لقاء مع مدرب : نديم الملاح

أخبار وفعاليات

لقاء مع مدرب : نديم الملاح

معهد الجزيرة للإعلام - الدوحة

نديم الملاح صحفي ومذيع أوّل اقتصادي، في قناة الجزيرة، انضمّ إلى شبكة الجزيرة الإعلامية عام 2001، وساهم في إنشاء القسم الاقتصادي فيها بعد انتقاله من لندن.
وبالإضافة إلى عمله كمذيع يقدم حاليا برنامج "الاقتصاد والناس" وهو برنامج ميداني يُعنى بحياة الناس اليومية، وكيف تتأثر بالتطورات الاقتصادية.

وبموازاة خبرته الطويلة بمجال التقديم التفلزيوني، يقدم الأستاذ نديم الملاح دورة التصوير بـ "الدرون" في معهد الجزيرة للإعلام، ويعد من بين أمهر المتخصصين في مجال التصوير بهذه التقنية، التي تستخدم كاميرات مثبتة على طائرات صغيرة، يتم التحكم بها عن بعد.  وللتعرف على ملامح هذه الشخصية التي تميزت على أكثر من صعيد، تواصل موقع معهد الجزيرة للإعلام، مع أ.نديم، وأجرى معه الحوار التالي:

- معهد الجزيرة للإعلام : بداية أطلعنا  أ. نديم على أهمية التدريب بالنسبة لك، وتحديدا ما يتعلق منه بالجانب العملي الميداني؟
 
- نديم الملاح : اسمحولي قبل الإجابة على هذا السؤال أن أتقدم بجزيل الشكر لكم على هذه السانحة، والاهتمام بتطوير المواهب وتنمية القدرات، والعمل الجبار الذي تقومون به.
أقدم في التدريب الميداني "زبدة" ما تعلمته خلال مسيرتي المهْنية، وأسعى جاهدا أن  أضع في متناول المتدربين كل الخبرة التي جمعتها عبر تجربتي الطويلة، والتحدي الأكبر الذي يواجهني في التدريب الميداني، هو كيفية تقديم هذه المعارف على النحو الأمثل في أيام محدودة وقالب شيق.
 
- معهد الجزيرة للإعلام : إلى جانب شغفك بالتصوير، والتقديم التلفزيوني الإخباري والحواري، ألديك مواهب أخرى تشغل حيزا من اهتمامك ووقتك؟
 
- نديم الملاح : مواهبي غالبيتها متعلقة بالتكنولوجيا الحديثة، خاصة تلك المرتبطة منها بالصورة، البداية كانت مع كاميرات التصوير وتطوّرها. لكنّ التصوير المحترف كان من الهوايات المكلِّفة جدا، قبل أن يتطور بشكل متسارع في السنوات العشر الماضية.

لقد ساهمت زيادة التنافس، وتضاعُف عدد الشركات المنتجة للكاميرات الرقمية في خفض كُلفتها، لتتحول المنافسة إلى صعيد آخر، فبات التنافس على تقديم المنتج بجودة عالية، وسعر معقول. لذلك زاد اهتمامي بالتصوير، ولم يقتصر هذا الاهتمام على الصورة الفوتوغرافية فحسب، بل تجاوز ذلك إلى الفيديو، ومن ثم إلى الصورة والفيديو بتقنية الـ٣٦٠ درجة، لأستقر أخيرا على التصوير بالطائرة بدون طيار "درون"

- معهد الجزيرة للإعلام : بمناسبة حديثك عن التصوير بالطائرة بدون طيار، ما الذي يميز دورة التصوير بـ الدرون التي تقدمها في المعهد عن غيرها من الدورات الفنية؟

- نديم الملاح : أهم ما يميز دورة التصوير بالطائرة بدون طيار، أنها أضافت بعدا جديدا لزوايا التصوير لم يعتد الناس على مشاهدته، ويُطلق عليها أصحاب هذه الهواية بـ "عين الطائر". بالنسبة لنا كصحفيين هذه العين لها مدلولاتها، فهي تشير بشكل لا يحتمل اللبس إلى حجم الحدث وأهميته، ومثالاً على ذلك "الحجم"، فعندما نتحدث عن مسيرة حاشدة أو حريق هائل، فالزاوية التي توفرها طائرة التصوير الجوي كفيلة بالدلالة على ما يتضمنه الخبر، وتضيف هذه التقنية مجموعة من النقاط الهامة إلى المادة البصرية، من بينها:

  • جمالية المكان خاصة في التقارير العامة حيث يمكِّننا التصوير الجوي، من رؤية المكان بكل زواياه، ما يضيف بصمة جمالية على اللقطة. 
  • خفضت طائرة التصوير الجوي، خاصة في مناطق النزاعات وحتى التي تشهد حروبا، من الخطر على الصحفيين باستخدامها دون الحاجة للاقتراب أكثر من بؤر النزاعات وعمليات الاشتباك، طبعا كل ذلك يجب أن يتم من خلال الاستخدام الآمن لطائرة التصوير الجوي، دون الإضرار بالإنسان، والحيوان، والطبيعة، والحفاظ على الممتلكات العامة والحرص على عدم انتهاك الخصوصيات.

- معهد الجزيرة للإعلام : لو انتقلنا من جانب مميزات التصوير بهذه التقنية، إلى جانب الاستفادة وحجمها بالنسبة للإعلاميين المشتركين في دورات كهذه، برأيك كيف يمكن للإعلامي الاستفادة من هذه الدورة؟
 
- نديم الملاح : تتمثل الاستفادة من هذه الدورة في معرفة كيفية توظيف اللقطات الجوية بما يدعم القصة الإخبارية، فالصور الناتجة عن التصوير الجوي، ليست دائما أساسية، ولا نلجأ إليها في كل وقت، وإنما هي صورة ضمن مجموعة من الصور، وتمنح هذه الدورة للمشاركين معرفة الوقت والمكان والمناسبين للاستفادة من اللقطات الجوية، بحيث لا يتم استخدامها دون مبرر. نرى حاليا الكثير من المحطات تبالغ في استخدام اللقطات الجوية المأخوذة بهذه التقنية، فيما نرى أن التلفزيون عبارة عن صورة، وكلما أُحسن استخدام وتوظيف اللقطات الجوية كلما كانت الرسالة أوضح وأصدق.
 
- معهد الجزيرة للإعلام : في ختام هذه الدردشة الماتعة، حدثنا عن رسالتك الإعلامية؟
 
- نديم الملاح : رسالتي أن يكون الإعلام ذا هدف واضح وأداةً رئيسية في العملية التنموية، من خلال خلق إعلام يُعنى بالحياة اليومية للناس العاديين. وأحب أن أوجه رسالة إلى كل إعلامي سواء من ذوي الخبرة أو من حديثي التجربة، كلما تنوعت أدواتك، استطعت أن تجعل من نفسك رقما صعبا في عالم الإعلام.. في عالم الإعلام لا يكفي أن تكون صحفيا مسلحا بالكلمة فقط، فنحن في عصر أصبح الترشيد فيه السمة الغالبة، وأصبحت المؤسسات الإعلامية تبحث عن الصحفي متعدد المهارات والقدرات.. وأتمنى أن تصل هذه الرسالة إلى المستهدفين بها.