".

وفيما يخص البدائل التي كان من الممكن لـ "الحياة" اتخاذها قبل الإغلاق، أجابت الدكتورة مجدي: "أعتقد أن القرارات التي تصدر عن مؤسسة مثل الحياة، تأتي بعد دراسات معمّقة واجتماعات على مستوى عال تُدرَسُ جميع الخيارات، وقد يكون هناك بدائل لا تتحمّل الصحيفة تنفيذها لذلك قرّرت إيقاف الطبع الورقي".

ومن أبرز البدائل التي تتّخذها الصحف بشكلٍ عام عندما تواجه أزمات اقتصادية، هي تقليل عدد الطبعات الورقية، أو تحوّل الصحيفة من يومية إلى أسبوعية، فضلاً عن زيادة مساحة الإعلانات والأخبار المدفوعة لتحقيق عائد اقتصادي، إضافةً إلى تقديم خدمات تُوزّع في إقليمٍ محدّد وتركّز عليه، بحسب الدكتورة منى مجدي، التي اعتبرت أن إدارة "الحياة" بالتأكيد تعرف جميع هذه القرارات، وقد يكون تخلّيها عن الطبع الورقي سيأتي مقابله فتح سكك لتقديم خدمات إعلامية جديدة.

 لا معلومات عن مصير العاملين

 حتّى الآن، لا يزال مصير أغلب العاملين في الصحيفة مجهولاً، سواءً فيما يخص إمكانية استمرارهم مع المؤسّسة، أو حتّى التعويضات للموظفين.

وعلمت "مجلة الصحافة" أن الفترة الماضية شهدت مفاوضات مطوّلة بين العاملين في المؤسّسة ومؤسّسة "الحياة"، حيث تركّزت المفاوضات حول التعويضات الناتجة عن عملية إقفال الطبعة الورقية، دون أن يُعرف مصير هذه المفاوضات وفيما إذا كانت ستحسم كما هي أو أنّها ستتّجه للقضاء.

 ماذا تعني "الحياة" دون الطبعة الورقية؟

في ظل عدم وضوح المعلومات عن مستقبل الصحيفة والخطوات التي سوف تتّخذها بحلّتها الجديدة، يبقى سؤال المهتمّين، عن مدى قدرة استمرار "الحياة" دون طبعتها الورقية، ولا سيما أنَّ عدداً من الصحف، اضطرّت لإغلاق المؤسّسة بشكلٍ كامل بعد الضائقة المالية، وأبرزها صحيفة "السفير" اللبنانية، التي أُغلقت في عام 2016.

وفي هذا السياق، ترى الدكتورة منى مجدي، أن "الحياة لديها كيان له شخصية ومكانة عربياً وإقليمياً يجعلها تحتل الصدارة مع المؤسّسات الرائدة عربياً، وهذا لا يرجع إلى تميّز محتواها وحسب، وإنما إلى بنية الكيان المؤسّساتي الذي تنتهجه، وهو ما يجعل أمامها فرصة للنهوض بشكلها الجديد.

لكن هذا النهوض ليس بالأمر السهل، إذ أنّها - بحسب الدكتورة مجدي – يحتاج إلى مقوّمات للنجاح، لا تتوفّر لمعظم وسائل الإعلام العربية.

ولعلَّ من أبرز هذه المقوّمات، فهم "الحياة"، أن احتياجات الجمهور تتغيّر، وأنّها عليها أن تتابع هذه التغيّرات لإشباع حاجة الجمهور، إما إذا تقدّم المحتوى ذاته عبر الإنترنت فسوف يكون مصيره الفشل.

تلخّص الدكتورة مجدي عدّة مقوّمات تساعد "الحياة" وغيرها الصحف الورقية على القدرة على الاستمرار، ويأتي على رأسها، الابتعاد عن التغطية الإخبارية الروتينية، وتقديم ملفّات متعمّقة وشاملة، والتركيز على الصحافة العميقة، موضحةً أن التجربة العربية لا تحتوي حتّى الآن على الصحافة العميقة بمعناها المهني، بسبب عدم وجود المقدرة البشرية والاقتصادية في تقديم ملفّات شاملة ومتخصّصة، ما جعلها تتحوّل إلى "رفاهية" في العالم العربي، وجعل الصحف الورقية أيضاً تعاني أكثر في ظل هجمة الرقمنة.

ويقوم إعداد الملفّات المعمَّقة، عبر إجراء التقارير العميقة، والتحقيقات المطوّلة وتفعيل دور الصحافة الاستقصائية، وتقديم تحليلات سياسية، على أن تكون هذه الأنواع الصحفية مدعومةً بالبيانات والإحصاءات والمعلومات الدقيقة، لتوظيفها في خدمة هذه المواد.

أما المقوّم الثاني لنجاح الصحافة الورقية، فيقوم على التركيز على الصحافة المحلية التي تلامس الجمهور حيث يقطن، والابتعاد عن تصدير أخبار السياسيين في العناوين الرئيسية، حيث نجحت هذه التجربة بشكلٍ غير منقطع النظير في الهند، ما جعل الصحافة الورقية حتّى اليوم تعيش عصراً ذهبياً بسبب تخصيصها جميع المساحات المحلية للمواطن، تضيف الدكتورة مجدي. وتختم بقولها: "إن ما حصل في صحيفة الحياة هو درس وعبرة للمؤسّسات الإعلامية، أنّه ليس عيباً أن تغيّر المؤسّسات من نهجها، وتتخلّى عن خدمة مقابل خدمة أخرى، وهو ما يعكس القدرة على استشراف المستقبل ورغبةً في مجاراة التطوّرات التكنولوجية.

المزيد من المقالات

محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
قصتي مع "تركيز الصوت والإلقاء" ومعهد الجزيرة للإعلام

كيف بدأت قصة فادي مطر مع دورة "تركيز الصوت والإلقاء" بمعهد الجزيرة للإعلام؟ وإلى أي مدى يمكن أن تحسن مهارات الصحفيين؟ وما تأثيرها على على أداء وسائل الإعلام؟

فادي مطر نشرت في: 25 مايو, 2025
حسام شبات.. سيرة صحفي شجاع

منذ انطلاق حرب الإبادة الجماعية على غزة، قتل الاحتلال 208 صحفيا بنمط ممنهج لإسكات صوت الحقيقة، آخرهم كان حسام شبات مراسل الجزيرة. الزميل محمد الزعانين كان قريبا منه مهنيا وإنسانيا، كتب هذه الشهادة المزدوجة عن الصحفي والإنسان.

محمد الزعانين نشرت في: 25 مارس, 2025
عن أصول الانتقال الإعلامي في سوريا

في البدايات الأولى للمرحلة الجديدة في سوريا ظهر الكثير من الصحفيين والنشطاء و"المؤثرين" في السجون والمعتقلات ينقبون في الأوراق والمستندات التي قد تمثل أدلة هامة لكشف جرائم النظام السابق. هذه "الفوضى" التي عادة ما تلي الفترات الانتقالية، تدفع الدكتور عربي المصري إلى طرح سؤال جوهري: ماهي أصول الانتقال الإعلامي في سوريا؟

Arabi Al-Masri
عربي المصري نشرت في: 9 مارس, 2025
الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

Ahmad Al-Agha
أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024