ختام دبلوم الإعلام الرقمي: تجارب وأدوات تعزز الاحتراف المهني لــ14 خريجًا

أخبار وفعاليات

ختام دبلوم الإعلام الرقمي: تجارب وأدوات تعزز الاحتراف المهني لــ14 خريجًا

تكريم للمتدرب كريم اتاباشا في حفل اختتام الدبلوم

 

معهد الجزيرة للإعلام - الدوحة

اختُتمت أعمال دبلوم الإعلام الرقمي يوم الخميس الماضي، الذي استمر لمدة شهر في أروقة معهد الجزيرة للإعلام، تحت إشراف نخبة من المدربين والخبراء، وذلك خلال احتفال أُقيم في بهو المعهد.

وفي كلمة الخريجين، قالت المتدربة منى البدر، نائب الرئيس للاتصال المؤسسي في شركة ملاحة، إن دبلوم الإعلام الرقمي "أسّس جيلاً جديدًا من الخبراء في هذا المجال، ولم يكن مجرد دورة تعليمية، بل شكّل منصة غنيّة للنقاشات البنّاءة والأفكار الملهمة. وقد امتدّ التدريب على مدى 150 ساعة تميّزت بالجدية والاجتهاد، بإشراف نخبة من المدربين ذوي الكفاءة المهنية والإنسانية". وأضافت أن الدبلوم "أضاف كثيرًا إلى رصيدنا المعرفي والمهني، ويمثل بداية لمسيرة جديدة من الإنجازات".

في ذات السياق، هنّأ السيد حمد الحول، مدير إدارة التخطيط والمشاريع بالمعهد، المشاركين بمناسبة تخرجهم، معبراً عن تقديره لالتزامهم وجهودهم خلال فترة البرنامج. وأشاد بحرصهم على تطوير مهاراتهم، رغم التزاماتهم العملية في الفترة الصباحية، وإصرارهم على مواصلة التعلّم واكتساب المهارات اللازمة لمواكبة التطورات المتسارعة في مجال الإعلام الرقمي. كما أعرب عن تمنياته لهم بمواصلة النجاح، وحثهم على توظيف المعارف والخبرات المكتسبة في مواقع عملهم، بما يسهم في تعزيز التميز المهني ومواكبة المتغيرات التقنية.

من جانبه، أوضح المتدرب نايف الشهراني - مدير مكتب الاتصال والإعلام بمركز نماء - أن الدبلوم منحه رؤية أوضح حول تحول الإعلام من النمط التقليدي إلى منظومة رقمية متكاملة، حيث لم يعد الإعلام مجرد نقل للأخبار، بل أصبح يشمل إدارة المحتوى، والتفاعل، والرصد المستمر للجمهور. وأكد على التكامل بين الجانب النظري، الذي وفر الأساس العلمي، والجانب التطبيقي الذي أتاح التنفيذ الفوري من خلال الورش والتمارين العملية.

وأشار إلى أن تجربته في الدبلوم تمثل تمكينًا، حيث زوّده البرنامج بمهارات وأدوات عملية تساعده على تطوير أدائه الإعلامي والمساهمة بصورة أكبر في خدمة المجتمع. وبيّن أن من أبرز المهارات التي اكتسبها ويعتزم تطبيقها خلال عمله اليومي توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي لإنتاج المحتوى الرقمي بكفاءة واحترافية أكبر، سواء في النصوص أو الفيديو.

وأضاف أن التنوع في الخبرات داخل الدبلوم أتاح أبعادًا جديدة للنقاش، وأسهم في إثراء التجربة، خاصة في ما يتعلق بكيفية توظيف الأدوات الرقمية في بيئات العمل المختلفة.

تكريم المتدرب مصطفى خليل
تكريم المتدرب مصطفى خليل 

وأشار المدرب عبدالله الشيحمي إلى التفاعل الإيجابي للمشاركين في دورة "تحرير المحتوى وسرد القصص الرقمية" التي أُقيمت ضمن الدبلوم، حيث أبدوا شغفاً واضحاً بالتجريب والممارسة العملية، سواء في كتابة السكريبتات أو تحويل الأفكار الصحفية إلى قوالب بصرية مناسبة للمنصات الرقمية، مما يعكس إدراكهم المتنامي لأهمية الجمع بين المهارة التحريرية والإبداع البصري.

ونصح الشيحمي المشاركين بالاستمرار في التعلم وخوض تجارب جديدة لمواكبة التطورات السريعة في المحتوى الرقمي، مؤكداً أن مواكبة التغيير تصنع الأثر. كما أوضح أن الدورة وضعت المتدربين أمام تحدي صياغة رسالة إعلامية مؤثرة تصل إلى الجمهور عبر المنصات الرقمية، حيث يُعَدُّ المحتوى جوهر الإعلام الرقمي، ويمنحه السرد القصصي الحيوية والتأثير.

من جانبها، أكدت المتدربة سلوى محمد، منتجة برامج بقناة الجزيرة الإخبارية، أن الدبلوم أتاح لها تطوير أساليب التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، ما انعكس إيجاباً على رفع معدلات المشاهدة والتفاعل مع المحتوى. وأشارت إلى أن أكثر ما استفادت منه كان التطبيق العملي لتقييم التفاعل على المنصات للفيديوهات المنتَجة ووضع استراتيجيات لتحسينها، بالإضافة إلى تدقيق مواد الفيديو والتحقق من جودتها، وهو ما كان له أثر مباشر في تطوير أدائها المهني. وأوضحت أن تجربة الدبلوم كانت فارقة، إذ "لا يخرج أحد منه كما دخل".

ودعا المدرب مكرم كلاش، الصحفي والمنتج الرقمي، زملاءه الإعلاميين في ختام الدبلوم إلى الاستثمار المستمر في تطوير المعرفة الرقمية، مؤكداً أن فهم الخوارزميات وآليات انتشار المحتوى هو مفتاح التعامل مع الأزمات الإعلامية مستقبلاً. وشدد على أهمية اعتبار إدارة الأزمات جزءاً من البنية الاستراتيجية للمؤسسات الإعلامية، لا مجرد رد فعل، إذ أصبحت الأزمات تُدار أمام جمهور يراقب كل كلمة وقرار.

وأوضح كلاش أن دورة إدارة الأزمات على المنصات الرقمية، ضمن دبلوم الإعلام الرقمي، تُعَدُّ من أهم محاور الدبلوم، لأنها تضع الأزمات في صميم العمل الإعلامي الرقمي، وتتطلب مهارات الرصد المبكر وقراءة المؤشرات الرقمية وإدارة الرسائل بحكمة للحفاظ على ثقة الجمهور. واختتم بالتأكيد على أهمية توسيع الجانب العملي عبر محاكاة أزمات حقيقية وتحليل أداء المؤسسات في إدارتها والاستفادة من الدروس المستخلصة.
جدير بالذكر أن الدبلوم أُشرف عليه نخبة من المدربين هم: إبراهيم عرب، عبد الله الشحيمي، حسن خضري، أحمد عاشور، يحيى سليم، أحمد صبري، مكرم كلاش، وأحمد عشرة.