اختفاء الورقي.. نهاية مرحلة

 أثار الإعلان عن توقف الطبعة الورقية من جريدة "الحياة" اللندنية مؤخرا كثيراً من ذكريات وشجون مع شعور بالفقد! فقد شيء عزيز تنتهي بغيابه مرحلة بالنسبة لكثيرين، أنا أوّلهم.. مرحلة شكّلت فيها الجريدة الورقية جزءا هاما من يومهم ورابطا معنويا لا غنى عنه مع الوطن إن لم يكن مع الأوطان.. أقصد العربية تحديدا.

في الغربة، العلاقة مع الجريدة الورقية العربية لها معنى آخر، هي ركن من أركان اليوم، طقس من طقوس الصباح، ولقاء مع "هناك"! مع كل هذه الصحف اليومية المنتشرة حولي باللغة الفرنسية، كانت عيناي لا تبحثان إلا عن هذه الحروف العربية في المكتبات، كانت تختبئ في ركن صغير خطّ في أعلاه "صحافة دولية". كنت أذهب خصيصا لشرائها، لا أرغب في الاشتراك بها، وكان في اقتنائها شيءٌ من المغامرة. سأتوجّه من بلدتي الصغيرة إلى المدينة الكبيرة، سأدخل المكتبة الواسعة وأتوجه فورا نحو مكانها دون أن أعنى بكل ما حولي من أغلفة مغرية وعناوين مهمة بالفرنسية، كانت هي هدفي الأول والوحيد، قد أجدها وقد لا يحصل وستنتابني الفرحة أو الخيبة.. كان هذا جزءا من المتعة، أبحث بين عدة صحف وأختار مجلة "الوسط" اللندنية وجريدة "الحياة" في حال وجودهما، أشتريهما فورا دون تقليبهما، أخطفهما وأخرج بهما بفرحة فيها شيء من طفولية، وأظلُّ أقرأ فيهما لأيام عدة، فالجريدة اليومية كانت غنية متنوعة بمواضيعها لدرجة لا تترك معها صفحة أو مقالة. لم يكن توزيع الصحف العربية بفرنسا منتظما، أما ما كان منتظما بالنسبة لي فهو استلامي شهريا عبر البريد -وهذا في كل البلدان التي أقمت بها وهي عديدة- ظرفا كبيرا سميكا يحتوي قصاصات من بعض الصحف اللبنانية، لا سيما جريدة "السفير"، كانت أمي تعدها لي بعناية بعد أن توصي صاحب المكتبة في الحارة بأن يحجز لها عددا من "السفير"، خاصة طبعة الجمعة التي كانت تنفذ بسرعة البرق في سوريا بفضل ملحقها الثقافي.

في بداية الألفين ولمدة عقد من الزمن، كانت الصحف والمجلات العربية تباع في معظم المدن الفرنسية، وبات هناك خيار معقول أمام القارئ المهتم للاطلاع على توجهات أخرى حتى لو كان يجد فيما هو معتاد على قراءته تعددا في وجهات النظر. أيضا، بدأ آنذاك قادم جديد مخيف يفرض نفسه بقوة وسرعة لينتزع الصدارة!

كان اختفاء مجلة "الوسط" حينها مقدمة لاختفاءات أخرى.. اختفاء أولي من الأكشاك الباريسية ثم من الوجود بالكامل! "السفير" عام 2016 أولا، ثم "الحياة" في العام الحالي 2018. في يومٍ لم تكن "الحياة" هناك، لم تعد تتصدر الأكشاك التي بات الركن العربي فيها أكثر تواضعا.. كنت لا أكفُّ عن السؤال عنها أينما توجهت في مختلف الدوائر الباريسية العشرين، ذلك لظني أنه أمر يتعلق فقط بالتوزيع في فرنسا وليس بالجريدة. لكن الأمر الأكثر إثارة للريبة كان اختفاؤها أيضا من المطارات ومن الطائرات التي كانت توزعها، إلى أن انتشر الخبر يوما وعلمت أنهم توقفوا رسميا عن توزيعها في فرنسا، ثم زاد الأمر سوءا حين قيل لي إنهم قرروا التوقف عن طباعتها!

إن كانت أسباب اختفاء الوسط فالسفير فالحياة -وهي غيض من فيض الاختفاءات- مختلفة، فالجانب الاقتصادي مشترك للثلاثة، وإن لم يكن ظهور الإنترنت سبب توقف "الوسط" عام 2000، فربما شكل جزءا بسيطا من أسباب الاختفاء الكامل "للسفير" وسببا إضافيا لاختفاء الطبعة الورقية من جريدة "الحياة".

عربيّان يطالعان صحيفة القدس في لندن، إذ تتعمق العلاقة بين المغتربين العرب والصحف الورقية في الغربة رويترز.
عربيّان يطالعان صحيفة القدس في لندن، إذ تتعمق العلاقة بين المغتربين العرب والصحف الورقية في الغربة رويترز.

مع اعتيادي الكامل على استخدام الشبكة العنكبوتية والهاتف الذكي، ظلّت الجريدة الورقية ودون أدنى تردد هي ما أفضّلُ للقراءة، أطلبها في الطائرات ومن أصدقاء كانوا يأتون من لبنان. صحيح أني اعتدت على استخدام الإنترنت ولكن كمن يعتاد على شيء ينفر منه إنما هو مفروض عليه. أحبّ الإمساك بالجريدة، تقليب صفحاتها وتصفحها جيدا في البداية قبل اختيار ما يلائم مزاج الصباح المتغير يوميا، أميل إلى الشرود بين حين وآخر وأنا أقرؤها قبل أن أعاود التركيز من جديد.. أحبُّ هذه العلاقة معها وجها لوجه، هذه القراءة المتأنية حيث لا يوجد عشرات الروابط التي تحتل مساحة رؤيتي وتدعوني للضغط عليها، هذه الصحبة الصباحية لنفس الجريدة لأيام متتالية حتى لو كانت يومية، فكم من فائدة في قراءة الأخبار البائتة، ورصد ردود أفعال كانت حماسية على فعل انتهى بل ونسي!

منذ فترة قصيرة غابت الحياة، وغابت معها متعة قراءة الصحيفة الورقية.

بعيدا عن العواطف

لكن، إذا نظرنا عمليا وليس عاطفيا إلى اختفاء الطبعة الورقية لجريدة "الحياة" اللندنية في غرة يونيو/حزيران وأدرجناه ضمن سياق أوسع يشمل العلاقة مع الصحافة اليومية المطبوعة -والذي هو صميم الموضوع- فإننا سنتفهم الموضوع على نحو أفضل، وإن لم نقبله!.. ندرك أن الهدف من الجريدة اليومية المطبوعة إعطاء أخبار يومية، إذ في اليوم التالي لصدورها، تغدو تلك صحيفة قديمة لأن التتابع السريع للأخبار يقتضي -بل يفرض- أن يطّلع كل إنسان بشكل مختصر على ما يحصل، وبالتالي لا بد لتساؤل أن يُطرح حول أهمية طبع معلومات "سطحية" و"وقتية" عفا عليها الزمن بسرعة؟!

العامل الاقتصادي هو أحد أسباب توقف ظهور النسخة الورقية من جريدة الحياة – رويترز.
العامل الاقتصادي هو أحد أسباب توقف ظهور النسخة الورقية من جريدة الحياة – رويترز.

طبيعة الأخبار تفرض الاطلاع العاجل عليها مما يجعل الصحيفة اليومية المطبوعة وسيلة إعلامية أقل ملاءمة بكثير من الإنترنت. مع هذا، وفي هذا الصراع بين الصحافة اليومية المطبوعة والإنترنت، فإن الأولى كانت لوقت قليل مضى تمتلك ميزتين: الأولى حين لم يكن الإنترنت متوفرا بهذه السرعة التي هو عليها اليوم، ولا في أماكن كالمطار والقطار والمقهى حيث كان للجريدة مكانها.. ميزة انتهت مع الهاتف الذكي. وتكمن الثانية في أن قراءة نصوص طويلة على الإنترنت ليست ممتعة.. إنما قد يكون هذا أمرا نسبيا، فمن جهة يأتي التعود شيئا فشيئا، ومن جهة أخرى إن اعتمدت المطبوعة مقالات معمقة وطويلة (مثل "الحياة") تُقرأ على مدى أيام عدة وربما أسابيع بعد صدورها لتميزها عن الإنترنت، فإنها بهذا تعتمد على مواضيع أو أدوات ليست تماما في أساس مهنة "اليومي"، أي الخبر اليومي تحديدا. وفي وضع تنافسي شديد سواء أكان في حالة الصحافة أو أي مجال آخر، على المؤسسة في العموم أن تركز على اختصاصها الحقيقي وهو هنا "اليومي".

في الإنترنت أيضا تختص بعض المواقع في فرنسا والبلاد العربية بنشر مقالات يومية قصيرة، بينما تعتمد أخرى مقالات ذات حياة أطول، ويختار القارئ الموقع حسب ذوقه أو حسب اللحظة. وباتت المؤسسة الصحفية التي تعتمد هذين النوعين من المقالات معا غير جذابة للجمهور العريض! إذ إن محبي النصوص القصيرة سيتوجهون نحو الصحف المتخصصة بالأخبار المختصرة، وهواة النص الطويل العميق سيتركونها نحو المنافس المهتم بالنصوص والتحليلات. والنتيجة هي أنه لم يعد هناك اليوم إلا قراء متقدمون في السن للصحافة المطبوعة التي تكتفي بالأخبار المختصرة، أما الصحافة المطبوعة التي تحاول الحفاظ على التميز بإعطاء مقالات معمقة فلم يعد من مبرر لوجودها!

هكذا يبدو بوضوح كبير أن لا مستقبل للصحافة اليومية المطبوعة، على عكس الأسبوعية والشهرية التي تحافظ على حيوية ما، لكونها تضع نفسها في زمن أبطأ من الإنترنت. سنفترض إذاً أن هذه المعركة بين اليومي المطبوع واليومي الرقمي قد انتهت عمليا، وثمة معركة أخرى تدور اليوم ولا تبدو نتائجها واضحة بعد.. إنها من جهة، بين وسائل إعلامية ضخمة تحولت إلى الإنترنت، ومن جهة أخرى بين المدونات والمواقع. هنا تحتدّ المنافسة ولم تعد بين يومي مطبوع أو يومي على الشبكة، ولكن بين يوميتين على الإنترنت! وعلى الخصمين في هذه المعركة إبراز الكفاءة.

وبينما تتمتع المدونة بالحرية وتهتم بما تهمله الصحف الكبرى ويمكن لها اتخاذ أسلوب مثير للجدال يجعلها جذابة لجمهور يميل إلى الحدة في الطرح بعيدا عن اللغة الدبلوماسية، أو الخشبية كما يطلق عليها في فرنسا، التي تنتهجها الصحف الكبرى، فإن المؤسسة الإعلامية الكبرى -"الحياة" على سبيل المثال- لديها سمعتها الجيّدة وقدرتها المالية التي تسمح لها بالاحتفاظ بكبار الصحفيين وبأعداد أكثر للبحث عن الخبر وتناول مواضيع شديدة التنوع، مقارنة بالمدونة التي تعتمد على فريق عمل صغير جدا وغير محترف بالكامل، يقدّم الأخبار ويعلّق عليها ولكن لا يأتي بها، كما يركّز على مواضيع محددة. وفي فرنسا مثلا يصعب على مدونة أن تتعامل مع الرياضة ومع الأخبار السياسية الدولية معا.

 بين الورقي والشبكة.. مخاطر

مع انتشار القراءة على الشبكة العنكبوتية وبالأخص على الهاتف الذكي (الذي يصيب بالغباء!)، لن نهمل الاتهامات الكثيرة، ومن أهمها أنها قراءة سطحية تبعد القارئ أكثر فأكثر عن القراءة الحقيقية.

في مقالة مترجمة نشرتها جريدة الرياض يوم 8 مايو/أيار 2018 وقعتُ عليها بالصدفة (بفضل الإنترنت)، تقول الكاتبة آني مورفي بول حول قراءة الأدب بأن "القراءة العميقة -وهي النقيض للقراءة السطحية التي غالباً ما نقوم بها على الإنترنت- مُهددة بالانقراض، لذا علينا أن نتخذ خطوات للحفاظ عليها إذا كُنَّا نريد أن نبني التاريخ أو نقوم بأعمالٍ فنّية كبيرة"، لأن اختفاء هذه القراءة المعمقة "سيُعَرِّض النمو العقلي والعاطفي للأجيال التي نشأت على الإنترنت للخطر".

وعلى ما أوردته الكاتبة بالاعتماد على أبحاث ودراسات نشرت في كندا وبريطانيا في السنوات الأخيرة، فإن هناك "أدلة مُتعاظمة تُشير إلى أنَّ القراءة عبر الإنترنت رُبما تكون أقل ارتباطاً وأقل رضاءً حتى بالنسبة «للمواطنين الرقميين» الذين يألفونها بشكلٍ كبير، وهذا خطأ"، ولهذا فإننا نحتاج أكثر إلى أن "نُريهم بعض الأماكن التي لم يذهبوا إليها أبداً، مكاناً لا يمكن أن يذهبوا إليه إلا بالقراءة العميقة".

المزيد من المقالات

رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 26 مارس, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 7 أغسطس, 2022
الحياة مقابل الحقيقة.. ضريبة الصحافة في فلسطين

يشبه الصحفيون الفلسطينيون المشتغلون بالميدان أبطال رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، فهم معرضون لـ "الاختناق" و"القتل البطيء والسريع" والملاحقات والتهديد المعنوي، فقط لأنهم ينقلون للعالم حقيقة محتل عنصري يحاول أن يبني شرعيته بالقوة والسلاح. هذه قصة صحفيين فلسطينيين دفعوا حياتهم دفاعا عن الحقيقة.

هدى أبو هاشم نشرت في: 5 يونيو, 2022
الحسابات الإخبارية على المنصات الرقمية بعمان.. هل هي مهنية؟

القضايا الحقيقية للمواطنين في عمان لا تناقشها وسائل الإعلام التقليدية، بل الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي. في ظرف سنوات قليلة، بنت هذه الحسابات جمهورها، وامتلكت القدرة على التأثير وسط انتقادات حادة توجه إليها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية.

سمية اليعقوبي نشرت في: 6 مارس, 2022
يوميات الصحفي الفلسطيني على خط النار

بعضهم قصفت مقراتهم، والبعض الآخر تركوا عائلاتهم ليدحضوا السردية الإسرائيلية، أما البعض الآخر فقد اختاروا أن يشتغلوا على القصص الإنسانية كي لا يتحول الضحايا إلى مجرد أرقام.... هي قصص صحفيين فلسطينيين يشتغلون تحت النار.

ميرفت عوف نشرت في: 20 مايو, 2021
الرواية الفلسطينية في بث حي على إنستغرام

بينما كانت بعض القنوات التلفزيونية تساوي بين الضحية والجلاد في أحداث القدس، كان مؤثرون ونشطاء صحفيون يقدمون الرواية الفلسطينية للعالم. لقد تحولت المنصات الرقمية، رغم كل التضييق، إلى موجه للقرارات التحريرية، وإلى مصدر رئيسي للتحقق مما يجري على الأرض.

مجلة الصحافة نشرت في: 9 مايو, 2021
حينما تتعالى الصِّحافةُ السودانية على آلام المستضعَفين

بينما الشّارعُ السّودانيُّ يغلي بسبب انتشار الفقر، وبينما تتّسعُ دائرةُ التّهميش، تُصِرُّ الصِّحافةُ السّودانيّةُ على التَّشاغُل بتغطية شؤون "النُّخبة"؛ بعيدًا عن قصص الفقر في المدن والأرياف.

سيف الدين البشير أحمد نشرت في: 31 مارس, 2021
التسريبات في تونس.. الصحافة تدخل "الغرف المظلمة"

تحول جزء من الصحافة التونسية إلى فضاء للتسريبات والتسريبات المضادة، لكن نادرا ما طرح السؤال عن المعايير الأخلاقية والمهنية في التحقق منها، ومدى ملاءمتها للمصلحة العامة..

أمين بن مسعود نشرت في: 28 مارس, 2021
أطفال مخيم الهول في عين الحدث.. شيطنة الضحايا

في مخيم الهول، ظهرت صحفية تطارد أطفالا وتنعتهم بتسميات وصفها بعض الأكاديميين أنها منافية لأخلاقيات المهنة. كيف يتعامل الصحفيون مع الأطفال؟ ولماذا يجب أن يحافظوا على مبادئ الإنصاف واحترام خصوصيات الأفراد والحق في الصورة؟ وماهو الحد بين السعي لإثبات قصة وبين السقوط في الانتهاكات المهنية؟

أحمد أبو حمد نشرت في: 25 مارس, 2021