"أوريانا فالاتشي.. الصحفية، المحرّضة، الأسطورة"

"يا له من رجل ثلجي! خلال الحوار كله، لم يبدّل تعبير وجهه الخاوي، ونظرته القاسية الساخرة.. لم يبدل نبرة صوته الرتيبة الكئيبة والثابتة أشد ما يكون الثبات. في العادة خلال أي حوار، يتغيّر مؤشر جهاز التسجيل صعوداً وهبوطاً تبعاً لنبرة صوت المتحدث، أما في حالته، فالمؤشّر لم يكن يتغير، وفي أكثر من مرة، كنت أعمد إلى السعال لمجرد أن أتأكّد أن المؤشر يعمل".

بهذه الجملة افتتحت الصحفية والكاتبة الإيطالية أوريانا فالاتشي مقدمة حوارها الذي أجرته مع وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر، إذ استطاعت أن تُحرز هدفا في عالم الصحافة بعد هذا الحوار الذي شكل علامة تاريخية لشخص الصحفية، بينما كان حواراً كارثياً لكيسنجر بسبب ما صرح به خلاله، حيث اعتبر نفسه راعي بقر، مشيراً إلى أن "الأميركيين يحبون راعي البقر الذي يقود عربة القطار بأن يتقدم بمفرده على حصانه.. راعي البقر الذي يخترق الفيافي إلى البلدة أو القرية وليس معه إلا حصانه".  

تعتبر فالاتشي شخصية مثيرة للجدل، محاورة من الطراز الأول، أتقنت فن الحوار، وتميّزت بأسئلتها الجريئة، وشُبهت حواراتها بساحة المعركة. غطت أهم الأحداث السياسية التي دارت في القرن العشرين، مثل حرب فيتنام، وحرب الهند وباكستان، والثورة الإيرانية، وغيرها من الأحداث التي جرت في الشرق الأوسط وجنوب أفريقيا. وقد وصلت شعبيتها إلى القمة، وفرضت اسمها في وقت قياسي لدرجة أنه لم يجرؤ أي زعيم أو سياسي أن يرفض طلبها لتجري حواراً معه، وكان أبرزهم أنديرا غاندي، وغولدا مائير، وياسر عرفات، وجورج حبش، ومعمر القذافي، وذو الفقار علي بوتو، وفيلي براندت، وشاه إيران محمد رضا بهلوي، وهنري كيسنجر.

المتابع لحواراتها سيجدها أحياناً منطقية، وأحيانا أخرى قاسية! والمتأمل في صورها التي تحمل السيجارة في معظمها، سيرى شخصا قوياً، واثقاً، لا يخاف! فمن هي هذه الصحفية؟

 

تربة خصبة

في فلورنسا من العام 1929، ولدت فالاتشي التي عاشت طفولة استثنائية، ورغم الوضع المادي السيئ لعائلتها، فإن والدها إدواردو استطاع أن يخلق بيئة خصبة لابنته بسبب حبه ونهمه للكتب، فكبرت وهي محاطة بها. كما أن والدها كان ناشطاً في صفوف حركة المقاومة الإيطالية ضد الفاشية.

منذ صغرها، تحدّت السلطة وكانت شخصيتها الثورية ظاهرة، إذ تعلمت إطلاق النار وتدربت على الصيد في الرابعة عشرة من عمرها، وعملت كساعي بريد للمقاومة، حيث كانت تهرّب القنابل اليدوية داخل سلتها التي كانت تملؤها بأوراق الخس وتضعها في دراجتها، بالإضافة إلى توصيل رسائل سرية للمقاتلين المناهضين للفاشية.

اختارت دراسة الطب في بداية مشوارها، وعملت كصحفية لدفع تكاليف الدراسة، لكنها سرعان ما تفرّغت للصحافة وتركت الطب، وكان عليها مواجهة الواقع آنذاك، حيث كانت الصحافة حكراً على الرجال.

تبنت حينها حقوق المرأة وفرضت نفسها في عالم "صحافة الرجال"، وذلك بإعداد تقارير قوية لاقت رواجاً في إيطاليا، وكُلفت بإعداد تقارير حول قضايا المرأة في تركيا وباكستان والهند وماليزيا وهونغ كونغ واليابان. وفي أواخر الخمسينيات، انتقلت إلى العمل في مجلة "إل أوروبيو" التي أرسلتها إلى الولايات المتحدة لمدة شهر لتغطية بعض الأحداث المرتبطة بهوليود، وهناك عاشت أفضل فترة في حياتها.

لم ترُق لها مقابلات مشاهير هوليود، ووصفتهم بأنهم "عوالم فارغة، وعالمي ليس هنا"، لتنتقل بعدها لتغطية البرنامج الأميركي الخاص لوكالة "ناسا" على مدى عدة سنوات، وبعد ذلك اتجهت إلى تغطية حرب فيتنام، لتصبح مراسلة الحرب الأشهر في إيطاليا.

 

حوار مع التاريخ

كانت فالاتشي تستعد لحواراتها بقراءة كل معلومة متاحة عن الشخص الذي تريد مقابلته، وعناصرها ثابتة دائماً: بحث متمعن، وأسئلة جريئة، ومشهد مسرحي.

كان أسلوبها واضحا جدا في كتابها "حوار مع التاريخ" (1976) الذي ضم أهم الحوارات التي أجرتها، وقد أهدته إلى أمها، وجاء في نص الإهداء: "عمليا، هذا كتاب عن السلطة.. كتاب تحرر من السلطة. أمي بكل ما لديها من براءة لا تفهم لماذا يكون لرجل أو امرأة أن يقرر ما ينبغي أو لا ينبغي القيام به.. أتفهمون؟ هذا هو الموقف الأناركي الذي يتبناه الولد في القصة، وهو موقفي". انتشر هذا الكتاب بشكل ملحوظ، وكان علامة فارقة في مسيرتها المهنية، وأصبح الأول في سلسلة كتبها الرائجة في العالم كله.

كانت شديدة المباشرة وجريئة في الطرح، كالرصاص، تمتد حواراتها لما بين أربع وست ساعات: "في هذه الساعات أحرقُ الكثير من الطاقة لدرجة أنني أفقد من وزني أكثر مما يفقد ملاكم في حلبة". وكلما سنحت الفرصة، تحب أن تقابل ضيوفها لمرة ثانية لتتأكد من انطباعاتها الأولى. كما أنها تعمل بلا كلل على منطق الحوار، فتفرّغ كل حرف، وتتحقق من ترجمتها مستعينة بالقاموس، ثم تكتب النص كمن يكتب مسرحية، فتقصّ وتلصق، وتحقق الإيقاع والتدفق.

من أهم هذه الحوارات التي شهدت على ذلك، حوارها مع آية الله الخميني في إيران، حيث انتقدت لباس المرأة الإسلامي، وكانت غير دبلوماسية لدرجة أن ضيفها غادر أثناء إجراء المقابلة، أو عندما سألت معمر القذافي في ليبيا "هل تعرف أنك غير محبوب وغير مرغوب فيك؟"، وكذلك كيسنجر الذي سألته "إلى أي درجة تذهلك السلطة؟" في المقابلة التي ساهمت في زواله السياسي.

كل حوار يمثل وجهة نظر، مع أو ضد.. وفي بعض الأحيان قد تخطئ أو تنحرف عن المسار، وستعترف لاحقا أن ذلك حدث وهي تحاور الزعيم الفلسطيني جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي وصفته بأنه من أنصار الإرهاب الدولي، لكنها كانت معجبة به.. إعجاب يتعارض مع حكمها العقلي عليه، يظل يتنقل بها بين حكاياته عن العمل مع اللاجئين وإنشائه مستشفى (كونه طبيبا أيضاً)، حتى تدرك خطأ حكمها بعد مرور وقت طويل فتعترف بذلك علنا.

كانت القضية الفلسطينية حاضرة في تاريخ أوريانا الصحفي حيث دعمتها لعقود، ثم بدأت مواقفها تتغير تجاه الفلسطينيين حيث قالت ذات مرة "أعترف بأنني في الماضي قاتلت كثيرا وبقوة ضد الإسرائيليين، ودافعت عن الفلسطينيين كثيراً، ربما أكثر مما يستحقون".

"أسئلتي قاسية لأن البحث عن الحقيقة أشبه بالجراحة، والجراحة تؤلم".. هكذا قالت ذات مرة وفقاً لما ورد في كتاب "أوريانا فالاتشي.. الصحفية، المحرّضة، الأسطورة" للكاتبة كريستينا ديي ستيفانو التي وثقت السيرة الذاتية للصحفية، وينقل الكتاب عنها قولها إن "معظم زملائي لا يملكون الشجاعة لطرح الأسئلة"، فإلام أدت شجاعة هذه الصحفية في النهاية؟

 

نهاية فالاتشي

"أنا الشخص الذي يفسر المعلومات، وأكتب دائما بضمير المتكلم.. ومن أنا؟ أنا إنسان".

تغيرت "الأنا الانسانية" لدى فالاتشي مع تقدمها بالعمر، وفقدت قيمتها الصحفية عندما تبنّت اللغة التحريضية كأسلوب جديد، ضاربة بعرض الحائط القيم الإنسانية وأخلاقيات العمل الصحفي.. كان ذلك واضحاً من خلال آرائها ومؤلفاتها ومقالاتها التي أثارت جدلاً واسعاً بسبب انتقاداتها اللاذعة ومواقفها المعادية للإسلام، بلغت حد اتهامها "بالعنصرية الدينية" من جهة، ودعم المحافظين الإيطاليين لها من جهة أخرى. أحد هذه المنشورات كان كتاب "الغضب والغرور" (2002) الذي نُشر في إيطاليا بعد أشهر قليلة من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وبيعت منه مليون نسخة في إيطاليا وحدها. وتضمن الكتاب تعبيرات عنصرية ضد المسلمين من قبيل أنهم "يتكاثرون كالأرانب".

وبعد تفجيرات القطارات في مدريد في مارس/آذار 2004، نشرت فالاتشي مقالاً بعنوان "عدو من الداخل" ما لبثت أن طورته إلى كتاب بعنوان "قوة العقل" التي نشرته في الولايات المتحدة قبل وفاتها ببضعة أشهر، وقد حذرت فيه من مخاطر "استعمار إسلامي لأوروبا"، وذكرت أن الإسلام "يزرع الكراهية بدلا من الحب، والعبودية بدلا من الحرية". وهذه الكلمات عكست لهجة كتابتها في سنواتها الأخيرة، حيث تلقت النقد بسبب "إدانتها الشاملة لجميع المسلمين".

وبهذا ختمت فالاتشي حياتها بين الكتابة عن أحقادها على المسلمين وعلاجها الكيميائي الذي لم يمنعها من استكمال عملها، متنقلة بين نيويورك وفلورنسا، حتى رحلت عام 2006 في مسقط رأسها فلورنسا عن عمر يناهز 77 عاماً، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.

اعتبرها البعض "مثالا للشجاعة" والبعض الآخر "حاقدة".. حياتها المثيرة للجدل جعلتها محط أنظار الكتاب ومخرجي الأفلام، وألهمتهم توثيق تجربتها المليئة بالتناقضات، على الرغم من أنها لم ترغب أن توثق حياتها بفيلم أو كتاب، بيد أن كريستينا دي ستيفانو أصدرت كتابها "أوريانا فالاتشي.. الصحفية، المحرّضة، الأسطورة" عام 2013، وقام المخرج ماركو توركو بإخراج فيلم "حياة الصحفية والكاتبة الإيطالية أوريانا فالاتشي" عام 2015.

الكتاب والفيلم قدما صورة المرأة القوية والأسطورة والجريئة التي لا تخاف، وبشكل ناعم تطرقا إلى هفواتها التي ارتكبتها خلال مسيرتها المهنية. إلا أن الكاتب سانتو أريكو قدم لنا الوجه الآخر لفالاتشي في كتاب "كشف القناع عن أوريانا فالاتشي"، حيث تطرق إلى محطات فالاتشي المهنية، والأكاذيب التي لفقتها لتبني صورتها المثالية كصحفية، مدعما حججه بالوثائق والأرقام.

 

مراجع:

 

1-  https://lithub.com/the-interview-that-became-henry-kissingers-most-disastrous-decision/

  http://readingtuesday.blogspot.com/2017/10/blog-post_28.html

2-   Cristina De Stefano, Oriana Fallaci: The Journalist, the Agitator, the Legend (Italy 2013)

3-  https://kitabat.com/cultural/أوريانا-فالاتشي-صحافية-وكاتبة-ملهمة/  

4-   https://lithub.com/the-interview-that-became-henry-kissingers-most-disastrous-decision/

5-  http://readingtuesday.blogspot.com/2017/10/blog-post_28.html

6- https://lithub.com/the-interview-that-became-henry-kissingers-most-disastrous-decision/  

7-  https://www.aljazeera.net/news/international/2006/9/15/وفاة-الصحفية-الإيطالية-المعادية-للإسلام-فالاتشي  

-The life of Italian journalist and writer Oriana Fallaci.

https://www.imdb.com/title/tt3558992/

-Oriana Fallaci: The Journalist, the Agitator, the Legend

https://www.goodreads.com/book/show/34063511-oriana-fallaci

 

-The Unmasking of Oriana Fallaci: Part II and Conclusion to Her Life Story‬‬‬

https://books.google.ro/books?id=n3WDBTxp9-kC&printsec=frontcover&source=gbs_ge_summary_r&cad=0#v=onepage&q&f=false

المزيد من المقالات

محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025