الحياة مقابل الحقيقة.. ضريبة الصحافة في فلسطين

أثناء اقتحام قوات الاحتلال مدينة جنين صباح يوم 11 أيّار/الماضي، تجمّع صحفيون ومصورون في المنطقة: مجاهد السعدي وشذا حنايشة وعلي السمودي وشيرين أبو عاقلة بالقرب من مقبرة الشهداء. ساروا لدقائق قليلة قبل أن يبدأ جيش الاحتلال بإطلاق النار نحوهم. التفتت شيرين أبو عاقلة إلى زميلها علي بعد إصابته، وكانت آخر كلماتها "اتصاوب علي"، قبل أن تُستهدف بشكلٍ مباشر برصاصة أسفل الأذن، وهي منطقة لا تغطيها الخوذة التي كانت ترتديها.

يُوثِّق فيديو بثَّته قناة الجزيرة، مشهد إطلاق الرصاص الذي كان مباشرًا ومستمرًّا ومتعمَّدًا، كما روت الصحفية شذا حنايشة، التي كانت من الشهود على جريمة الإعدام الميداني لأبو عاقلة، وهو ما ذكره أيضًا الصحفي علي السمودي، المنتج بقناة الجزيرة والمرافق لشيرين أبو عاقلة.

لا تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمتنع عن فتح تحقيق في مقتل شيرين أبو عاقلة، رغم أن أبحاثها الأولية أثبتت أن جنودها أطلقوا الرصاص باتجاه الموقع الذي كانت فيه شيرين، إضافة إلى تحقيقات أخرى أنجزتها شبكة "سي أن أن " (CNN)،  و"أسوشيتد برس، وقناة الجزيرة أكدت استهداف أبو عاقلة من قِبل قوات الاحتلال، وخلو المنطقة من المسلحين قرب شيرين خلال اللحظات التي سبقت قتلها.

شيرين أبو عاقلة ليست الأولى التي دفعت حياتها مقابل الحقيقة وتصدير الرواية الفلسطينيّة وتأريخ جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، بل سبقها عشرات الصحفيين والإعلاميين قتلهم الاحتلال بطرق مختلفة، سواء بالرصاص أو بالتفجيرات أو بالصواريخ. ووصل العدد خلال الـ 50 سنة الأخيرة لـ107؛ يستهدفهم الاحتلال قصدًا في محاولة منه لطمس الحقائق، ومنع وصول الصورة الكاملة لقمع الفلسطينيين.

 

قائمة ممتدة

 كانت هزيمة يونيو/حزيران 1967 بمثابة الثقب الذي فجّر "جدران الخزّان" لدى الصحفي غسّان كنفاني (36 عامًا)، بتوليه رئاسة تحرير جريدة "الهدف" التابعة للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين.

برفقة ابنة أخته لميس نجم (17 عامًا)، اغتيل كنفاني بمنطقة الحازميّة في بيروت، بتاريخ 8 يوليو/تمّوز 1972، بعد زرع الموساد الإسرائيلي عبوة متفجرّة داخل سيارته. لم يعترف رسميًا وبشكلٍ صريح باغتياله، إلا أن رئيسة وزراء الاحتلال، جولدا مائير، علّقت بعد العملية قائلة: "اليوم تخلصنا من لواء فكري مسلّح".

وبتفجير عبوة أخرى زرعها عملاء الموساد تحت سريره الخاص في فندق "فلورا" في روما، استشهد الصحفي ماجد أبو شرار (45 عامًا) عام 1981 الذي تولّى رئاسة تحرير صحيفة "فتح" اليوميّة، وأصبح في عام 1973 مسؤولًا عن الإعلام المركزي ثم الإعلام الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينيّة، ورئيس دائرة الإعلام المركزي ثم الإعلام الموحد للحركة.

أما الصحفي حسن عبد الحليم الفقيه (30 عامًا)، الذي كان يعمل صحفيًا في جريدة الفجر والبيادر السياسي، ومهتمًا بقضيّة بيع أراضٍ فلسطينيّة وملاحقة المسؤولين عن ذلك، فاختطفه الموساد الإسرائيلي مدّة ثلاثة شهور بعد كشفه عن أسماء سماسرة بيع أراض في القدس ورام الله، وعُثر على جثته عام 1985 في أراضي بيت حانون في القدس المُحتلّة.

وبحسب بيانات وزارة الإعلام الفلسطينية ومركز المعلومات الفلسطيني، فإن الاحتلال اغتال خلال عشر سنوات (2000-2010) 25 صحفيًا من مختلف الأراضي الفلسطينيّة، كان أولهم الصحفي عزيز يوسف التنح (32 عامًا) من بيت لحم، الذي كان يعمل في وكالة الأنباء الفلسطينيّة بعد إصابته برصاصة في الرأس، فيما قتل في عام 2001 الصحفيان محمد البيشاوي (27 عامًا) وعثمان قطناني (24 عامًا) باستهداف صاروخي للمركز الفلسطيني للدراسات والإعلام بنابلس.

وخلال أحداث اجتياح مدن الضفة عام 2002، ارتقى الصحفي عصام التلاوي (30 عامًا) إثر إصابته بعيار ناري في الرأس خلال مسيرة سلمية برام الله منددة بمحاصرة الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات في مقرّه، والصحفي عماد أبو زهرة (30 عامًا) الذي قضى إثر إصابته بعيارات ناريّة أطلقها عليه جنود الاحتلال من داخل مجنزرة في مدينة جنين.

كما استهدف الاحتلال الصحفي نزيه دروزة (46 عامًا) عام 2003 برصاصة في عينه في مدينة نابلس خلال تغطيته اقتحام البلدة القديمة، وعام 2008 استشهد المصوّر الصحفي في وكالة "رويترز"  فضل شنّاعة (23 عامًا) إثر إصابته في قصف مدفعي على قرية جحر الديك في مدينة غزّة.

وفي العدوان الإسرائيلي على غزة فقط (الذي استمر 50 يومًا صيف 2014) قتل القصف الإسرائيلي 16 صحفيًّا فلسطينيًّا.

واستمر عدوان الاحتلال على الطواقم الصحفيّة إلى ما بعد ذلك، ففي عام 2019 قُتل برصاص الاحتلال الإسرائيلي الصحفي ياسر مرتجى (29 عامًا)، خلال تغطيته لمسيرات العودة عند الشريط الحدودي لقطاع غزة. والعام الماضي استشهد يوسف أبو حسين (26 عامًا)، الصحفي في إذاعة "الأقصى" المحلية خلال قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي، لمنزله في حي الشيخ رضوان، بمدينة غزة.

 

صحفيون خلف القضبان

في اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من مايو/أيار من كل عام، نشرت لجنة دعم الصحفيين -وهي منظمة عربية تعنى بحقوق الصحفيين- بيانًا قالت فيه إن الاحتلال الإسرائيلي يعتقل داخل سجونه، 19 صحفيًا وإعلاميًا فلسطينيًا، دون توجيه أي تهمة واضحة بحقهم.

وفي تقرير نشره المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان العام الماضي بعنوان "معاقبة الصحفيين: قيود إسرائيل على حرية التنقل والحركة"، ذكر أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتعمد ابتزاز الصحفيين والتضييق عليهم أثناء محاولتهم للسفر داخل أو خارج البلاد.

واتهم المرصد الاحتلال بأنه "يمنع الصحفيين من السفر والتنقل بشكل غير قانوني"، موضحًا أن هذا القمع يأتي كعقاب بسبب خلفية عملهم كصحفيين، إلى جانب ابتزاز الصحفي عبر مساومته إما بترك مهنته أو ترك مكان عمله، وقد تصل إلى ابتزاز الصحفي الفلسطيني للتخابر معهم عبر تبادل معلومات عن الفلسطينيين.

وبحسب إفادات الصحفيين المذكورين في التقرير فإنهم في حال رفضهم العروض، يتعرّضون للاعتداءات الجسديّة والنفسيّة من خلال الضرب والاحتجاز والاقتحامات المنزلية والتهديد بالملاحقة المتواصلة.

وأوضح أن عمليات المنع من السفر والتنقل تجري وفقًا لقرارات إدارية تصدرها السلطات الإسرائيلية، بما فيها جهاز المخابرات، دون اتباع إجراءات قانونية أو قضائية ودون إعلام الصحفيين بالقرار وقت صدوره أو بالجهة التي أصدرت القرار والأسباب التي دفعتها لذلك، مستدركًا أنه "لا يتم إخبار الصحفيين كذلك بكيفية إزالة القرار أو الاعتراض عليه".

 

انتهاكات ممنهجة

تاريخ الانتهاكات الإسرائيليّة الذي استهدف الصحفيين العاملين في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال السنوات الماضيّة، يدل على استخدام عدّة أشكال مختلفة من الاعتداءات مثل الاغتيال والاعتقال وقصف وتدمير مقار وسائل الإعلام، كما تشير الشواهد والحالات التي توثِّقها تقارير المنظمات الدولية.

خلال الأشهر الأولى من العام الجاري رُصد  160 انتهاكًا إسرائيليًا ضد الصحفيين. وتأتي هذه الانتهاكات كاستمرارية لسياسة الاحتلال الممنهجة ضد الصحافة الفلسطينية، إذ رصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلاميّة "مدى" خلال العام 2021 ووثّق ما مجموعه 368 انتهاكًا من قِبل الاحتلال في الضفة الغربية (بما فيها القدس المحتلة) وقطاع غزّة.

تنوّعت هذه الانتهاكات ما بين حالات اعتداء جسدي والاعتقال في الضفة وغزّة، وتسجيل حالات قتل لصحفي واثنين من خريجي الصحافة في قطاع غزّة، وتدمير المؤسسات الصحفيّة، كما كانت الحال في قصف برج الجلاء الذي انهار أمام عدسات الصحافة العالمية.

ويُعد قصف برج الجلاء الاستهدافَ الأبرز للمقرات الإعلامية، فقد كان يضم 8 مؤسسات إعلامية، منها مكاتب واستوديوهات قناة الجزيرة ومقر وكالة الصحافة الأمريكية "أسوشيتد برس". كما قصف الاحتلال برج الشروق الذي كان يضم 6 مؤسسات إعلامية، منها فضائية وإذاعة الأقصى وقناة فلسطين اليوم.

وأرجع المركز زيادة عدد الانتهاكات في عام 2021  بالمقارنة مع عام 2020 -الذي سُجّل فيه 215 انتهاكًا- إلى انخفاض حدّة الإجراءات الاحترازيّة من فيروس كورونا وعودة الحياة إلى طبيعتها والفعاليات الشعبيّة والوطنيّة إلى سالف عهدها، كالمسيرات والفعاليات في بعض القرى الفلسطينيّة مثل بيتا وكفر قدوم، ومحاولة سلطات الاحتلال سلب بيوت الأهالي في حي الشيخ جراح وحي سلوان في القدس المُحتلة، وأخيرًا العدوان العسكري على قطاع غزّة، ما استدعى وجود الصحفيين بشكلٍ مكثفٍ في الميدان واحتمالية تعرّضهم للانتهاكات.

ظروف اغتيال الصحفيّة شيرين أبو عاقلة أعادت تسليط الضوء حول سياسة الاحتلال الإسرائيلي في التعامل مع الصحافة الفلسطينيّة خارج القوانين والمعاهدات الدوليّة، ودون أي مساءلة للسياسات أو معاقبة واستجواب مرتكبي جرائم القتل والاعتداء. الأمر الذي يدفع لمزيد من الانتهاكات بحق الصحفيين  من قتل، اعتداء، اعتقال، ومضايقات تعيق التغطيات الإعلاميّة، وتكريس الإفلات من العقاب، فضحايا السياسة الإسرائيلية في تعاملها مع وسائل الإعلام طال العشرات من الصحفيين على مدار 50 عامًا، ولم تُعقد محاكمة لأي من جنودها أو قنّاصيها حتى الآن. علاوة على ذلك تجد السلطات في كلِ مرّة  المبررات الجاهزة المتكررة والضعيفة لما تقوم به من جرائم واعتداءات وإعدامات ميدانيّة، ما يشير إلى التلويح بمخالفة الاحتلال للمواثيق الدوليّة والمعاهدات فقط لا تكفي، وصار البحث عن آليات دولية تنفيذية ناجزة لمحاسبة مرتكبي الجرائم ضرورة.

 

المزيد من المقالات

رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 1 مايو, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 7 أغسطس, 2022
الحسابات الإخبارية على المنصات الرقمية بعمان.. هل هي مهنية؟

القضايا الحقيقية للمواطنين في عمان لا تناقشها وسائل الإعلام التقليدية، بل الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي. في ظرف سنوات قليلة، بنت هذه الحسابات جمهورها، وامتلكت القدرة على التأثير وسط انتقادات حادة توجه إليها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية.

سمية اليعقوبي نشرت في: 6 مارس, 2022
يوميات الصحفي الفلسطيني على خط النار

بعضهم قصفت مقراتهم، والبعض الآخر تركوا عائلاتهم ليدحضوا السردية الإسرائيلية، أما البعض الآخر فقد اختاروا أن يشتغلوا على القصص الإنسانية كي لا يتحول الضحايا إلى مجرد أرقام.... هي قصص صحفيين فلسطينيين يشتغلون تحت النار.

ميرفت عوف نشرت في: 20 مايو, 2021
الرواية الفلسطينية في بث حي على إنستغرام

بينما كانت بعض القنوات التلفزيونية تساوي بين الضحية والجلاد في أحداث القدس، كان مؤثرون ونشطاء صحفيون يقدمون الرواية الفلسطينية للعالم. لقد تحولت المنصات الرقمية، رغم كل التضييق، إلى موجه للقرارات التحريرية، وإلى مصدر رئيسي للتحقق مما يجري على الأرض.

مجلة الصحافة نشرت في: 9 مايو, 2021
حينما تتعالى الصِّحافةُ السودانية على آلام المستضعَفين

بينما الشّارعُ السّودانيُّ يغلي بسبب انتشار الفقر، وبينما تتّسعُ دائرةُ التّهميش، تُصِرُّ الصِّحافةُ السّودانيّةُ على التَّشاغُل بتغطية شؤون "النُّخبة"؛ بعيدًا عن قصص الفقر في المدن والأرياف.

سيف الدين البشير أحمد نشرت في: 31 مارس, 2021
التسريبات في تونس.. الصحافة تدخل "الغرف المظلمة"

تحول جزء من الصحافة التونسية إلى فضاء للتسريبات والتسريبات المضادة، لكن نادرا ما طرح السؤال عن المعايير الأخلاقية والمهنية في التحقق منها، ومدى ملاءمتها للمصلحة العامة..

أمين بن مسعود نشرت في: 28 مارس, 2021
أطفال مخيم الهول في عين الحدث.. شيطنة الضحايا

في مخيم الهول، ظهرت صحفية تطارد أطفالا وتنعتهم بتسميات وصفها بعض الأكاديميين أنها منافية لأخلاقيات المهنة. كيف يتعامل الصحفيون مع الأطفال؟ ولماذا يجب أن يحافظوا على مبادئ الإنصاف واحترام خصوصيات الأفراد والحق في الصورة؟ وماهو الحد بين السعي لإثبات قصة وبين السقوط في الانتهاكات المهنية؟

أحمد أبو حمد نشرت في: 25 مارس, 2021
الصحفي وامتحان "الوثائقي"

ما لم تحفز الأفلام الوثائقية المشاهد على "عمل شيء، أو توسيع مدارك المعرفة والفهم الإنسانية"، فإنه لا يضيف أي قيمة للممارسة الصحفية. البعض يعتقد أن صناعة الفيلم الوثائقي ليست مهمة، لذلك يسقطون في أخطاء، يحاول هذا المقال أن يرصد أبرزها خاصة التي تفتقر للحد الأدنى من لغة الوثائقي.

بشار حمدان نشرت في: 16 مارس, 2021