الوثائق في الفيلم الاستقصائي

الوثائق المكتوبة في الفيلم الاستقصائي لبنة استناد قوية في بنية مسار التحقيق لتدعيم فرضياته، وهي نوعان: الأول، وثائق رسمية، وهي التي تصدر عن مؤسسات وهيئات أو عن أصحاب مناصب رسمية، وتحملُ ختماً وتواقيع العاملين. والثاني، وثائق الأفراد الشخصية كالرسائل والمذكّرات، أو أيّ حيازات ورقيّة شخصيّة لها علاقة بملف التّحقيق. وحتى يتمكَّن الباحث من الوصول إلى هذه الوثائق، عليه في بادئ الأمر دراسة موضوع التحقيق الذي بين يديه جيداً إلى أنْ يصبح خبيراً فيه، ثمّ يحدِّد الوثائق التي يحتاجها في تحقيقه.

من المهم أن يدرك الباحث أن الوثائق ليست شكلاً فنيّاً لتزيين المشهد، فالمُشاهد ذكيٌّ ولديه القدرة على التمييز بين الوثيقة ذات الدليل والأخرى التي يستخدمها المخرج لإضفاء صبغة تحقيقيّة على الفيلم دون أدنى قيمة حقيقيّة للوثيقة المعروضة، لاعتقاد المخرج بأن الوثائق شرط لوصف الفيلم بالاستقصائي، فيسعى بكل الطرق إلى إقحام أي وثائق في فيلمه لظنه أنه أقام بذلك معالجة استقصائيّة في الفيلم، الأمر الذي لا يتفق معه محمد الصعيدي، وهو مخرج ومنتج عدّة أفلام استقصائيّة كان من أبرزها الفيلم الاستقصائيّ "الرحلة 1103" الحائز على جائزة البكرة الذهبيّة في مهرجان كندا الدولي لعام 2014، والذي بُثّ ضمن سلسلة الصندوق الأسود لصالح قناة الجزيرة الإخباريّة.

يرى الصعيدي في لقائنا معه أن الوثائق في الفيلم الاستقصائي لا تُعدُّ شرطاً لوصف الفيلم بالتحقيقي، كما لا يعني غيابها في أي فيلم ضعفَ مستواه أو فقدانَه قيمتَه المعلوماتية، فالتحقيق محاولة الوصول إلى الحقيقة من خلال أدوات وأساليب كثيرة تُعدُّ الوثائق إحداها.

يرى المخرج محمد الصعيدي أن الوثائق في الفيلم الاستقصائي لا تُعدُّ شرطاً لوصف الفيلم بالتحقيقي، تصوير: خالد عيد.
يرى المخرج محمد الصعيدي أن الوثائق في الفيلم الاستقصائي لا تُعدُّ شرطاً لوصف الفيلم بالتحقيقي، تصوير: خالد عيد.

قد يغلب الظن أن وثائق الأفلام الاستقصائية لا بد أن تكون سرية، لكن ما تعريف "الوثيقة السرية"؟ إذا كنا نقصد الوثائق الحكومية، فهي تلك التي يُمنع الاطِّلاع عليها من قبل العامة، ويقتصر الوصول إليها على فئة معينة في الحكومة لخطورة وحساسيَّة معلوماتها، والوصول إليها يحتاج إلى تصريح أمني. وأعلى درجات هذه الوثائق سريَّة هي المعنونة بعبارة "سرِّي للغاية" (1)، وهذا الوصف للوثيقة السريّة قد ينسحب كذلك على الوثائق السريّة للشركات والمؤسسات والتنظيمات، وهذه غالباً ما يتمُّ الوصول إليها بتسريبها أو الإفراج عنها بسبب مرور فترة زمنيَّة طويلة كالوثائق البريطانية، أو بسبب فقدان الشخصيات التي تتناولها الوثائق مناصبَها وسلطاتها كما يحدث بعد الانقلابات وإسقاط الحكومات.

أما إذا كان يُقصد بالوثيقة السرية هي تلك التي لم يُكشف عنها سابقاً في وسائل الإعلام، فهذه ليست بالضرورة سرية، وحاجة الفيلم الاستقصائي لا تُختزل في الوثائق السرية فحسب، بل يحتاج إلى وثائق تدور مع أدلة الفيلم شدّاً وجذباً، وصولاً إلى نتيجة التحقيق، بغض النظر عن درجة سريَّتها، فتوظيفها الصحيح في التحقيق كفيل بإبراز قيمتها وخصوصيّة أثرها. وليس مقصود الكلام هو التقليل من شأن الوثائق السرية، بل لسرية الوثائق اعتبار مميَّز في صناعة الأفلام الاستقصائية. كما بيَّن الصعيدي أن صانع الفيلم يبذل جهداً تحقيقيّاً للوصول إلى الوثائق السريّة ليرفع من قيمة الفيلم لدى المشاهد، خاصة أن الحصول عليها يتطلَّب عملا شاقّاً تنطلق منه لاحقاً كصانع للفيلم إلى عمل أكثر إرهاقاً وهو إنتاج كامل التّحقيق.

إن الاعتناء بالوثائق في الفيلم الاستقصائي يتجاوز غاية المعالجة الفيلمية إلى إقامة الدليل والحجَّة على أرض الواقع، فالوثائق المعروضة في الأفلام الاستقصائيّة تُعدّ وسيلة إثبات صحيحة ومُعتمدة أمام المحاكم إذا لم يُطعن فيها بالتزوير كما أشار المحامي مصعب أزمقنا، وقال إن باب المحاكم والسلطات القضائيّة مُشْرعٌ لمن يريد الاستناد إلى وثيقة ظهرت في فيلم استقصائي لرفع دعوى أو تقديم شكوى.

وتُعتبر النسخ الأصلية للوثائق في الفيلم هي الأعلى مصداقية (2)، وإذا تعذَّر الوصول إليها فيمكن الاقتباس المباشر من نسخها المصورة مع نسبة النّص المُقتبس إلى المصدر بدقّة. والبحث عن الوثائق يمكن أن ينطلق من عدَّة مصادر متوافرة، نذكر منها الأرشيف الصحفيّ.. ولا يُقصد هنا الاقتصار على عناوين الأخبار، بل يتخطاها إلى لقاءات صحفية مع شخصيات يُعنى بها التّحقيق، أو بيانات صادرة في الصّحف عن الحكومات أو الأحزاب والهيئات، بالإضافة إلى التقارير الصحفية التحقيقية. كما يمكن البحث عن الوثائق في الكتب ذات الاختصاص البحثي والتتبع التاريخي أو كتب الوثائق، أو الكتب التي تختبر فرضيات سياسية واجتماعية.. إلخ وتُدلّل عليها. كما تُعتبر كتب المذكّرات والسير للأشخاص من أبرز مصادر الوثائق، حيث في العادة يوثّق كاتب السيرة رواياته بوثائق ومراسلات تقوّي مواقفه أو تقدّم شهادة بحقّ الآخرين.

وعن واحدة من أكثر مصادر الوثائق غزارة بالمعلومات هي تقارير المعاهد ومراكز الدراسات المعتمدة، حيث توفر الدراسات المسحية والتحليلية والإحصائية وكذلك الوصفية منها قاعدة من الاستدلالات التي يمكن عرضها كوثائق، وفي حالات كثيرة يمكن الخروج بفرضيات التحقيق من خلاصة هذه الدراسات. وتحت هذا الباب تشكل الدراسات الصادرة عن هيئات عالمية وخاصة الحقوقية منها، مادة دسمة للوثائق، مثل منظمة العفو الدولية والبنك الدولي وغيرهما. وهناك كمٌّ لا بأس به من تقارير هذه الهيئات يمكن وصفها بالتقارير الاستقصائية.

إن وجود مصادر عامة للوثائق لا ينفي أهمية استناد الباحث إلى مصادره الخاصة وشبكة علاقاته الواسعة في الوصول إلى وثائق تحقيقه، وهنا عليه توخي الحذر وضبط حماسه عندما تقع بين يديه وثائق سرية، حتى لا يقع في أزمة اعتماده لوثائق مفبركة ومزيفة مما سيُفقده مصداقيته ومهنيته، وعليه إخضاع هذه الوثائق للفحص والتدقيق التاريخي والمعلوماتي، ومقارنتها بوثائق أخرى قريبة من موضوعها، والأفضل أن يستعين بخبراء في هذا المجال يؤكدون صحة هذه الوثائق، فخطأ واحد يظهر على الشاشة يشير إلى تزييف في وثائق التحقيق هو رصاصة قاتلة لا ينفع معها تعاضد باقي الأدلة في التّحقيق لإثبات ما في الوثائق طالما ظهر زيفها.

ولو أن أحداً استطاع أن ينفذ من هذه السقطة لكان "دان ريذر".. ففي العام 2004 بثَّ البرنامج الأميركي الشهير "ستون دقيقة" لمقدِّمه ريذر على شبكة "سي.بي.أس" تحقيقاً تضمَّن وثائق سرية مُسرَّبة من الجيش الأميركي، كشفت أنّ الرئيس السابق جورج بوش الابن لم يستكمل ساعات تكليفه في الجيش، وأنّه حظي بمعاملة خاصة تفضله على الآخرين أثناء خدمته في فترة السبعينيات..

بُثَّ التحقيق قبل موعد الانتخابات الأميركية بشهرين، وكان بوش آنذاك رئيساً للولايات المتحدة يخوض معركته الانتخابيّة للولاية الثانية، وكانت مُعدِّة التحقيق ومنتجة البرنامج هي الصحفية الاستقصائيّة ماري ميبس التي فضحت قصة التعذيب في سجون أبو غريب، بالإضافة إلى إعدادها مجموعة تحقيقات صحفية حظيت بنجاح واسع، إلا أن تحقيقها الخاص بجورج بوش الابن كان الكبوة التي لم يعقبها نهوض، حيث طعنت شبكات إخبارية أميركية كبرى في صحة الوثائق المعروضة في التحقيق واتهمت ميبس بتزويرها، فسارعت شبكة "سي.بي.أس" إلى تشكيل لجنة تحقيق لميبس وفريق عملها للتخفيف من حدة الهجوم على الشبكة.

المخرج دران ريذر، مقدِّم برنامج "ستون دقيقة" على شبكة سي بي أس. 10 يونيو/حزيران 1999. تصوير: إيفان كافكا – غيتي.
المخرج دران ريذر، مقدِّم برنامج "ستون دقيقة" على شبكة سي بي أس. 10 يونيو/حزيران 1999. تصوير: إيفان كافكا – غيتي.

كانت الاتهامات تدور حول نوع الخط الذي طُبعت به الوثيقة والفراغات بين الأسطر التي تدلُّ على طباعتها بجهاز حاسوب وليس باستخدام آلة كاتبة، وأن أجهزة الحاسوب في تلك الفترة لم تكن متوافرة لدى غالب فرق الجيش الأميركي، الأمر الذي نفته ميبس وحاولت التركيز على قيمة معلومات الوثيقة التي تؤيدها شواهد أخرى ظهرت في التحقيق، إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل، وتحوَّل التحقيق من مناقشة تسرُّب الرئيس الأميركي من الخدمة العسكرية إلى مثالب ظهرت في الوثيقة تشكِّك في مصداقيتها، مما أسقط فرضية التحقيق بالكامل.

هذا الخطأ كلَّف ميبس فصلها من العمل مع فريقها، وانسحاب ريذر من برنامج "ستون دقيقة" وتقديمه اعتذاراً علنيًّا على شاشة شبكة "سي.بي.أس" ومغادرته لها بعد 44 عاماً من العمل لديها.

 

 هوامش

 

(1)Random House Webster's Unabridged Dictionary. New York 2004.

(2)Flesson.Lucinda, Ten steps to investigative reporting, International center for journalists, Washington 2006.

المزيد من المقالات

كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 1 مايو, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 7 أغسطس, 2022
الحياة مقابل الحقيقة.. ضريبة الصحافة في فلسطين

يشبه الصحفيون الفلسطينيون المشتغلون بالميدان أبطال رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، فهم معرضون لـ "الاختناق" و"القتل البطيء والسريع" والملاحقات والتهديد المعنوي، فقط لأنهم ينقلون للعالم حقيقة محتل عنصري يحاول أن يبني شرعيته بالقوة والسلاح. هذه قصة صحفيين فلسطينيين دفعوا حياتهم دفاعا عن الحقيقة.

هدى أبو هاشم نشرت في: 5 يونيو, 2022
الحسابات الإخبارية على المنصات الرقمية بعمان.. هل هي مهنية؟

القضايا الحقيقية للمواطنين في عمان لا تناقشها وسائل الإعلام التقليدية، بل الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي. في ظرف سنوات قليلة، بنت هذه الحسابات جمهورها، وامتلكت القدرة على التأثير وسط انتقادات حادة توجه إليها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية.

سمية اليعقوبي نشرت في: 6 مارس, 2022
يوميات الصحفي الفلسطيني على خط النار

بعضهم قصفت مقراتهم، والبعض الآخر تركوا عائلاتهم ليدحضوا السردية الإسرائيلية، أما البعض الآخر فقد اختاروا أن يشتغلوا على القصص الإنسانية كي لا يتحول الضحايا إلى مجرد أرقام.... هي قصص صحفيين فلسطينيين يشتغلون تحت النار.

ميرفت عوف نشرت في: 20 مايو, 2021
الرواية الفلسطينية في بث حي على إنستغرام

بينما كانت بعض القنوات التلفزيونية تساوي بين الضحية والجلاد في أحداث القدس، كان مؤثرون ونشطاء صحفيون يقدمون الرواية الفلسطينية للعالم. لقد تحولت المنصات الرقمية، رغم كل التضييق، إلى موجه للقرارات التحريرية، وإلى مصدر رئيسي للتحقق مما يجري على الأرض.

مجلة الصحافة نشرت في: 9 مايو, 2021
حينما تتعالى الصِّحافةُ السودانية على آلام المستضعَفين

بينما الشّارعُ السّودانيُّ يغلي بسبب انتشار الفقر، وبينما تتّسعُ دائرةُ التّهميش، تُصِرُّ الصِّحافةُ السّودانيّةُ على التَّشاغُل بتغطية شؤون "النُّخبة"؛ بعيدًا عن قصص الفقر في المدن والأرياف.

سيف الدين البشير أحمد نشرت في: 31 مارس, 2021