أخبار وفعاليات
المعهد ينظم منتدى "الصحافة وسؤال الجدوى في زمن الإبادة واضطراب المعلومات"

معهد الجزيرة للإعلام - الدوحة
تنطلق أعمال المنتدى الذي ينظمه معهد الجزيرة للإعلام عبر تطبيق زوم يومي 4 و5 مايو 2025، بمشاركة نخبة من الصحفيين والباحثين والمدافعين عن حرية التعبير من العالم العربي. ويأتي المنتدى في ظل تصاعد استهداف الصحفيين وتزايد حملات التضليل والمعلومات المفبركة، لا سيما في تغطية العدوان على غزة.
يبدأ المنتدى -الذي يُنظّم بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة- بكلمة افتتاحية يقدمها الدكتور مصطفى سواق، المدير العام لشبكة الجزيرة الإعلامية بالوكالة، تليها جلسة حوارية بعنوان "صحفيون تحت خط النار"، يشارك فيها الإعلامي وائل الدحدوح، مدير مكتب الجزيرة في غزة، الذي سيسلط الضوء على التهديدات الوجودية التي تواجه الصحفيين في مناطق النزاع. تناقش الجلسة قضايا القتل، والتحريض، والسجن بتهم تتعلق بالتعبير عن الرأي، في ظل تجاهل المجتمع الدولي لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب، رغم توثيقها بعدسات الصحفيين صوتا وصورة.
يتناول المنتدى العديد من القضايا الملحة مثل سؤال الجدوى من الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، ودور الصحفيين في توثيق جرائم الحرب، بمشاركة باحثين من مركز الجزيرة للدراسات، ومركز الجزيرة للحريات وحقوق الإنسان، ومنظمات دولية تشمل "مراسلون بلا حدود"، الشبكة السورية لحقوق الإنسان، ولجنة حماية الصحفيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما تبحث الجلسات سبل إنهاء الإفلات من العقاب، وأدوات التوثيق التي تعتمدها المحاكم الدولية.
وفي جلسة بعنوان "الصحافة في زمن اضطراب المعلومات"، يستعرض المشاركون تجارب عملية في تدقيق المعلومات والتثبت من الحقائق، مثل منصة تفنيد، وتأكد، وصدى سوشال. يناقش المتحدثون دور خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي في تضليل الرأي العام عبر إغراق مختلف المنصات الرقمية بالمعلومات المضللة، وانعكاس ذلك على ثقة الجمهور بوسائل الإعلام. تركز الجلسة على أهمية التدقيق الأخلاقي للحقائق كضرورة مهنية تقوم على التجرد، الموضوعية، الدقة، والشفافية.
يشمل اليوم الأول من المنتدى ورشتين متزامنتين؛ الأولى بعنوان "كيف يوثق الصحفيون جرائم الحرب؟"، والثانية ستكون باللغة الإنجليزية بعنوان (OSINT) تحقيقات المصادر المفتوحة. تهدف الورشتان إلى تدريب الصحفيين على أدوات عملية تساعدهم في الكشف عن الجرائم وتوثيقها بشكل احترافي.
أما اليوم الثاني فينطلق بجلسة تناقش حق الحصول على المعلومة بمشاركة صحفيين استقصائيين من تونس والمغرب والأردن. تسلط الجلسة الضوء على أطر التشريع في العالم العربي وأهمية هذا الحق في ترسيخ حرية التعبير وتحسين جودة العمل الصحفي. تلي ذلك جلسة تسلط الضوء على تحول الصحافة من مراقبة السلطة إلى مساءلة وسائل الإعلام نفسها، في ظل ملكية رجال أعمال لمؤسسات إعلامية، وانعكاس ذلك على تحيز هذه المؤسسات لمصالح جهات خاصة على حساب جهات أخرى.
يُختتم المنتدى بورشتي عمل متخصصتين، الأولى بعنوان "مدخل إلى الصحافة الاستقصائية". الورشة الثانية باللغة الإنجليزية بعنوان "Media Bias"، وتتناول طرق كشف التحيز الإعلامي وسبل تجاوزه بشكل أخلاقي ومهني.
يُعد المنتدى فرصة مفتوحة للحوار حول التحديات التي تواجه مهنة الصحافة في ظل الإبادة الجماعية والمعلومات المضللة. ويطرح سؤال الجدوى من العمل الصحفي في سياقات يسود فيها الإفلات من العقاب، ويتعرض فيها الصحفيون للاستهداف والتهميش، بينما يستمر السجال حول الحقيقة ودور الإعلام في الدفاع عنها.