قصص
العودة إلى القصص شاركنا قصتكطوابع من أجل فلسطين
كان منزل عائلة شفيق طالب ملاصقاً لمخيم اللاجئين الفلسطينيين “عين الحلوة” في صيدا بالجنوب اللبناني، وكانت عائلته قد تقاسمت العيش والنضال مع جيرانهم الفلسطينيين الذين لجأوا إلى لبنان بعد نكبة عام 1948. عام 1953، غادر طالب صيدا متوجهاَ نحو الكويت للبحث عن عمل. هناك، عمل بتجارة السيارات وتوفَّرت له بحبوحة مالية سمحت له بإنعاش هوايته القديمة في جمع الطوابع، التي كان قد أجَّل العمل عليها لأسباب مادية. اقتنى طوابع كافة الدول خاصة لبنان، وحرص على جمع تلك المُوشّحة باسم فلسطين والصادرة عن مصر والعراق والأردن، والطوابع الفلسطينية ذاتها، ليؤكد انتماءه لفلسطين وأنّها “قضية قوميّة لا يمكن التخلّي عنها”.
جال طالب بطوابعه معارض دولية، حاملاً معه أيضاً لوحات كان قد جمعها سابقاً تحكي عن القدس ومجزرة دير ياسين، ولاحق أطياف شغفه بانتسابه لأكاديميات ونوادٍ دولية تختص بجمع الطوابع، كان آخرها انتسابه للنادي الدولي للطوابع في عام 2010.
في مسيرته تلك، ساندته ابنته هدى، وأصدرا معاً كتاباً بعنوان “لبنان في طوابعه” الذي أصبح وثيقة تاريخية وعلمية هامّة للباحثين، بعد رصده لأحوال لبنان بين عامي 1924-2001.