هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

بالرغم من أن النقاش حول ما إذا كان يجدر بالباحث عن تعلم الصحافة أن يأخذ مساقًا جامعيًا هو نقاش قديم العهد باعتبارها مهنة لا فنًا ولا علمًا، إلا أنه لا يزال يطرق الأبواب منذ أكثر من قرن ونصف حاملًا إشكاليات جديدة. فالثورة الرقمية غيرت ملامح المهنة في أواخر القرن العشرين وأجبرت كليات تدريس الصحافة في العالم على إعادة النظر في مناهجها الدراسية ومواصفات أساتذتها. واليوم مع تسارع تطور السوق وتزايد المهارات التي بات على الصحفي امتلاكها، فإن الكثير من الكليات وجدت نفسها أمام أزمة في ظل شح الموارد المالية وضيق والوقت والقدرات التقنية لتحقيق ذلك، بالأخص في مرحلة الإجازة. فالعلاقة اللحظية التي تربط الطالب بالجامعة لم تعد تسمح بحمايته من المفاهيم الجديدة التي يواجهها في سوق العمل. أعطى ذلك فرصة لمراكز التدريب غير الأكاديمية أن تحل محل التعليم الرسمي لتغطية جزء من المهارات التطبيقية المطلوبة. هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي؟ وكيف يمكن بالمجمل وصف العلاقة ما بين هوية الصحفي والتعليم الأكاديمي في عصر الرقمنة؟

 

ولد الاهتمام المتزايد بالمهارات المعلوماتية وقوالب النشر متعددة الوسائط صرخة العديد من الأكاديميين الذين حذروا من تحوّل التعليم الأكاديمي إلى إبن بار لكبرى الشركات الإعلامية.

 

مناهج التعليم ما بعد عصر الرقمنة

لا يمكن لدراسة العلاقة ما بين الأكاديميا والسوق أن تحصل على شرعيتها ما لم يتم وضعها في سياق زماني ومكاني. فالأولى وإن تأخرت عن تلبية حاجة سوق العمل في عدة بلدان لاعتبارات كثيرة منها تأخر التحول إلى الرقمنة في العالم العربي، إلا أنه لا يمكن القول إنها لم تسر بالتوازي معه في سياقات أخرى. فالثورة الرقمية لم تكن لتستمر لولا وجود أبحاث تضمن نجاحها. في العالم العربي كما عدة بلدان، شكلت الرقمنة تحديًا كبيرًا لمطوري المناهج الدراسية "الذين لم يتعين عليهم فقط اختيار المحتوى الأكثر صلة في مواجهة الموارد المحدودة، بل تعين عليهم كذلك مواكبة سرعة التحول الرقمي وتوقع التطورات متوسطة الأجل لتلبية متطلبات سوق العمل" (1) بحسب جون ماركوس محرر التعليم العالي في جامعة كولومبيا. 

في المقابل، ولد الاهتمام المتزايد بالمهارات المعلوماتية وقوالب النشر متعددة الوسائط صرخة العديد من الأكاديميين الذين حذروا من تحوّل التعليم الأكاديمي إلى إبن بار لكبرى الشركات الإعلامية. إذ لا تزال معظم برامج تعليم الصحافة تعد طلابها للعمل لدى المؤسسات الإخبارية القائمة ولا تقدم لهم التدريب الكافي في ريادة الأعمال والصحافة المستقلة. التعارض في الرؤية حول ما يجب أن يكون تعليم الصحافة وما هو عليه فعلًا، بالإضافة إلى عدم قدرته على تغطية كافة النواحي التقنية التي يطلبها السوق أعطى مشروعية للسؤال حول الدور الذي تلعبه الأكاديميا في تشكيل هوية الصحفي المتخصص ما بعد عصر الرقمنة. 

وإذا ما كان الجانب المعلوماتي التقني يدمج في بعض المناهج، وهو جانب تستطيع أن تقدمه المراكز غير الأكاديمية، وقد أثبت جزء منها ريادته ونجاحه فيه (تقرير منظمة الأونيسكو للبحث عن مراكز تعليم صحافي مميز في أفريقيا سنة 2006)، لا يستبعد بعض الناقدين أن تكون مراكز التدريب "بديلًا" عن الأكاديميا.

في كتاب نشره مجموعة من الأساتذة الأكاديميين بعنوان "نحو سنة 2020: الاتجاهات الجديدة في تدريس الصحافة" يؤكد عدد من الكتّاب على تدني قيمة التعليم الأكاديمي بصورته الحالية. فتعليم الصحافة الجديد لا يشمل تثقيف الصحفيين وتعزيز الفكر النقدي لديهم، وفهم دور الصحافة في الديمقراطية، وأهمية الموضوعية في العمل الصحفي. يقول روبرت جي بيكارد مدير الأبحاث في معهد رويترز لدراسة الصحافة في قسم السياسة والعلاقات الدولية في جامعة أكسفورد في الكتاب نفسه إنه "يجب أن يجد تعليم الصحافة طرقه لتوفير جودة أكبر وقيمة أعلى لتعليم الصحافة، وإذا لم يحدث ذلك فلا يوجد سبب لاستمراره، فمعظم خدماته ستقدم عبر الإنترنت في دورات تدريبية صحفية أكثر ملاءمة للمهنة" (2). ولربما يكون تبني بيكارد التيار الرافض لتدريس الصحافة في الجامعات سببًا في رأيه المتشائم تجاه مصير التعليم الأكاديمي فيها.

 

في كتاب نشره مجموعة من الأساتذة الأكاديميين بعنوان "نحو سنة 2020: الاتجاهات الجديدة في تدريس الصحافة" يؤكد عدد من الكتّاب على تدني قيمة التعليم الأكاديمي بصورته الحالية. فتعليم الصحافة الجديد لا يشمل تثقيف الصحفيين وتعزيز الفكر النقدي لديهم، وفهم دور الصحافة في الديمقراطية، وأهمية الموضوعية في العمل الصحفي.

 

الأكاديميا في مواجهة مراكز التدريب

لم يعد التعليم الأكاديمي الوحيد الذي يقدم التدريب الصحفي، لكن هل يمكن القول إنه لم يعد أساسيًا؟ فعلى حد تعبير مارك ديوز، أستاذ الدراسات الإعلامية في جامعة أمستردام "يتجه العالم نحو نظام يقدم فيه التعليم الصحفي بالتشارك ما بين الجامعات ومراكز التدريب المستقلة" (3). ومع أن مراكز التدريب تقدم نفسها كإحدى الحلول لتقليل الفجوة ما بين الأكاديميا والسوق، إلا أنها طرحت مشاكل جديدة تحتم السؤال عن مشروعية هذه المراكز، ومنهجيتها في تصميم مقرراتها، وتشخيصها لحاجة السوق وحاجة المتدرب، فضلًا عن كونها في بعض البلدان العربية (مثل لبنان) تقدم من قبل جمعيات غير حكومية بالتعاون مع مؤسسات إعلامية كبرى قد لا تأخذ بعين الاعتبار مدى نجاح المؤسسات التي يعمل المتدرب فيها بالتحول إلى الرقمنة. "الدورة التي تنظم ليوم أو يومين لن تصنع منك خبيرًا في المفهوم الجديد الذي تتلقاه"، تقول الصحفية إيلده غصين، فالتعليم الأكاديمي "لم يكن أبدًا المحطة النهائية للتعليم الصحفي، كما أن دورات التدريب لن تكون كذلك بالتأكيد بسبب طبيعة السوق التي تفرض المتغيرات السريعة".

 

 

3
لا تزال محاولة تضييق المسافة ما بين التعليم الأكاديمي والسوق في الصحافة الشغل الشاغل لعدة باحثين منذ عام 1980، فالأسئلة كثيرة حول طبيعة المحتوى الذي يجدر على الجامعات أن تقدمه (شترستوك).

 

 

وبحسب تجربة غصين المهنية التي انتقلت من الصحافة التقليدية إلى الرقمية دون خلفية أكاديمية حول الإعلام الرقمي فإن الدورات مهمة لكن "وجود قدرة عند الصحفي ودافع ذاتي لتحصيل التعليم المستدام من كافة الجهات هو السبب الأساسي وراء مواكبته".

في مقابلة مع معاون عميد كلية الإعلام والفنون ورئيس قسم الصحافة في جامعة المعارف الدكتور حاتم الزين، يعتقد أن الثورة الرقمية أعادت إلى الأكاديميا خصوصيتها "ذلك أنه لم يعد بإمكان أي شخص ادعاء أنه صحفي من دون أن يكون مجازًا بشهادة ذات جودة يكتسب من خلالها المعارف والمهارات اللازمة". يؤكد الزين على وجود مراكز تدريب ومعاهد تعطي جودة تعليم ممتازة، لكن في المقابل هناك الكثير من المراكز التي اعتلت الموجة بهدف التجارة. "لا يمكن القول إن التعليم الأكاديمي وحده كاف فهو تنقصه التجربة المهنية والقدرة على ملاحقة تطور السوق، وهذا ما يفسر سعي كليات تدريس الصحافة لإدخال مقررات تدريب مؤسساتي في مناهجها" يقول الزين، لكن أيًا من ذلك لن يؤتي ثماره "ما لم يكن الصحفي شغوفًا بعمله". فالعلاقة اللحظية التي يبينها طالب الصحافة مع الجامعة قد لا تحميه من المفاهيم الجديدة في السوق بعد مرحلة التخرج، "لكن دور كليات الصحافة المسؤولة هي أن تعطي الطالب القدرة على تعليم نفسه بنفسه". يستبعد الزين أن تتحول الدورات إلى بديل عن التعليم الأكاديمي، إذ إن الأول تشوبه ثغرات عدة، أولها أنه يقدم إطارا ضيقا عن ممارسات المهنة، ولا يستطيع إعطاء فلسفتها، كما أن اختيار المقررات أو الورش يمكن أن يتم بشكل عشوائي، فالمتدرب ينقصه التوجيه، فضلًا عن كون العديد من مراكز التدريب "محمية بالمال لا العلم". 

 

يؤكد الزين على وجود مراكز تدريب ومعاهد تعطي جودة تعليم ممتازة، لكن في المقابل هناك الكثير من المراكز التي اعتلت الموجة بهدف التجارة.

 

لا تزال محاولة تضييق المسافة ما بين التعليم الأكاديمي والسوق في الصحافة الشغل الشاغل لعدة باحثين منذ عام 1980، فالأسئلة كثيرة حول طبيعة المحتوى الذي يجدر على الجامعات أن تقدمه، ناهيك عن معايير اختيار الأساتذة، والمنصات الأنفع للتدريس، وفوائد التدريب المؤسساتي وغيرها من العناوين. يحصر الباحثان فيغلاس وبراتاس ست خانات للمهارات المعلوماتية-التواصلية التي يجدرعلى الجامعات أخذها بعين الاعتبار عند وضع مناهجها الدراسية الحديثة وهي: "المهارات التقليدية للصحافة، مهارات النشر على الويب، ومهارات الويب 2.0، مهارات البث عبر الإنترنت، مهارات صحافة البيانات، ومهارات الويب 3.0 " (4). 
 

منصة سكيل آرابيا: نسعى لسد الثغرة

في 6 سبتمبر/أيلول 2023 أطلقت منصة "سكيل آرابيا" تحت عدة شعارات أحدها أن "التعليم في العالم العربي لن يرجع كالسابق". في مقابلة مع المدير التنفيذي للمشروع أحمد عوض، قال رائد الأعمال اللبناني إن الهدف من هذا المشروع هو سد الثغرة الموجودة ما بين الأكاديميا وسوق العمل في العالم العربي. فالتعليم الأكاديمي بحسبه مقيد بكثير من الاعتبارات القانونية والمالية، لذلك فإنها بحاجة إلى مساعدة. يؤكد عوض أن "سكيل آرابيا" ليست مركز تدريب منفصل، كما أنها ليست بديلًا عن التعليم الأكاديمي "ولن تكون كذلك "، فالدور الذي تلعبه الجامعة في حياة الفرد "لا يستطيع أي مركز تدريبي تعويضه لأنه لا ينحصر بتقديم المعلومات، بل يتعدى إلى كون الجامعة هي إحدى موارد رأس المال الاجتماعي للفرد، فضلًا عن أنها المركز الذي ينمي فيه الطالب حس المسؤولية تجاه الآخر "وهذا من الأمور التي تشكل جوهر بعض الاختصاصات كالصحافة مثلًا. وعن طريقة عمل المنصة، يقول عوض إنها ستتجه للتعاون مع الكليات حتى تصبح جزءا منها "من خلال تشريعات قانونية تثبت مصداقيتها في كل بلد عربي". 

 

1
من صفحة سكيل آرابيا على فيسبوك (الجزيرة)

 

 

ما بين ضرورة مواكبة السوق من جهة، والحرص على الحفاظ على قيمة التعليم والصحافة المستقلة من جهة أخرى في ظل الموارد المحدودة، يجد التعليم الأكاديمي نفسه ما بعد الثورة الرقمية في مأزق يعززه أن البعض يتوقع منه الكثير. لقد وصلنا إلى مرحلة في المجال الإعلامي ربما لا يستطيع فيها أي مركز أكاديمي أو غير أكاديمي حماية الصحفيمن المفاهيم الجديدة التي ستستمر في الظهور والتبلور بعد أن ينهي الطالب المقرر أو الورشة. لكن ذلك لا يعني أن التعليم الأكاديمي لا يستطيع أن يسهل على الصحفي الطريق عبر تربيته إعلاميًا وإعطائه قدرة أن يعلم نفسه بنفسه ويختار بمسؤولية المكان الأكثر مصداقية في تقديم المعلومة الجديدة. فالتعليم الأكاديمي لا يزال رغم قصوره في مواكبة كافة تطورات السوق وحتى الآن المركز الأساسي الذي يعطي فلسفة المهنة، كما المشروعية للصحفيين الذين يدعون التخصص، بالإضافة إلى أنه أحد أهم الموارد لتحصيل رأس المال الاجتماعي للفرد وهذا ما لا تقدمه مراكز التدريب، التي، على أهمية المحتوى الذي تعرضه بعضها، وعلى أهمية دورها في تعويض القصور، إلا أن التعويل الكامل عليها في سد الثغرات، أو تبني الرأي القائل بأنها بديل مستقبلي عن الأكاديميا، قد يفتح الباب للمزيد من العشوائية في تقديم المعلومات وإدعاء التخصص.

 

المراجع:

  1. Marcus, Jon. 2014. “Rewriting J-School. How journalism schools are trying to connect classrooms to newsrooms.” Nieman Reports, Spring 2014, 
  2. Allen, G., Craft, S., Waddell, C., & Young, M. L. (Eds.). (2015). Toward 2020: New directions in journalism education. Ryerson Journalism research Center.
  3. Deuze M. (2008). Journalism education in an era of globalization. In Löffelholz M., Weaver D. (Eds.), Global journalism research: Theories, methods, findings, future (pp. 267–281). Blackwell Publishing.
  4. Veglis, A., & Bratsas, C. (2017). Reporters in the age of data journalism. Journal of applied journalism & media studies, 6(2), 225-244.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023