أنتوني بلايجر.. حديث في الصحافة وحريّاتها

يشير القطار بقرب الوصول إلى محطة "شومان" في قلب العاصمة البلجيكية بروكسل، هناك تأخذني الخطوات خروجاً نحو مركز المفوضية الأوروبية في الساحة الكبيرة التي حملت اسم "شومان بالاس"، حيث يقع مركز الاتحاد الدولي للصحفيين، وفيه ستلتقي "مجلة الصحافة" أنتوني بلايجر الأمين العام للاتحاد الذي يجمع تحت مظلته أكثر من 60 ألف صحفي حول العالم.

تحضرني الآن قائمة طويلة بأسماء وصور الراحلين مِن صحفيين قضوا خلال مهمات عديدة في عواصم ومناطق انتشرت على امتداد النقاط الساخنة في هذا العالم المفتوح على الأحداث اللاهبة، أسماء وصور احتلت لسنوات الصفحات الأولى لتقارير عالمية خاصة بحرية الصحافة، بينما ظلَّت حروفها عندما نتعاطاها -نحن الصحفيين- مجبولة بكثير من الألم والترقب لمصير مشابه.

لقاء في بروكسل

في الطابق الخامس من مبنى "ريزيدانس بالاس" يقع مقر الاتحاد الدولي للصحفيين، وفيه التقيت أنتوني بلايجر الذي تولى الأمانة العامة للاتحاد منذ العام 2015. ولد بلايجر في لومونس الفرنسية يوم 23 أغسطس/آب 1973، ودرس مراحله الأولى في مسقط رأسه غربي فرنسا قبل أن يدخل جامعة المدينة متخصصا في التاريخ القديم حيث أنهى البكالريوس عام 1992، ليتابع دراسته الأكاديمية في جامعة "أونجي" في اختصاص دراسة تاريخ القرون الوسطى منهياً درجة الماجستير عام 1998 والدكتوراه عام 2003. بدأ حياته الصحفية باكراً كمتطوع، حيث انتظم في العمل بمؤسسات متنوعة قبل أن ينضم إلى نقابة الصحفيين الفرنسيين ويبدأ حياته النقابية من خلال العمل في المنظمات الدولية، قبل أن تحط به الرحال نائباً للأمين العام للاتحاد عام 2014 ثم أميناً عاماً في 2015.

خلال مسيرته المهنية امتلك بلايجر اطلاعاً واسعاً على الواقع الصحفي في بلدان عدة بين الشرق والغرب، يتحدث بتفاصيل كثيرة تتعلق بأماكن زارها في العراق وفلسطين والمغرب وباكستان وغيرها. من زياراته المكوكية يستحضر التقارير العالمية الخاصة بالشرق الأوسط منذ سنوات، فسوريا والعراق هي الدول الأسوأ إطلاقاً بالنسبة للصحافة.. التضييق يشمل دولاً أخرى لا تخرجُ من قائمة طويلة تمتد عبر قارات ثلاث. 13% من سكان العالم ينعمون بصحافة حرة بينما يعيش نحو 46% في دول تنعدم فيها حرية الصحافة، ويبقى 31% لشعوب تتمتع بحريات محدودة بالنسبة للعمل الصحفي. يقول بلايجر إنه من الصعب الحديث عن هذه الأوضاع، وذلك لتعقيد الملفات الخاصة بالشرق الأوسط، لاسيما فيما يتعلق بالحكومات.

ليس التفكير في أن تكون صحفيا هذه الأيام بالأمر الهيِّن، في ظل تقارير صادمة تسلّط الضوء على الفترة بين عامي 1990 و2015. تتحدث هذه التقارير عن مقتل أكثر من 300 صحفي في العراق، و146 في الفلبين، و120 في المكسيك، و109 في روسيا الاتحادية، و106 في الجزائر، و95 في الهند، و75 في الصومال، و67 في سوريا، و62 في البرازيل، و56 في كولومبيا، و51 في رواندا، و48 في يوغسلافيا، و45 في أفغانستان، والأرقام في ازدياد.

رسم بياني لصحفيين وعاملين بالإعلام قتلوا بين عامي 1990 و2015 – الاتحاد الدولي للصحفيين.
رسم بياني لصحفيين وعاملين بالإعلام قتلوا بين عامي 1990 و2015 – الاتحاد الدولي للصحفيين.

بين ثنائيَّتين

في الحديث عن ثنائية حرية الصحافة والصحافة الحرة، أسأل الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين عن مساعي الاتحاد في هذا الاتجاه ليقول: من خلال التجربة في القارة الأوروبية يمكنك أن تكون صحفياً حراً، لكن عليك العمل على وجود صحافة حرة.. هذه الثنائية خاضعة لجملة من القوانين والضوابط، هنا -بحسب بلايجر- يبرز ذكاء الصحفيين في التعامل مع الدكتاتور في سوريا واليمن والعراق مثالاً.. الرغبة في الصحافة الحرة عالية، لكن الإمكانيات محدودة وهذا ما رأيناه خلال السنوات السابقة. ومع انطلاق الربيع العربي لم يختلف الواقع أبداً هناك.. جهات كثيرة تتدخل في عمل الصحافة، دور الاتحاد الدولي للصحفيين يأتي من خلال تقديم الدعم للعديد من الجهات.. "نحن لا نملك أسلحة" يتابع بلايجر حديثه عن استراتيجية الاتحاد الدولي الذي يتخذ من عاصمة الاتحاد الأوروبي مقراً له، تلك الاستراتيجية قائمة على التدريب والتأهيل والدعم والمساعدة على خلق واقع صحفي صحي. طبعاً هذه الاستراتيجية واجهت العديد من العقبات، أهمها اختيار الشبكات التي يمكن العمل عليها، فضلا عن اختلاف النظرة إلى المستقبل بين الداعم والمدعوم الذي ينظر إلى أي مرحلة على أنها آنية حالية فقط، بينما يعمل الاتحاد على خطط طويلة المدى. من جهة ثانية، تبدأ الصعوبات عندما تنتهي المشاريع ويبدأ الصحفيون بالعمل على آليات جديدة، فيصطدمون بواقع صعب يحكمه الجمود، أو بصورة أخرى يحكمه البحث عن آليات عمل جديدة ضمن سقف الحريات المحدود.

صحفيون خلال تغطية اشتباكات بين القوات العراقية وتنظيم الدولة في الموصل العراقية، 16 مايو/أيار 2017. تصوير: دانيش صديقي – رويترز.
صحفيون خلال تغطية اشتباكات بين القوات العراقية وتنظيم الدولة في الموصل العراقية، 16 مايو/أيار 2017. تصوير: دانيش صديقي – رويترز.

فالمشاريع التي تولد نظراً للحاجة إليها، تؤسس -كما يراها بلايجر- لأرضية صلبة لكنها غير مستدامة بسبب محدوديتها الزمنية، لكنها في المقابل ترسم آفاقاً جديدة قوامها البحث عن فرص تخدم الواقع الصحفي. يعتقد بلايجر هنا أن الصحفيين الذين يؤمنون اليوم بأن الصحافة الحرة هي الباب الوحيد الذي يمكن العمل من خلاله للوصول إلى بيئة طبيعية مليئة بالإبداع، هم القادرون على التعامل بذكاء مع المحاذير التي تفرضها السلطات -أي سلطات- على العمل الصحفي.

ينظم الاتحاد الدولي للصحفيين العديد من الدورات المتنوعة التي يعمل القائمون عليها على تطوير مهارات العاملين في حقل الصحافة. من هذه الدورات مساقات جديدة في السلامة المهنية التي تم اعتمادها بإشراف مدربين دوليين محترفين.. يقول بلايجر إن ضرورات العمل الصحفي اليوم في أماكن الصراع والنزاع وتواجد الصحفيين في مناطق التوتر لنقل الأخبار حتَّم امتلاكهم أساسيات تتعلق بالتصرفات والسلوكيات التي تضعهم في مسافة أمان من الخطر، فالمساقات الجديدة التي تم طرحها تقوم على كيفية تعامل الصحفي مع حالات الاختطاف أو محاولات الاغتيال والتصفية، اختيار مكان الإقامة، التعامل مع الهجمات بالأسلحة المختلفة، بناء الملاجئ المؤقتة والدائمة، التخطيط للمهمات المتنوعة، وغيرها من التفاصيل الخاصة بالتغطيات في أماكن التوتر.. هذه الدورات المهنية نظمها الاتحاد في مصر واليمن ودمشق وغازي عنتاب وبيروت.

أعضاء من الاتحاد الدولي للصحفيين يتظاهرون أمام سفارة الولايات المتحدة في بروكسل، احتجاجا على تورط القوات الأميركية في مقتل 7 صحفيين، 8 أبريل/نيسان 2004 – رويترز.
أعضاء من الاتحاد الدولي للصحفيين يتظاهرون أمام سفارة الولايات المتحدة في بروكسل، احتجاجا على تورط القوات الأميركية في مقتل 7 صحفيين، 8 أبريل/نيسان 2004 – رويترز.

البحث عن آلية جديدة

يخوض الاتحاد الدولي للصحفيين إلى جانب بعض المنظمات الأخرى؛ جولات عديدة لاعتماد الإعلان الخاص بمبادئ حرية الإعلام في العالم العربي. وعن هذا يقول بلايجر إن هذه الجهود تُشكِّل في جوهرِها عملية المشاورات الإقليمية لتأسيس آلية إقليمية لحرية الإعلام على غرار آليات إقليمية مشابهة في إطار الاتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون والأمن الأوروبي ومنظمة الدول الأميركية، هذا بالإضافة إلى الآلية الخاصة بالأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة، حيث يُناقش الإعلان المبدئي عن مبادئ حرية الإعلام، وهي المقترحات التي سيقوم عليها الأساس الذي ستُبنى به الآلية التي تتضمن 16 بنداً من ضمنها سلامة الصحفيين واستقلالية الإعلام العمومي ومناهضة خطاب الكراهية، فمعايير هذا الإعلان هو ما أضافت هذه الآليات لصحفيين في مناطق أخرى مثل أفريقيا وأميركا الشمالية و الجنوبية. وفائدة هذه المبادرة تكمن في خلق مظلة تنظيمية تشريعية جديدة تقوم على محاسبة الدول التي تنتهك حرية الصحافة في العالم العربي.

ويتابع الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين حديثه بالقول: إن إدراك مدى أهمية تعزيز مفهوم الصحافة الحرة والجيدة، سيؤدي بالضرورة إلى خلق آليات تمكِّن وسائل الإعلام من الإسهام في تحقيق سيادة القانون على الصعيدين الوطني والدولي، فوسائل الإعلام -كما يراها بلايجر- تلعب دوراً محورياً وهاماً في إثارة التوتر أو نزع فتيله وتعزيز الحوارات واحتواء الصراعات.

أنتوني بلايجر.
أنتوني بلايجر.

الصحفي مواطن

يقر بلايجر بوجود الكثير من المصاعب في البلدان التي تشهد اضطرابات، خاصة للصحفيين الذين اضطروا لتغيير أماكن عملهم في بلدان أخرى وخضوعهم لقوانين البلاد الجديدة، وفي هذا الإطار يتواصل الاتحاد مع المنظمات الصحفية في هذه البلدان لإيجاد آلية خاصة للتعامل مع الصحفيين الذين يعانون في فضاءات البلدان الجديدة.

هذا التواصل يقودنا إلى الحديث عن جدلية الصحفي والمواطن الصحفي، فكيف يتعامل الاتحاد مع هذه المسألة؟ ليجيب ضيفنا بأن الصحفي مواطن بالدرجة الأولى، والمواطن الصحفي غير مقبول بالنسبة للاتحاد الدولي للصحفيين، فبإمكانك أن تمتلك حاسوباً في بيتك ولكن لن تكون مبرمجاً، وفي ذات الوقت بإمكانك امتلاك أجهزة غوص حديثة وهذا لا يعني أنَّك غواص.. الصحفي يخضع لمعايير عامة يجب أن تتحقق.

ويتابع ضيفنا "إما أن تكون صحفيا أو لا تكون، فعندما تقوم بعملك المهني وتبحث عن الحقيقة أو المعلومة ضمن إطار الأعمدة التي تقوم عليها الصحافة بمفهومها العملي والمهني، فهذا يعني أنك صحفي".

 

المزيد من المقالات

رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 1 مايو, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 7 أغسطس, 2022
الحياة مقابل الحقيقة.. ضريبة الصحافة في فلسطين

يشبه الصحفيون الفلسطينيون المشتغلون بالميدان أبطال رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، فهم معرضون لـ "الاختناق" و"القتل البطيء والسريع" والملاحقات والتهديد المعنوي، فقط لأنهم ينقلون للعالم حقيقة محتل عنصري يحاول أن يبني شرعيته بالقوة والسلاح. هذه قصة صحفيين فلسطينيين دفعوا حياتهم دفاعا عن الحقيقة.

هدى أبو هاشم نشرت في: 5 يونيو, 2022
الحسابات الإخبارية على المنصات الرقمية بعمان.. هل هي مهنية؟

القضايا الحقيقية للمواطنين في عمان لا تناقشها وسائل الإعلام التقليدية، بل الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي. في ظرف سنوات قليلة، بنت هذه الحسابات جمهورها، وامتلكت القدرة على التأثير وسط انتقادات حادة توجه إليها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية.

سمية اليعقوبي نشرت في: 6 مارس, 2022
يوميات الصحفي الفلسطيني على خط النار

بعضهم قصفت مقراتهم، والبعض الآخر تركوا عائلاتهم ليدحضوا السردية الإسرائيلية، أما البعض الآخر فقد اختاروا أن يشتغلوا على القصص الإنسانية كي لا يتحول الضحايا إلى مجرد أرقام.... هي قصص صحفيين فلسطينيين يشتغلون تحت النار.

ميرفت عوف نشرت في: 20 مايو, 2021
الرواية الفلسطينية في بث حي على إنستغرام

بينما كانت بعض القنوات التلفزيونية تساوي بين الضحية والجلاد في أحداث القدس، كان مؤثرون ونشطاء صحفيون يقدمون الرواية الفلسطينية للعالم. لقد تحولت المنصات الرقمية، رغم كل التضييق، إلى موجه للقرارات التحريرية، وإلى مصدر رئيسي للتحقق مما يجري على الأرض.

مجلة الصحافة نشرت في: 9 مايو, 2021
حينما تتعالى الصِّحافةُ السودانية على آلام المستضعَفين

بينما الشّارعُ السّودانيُّ يغلي بسبب انتشار الفقر، وبينما تتّسعُ دائرةُ التّهميش، تُصِرُّ الصِّحافةُ السّودانيّةُ على التَّشاغُل بتغطية شؤون "النُّخبة"؛ بعيدًا عن قصص الفقر في المدن والأرياف.

سيف الدين البشير أحمد نشرت في: 31 مارس, 2021
التسريبات في تونس.. الصحافة تدخل "الغرف المظلمة"

تحول جزء من الصحافة التونسية إلى فضاء للتسريبات والتسريبات المضادة، لكن نادرا ما طرح السؤال عن المعايير الأخلاقية والمهنية في التحقق منها، ومدى ملاءمتها للمصلحة العامة..

أمين بن مسعود نشرت في: 28 مارس, 2021
أطفال مخيم الهول في عين الحدث.. شيطنة الضحايا

في مخيم الهول، ظهرت صحفية تطارد أطفالا وتنعتهم بتسميات وصفها بعض الأكاديميين أنها منافية لأخلاقيات المهنة. كيف يتعامل الصحفيون مع الأطفال؟ ولماذا يجب أن يحافظوا على مبادئ الإنصاف واحترام خصوصيات الأفراد والحق في الصورة؟ وماهو الحد بين السعي لإثبات قصة وبين السقوط في الانتهاكات المهنية؟

أحمد أبو حمد نشرت في: 25 مارس, 2021