الإعلام من أجل التنمية

الإعلام العربي والانتماء للجنوب العالمي: الاستقلالية واستعادة السردية

في ظل الحرب على قطاع غزّة، تكشّفت نقاط ضعف في مشهد الإعلام العربي المستقلّ، وقصور في تصوّر أدواره ضمن المجتمعات التي يعمل فيها وينتمي إليها. كما كشفت عجزه عن التحرر من سطوة الأدوار التي رسمتها مؤسسات الإعلام الغربي ومنظمات المجتمع المدني الدولية، رغم أنها أدارت ظهرها لقيم الصحافة وأخلاقياتها التي بشرت بها في الدول النامية.

في بيان وقعه مئات الصحفيين يعملون في كبرى المؤسسات الصحفية العالمية، انتقدوا تحيز غرف الأخبار التي عملت على "تقويض وجهات النظر الفلسطينية والعربية والإسلامية، ورفضها باعتبارها غير موثوقة، واستشهدت بلغة تحريضية تعزز من خطابات الإسلاموفوبيا والعنصرية. كما نشرت معلومات مضللة نشرها مسؤولون إسرائيليون، وفشلت في التدقيق في القتل العشوائي للمدنيين في غزة بدعم من الحكومة الأمريكية"[1].

ولا يبدو هذا التحيز في تغطية الحرب على غزة عارضا، بل هو "تحيز بنيوي" في وسائل الإعلام الرئيسة في العالم، عابر للقضايا الدولية. "ثمة تاريخ طويل على تمثيل هذه المؤسسات لمصالح السياسة الخارجية لبلدانها قبل حرب غزة؛ من فيتنام، وأميركا اللاتينية، إلى العراق وأفغانستان. لك أن تنظر للطريقة التي يقدمون بها الصين أو روسيا أو الهند اليوم"، يقول أستاذ الصحافة والاتصال السابق في جامعة غولدسميث البريطانية، دايا ثوسو، الذي درَّس مساق الصحافة لثلاثين عامًا، واشتغل على مجموعة من الكتب والأوراق العلمية التي تبحث في الهيمنة والانحياز الغربيين في الإعلام[2].

ولئن غادر الاستعمار منطقتنا، فإنه أبقى على أدواته وهياكله التي تكرس التبعية تحت مسميات تبدو مهنية، ولكنها على الحقيقة تمثل أجندة النظام العالمي الذي خلقته ظروف القرن الماضي، وتنعكس عبر السياسات الخارجية للدول التي تمول المشاريع الإعلامية على حساب قضايا وأولويات المجتمعات المحلية.

 

وفي اللحظة التي كان فيها المجتمع العربي بحاجة إلى خطاب يواكب حركة التحرر بما يدعم تطلعات واحتياجات أبناء المنطقة، لم يكن الإعلام العربي مستعدّاً لمواجهة هيمنة الأطر ما بعد الاستعمارية في مناطق الجنوب العالمي. لقد أدى ذلك إلى إعادة إنتاج الهيمنة الثقافية في المشهد الكبير للإعلام، وفتح المجال لتصوير حركات التحرر الوطني والنضال الشعبي ضد المستبد والمستعمر في المنطقة بشكل سلبي كنظم مبنية على العنف والتخلف وما يسمى بـ "الإرهاب"، الأمر الذي ساهم في إيجاد وسائل لتبرير الوجود الاستعماري وأدواته.

واليوم تأثرت هوية الصحفي العربي بشكل كبير نتيجة لهذا الضعف، وأصبح دوره محصورا إما في نقل الأخبار دون بحث وتحليل وعرض الحقائق بشكل متكامل، أو ترجمتها من مصادر غربية تنتج المحتوى من منظورها الخاص. والنتيجة؛ تدفق معلوماتي أحادي الاتجاه من شمال العالم إلى جنوبه، رغم أن الأحداث غالباً ما تكون جنوبية المنشأ. أما الجمهور العربي فيتلقى الأخبار المرتبطة به كما يرسمها الإعلام الغربي. ناهيك عن هيمنة غربية على الإعلام تفرض قيمها ومعاييرها وتعريفاتها بشكل معولم، حتى وإن تعارضت مع القيم والتقاليد والثقافات الاجتماعية المحلية لدول الجنوب.

للتصدي لهذه التأثيرات، باتت الحاجة ملحة لدعم الإعلام العربي المستقل، وتطوير سياسات تحمي الهوية الثقافية المحلية وتعزز التنوع والانفتاح على التجارب العالمية دون تخندق أو انغلاق، وتنتصر لقيم الصحافة النزيهة وأخلاقياتها دون معايير مزدوجة، وتنحاز للإنسان بغض النظر عن معتقداته وانتماءاته. وقد أفضت حوارات مؤسسات عربية مستقلة مع معهد الجزيرة للإعلام إلى الدعوة لعقد مؤتمر يوسع مساحة النقاش، ويقترح تصورات تعزز استقلالية ومهنية الإعلام العربي.

 

  • المكان: إسطنبول
  • التاريخ: 9-11 أغسطس 2024

 

من يمكنه المشاركة في هذا المؤتمر؟

  1. مديرو المؤسسات الإعلامية.
  2. رؤساء التحرير ومديرو الأخبار.
  3. محررو الأقسام الرئيسية.
  4. ممثلو النقابات والجمعيات الصحفية.
  5. الأكاديميون والباحثون في مجال الإعلام.
  6. صانعو السياسات وممثلو الهيئات التنظيمية.
  7. ممثلو المنظمات غير الحكومية ومجموعات المجتمع المدني.
  8. المستشارون الإعلاميون وخبراء الاتصالات.

متطلبات المشاركة:

  • ترشح المؤسسة من يمثلها للمشاركة في المؤتمر.
  • تتحمل المؤسسة كلفة تذكرة السفر.
  • توفر الجهات المنظمة كلفة التنقلات من وإلى المطار والإقامة ليلتين.

وبناء عليه، سيتم التواصل مع المؤسسة لتأكيد المشاركة ومتابعة تفاصيل السفر.

على الراغبين بالمشاركة التسجيل من خلال الرابط التالي:

https://docs.google.com/forms/d/e/1FAIpQLSeoqbKx4-XmhWKCwNxsnmYNKenmfak…

 

 


[1] A statement by journalists:

We condemn Israel's killing of journalists in Gaza and urge integrity in Western media coverage of Israel's atrocities against Palestinians.

[2] رواشدة عماد، موقع حبر، إمبريالية النشر: ذهنية الاستعمار في الصحافة الغربية، وكيف يمكن تخطيها

إطلاق دورة صحافة الإنترنت

تقدّر إحصائيات 2020 أن أكثر من أربعة مليارات ونصف المليار من البشر حول العالم يستخدمون الإنترنت. لكن عن ماذا نبحث تحديدا…

إطلاق دورة الانحياز الصحفي

هل فكرت مرة في انحياز المحتوى الإعلامي الذي ننتجه كصحفيين، أو نستهلكه كمتلقين؟ هل حاولت فهم العوامل المسبّبة، عن قصد أو غير قصد،…

إطلاق دورة المراسل التلفزيوني

المراسل الناجح يجمع عادة بين الموهبة والتكوين، فكلاهما ضروري. فهل من وصفة تجعلك متميزا وتُكسبك المهارات الأساسية للمراسل…