معهد الجزيرة للإعلام - الدوحة

صدر العدد 36 من مجلة الصحافة التابعة لمعهد الجزيرة للإعلام بعنوان: "الصحافة في المراحل الانتقالية.. من السلطة إلى المجتمع". يناقش ملف العدد تجارب عربية ودولية مختلفة حول العلاقة بين الانتقال الديمقراطي وأدوار الصحافة من زاوية تأثيرها على الممارسة الصحفية.
تناولت افتتاحية المجلة، التي جاءت بعنوان: "حتى لا يتكرر ما جرى"، التحديات التي تواجه وسائل الإعلام خلال فترات التغيير السياسي والاجتماعي مبرزة أهمية وجود صحافة حرة ومستقلة قادرة على نقل الحقائق والمساهمة في بناء مجتمعات ديمقراطية وإنصاف الضحايا والتنشئة السياسية لبناء الدولة.

تضمن العدد 14 مقالاً تناولت موضوعات متنوعة، من بينها مقال للكاتب عربي المصري بعنوان: "أصول الانتقال الإعلامي في سوريا"، بينما بحثت الكاتبة زينب عفيفة في كيفية تحرر الصحافة السورية من إرث الماضي. 
من جهته، أكد الكاتب أحمد حاج حمدو  في مقابلة مع الصحفي والكاتب السوري يعرب العيسى، أن إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة، فيما تناول الكاتب عبداللطيف حاج محمد موضوع متحف "تنظيم الدولة" الرقمي، مسلطًا الضوء على دور الصحافة المتأنية في خدمة العدالة. 
وكتب يوسف فارس عن الصحافة بعد إبادة غزة، مشيرًا إلى أن الحرب انتهت لكن "حروبًا أخرى بدأت"، بينما تقصى محمد النعاس تاريخ الصحافة الليبية و "روح القذافي" وتركته الثقيلة التي أثرت على الصحافة بعد الثورة. كذلك، ناقش عمر لبشيريت  تجربة الصحافة المغربية في المرحلة الانتقالية، وتطرق إلى ما يُعرف بـ"جيوب المقاومة"، في حين استعرض جبرين أحمد عيسى دور الإعلام في رواندا كشريك في الإبادة والمصالحة. أما عائشة غربي، فقد أضاءت على التجربة التونسية في مقالها: " الانتقال الإعلامي الموؤود في تونس".
في باقي مقالات العدد، تساءل حسن أكرم عمّا إذا كانت شهادات الصحافة في العراق كافية لدخول سوق العمل، كما كتبت كوثر صالح عن دور الذكاء الاصطناعي كمحرر للأخبار، مبرزة خلاصات بحثها في زمالة الجزيرة عن موقع "NewsGPT"بينما ناقشت الكاتبة أفراح تاج الختم سؤال المهنية في صحوة الصحافة الإلكترونية في السودان. 
وتطرق عبد المجيد الفرجي إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الانتخابات الأوروبية، فيما تناولت ليديا لارسن التحديات التي تواجه الصحفيين الشباب المستقلين، واصفة المهنة بـ "محبطة".
جدير بالذكر أن مجلة الصحافة تسعى إلى توثيق تجربة الجزيرة والتجربة العربية في الممارسات الصحفية، مع العمل على إثراء المحتوى العربي في هذا المجال، لتكون مرجعًا قيّمًا للصحفيين وطلبة الصحافة والمهتمين ومنصة يتبادلعبرها الصحفيون خبراتهم وتجاربهم الثرية والمثمرة.