حادثة البحر الميت... التخمين يقود التغطيات الصحفية

انتهاكٌ لخصوصيّة الضحايا وذويهم، معلومات ناقصةٌ، أخبار وصور مُضلِّلةٌ فتحت الباب أمام انتشار الشائعات، كان هذا هو الطابع العام في تغطية الإعلام الأردني لغرق أردنيين- أغلبهم أطفال- في وادٍ قريب من البحر الميّت بعدما دهمتهم السيول. بالمقابل، حاولت الحكومة حجب المعلومات عن الصحافة، وقدّمت رواية لم تتح "إعادة صياغة رواية جديدة محبوكة ومتينة". أدَّى ذلك إلى ارتفاع وتيرة الشائعات بين المواطنين من جهة، والاستعانة بالتخمين، لا التقصّي والتحليل لتفسير الحادثة لدى الصحفيين من جهة أخرى.

سؤال "أين" يُغيّرُ مجرى القصة

بدأت المعلومات الأوليّة ترد غُرف الأخبار في وسائل الإعلام الأردنية مساء الخميس 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، أي بعد ساعاتٍ من وقوع الحادثة. تفاصيل المعلومات في الأخبار لم تكن واضحة للمُتابع؛ إذ لم تُشر أغلب التغطيات إلى المكان الذي وقعت فيه الحادثة، واستبدلت المكان بوصف عام وهو «في منطقة البحر الميّت».

أخذت وسائل إعلامٍ عربيّةٍ وأجنبيّةٍ بالتخمين والتخييل عن مكان وقوع الحادثة، أكَّد أحد هذه التغطيات أن "السيول جرفت بقسوة حافلة طلاب مدرسيّة لتلاميذ في المرحلة الابتدائيّة"، وأوردت تغطيةٌ أخرى لموقعٍ محليّ «انهيار عبَّارة ودَهْم المياه لطلاب مدرسة» أو انهيار جسرٍ قرب البحر الميّت تنزّه عليه الطلاب وانجرافهم، أو جسرٌ سبّب الكارثة، أو جرف سيول -ضربت المنطقة - حافلة مدرسية.

أدّى عدم ذكر مكان الحادث بدقة في وسائل الإعلام، إلى انتشار الشائعات والاتهامات لبعض المؤسسات الحكوميّة بالتقصير، اتُّهمت وزارة الأشغال العامّة بعدم صيانة الجسر، أو عدم تشييد الجسر بالشكل المطلوب، ما سبَّب انهياره وانجراف الطلّاب في السيل. وتبعا لذلك، انشغلت الحكومة بنفي المسؤوليّة عن مؤسساتها، بدلا من توفير المعلومات للصحافة حول مكان الحادث.

شاهدٌ يُغيّر القصة

مع مرور الساعات نحو اليوم الثاني (الجمعة 26 أكتوبر/ تشرين الأول) بدأت الأخبار شيئًا فشيئًا تضع مكان الحادثة في سياقه، بالاعتماد على روايةمعلمةٍ ناجية من الحادثة كانت تُرافق طلّاب الرحلة المدرسية.

اكتشفت وسائل الإعلام أنَّ السيل لم يجرف الحافلة، ولم يسقط الأطفال من فوق الجسر ويخطفهم السيل، إنما كانوا في سيرٍ عكس تيار مائي داخل أحد الأودية لمسافة تبعد من 2-3 ساعاتٍ مشيًا على الأقدام حين فاجأهم السيل وخطف أغلبهم، وفقا لرواية المُعلمة.

بعد اكتشاف خطأ التخمين الأوّل، ظهر التخمين الثاني: وجود تفريغ لأحد السدود غير مُعلن عنه سبَّب تدفق المياه في وادٍ وجرف الطلّاب الذين كانوا يسيرون عكس التيار.

عاودت الحكومة الأردنيّة نفي سبب الحادثة؛ وأكَّدت أنَّ "سد زرقاء ماعين يخزن مياه لأول مرة بعد إنشائه، ولا يوجد له أي بوابات" ليجري تفريغة. 

مرّ اليوم الثالث (السبت 27 أكتوبر/ تشرين الأوّل) ولم تتوافر بعدُ، قصّة متكاملة عن مكان تواجد الأطفال الطلبة، هل كانوا كلهم من المدرسة؟ هل كانوا كلهم في مسير داخل الوادي؟ أم أنَّ جزءًا منهم كان في الوادي وآخر كان على الجسر؟ ثم هل كان الضحايا من الأطفال وحدهم؟ بسبب ذلك كلّه، كانت الإشاعات أو الأخطاء في التغطية تُعاود الظهور.

خرجت تغطيّة لفضائيّة أردنيّة (الثلاثاء30 أكتوبر/ تشرين الأوّل) وسردت القصّة وقدمت المكان بشكل واضحٍ ودقيقٍ بالاعتماد على تحركات الدفاع المدنيّ لـ"ستون ساعة حرجة"، لكن ركّزت التغطية على الحادثة وعلى تحرّك فرق الدفاع المدني تجاه الناجين من طلّاب المدرسة وكيف جرى إنقاذهم، دون أن يحظى المُتابع بخلفيات ما جرى وتفاصيل أخرى عن وجود ضحايا آخرين.

القصّة في التفاصيل

تركت أغلب وسائل الإعلام المحليّة التي انشغلت بالأخبار العاجلة، والسباق على النشر، الحادثة قبل مضيّ أسبوع على حدوثها، في حين ظهرت تقارير قليلة، لكن مشغولة بتأنٍ عن خلفيات الحادثة، ومكانها، والمسبب لها، وصوّب تقريرٌ واحدٌ على الأقل ما تجاهلته مئات الأخبار العاجلة التي نشرت.

شملت تغطية التقرير التركيز ليس على الضحايا من أطفال المدرسة وحسب، كما فعلت أغلب وسائل الإعلام، إنما تناول الضحايا الذين قضوا في الحادثة من متنزهين آخرين ومنقذين. كما وقدّم التقرير سيرةً لأهم الحوادث التي وقعت في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، وبحث بشكلٍ جديّ عن مسؤولية الحادث، وحاول الإجابة على سؤال تحت من تقع سلطة المنطقة.

إلى الأمام، لا تراجع عن الأخطاء

وبالتدريج، وضّحت وسائل الإعلام المحليّة التفاصيل، وتداركت بعض المواقع نقص المعلومات في تغطياتها فأدرجت التعديلات، لكن أغلب التغطيات لم تعمد لوضع التعديلات بعد ظهور تفاصيل جديدة في الحادثة، وبقيت صور أطفالٍ يعيشون في الولايات المتحدة وفلسطين موجودةً على الأخبار كغرقى في الحادثة مثل صور الفنان الطفل زين أبو دقّة.

ومثل صور الأطفال، ما زالت الأخبار والتغطيات الأولى كما هي دون تعديل، رغم ظهور حقائق جديدة ومختلفة عمّا جرى تداوله في البداية. ليس في الإعلام المحليّ وحسب، إنما ظلّت هذه الأخبار غير الدقيقة، والإشاعات، دون تصويبات على وسائل إعلام عربيّة لحقت الإعلام المحليّ في أخطاء التغطية، أعادت بعض المؤسسات الإعلامية العربية قصة انجراف حافلة طلاب المدرسة!

الملك والحكومة قبل الضحايا

انشغلت وسائل الإعلام الرسميّة بمتابعة رد الفعل على الحادثة لا فعل الحادثة نفسه، وظهر ذلك جليًّا في نشرة منتصف ليلة الحادثة على التلفزيون الرسمي الأردني؛ حيث ركّزت النشرة على إلغاء الملك لزيارته المقرّرة للبحرين لمتابعة الحادثة، وتلقي الملك اتصال تعزية من ملك السعوديّة والرئيس المصري، ومُتابعة الأمير علي بن الحسين عمليات الإخلاء، ومُتابعة رئيس الوزراء جهود إنقاذ الطلبة، ومن ثم خبر تفقّد رئيس الوزراء لمصابي الحادث، وتقديمه العزاء لذوي الضحايا، وتصريح الناطق باسم الحكومة أنَّ رئيس الوزراء وجّه للتحقيق في الحادثة، وبعد ذلك كلّه جاء خبر الحادثة في النشرة: تمكّن الدفاع المدني من انتشال 18 وفاة و34 إصابة (هذه الإحصائيّة أوليّة، أُعلنت منتصف ليل الحادثة).

مشاعر ذوي الضحايا من أجل الانتشار

مضت أغلب وسائل الإعلام الخاصّة، قُدما بالتغطية، دون مُراعاة شعور ذوي الضحايا، وانتهكت أغلب وسائل الإعلام الأردنيّة في تغطيتها لـ"فاجعة البحر الميّت" خصوصيّة الضحايا وذويهم من خلال نشر صورٍ لهم وهم تحت الصدمة، كما وضعت بعضها عناوين غير أخلاقيّة لبعض التغطيات، بالإضافة إلى نشرها معلومات مضلّلة.

يقول محمد شمة، منسق منظمة صحفيون من أجل حقوق الإنسان في الأردن، إن "أغلب وسائل الإعلام، باستثناء القلّة، لم تلتزم بخصوصيّة ضحايا حادثة البحر الميت وعائلاتهم، لأجل الوصول إلى سبق صحفي، نشرت صور الضحايا، بالإضافة إلى إجرائها مقابلات مع ذوي الضحايا وهم تحت الصدمة".

بالمقابل، يؤكّد شمّة أنَّ الحكومة أيضا في هذه الحادثة انتهكت حق الحصول على المعلومات، وحجبت المعلومات.. يشرح شمّة: "لا يكون انتهاك حق الوصول للمعلومة أحيانا بحجبها بشكل مباشر، إنَّ عدم توفير الحكومة للمعلومات هو حجب بشكل أو بآخر، ويجعل الإعلام عرضة للاجتهاد والوقوع في الخطأ". ويضيف شمّة "إنّ غياب تغطيات استباقيّة لما حدث جعل هذه التغطيات يتيمةً وكأنَّها بلا آباء، ليس لدى الإعلاميين وحسب، إنما لدى المسؤولين في الدولة الذين بدت عليهم علامات الاندهاش مما جرى».

يقترح شمّة: «لو كان هناك تغطيات للمنطقة وما تعانيه البِنى التحتيّة فيها، أو تضمين لحركة السيول الموسميّة فيها، وما تسبّبه من الانهيارات لتوفرت خلفيات للتغطيات، ووفرّت للمتابعين معلومات أفضل ليعرفوا ما الذي جرى. لكن، لا يجري بالعادة، تناول هذه المناطق وما يجري فيها إلا إذا حدثت الفاجعة أو وقع فيها حدث ما».

دائرة ليس لها بداية ونهاية

التغطيات، التي لم توضح، بسبب نقص المعلومات، مكان الحادثة، ومسبّبها، وتفاصيلها، إضافةً إلى عدم وجود رواية رسميّة أوليّة عن تفاصيل الحادثة، سمحت لموجات إشاعات بالظهور على المواقع الإخباريّة ومنها إلى وسائل التواصل الاجتماعيّ. وبالعكس، اعتمدت الكثير من التغطيات على الإشاعات التي يجري تداولها في مواقع التواصل الاجتماعيّ.

بدت الكثير من الأخبار كأنها ضمن دائرة؛ تستقي المعلومات من مواقع التواصل الاجتماعيّ، وتذهب لغرف الأخبار، ليجري نشرها دون تحققٍ وتمحيص، ومن ثم يجري تداولها على مواقع التواصل الاجتماعيّ مرّةً أخرى.

أدركت الحكومة هذه الدوامة، فأصدرت قرارا يمنع النشر بالحادثة، الأمر الذي أثار استهجان صحفيين وحقوقين، فأعادت الحكومة توضيح قرار المنع وأنَّه يتعلّق بنشر "ما يثير النعرات ومنع نشر ما يسيء للمتوفين والمصابين وذويهم".

أبدت نقابة الصحفيين تحفظها على القرار، خوفًا من "تقييد كشف الخلل وعدم القدرة على تسليط الضوء عليه وخاصة على الصحفيين الذين من واجبهم أن يوضحوا الأمور ويكشفوا الخلل".
دفعت هذه الحالة أعلى رأس في هرم الدولة، الملك الأردني: أن يُوجه أمله لـ"منابر الإعلام كأحد روافع نظم تدفق المعلومات". في حين أنَّ الحكومة، المسؤولة عن تدفق المعلومات للصحفيين، لم تقدّم شيئًا ليجري نظمه، فاضطر أغلب الصحفيين لاعتماد نبع تدفقٍ آخر للمعلومات، وهو مواقع التواصل الاجتماعي.

المزيد من المقالات

رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 1 مايو, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 7 أغسطس, 2022
الحياة مقابل الحقيقة.. ضريبة الصحافة في فلسطين

يشبه الصحفيون الفلسطينيون المشتغلون بالميدان أبطال رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، فهم معرضون لـ "الاختناق" و"القتل البطيء والسريع" والملاحقات والتهديد المعنوي، فقط لأنهم ينقلون للعالم حقيقة محتل عنصري يحاول أن يبني شرعيته بالقوة والسلاح. هذه قصة صحفيين فلسطينيين دفعوا حياتهم دفاعا عن الحقيقة.

هدى أبو هاشم نشرت في: 5 يونيو, 2022
الحسابات الإخبارية على المنصات الرقمية بعمان.. هل هي مهنية؟

القضايا الحقيقية للمواطنين في عمان لا تناقشها وسائل الإعلام التقليدية، بل الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي. في ظرف سنوات قليلة، بنت هذه الحسابات جمهورها، وامتلكت القدرة على التأثير وسط انتقادات حادة توجه إليها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية.

سمية اليعقوبي نشرت في: 6 مارس, 2022
يوميات الصحفي الفلسطيني على خط النار

بعضهم قصفت مقراتهم، والبعض الآخر تركوا عائلاتهم ليدحضوا السردية الإسرائيلية، أما البعض الآخر فقد اختاروا أن يشتغلوا على القصص الإنسانية كي لا يتحول الضحايا إلى مجرد أرقام.... هي قصص صحفيين فلسطينيين يشتغلون تحت النار.

ميرفت عوف نشرت في: 20 مايو, 2021
الرواية الفلسطينية في بث حي على إنستغرام

بينما كانت بعض القنوات التلفزيونية تساوي بين الضحية والجلاد في أحداث القدس، كان مؤثرون ونشطاء صحفيون يقدمون الرواية الفلسطينية للعالم. لقد تحولت المنصات الرقمية، رغم كل التضييق، إلى موجه للقرارات التحريرية، وإلى مصدر رئيسي للتحقق مما يجري على الأرض.

مجلة الصحافة نشرت في: 9 مايو, 2021
حينما تتعالى الصِّحافةُ السودانية على آلام المستضعَفين

بينما الشّارعُ السّودانيُّ يغلي بسبب انتشار الفقر، وبينما تتّسعُ دائرةُ التّهميش، تُصِرُّ الصِّحافةُ السّودانيّةُ على التَّشاغُل بتغطية شؤون "النُّخبة"؛ بعيدًا عن قصص الفقر في المدن والأرياف.

سيف الدين البشير أحمد نشرت في: 31 مارس, 2021
التسريبات في تونس.. الصحافة تدخل "الغرف المظلمة"

تحول جزء من الصحافة التونسية إلى فضاء للتسريبات والتسريبات المضادة، لكن نادرا ما طرح السؤال عن المعايير الأخلاقية والمهنية في التحقق منها، ومدى ملاءمتها للمصلحة العامة..

أمين بن مسعود نشرت في: 28 مارس, 2021
أطفال مخيم الهول في عين الحدث.. شيطنة الضحايا

في مخيم الهول، ظهرت صحفية تطارد أطفالا وتنعتهم بتسميات وصفها بعض الأكاديميين أنها منافية لأخلاقيات المهنة. كيف يتعامل الصحفيون مع الأطفال؟ ولماذا يجب أن يحافظوا على مبادئ الإنصاف واحترام خصوصيات الأفراد والحق في الصورة؟ وماهو الحد بين السعي لإثبات قصة وبين السقوط في الانتهاكات المهنية؟

أحمد أبو حمد نشرت في: 25 مارس, 2021