المقابلة الصحفية.. متعة الحوار

في كل مرة أذهب فيها لإجراء حوار مع شخصية ما، تنتابني مشاعر عدة وتدور في رأسي تساؤلات شتى، لكن أكثر ما يشغلني هو قدرتي على جعلها تفضي لي بما يحقق رضى الطرفين، ومدى تمكني فيما بعد من التعبير جيدا -ولن أقول تماما- عما أرادت الشخصية قوله أو توصيله.

قبل..

بشكل عام، يتطلب إجراء حوار صحفي مع شخصية ما توفر سبب مباشر كإصدار كتاب أو عرض فيلم أو مشاركة في حدث ثقافي.. قد يكون من الصعب أحيانا الحصول على المقابلات الصحفية مع شخصية شهيرة خارج هذا الإطار. وحين لا يحظى الصحفي بلقاء من يرغب في تقديمه للقراء أو للمشاهدين في المناسبات العامة، يتوجب آنذاك الاتصال به شخصيا. ثمة شخصيات تحذر الصحفي الذي يأتي هكذا واثقا ويطلب اللقاء خارج إطار حدث ما، وتزداد الصعوبة حين يكون هذا مستكتبا ولا يتبع صحيفة أو وسيلة إعلامية محددة، أما حين تكون الوسيلة الإعلامية أجنبية (كوسائل الإعلام العربية خارج الوطن العربي) لا تعرف الشخصية شيئا عنها وعن مكانتها، فإن محاولات الإقناع بإجراء الحوار تغدو أكثر مشقة.

 في مستهل العام 2000، مع بداية عملي الصحفي في فرنسا كمراسلة ثقافية لبعض الصحف والمجلات العربية، لم يكن الإنترنت بهذا الانتشار الذي عليه اليوم. كان إجراء أي حوار صحفي يستلزم الاتصال مع الملحق الصحفي للشخصي -إن وُجد- وهو المكلّف بترتيب حيثيات اللقاء وتزويد الصحفي بالملف المعرّف بالفنان أو الأديب، ولم يكن العثور عليه بالأمر اليسير دائما، فكانت الفرحة الأولى تأتي من الحصول على هذه المعلومة، ثم الاتصال والاتفاق والانتظار.. انتظار وصول الملف عبر البريد.

صحيح أن المعلومات عن الشخصية  تتوفر اليوم على الإنترنت وهي أكثر غزارة بما لا يقارن، لكن التعامل مع الملف كان أكثر سهولة لتركيزه الشديد واحتوائه على المهم من مسيرة الشخصية.. فوفرة المعلومات عبر الشبكة اليوم قد تحيد بالصحفي عن هدفه وتربكه إن لم يستطع تحديد خط سير المقابلة منذ البداية، وإجراء محاولة أولية لسبر شخصية الضيف والتركيز على نقاط  مهمة في مسيرته تستحق إلقاء ضوء عليها. في جميع الأحوال فإن المعلومات لا تعني الاكتفاء بما يقدمه الملف أو الإنترنت، فقراءة عدة كتب إن كانت الشخصية أدبية، أو مشاهدة عدة أفلام إن كانت فنية، ضرورة لا غنى عنها للحصول على مقابلة غنية وجعل الضيف يتفاعل مع الأسئلة.

صعوبة تحضير المقابلة ترتبط كذلك بصاحبها، لا سيما إن كان مفكرا أو مؤلفا موسيقيا، وباللغة التي تتم بها. فوجود مترجم يغير من طبيعتها ومسارها والتحكم بها.. من الأفضل أن يلمّ الصحفي بعدة لغات وأن يكون مطلعا على معظم أعمال الضيف المحاوَر، أو أهمها إن لم يتسع له الوقت. أما من يقرر أهميتها فهي شهرتها، وهذا أمر لا مفر منه. مع هذا، فلا بد ألا يكتفي الصحفي بذلك، فيضيف أيضا لمسته الخاصة وميله الشخصي لعمل من الأعمال ووجهة نظره. ليس أكثر مللا للجمهور ولصاحب العلاقة من الأسئلة المكررة والسطحية التي لا تعكس شخصية المُحَاوَر ولا ثقافته.

ثمة من يرفض إجراء مقابلة مع صحفيين لا يعرفهم، حتى لو تبع هؤلاء مؤسسة إعلامية شهيرة. حين التقيت للمرة الأولى بالمخرج الفلسطيني إيليا سليمان، لم يكن حينها مشهورا، كان ذلك في مهرجان فرنسي يعرض فيلمه الأول "سجل اختفاء". أعجبتُ كثيرا بالفيلم وطلبت مقابلته فتهرب، ثم سنحت لنا عدة فرص للحديث حول الأوضاع العربية وحول فيلمه، وفي اليوم الأخير قبل أن يغادر قال لي: كنت طلبت مني مقابلة؟ الآن يمكننا أن نتحدث.

المخرج الفلسطيني إيليا سليمان. مهرجان كان – فرنسا. 22 مايو/أيار 2002. رويترز.
المخرج الفلسطيني إيليا سليمان. مهرجان كان – فرنسا. 22 مايو/أيار 2002. رويترز.

لكن أديبة سورية رفضت اللقاء حين حادثتها هاتفيا.. كنت في بداياتي وكنت قرأت لها عدة قصص واشتريت أخرى لأعرف المزيد عنها، لكنها صدتني وقالت لي ما معناه: ما أكثر الصحفيين اليوم، "أكثر من الهم على القلب". وأعتقد أن الكاتب الذي لا يشعر بالشخص الذي يحادثه ولا يستطيع تخمين مدى صدقه وثقافته، هو كاتب ينقصه الكثير.

أثناء..

كنت أنسى أحيانا أثناء اللقاء أنني صحفية، وقتي محدود ومقالتي محددة، لكن فن الإصغاء من أهم ما يجب أن يتمتع به المحاوِر، بمعنى الاهتمام بإخلاص وصبر لما يقوله الآخر، ومحاولة استنتاج أسئلة من الإجابات وعدم الاكتفاء بالقدوم مع لائحة جامدة من الأسئلة، فثمة مكان للارتجال والإضافة إن لمس الصحفي جديدا أو أهمية ومتعة فيما يسمع.

نسيان" الزمن" خلال الحوار رفاهية لا يحظى بها الصحفي دائما، فوقته محسوب عليه. أكثر مقابلة شعرت فيها بكل دقيقة تمرّ كانت مع المخرج الإيراني عباس كيارستمي، إذ حدد منذ البداية -وبكل لباقة ولطف- مدتها.. هي إحدى المقابلات النادرة لكيارستمي التي أجريت للصحافة العربية، وكانت أسئلتي كثيرة وإجاباته مسترسلة.. كان هذا من دواعي سروري بالطبع، بيد أني قلقت من عدم تمكني من طرح كافة المواضيع التي تهمني في حوار مع شخصية استثنائية كتلك. لكن ليس الوقت فحسب هو ما يحدّ من مدة المقابلة، بل عدد الكلمات كذلك. وبما أنني أنفر من مقاطعة الضيف حتى لو استرسل في سرد طويل، أكون على ثقة تامة بأني لن أورده عند كتابة الحوار، إلا أنني أهتم بكل ما يسرده وأنظر إليه حينها كمعلم أستفيد من معرفته.

ندى الأزهري مع المخرج الإيراني العالمي عباس كيارستمي في أحد لقاءاته النادرة مع الصحافة العربية. طهران 2010.
ندى الأزهري مع المخرج الإيراني العالمي عباس كيارستمي في أحد لقاءاته النادرة مع الصحافة العربية. طهران 2010.

بشكل عام أختار الشخصية بعناية ولا أجري حوارا معها لمجرد تواجدها أمامي بالصدفة في المهرجانات السينمائية التي أحضرها مثلا. أذكر هنا مقابلة مع الموسيقي السوري قدري دلال سرد فيها ذكريات رائعة لم أستطع للأسف -محكومة بعدد الكلمات- نشر سوى نصفها.

في المقابل ثمة مشكلة مغايرة وهي: الضيف القليل الكلام.. فليس كل من برع في الفن مثلا يبرع في الكلام. تتأتى الصعوبة في هذا النوع من الحوارات من جعل الجواب أطول من السؤال! نتحايل على هذا المأزق بطرح أسئلة إضافية ومحاولة التوصل إلى ما يثير شهية الشخصية للإفضاء، كالتركيز على عمل لها أو التعمق أكثر في جواب ما أو طرح أسئلة عامة. حصل هذا على سبيل المثال مع الممثلة الإيرانية والمخرجة نيكي كريمي حين التقيتها في طهران وكان الحوار بالإنجليزية، وقد يكون هذا أحد الأسباب التي جعلت إجاباتها مختصرة رغم توفر الوقت.

الممثلة والمخرجة الإيرانية نيكي كريمي. تصوير: ندى الأزهري.


الممثلة والمخرجة الإيرانية نيكي كريمي. تصوير: ندى الأزهري.

كانت بعض المقابلات التي أجريتها خارج اختصاصي أحيانا، فمعرفة الصحفي ليست كمعرفة الباحث. وكنت أدرك تماما مدى محدودية ثقافتي في الفلسفة مثلا وفي علم الموسيقى، رغم تحضيري الطويل لمقابلات من هذا النوع. لكن حوارين مع المفكر السوري طيب تيزيني والمؤلف الموسيقي اللبناني نداء مراد كانا من أمتع وأصعب مقابلاتي على الإطلاق وربما أطولها.. كنت أستمع بتركيز شديد لما في أقوالهما من عمق وجدة ومنفعة. كانت نوافذ جديدة تنفتح أمامي وتُدخل نورا إلى روحي. وبخلاف نداء مراد، كان تيزيني مسترسلا منفتحا منذ بداية الحوار، بينما كان مراد حذرا -حتى لا أقول متشككا- في البداية ثم انطلق بعدها في حديث عن الموسيقى، وإن كان معقدا، لكنه شرع أمامي آفاقا جديدة. يقودني هذا للحديث عن فنانين وكتّاب ينظرون بعين الريبة إلى الصحفي، ويشتكون من أن بعضهم يُقوّلهم ما لم يقولوه أو ينشر عبارات لهم مجتزأة وخارجة عن سياقها تماما. ولهذا يصادف أحيانا أن تطلب شخصيات قراءة الحوار قبل نشره.

لم تكن عملية إحراج الضيف من دواعي سروري، وحين كان يشدد على أن بعض ما يقوله لي ليس للنشر، أحترم تماما رغبته رغم معرفتي بأنه في الكثير من الأحيان لن يطّلع على ما كتبته، وأن ما أدلى به قد يجذب القراء ويثير ضجيجا.. لكنني لم أكن يوما من هواة إثارة الضجيج، ولم تكن الإثارة من دوافعي في أي مرة كتبت فيها ولا أعبأ بها، وحين لا يقرأ لي إلا عدد محدود؛ أكون سعيدة بهؤلاء مهما قلّ عددهم.

لكن قد يتسبب الصحفي أحيانا في إحراج ضيفه دون قصد. لقد أجريت حوارات كثيرة مباشرة باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية، ولكن بما أنني شديدة الاهتمام بالسينما الإيرانية فقد احتجت إلى الترجمة من الفارسية حين التقيت عددا من كبارها، وحين حصل مرة ووقعت فنانة في مأزق بسبب تصريحاتها لي، شعرت بالارتياح حين علقت المشاكل على الترجمة.

يتيح إجراء المقابلة وجها لوجه مواجهة الشخصية ورصد انفعالاتها وإجاباتها العفوية التي تبين جزءا من صفاتها قد لا يظهر في الحالات العادية عند التفكير بالإجابة. ولا أحبِّذ الأسئلة والردود المكتوبة، ومن ضمن عشرات المقابلات الصحفية التي أجريتها لم أجر سوى واحدة عبر الهاتف وأخرى عبر النت.

بعد..

تأتي في النهاية عملية الكتابة، والقرار الصعب نشر المقابلة كنص أم كسؤال وجواب؟

في البداية كان هذا يعتمد على أهمية ما تقوله الشخصية وغزارته وعلى الشخصية نفسها، فمن المتعارف عليه في العمل الصحفي تفضيل المقابلة المقالة، لكن في كثير من الأحيان أترك للقلم أن يختار، وأحيانا كنت أقرر كتابة اللقاء كحوار لأهمية ما ورد فيه ثم ما ألبث أن أنتقل تلقائيا إلى العكس. وأصعب ما يواجه الصحفي في هذه المرحلة هو" القطع"، كالمخرج الذي يعزّ عليه اقتطاع مشاهد من فيلمه، ولكننا محكومون بعدد الكلمات، ودائما بعدد الكلمات. ولو أن بعض مسؤولي التحرير لا يعبؤون تماما بهذا.

أهم ما في العمل الصحفي الإصرار والمثابرة والجهد والإخلاص، فتلك تشرّع الأبواب لصاحبها، إن لم يكن على المحيط، فعلى الجدول أو النهر وهما أجمل لديّ.

 

المزيد من المقالات

رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 1 مايو, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 7 أغسطس, 2022
الحياة مقابل الحقيقة.. ضريبة الصحافة في فلسطين

يشبه الصحفيون الفلسطينيون المشتغلون بالميدان أبطال رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، فهم معرضون لـ "الاختناق" و"القتل البطيء والسريع" والملاحقات والتهديد المعنوي، فقط لأنهم ينقلون للعالم حقيقة محتل عنصري يحاول أن يبني شرعيته بالقوة والسلاح. هذه قصة صحفيين فلسطينيين دفعوا حياتهم دفاعا عن الحقيقة.

هدى أبو هاشم نشرت في: 5 يونيو, 2022
الحسابات الإخبارية على المنصات الرقمية بعمان.. هل هي مهنية؟

القضايا الحقيقية للمواطنين في عمان لا تناقشها وسائل الإعلام التقليدية، بل الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي. في ظرف سنوات قليلة، بنت هذه الحسابات جمهورها، وامتلكت القدرة على التأثير وسط انتقادات حادة توجه إليها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية.

سمية اليعقوبي نشرت في: 6 مارس, 2022
يوميات الصحفي الفلسطيني على خط النار

بعضهم قصفت مقراتهم، والبعض الآخر تركوا عائلاتهم ليدحضوا السردية الإسرائيلية، أما البعض الآخر فقد اختاروا أن يشتغلوا على القصص الإنسانية كي لا يتحول الضحايا إلى مجرد أرقام.... هي قصص صحفيين فلسطينيين يشتغلون تحت النار.

ميرفت عوف نشرت في: 20 مايو, 2021
الرواية الفلسطينية في بث حي على إنستغرام

بينما كانت بعض القنوات التلفزيونية تساوي بين الضحية والجلاد في أحداث القدس، كان مؤثرون ونشطاء صحفيون يقدمون الرواية الفلسطينية للعالم. لقد تحولت المنصات الرقمية، رغم كل التضييق، إلى موجه للقرارات التحريرية، وإلى مصدر رئيسي للتحقق مما يجري على الأرض.

مجلة الصحافة نشرت في: 9 مايو, 2021
حينما تتعالى الصِّحافةُ السودانية على آلام المستضعَفين

بينما الشّارعُ السّودانيُّ يغلي بسبب انتشار الفقر، وبينما تتّسعُ دائرةُ التّهميش، تُصِرُّ الصِّحافةُ السّودانيّةُ على التَّشاغُل بتغطية شؤون "النُّخبة"؛ بعيدًا عن قصص الفقر في المدن والأرياف.

سيف الدين البشير أحمد نشرت في: 31 مارس, 2021
التسريبات في تونس.. الصحافة تدخل "الغرف المظلمة"

تحول جزء من الصحافة التونسية إلى فضاء للتسريبات والتسريبات المضادة، لكن نادرا ما طرح السؤال عن المعايير الأخلاقية والمهنية في التحقق منها، ومدى ملاءمتها للمصلحة العامة..

أمين بن مسعود نشرت في: 28 مارس, 2021
أطفال مخيم الهول في عين الحدث.. شيطنة الضحايا

في مخيم الهول، ظهرت صحفية تطارد أطفالا وتنعتهم بتسميات وصفها بعض الأكاديميين أنها منافية لأخلاقيات المهنة. كيف يتعامل الصحفيون مع الأطفال؟ ولماذا يجب أن يحافظوا على مبادئ الإنصاف واحترام خصوصيات الأفراد والحق في الصورة؟ وماهو الحد بين السعي لإثبات قصة وبين السقوط في الانتهاكات المهنية؟

أحمد أبو حمد نشرت في: 25 مارس, 2021