كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

 

من الشائع القول إن وسائل الإعلام الأمريكية طالما كانت مؤيدة لإسرائيل، في جولات الصراع بينها وبين العرب سابقاً، في حين كانت وسائل الإعلام الأوروبية - ولاسيما الفرنسية - أكثر انتقادًا لإسرائيل نسبيًا. يواجه هذا الانطباع، الذي يملك نوعاً من الوجاهة، انقلاباً جذرياً، منذ هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول في فلسطين. لقد أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، وخاصة في فرنسا وألمانيا، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متابع عربي مقيم في فرنسا، أو عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل أصبح مزاجاً يعبر عنه حتى المتخصصون الإسرائيليون في الإعلام، وهو الرأي الذي لم يتردد في التعبير عنه جيروم بوردون مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام" (INA/De Boeck, 2009)، الذي وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

يجد هذا التحول، النسبي في تغطية وسائل الإعلام الفرنسية الشديدة الانحياز لإسرائيل، الكثير من الذرائع، الإنسانية والسياسية، ولكنه لا ينفي أن وسائل الإعلام المهيمنة (وسائل الإعلام التلفزيونية أساساً) كانت قد بدأت في سلوك مسارات الانحياز منذ وقت طويل، وتحديداً منذ حرب 2009، وقد واصلت في حرب 2014 التموضع المنحاز لتغطيتها بشكل أكثر وضوحاً. وقد تجلى الانحياز اليوم في أشكال متعددة لا تتعلق بالتعليق السياسي والتحليل المنحاز المبتور عن سياقات تاريخية وجيوسياسية يقع إنكارها، بل وصل الأمر إلى الخبر، حيث شهدنا تطبيعاً مع الأخبار الزائفة، وأحادية المصادر الإسرائيلية، إلى جانب العبث بكل قواعد التوازن في التغطية بين جانبي الصراع.

الخبر حرّ والتعليق مقدس

يوجد دائما إجماع بين الصحفيين على الحاجة إلى قول الحقيقة، لكن في الوقت نفسه فإنهم أقل ميلاً إلى إيجاد تعريف مشترك لماهية الحقيقة الصحفية. إن الرغبة في معرفة الحقيقة، التي هي جوهر هذه المهنة كما أريد لها أن تكون، يتم تقويضها من خلال تكاثر مصادر المعلومات التي تجعل الإستراتيجيات والإجراءات الخاصة بتجميع المعلومات وفحصها والتحقق منها والتحقق من صحتها أكثر أهمية؛ لذلك يبدو أنه بدلاً من الحياد والموضوعية، بوصفهما وهميّين نظريّين في عالم الصحافة، يجب على المشتغل بهذه المهنة أن يتحرى الحقيقة الموضوعية ويقدمها، ثم يمكن له أن يضع حولها نوازعه الذاتية، بوصفه إنساناً قبل أن يكون صحافياً.

تغطية المأساة في غزة أصبحت يقودها المنطق الإغاثي، حيث لم تتحدث وسائل الإعلام إلا قليلاً عن جذور المشكل الاستعمارية، بقدر ما حصرت المشكل في المسألة الإغاثية الإنسانية.

تبدو هذه البداهة غائبةً اليوم في تغطية وسائل الإعلام الفرنسية لما يجري في غزة. الخبر لم يعد حراً، حيث رصدنا منذ اليوم الأول للصراع ترويجاً للأخبار الزائفة، المستوردة من وسائل إعلام أمريكية تتعلق بـــ "أعمال وحشية" اقترفها الفلسطينيون، وكذلك أخباراً مبتورةً، تتعلق أساساً بهجوم من جانب واحد هو المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل.  وكذلك بمصادر أحادية لجميع المعلومات المتداولة وهو الجانب الإسرائيلي، سواءً تعلق الأمر بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، صاحبة النصيب الأكبر من الحظوة، أو بوسائل إعلام إسرائيلية.

هذا الخبر المكبل بأحادية المصادر وبالوقائع الزائفة، أوجد مناخاً ملوثاً من التحليلات والتعليقات السياسية المنحازة للجانب الإسرائيلي، التي تؤدي دوراً قوياً - أكثر تأثيراً من الأخبار - في صناعة الرأي العام. واللافت أن هذه التعليقات – شديدة الذاتية وسطحية المعالجة – جعلت من التعليق مقدساً، وفي مرتبة فوق الخبر، كما نلاحظ في النقاط التالية:

·  أولاً، منذ اللحظة الأولى للحرب تشكل مشهد المعلقين في وسائل الإعلام الفرنسية السائدة – وخاصة التلفزيونية والصحف الكبرى – من محللين سياسيين يعيدون إنتاج السردية الإسرائيلية للصراع في أشكال مختلفة، بعضها أمني وبعضها قانوني وبعضها إنساني وبعضها تاريخي.

·  ثانياً، غاب تماماً عن هذا المشهد الصوت الفلسطيني، أو أصوات ناقدة لإسرائيل، وهو ما يضع توازن التغطية على محك الانحياز. وحتى في الحالات القليلة، التي حاول فيها المعلقون التحلي ببعض التوازن ونقد الجانب الإسرائيلي، لاحظنا حالة من "رهاب فلسطين" عبرّ عنها معلقون آخرون أو حتى مقدمو البرامج ضد هذه الأصوات الناقدة الخجولة.

·  ثالثاً، يقوم التحليل أو التعليق السياسي على مبادئ صحافة الرأي في كونه حراً يعبر عن موقف صاحبه، لكنه في الوقت نفسه يجب أن يقوم على معطيات موضوعية وعلى سعة أفق وثقافة صاحب التحليل، التاريخية والجيوسياسية، ومعرفته بموضوع التعليق. لكن الملاحظ فيما يكتب في الصحف الفرنسية السائدة وما يصدر عن معلقي القنوات التلفزيونية - سطحية التحليلات والتعليقات - التي تعبر عن فقر معرفي وثقافي لأصحابها، وكذلك اعتماد أغلبها على معطيات صادرة عن الجانب الإسرائيلي، وبالتالي يصب أغلبها في التحليل النهائي في صالح الرواية الإسرائيلية للحرب.

·  رابعاً، بقدر ما عبرت أغلب التحليلات عن سطحية في المعالجة، إلا أن هذه السطحية تبدو مطلوبةً في ذاتها. حيث قامت استراتيجية التغطية الإعلامية الفرنسية منذ اللحظة الأولى من الحرب، على عزل اللحظة عن سياقها السياسي وعن جذورها التاريخية، وكذلك عزلها عما تبعها من الأحداث. حيث أصبح الحديث في أغلب وسائل الإعلام والصحف عن هجوم مقاتلي حركة حماس في الداخل الإسرائيلي، بوصفه "هجوماً إرهابياً" دون تحليل خلفياته ودوافعه وجذوره التاريخية التي تمتد إلى ما قبل سبعة عقود. وكذلك عزله عن اللحظة اللاحقة، لـ "الجرائم" التي ارتكبتها إسرائيل في حق سكان قطاع غزة. وبالتالي أصبح لديها "خبر معلق في الهواء" تنطلق منه التغطية وتعود إليه تحليلاً وتعليقاً، من خلال تكرار لمفردات من نوع "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس "، و"الحرب على الإرهاب" وغيرها من التراكيب التي تعزز من حالة الانحياز العاطفي للجانب الإسرائيلي. في تجاهل تام حتى للتعليقات العنصرية الإسرائيلية، وأبرزها وصف يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، الفلسطينيين بــ "الحيوانات".

فتّش عن المال

شكلت لحظة قصف المستشفى المعمداني في غزة مساء 17 أكتوبر/ تشرين الأول، نقطة تراجع نسبية في وسائل الإعلام الفرنسية، وخاصة في الصحف الكبرى. رغم أنه منذ شيوع أخبار عن الهجوم، شرعت في تداول الرواية الإسرائيلية حول الحادثة، ولكن الرأي العام الفرنسي أصبح أكثر انتباهاً إلى أن الردّ الإسرائيلي قد تجاوز كل الحدود.  ورغم هذا التحول النسبي، إلا أن تغطية المأساة في غزة أصبحت يقودها المنطق الإغاثي، حيث لم تتحدث وسائل الإعلام إلا قليلاً عن جذور المشكل الاستعمارية، بقدر ما حصرت المشكل في المسألة الإغاثية الإنسانية.

الخبر المكبل بأحادية المصادر وبالوقائع الزائفة، أوجد مناخاً ملوثاً من التحليلات والتعليقات السياسية المنحازة للجانب الإسرائيلي، التي تؤدي دوراً قوياً في صناعة الرأي العام. واللافت أن هذه التعليقات السطحية جعلت من التعليق مقدساً، وفي مرتبة فوق الخبر.

يعتقد جيروم بوردون أن سبب هذا الانحياز الفجّ خلال هذه الجولة من الصراع في فلسطين داخل وسائل الإعلام الفرنسية هو "الصدى مع المحرقة". إن لعبة المقارنة دائمًا ما تكون معقدة، لكن هذه المرة، المدنيون هم الذين يُذبحون، وليس الجنود. وهذا أثر حتماً أكثر وسحب الغطاء نحو إسرائيل. لقد جرت العادة على التلاعب بهذه المقارنة من قبل السلطات الإسرائيلية، لكنها جاءت هنا من مكان آخر". رغم وجاهة هذا الدافع، إلا أن عاملاً أساساً آخر يمكن أن يضيء منطقة مظلمة حول هذه التغطية وهو التركّز الشديد لوسائل الإعلام الفرنسية السائدة في يد المجموعات المالية الاحتكارية، حيث كان واضحاً منذ بداية الحرب أن التغطية الأكثر انحيازاً كانت على شاشات وصفحات وسائل الإعلام الخاصة، أكثر من وسائل الإعلام المملوكة للدولة، رغم موقف الدولة المنحاز تماماً للجانب الإسرائيلي. هذا العامل الاقتصادي المحدد، يكشف أيضاً عن الدور المحوري الذي يؤديه العامل الاقتصادي للإعلام في النزاعات الجيوسياسية. ويكشف كذلك عن تحول جذري في المشهد الإعلامي الفرنسي، الذي يغادر منطق احتكار الدولة نحو نسخة أمريكية تقوم على نيوليبرالية إعلامية شديدة الفجاجة.

صحافة الذُعرّ

الملمحّ الآخر للتغطية الفرنسية الإعلامية للصراع في الشرق الأوسط، هو تطبيق إستراتيجيات انعكاسية للربط بين ما يجري في فلسطين وما يجري في فرنسا. قد يبدو الأمر غريباً، من منطق الجغرافيا السياسية، ولكنه يعمل بشكل جيد في عقل المتابع الفرنسي. فقد تزامن اندلاع الصراع في غزة مع هجمات مسلحة شهدتها فرنسا، راح ضحيتها أستاذ تعليم ثانوي على يد متطرف من أصل أنغوشي (روسي)، وهجوم آخر في العاصمة البلجيكية بروكسل تبناه تنظيم الدولة الإسلامية. لذلك لعبت وسائل الإعلام لعبة الربط بين هذه الهجمات، وما خلفتها من حالة ذعر داخل المجتمع، وما يجري في فلسطين، لكي تصوغ خطابها المنحاز للرواية الإسرائيلية.

يقدم الصراع أنه ثنائي بين إسرائيل وحركة حماس، دون أي حديث عن الشعب الفلسطيني، ثم يقع تقديم حماس بشكل عام على أنها منظمة إرهابية مثل "داعش التي تضرب في كل مكان". وبمجرد أن توضع هاتان الفكرتان، تنتهي المناقشة، دون النظر في الواقع الأشد تعقيداً من هذه الفكرة البسيطة.

قام هذا الخطاب على فكرة بسيطة وهي أن "الإرهاب الإسلاموي العالمي يضرب في كل مكان، في إسرائيل وفرنسا وبلجيكا"، طبعاً دون الحديث عن الهجوم الذي أودى بحياة طفل فلسطيني في شيكاغو ونفذه متطرف يميني أمريكي في الوقت نفسه.  يقدم الصراع على أنه صرع ثنائي بين إسرائيل وحركة حماس، دون أي حديث عن الشعب الفلسطيني، ثم يقع تقديم حماس بشكل عام على أنها منظمة إرهابية شأنها شأن داعش التي تضرب في كل مكان. وبمجرد أن توضع هاتان الفكرتان، تنتهي المناقشة، دون النظر في الواقع الأشد تعقيداً من هذه الفكرة البسيطة. لكن هذه الفكرة تجد صدى واسعا لدى الرأي العام، متضافرةً مع أفكار عديدة تدور حول الإسلام والأجانب والهجرة، دأبت وسائل الإعلام الفرنسية على ترويجها خلال السنوات الماضية، بدفع من خطاب السلطة السياسية، الذي يرفع شعار مكافحة الإرهاب والحد من الهجرة. ولكن بدفع أكبر من تيار اليمين المتطرف، ذلك أن جزءاً من مسار احتكار المجموعات المالية الكبيرة لوسائل الإعلام السائدة، يتضمن سيطرة بعض هذه المجموعات ذات النزوع اليميني المتطرف على قنوات وصحف ومجلات، لعل أبرزها "مجموعة بولوريه"، لصحابها الملياردير فانسان بولوريه، الذي لا يخفي دعمه لليمين المتطرف.

 

المزيد من المقالات

تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023