قصص
العودة إلى القصص شاركنا قصتكصورة تذكارية لعائلة ميلانه
في مخيم شاتيلا ببيروت، وقفت ميلانه بطرس في المكان الذي اقترفت فيه مجزرة صبرا وشاتيلا في 16 سبتمبر/أيلول 1982، وعرضت صورة لعائلتها أمام عدسات الصحفيين. كنت حينها في زيارتي للبنان ضمن وفد صحفي يزور المخيمات الفلسطينية.
الصورة التذكارية الوحيدة للعائلة التقطها أحد الصحفيين، وفيها تقف قرب جثث أولادها، خضر وقاسم ومحمد وزوجها علي، الذين قتلتهم ميليشيا الكتائب المتعاونة مع إسرائيل إبان المجزرة. يومها لم أستطع الحصول منها على تفاصيل أوفى. عدت إلى فلسطين، وبعد عام في ذكرى المجزرة بحثت عن طريقة للتواصل معها، فأخبرني الأصدقاء أنها توفيت وبإمكاني مهاتفة ابنتها.
اتصلت بفاطمة ابنتها الكبرى، وفوجئت بها تقول إن لدى أمها تفاصيل أكثر، إذ كانت حية ترزق. أخذت ميلانه الهاتف وحدثتني عن حصار المخيم وقصفه واختبائهم بملجأ تابع للمقاومة الفلسطينية، لكن الميليشيا عثرت عليهم وأعدمت أولادها وزوجها، وبعد ثلاثة أيام وجدتهم ميلانه بين الجثث. وفي كل عام تخرج ميلانه الصورة بذكرى المجزرة لتخبر العالم بقصتها، في وقت ما زال فيه القاتل حراً طليقاً.