قصص
العودة إلى القصص شاركنا قصتكمحمد العباري.. بطل الدمى التقليدية
محمد العباري، صانع الحكايات والدمى التقليدية التي لم نعد نجدها كثيراً في طنجة. يجلس على الدوام أمام مصنعه اليدوي الصغير في حي الريسول، على جانب الطريق المؤدي إلى مقهى بابا الشهير. يفترش دماه اليدوية، جمال، خيول، القراب (بائع الماء في القرب) امرأة جبلية بزيها المحلي، رجل جبلي بزيه المحلي أيضا. هكذا يستوحي العباري تفاصيل الدمية من محيطه، وتظل دمية الجمل أكثرها مبيعا بين السياح الأجانب، ونادرا ما يلتفت المغاربة لهذه الدمى التي اختفت أو تكاد في طنجة.
سنون طوال والعباري يخيط بين يديه جلودا طبيعية، يقصها على هيئة حيوان أو إنسان ثم يبداً تخييطها وحشوها بالتبن، ويضيف لها الزينة المكملة.. مثلا، تحمل امرأة سلة بيض، الجمل يحمل سلالاً مليئة بحبات الحمص كناية عن الغذاء، ويمتطي الفارس فرسه ويحمل بيده بارودة وعلى رأسه عصبة.
ظلت الدمى طوال 40 عاما مصدر رزق العباري الوحيد، في وقت تفتقر فيه للدعم والتشجيع، ولولاه وربما قلة مثله لاختفت الدمى ولم يعد أحد يقتنيها كهدايا للأحبة والأصدقاء كما يفعل السياح عادة.