كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

كنت ابنة عشر سنوات حين قتلوا والدي. كان عضوا في المجلس البلدي لإحدى بلدات الشمال الكولومبي، وكان يتحدث في العلن عن فساد المحافظ، وفي عام 1997 ولغايات الانتقام أمر المحافظ بقتله. نهر من الدماء سال في هذا الإقليم العنيف، مجموعات من العصابات المسلحة والقوات شبه العسكرية مدعومة من الدولة هاجمت الناس وأرعبتهم، كل من يستنكر الأمر سيُقتل. فضّل الناس الصمت، ألزموا أنفسهم به آليّة للحماية، لكن اغتيال أبي ظل يكبر كجرح عميق في داخلي، إلى أن حدد مصيري فيما بعد. أردت أن أصير صحفية وأن أكشف الحقيقة!

بالكاد كنت أعرف اسم القاتل، أردت أن أعرف لماذا أمر بقتله، كنت أعرف أنه المحافظ الذي سخّر قوته كلها لمنع تحقيق العدالة. كان يقود مجموعة إجرامية ارتكبت مجازر في المنطقة، العِلة كانت ذاتها في كل مرة، سحق معارضيه. قضاة ومدّعون عامون لم يجرؤوا على المساس بالقاتل، أما الإجراءات القضائية فدائما ما كانت تبوء بالفشل، حتى ملف قضية اغتيال والدي جرى توثيقه بعد أشهر من الحادثة، خوفا من الإبلاغ، أما ذوو الضحايا فلم يتبق أمامهم سوى استجداء العدالة الإلهية.

الالتزام الأخلاقي الأول في عمل كل صحفي يكون تجاه نفسه، الموضوعية والحياد في الصحافة خصائص طوباوية جدا.

نشأت حينها في بيئة يحفّها العنف والخوف، كنت أحلم أن أعرف الحقيقة كاملة، وأن أروي الحكاية يوما ما، هل كان والدي يستحق ذلك كله؟ لم قتلوه؟ ولِم لم يفعل أحد شيئا للدفاع عنه؟ حين نضجت جعلت أنظم قصائد شعرية أصف فيها معاناتي، هناك بدأت تنمو نزعة الكتابة لدي، وارتأيت أن دراسة الصحافة ستمنحني الأدوات اللازمة للبحث بعمق في القضية، بالقدر ذاته الذي ستؤلمني به. مضت السنوات الأولى مثقلة بالإحباط، كان القاتل، وقتها، قد ازداد نفوذه وغدا أشد خطرا، كان عدد ضحاياه قد تجاوز المائة، وكان لم يزل محافظ غواخيرا، وهي بلدة على الحدود مع فنزويلا، دمرها العنف والفساد والإهمال، أطفال الشعوب الأصلية ما زالوا حتى اليوم يموتون جوعا في تلك المنطقة.

 

1
أن تكون ضحية وصحفية في الوقت ذاته فذلك يتطلب أن تبحث بخلاف معاييرك الخاصة (شترستوك).

بعد عشرين عاما تقريبا من مقتل والدي، كلفت محكمة العدل العليا في بوغوتا مدعيا عاما للتحقيق في القضية، ولأول مرة يستدعى القاتل للمثول أمام القاضي، كنت حينها قد دخلت عالم الصحافة، ورغم الخوف الشديد الذي كان يتملكني فقد أسهمت في ذلك التحقيق، ليس بشهادتي في القضية فحسب، بل أجريت بحثا موسعا أوصلني إلى فتح كثير من الملفات وإجراء مقابلات مع عدد من القتلة، والتحقق من مختصي الطب الشرعي، والأهم من ذلك التوغل في داخلي لمواجهة الألم الذي لطالما أجبرتني الخيبات وإفلات الجناة من العدالة على تأجيله.

خلال فترة المحاكمة كتبت عددا من السرديات الصحفية عن قصتي، وحينها بدأت الأسئلة تنخر رأسي عن مدى التزامي أخلاقيات الصحافة فيما أفعله، هل سأتمكن من فعلها؟ وهل كوني أنا الضحية في القصة ينزع صفة الموضوعية عن روايتي؟ سنتان من إجراءات المحاكمة وسنة إضافية للنطق بالحكم، ثم يقضى عليه بأربعين سنة في السجن، بعدها شرعت في تأليف كتاب لم أروِ فيه قصتي فحسب، وإنما - بسياق أوسع - رويت قصص آخرين وقعوا ضحايا للجاني نفسه.

الالتزام الأخلاقي الأول في عمل كل صحفي يكون تجاه نفسه، الموضوعية والحياد في الصحافة خصائص طوباوية جدا. الذين يعدون التقارير دائما ما يكونون واقفين في مكان ما، يرون الأمور من منظور واحد فقط من بين أبعاد كثيرة. لأجل ذلك لا بد للصحفي أن يلتزم موضوعية جزئية، غير محددة ولا حاسمة، ولذلك أيضا دائما ما تسمع روايات متنوعة على لسان كثير من الصحفيين لحدث واحد فقط.

إن الصحفي الجيد يقرر على الأرض متى يفتح الباب ليروي ملامح عامة عن المأساة، ومتى يغلقه على خصوصيات الضحايا.

صياغة لغة تقاريرك من الأمور التي لك حرية التصرف فيها، توجهك ورؤيتك للموضوع والأسئلة التي تطرحها على من تقابلهم هي علامات تميز العمل الصحفي. ليست هناك منهجية قابلة للقياس أو قائمة محددة للفحص يمكن توظيفها على كل التقارير عموما، لكن لن نكون موضوعيين حين نركز منذ بدء إعداد التقرير على أحكام مسبقة لدينا في بعض الجوانب. إن الصحفي الجيد يقرر على الأرض متى يفتح الباب ليروي ملامح عامة عن المأساة، ومتى يغلقه على خصوصيات الضحايا.

ربما لن يستطيع الصحفي أبدا أن يكون موضوعيا تماما حين يبحث في القصة ويرويها، لكنّ لديه التزاما أخلاقيا لا مفر منه، أن يكون شفافا وصادقا مع جمهوره. من الطبيعي أن تكون لدى الصحفي اعتبارات مسبقة في أي موضوع. كلنا كذلك. لكن في الوقت ذاته فإن من واجبه البحث عما يخالف هذه الاعتبارات، بإمكانه التماهي مع بعض الأفكار، لكن عليه أن يتحرر من الشعارات والتسميات الثابتة أحيانا، بل ينبغي له أن يكون منفتحا تجاه التفسيرات المختلفة، حتى التي تتعارض مع معتقداته، ما يسمونها اليوم "الصحافة المتشددة" ما هي إلا إهانة للعمل الصحفي، إذا كانت لدينا فكرة استثنائية فليس لنا أن نتشدد فيها، بل أن نبرزها في سياق عام جنبا إلى جنب مع الأفكار الأخرى.

3
 الكتاب الجديد للكاتبة تشرح فيه كيف غطت قصة اغتيال والدها (الجزيرة).

واحدة من الكليشيهات المعروفة أنه ليست هناك حقيقة مطلقة للأحداث، لكن الحقيقة الصحفية يمكنها أن تكون، بعيدة جدا عن الحقيقة المتعلقة بالمجريات أمامنا، حتى وإن كان أمر ما غير مثبت أمام القضاء، يمكننا معالجته والتحقيق فيه من خلال الصحافة، بإبراز الأدلة والشهود والوثائق التي تدعم ذلك. وهنا ينبغي الشك في كل شيء، حتى في الحقائق التي أثبتتها الهيئات القضائية، ذاك هو عمل الصحافة، الشك لا اليقين، وإن كان هناك جانب نجهله أو ثغرات في المعلومات التي نقدمها فعلينا أن نكون واضحين أمام القارئ، أن نقول ذلك منذ السطر الأول، أين هو موقعنا من حقيقة الحدث الذي نرويه، إنها الشفافية: "أنبه القارئ إلى أن ما سأحكيه تاليا زلزل حياتي كصحفية، وقد قررت أن أتتبع أثر القاتل حتى أنزع القناع عن وجهه".

الأخلاقيات هي ذاتها دائما، أيا كان من يتبناها، أن تكون ضحية وتعاني آلامك الخاصة فهذا لا يمنحك الحق أن ترمي اتهاماتك هكذا بلا أدلة، أما أن تكون ضحية وصحفية في الوقت ذاته فذلك يتطلب أن تبحث بخلاف معاييرك الخاصة، أن توسع النطاق وتنظر إلى حيث تصعب الرؤية وتستحيل. رغم كل الألم والغضب اللذين يخنقانك، على قصتك الصحفية أن تحيط بجوانب الحدث كلها وأن تقدمها من أكثر من منظور. فحين تحكي عن وقائع جلسة المحاكمة، إياك أن تكتفي بنقل شهادات من أدانوا الجاني، عليك أن تنقل شهادات من وقفوا معه أيضا، إبراز هذه التناقضات ضروري حتى يكون القارئ هو وحده من يستخلص نتائجه وقناعاته الخاصة. كَوني ضحية فهذا لا يعطيني رخصة باسم التاريخ كي أختلق أحداثا أو أبالغ في سردها بما يناسب روايتي.

ينبغي الشك في كل شيء، حتى في الحقائق التي أثبتتها الهيئات القضائية، ذاك هو عمل الصحافة، الشك لا اليقين، وإن كان هناك جانب نجهله أو ثغرات في المعلومات التي نقدمها فعلينا أن نكون واضحين أمام القارئ، أن نقول ذلك منذ السطر الأول.

أن تكون أخلاقيا يعني أن تبرز الجوانب المضيئة والمعتمة في الحكاية وفي الضحايا أيضا، لا في الجناة فقط، عادة ما يقع كثيرون في خطأ إظهار الضحايا الأنقياء، الصالحين، بلا أخطاء، كأننا نقول للقارئ إن الضحية لا تستحق ما حدث لها، لكن واجب الصحفي إظهار تلك الشقوق الخفية في الضحايا وفي غيرهم. وبالمناسبة، فإن إظهار تلك الجوانب لا يقلل من كونهم ضحايا، لكنه يجعل القصة أكثر إنسانية، هذا ما فعلت تماما، وهذا ما أوصي به: إظهار المواضع التي تترنح فيها القصة والضحايا والجناة هو ميثاق أخلاقي بين الصحفي والقارئ. كان غابرييل غارسيا ماركيز يقول: "في الصحافة لا يمكن فصل الأخلاق عن التقنية، تماما كما لا يمكنك فصل النحل عن طنينها".

كونك صحفيا فذلك قد يمنحك في كثير من الأحيان مزايا لا يتمتع بها القضاة وموظفو المحاكم، هناك شهود ممن يفضلون الإدلاء بتصريحاتهم للصحفي دون الكشف عن هوياتهم، لكنهم لن يفعلوا ذلك أمام هيئة قضائية. لقد حدث ذلك معي أثناء التحقيق، القاتل أدين فعلا، لكن كانت هناك شهادات أساسية لم تعرف بها المحكمة، بينما أنا أستمع إليها وأستخدمها في بحثي، هناك تفاصيل غير مهمة بالنسبة إلى العدالة، لكنها للصحفي قد تعدل منجما من ذهب.

الحديث عن حالة الطقس في مكان أنت لست فيه، أو رواية حدث لم يحضره الصحفي هو أمر غير موضوعي، لكنه سيكون أكثر موضوعية لو زار الصحفي المكان، لو توصل إلى بعض التفاصيل المهمة، أو تحدث إلى أبطال الحكاية. بالنسبة لروايتي، حتى لو أنني رويتها مثلا بضمير الغائب/ الشخص الثالث، وحتى لو كتبها صحفي آخر، سيظل دائما هناك شخص أول بحث في الأحداث وتصفح الوثائق والملفات وأجرى المقابلات، المهم هنا، أن إظهار الثغرات التي يحتويها البحث نفسه أمر أخلاقي جدا.

اغتيال والدي لا يعطيني رخصة باسم التاريخ كي أختلق أحداثا أو أبالغ في سردها بما يناسب روايتي.

واحدة من أشد اللحظات تعقيدا وإثارة طوال مدة التحقيق ربما كانت جرأتي في التفتيش عن واحد من القتلة، كان قد بدل أقواله لصالح الجاني بعد شهادته الأولى أمام المحكمة. تهيأت نفسيا وتدربت كي أواجهه دون أن أفقد رباطة جأشي، ثم قابلته لساعات في السجن، وكذلك تحدثت إلى قتلة آخرين عن فظائع ارتكبوها، وقد آذوني جدا حينها، إنه لتحدٍ فاشل أن يحاول الصحفي الانفصال عن عواطفه.

 

 

2
 "تهيأت نفسيا وتدربت كي أواجهه دون أن أفقد رباطة جأشي أحد قتلة والدي، ثم قابلته لساعات في السجن، وكذلك تحدثت إلى قتلة آخرين عن فظائع ارتكبوها، وقد آذوني جدا حينها، إنه لتحدٍ فاشل أن يحاول الصحفي الانفصال عن عواطفه" (إنترنت).

ليست لدي وصفة جيدة كي لا تشعر بالحزن أو الخوف أو الألم حين تبحث وتحقق في حكايتك الخاصة، في الواقع لقد جلب لي هذا التحقيق كثيرا من التهديدات، حد أني ما زلت حتى اليوم مجبرة على الخروج مع مرافقين شخصيين عينتهما الدولة لذلك، لكني أعلم اليوم أكثر من أي وقت مضى أن الأخلاق متغلغلة في العمل الصحفي، حتى لو كنت ضحية، وحتى إن كان التحقيق يشملك، فالصحافة والأخلاق لا ينفصل أحدهما عن الآخر!

 

 

المزيد من المقالات

رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 1 مايو, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 7 أغسطس, 2022
الحياة مقابل الحقيقة.. ضريبة الصحافة في فلسطين

يشبه الصحفيون الفلسطينيون المشتغلون بالميدان أبطال رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، فهم معرضون لـ "الاختناق" و"القتل البطيء والسريع" والملاحقات والتهديد المعنوي، فقط لأنهم ينقلون للعالم حقيقة محتل عنصري يحاول أن يبني شرعيته بالقوة والسلاح. هذه قصة صحفيين فلسطينيين دفعوا حياتهم دفاعا عن الحقيقة.

هدى أبو هاشم نشرت في: 5 يونيو, 2022
الحسابات الإخبارية على المنصات الرقمية بعمان.. هل هي مهنية؟

القضايا الحقيقية للمواطنين في عمان لا تناقشها وسائل الإعلام التقليدية، بل الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي. في ظرف سنوات قليلة، بنت هذه الحسابات جمهورها، وامتلكت القدرة على التأثير وسط انتقادات حادة توجه إليها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية.

سمية اليعقوبي نشرت في: 6 مارس, 2022
يوميات الصحفي الفلسطيني على خط النار

بعضهم قصفت مقراتهم، والبعض الآخر تركوا عائلاتهم ليدحضوا السردية الإسرائيلية، أما البعض الآخر فقد اختاروا أن يشتغلوا على القصص الإنسانية كي لا يتحول الضحايا إلى مجرد أرقام.... هي قصص صحفيين فلسطينيين يشتغلون تحت النار.

ميرفت عوف نشرت في: 20 مايو, 2021
الرواية الفلسطينية في بث حي على إنستغرام

بينما كانت بعض القنوات التلفزيونية تساوي بين الضحية والجلاد في أحداث القدس، كان مؤثرون ونشطاء صحفيون يقدمون الرواية الفلسطينية للعالم. لقد تحولت المنصات الرقمية، رغم كل التضييق، إلى موجه للقرارات التحريرية، وإلى مصدر رئيسي للتحقق مما يجري على الأرض.

مجلة الصحافة نشرت في: 9 مايو, 2021
حينما تتعالى الصِّحافةُ السودانية على آلام المستضعَفين

بينما الشّارعُ السّودانيُّ يغلي بسبب انتشار الفقر، وبينما تتّسعُ دائرةُ التّهميش، تُصِرُّ الصِّحافةُ السّودانيّةُ على التَّشاغُل بتغطية شؤون "النُّخبة"؛ بعيدًا عن قصص الفقر في المدن والأرياف.

سيف الدين البشير أحمد نشرت في: 31 مارس, 2021
التسريبات في تونس.. الصحافة تدخل "الغرف المظلمة"

تحول جزء من الصحافة التونسية إلى فضاء للتسريبات والتسريبات المضادة، لكن نادرا ما طرح السؤال عن المعايير الأخلاقية والمهنية في التحقق منها، ومدى ملاءمتها للمصلحة العامة..

أمين بن مسعود نشرت في: 28 مارس, 2021
أطفال مخيم الهول في عين الحدث.. شيطنة الضحايا

في مخيم الهول، ظهرت صحفية تطارد أطفالا وتنعتهم بتسميات وصفها بعض الأكاديميين أنها منافية لأخلاقيات المهنة. كيف يتعامل الصحفيون مع الأطفال؟ ولماذا يجب أن يحافظوا على مبادئ الإنصاف واحترام خصوصيات الأفراد والحق في الصورة؟ وماهو الحد بين السعي لإثبات قصة وبين السقوط في الانتهاكات المهنية؟

أحمد أبو حمد نشرت في: 25 مارس, 2021
الصحفي وامتحان "الوثائقي"

ما لم تحفز الأفلام الوثائقية المشاهد على "عمل شيء، أو توسيع مدارك المعرفة والفهم الإنسانية"، فإنه لا يضيف أي قيمة للممارسة الصحفية. البعض يعتقد أن صناعة الفيلم الوثائقي ليست مهمة، لذلك يسقطون في أخطاء، يحاول هذا المقال أن يرصد أبرزها خاصة التي تفتقر للحد الأدنى من لغة الوثائقي.

بشار حمدان نشرت في: 16 مارس, 2021