تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

• مقال فائز بمنحة حضور منتدى كليات الصحافة في العالم العربي (أكتوبر 2023) 

 

واقع تدريس الصحافة ليس سوى انعكاس لواقع العالم العربيّ نفسه، حيث يخشى الأستاذ قول الكلمة التي قد تعبّر عن واقعه لكنها تزعج حاكمه، فيسكت عنها ويسكت كل شيء معه، يسكت الحلم والحق، التأثير والسلطة، الصوت وصداه، لتتجرد كل الأشياء من معانيها واستحقاقها وأصالتها، فتصبح كلّها عاديّة.

إنّ إشكاليّة الوضع الراهن في ميدان الصحافة تتعدى القضايا التقنية أو المادية، بقدر ما تتجلى في جوهر تصوّر الطلبة والأساتذة لمفهوم الصحافة الذي يفتقر لتجسيدها كسلطة مراقبة ومحاسبة في ظلّ مناخ الحريات المقيّد، مما يفقر تجارب صحفيّة محليّة قد تكون مثالًا يحتذى به أو بمنزلة قدوة للطلبة.

أول سبيل لفهم موطن الخلل هو التعمّق في المفاهيم التي تشكّل سلوكنا نحو أي قضية. أقصد أن واقع تدريس الصحافة في العالم العربيّ هو انعكاس لأفكار الأساتذة الذين يدرسونها، ومدى إيمانهم بجدوى عملية التدريس، فإذا كان الأستاذ غير ملم بأساسيات العمل الصحفي لافتقاره إلى الخبرة العملية فماذا ستكون نوعيّة الطلبة الذين سينتجهم هذا الواقع؟

إنّ إشكاليّة الوضع الراهن في ميدان الصحافة تتعدى القضايا التقنية أو المادية، بقدر ما تتجلى في جوهر تصوّر الطلبة والأساتذة لمفهوم الصحافة الذي يفتقر لتجسيدها كسلطة مراقبة ومحاسبة في ظلّ مناخ الحريات المقيّد.

إنّ تحديث هذا الواقع أو الارتقاء به لن يكون بتقديم اقتراح منّي حول تزويد الجامعات العربية التي تدرّس الصحافة بأحدث الأجهزة والأدوات - مع عدم إنكاري لحاجة جامعات كثيرة لذلك - للارتقاء بمستوى الخدمات ومن ثم الارتقاء بمستوى عملية التدريس، لأن هذا لن يحصل.

حاجتنا الأساسية اليوم صناعة الثقافة والوعي بفكرة أن تكون صحفيا، وبفكرة أن تكون أستاذ صحافة؛ لأن السلطة ذات تأثير، والإنسان عظيم، والأدوات المتطورة بإمكانها أن توجد، لكن الفكر والثقافة هما مصنع النهضة والارتقاء دومًا.

ومع كامل إيماني بكلّ كلمة وصفت بها واقع تدريس الصحافة، إلا أنني لا أنكر أنني صقلت معارفي على يد قامات وأساتذة فضلاء، وأن تجربتي قدمت لي الكثير، فإني أرى أن المفقود في التعليم هو الحافز لتعلّم الكثير. أقصد أنني حين أدرك أن المنهاج لا يسدّ نهمي للتعلم، سيزيدني هذا إصرارًا للبحث في مصادر أخرى، وإذا رأيت أن أستاذي ليس كفئا - دون تعميم - يدفعني ذلك للبحث عن قدوة في مكان آخر يشبع هذا النقص، وإذا شعرت بأن من حولي لا يولون القضايا المهمة التي تؤثر في واقعنا حقها أتجه بكلّ ما أوتيت من قوة نحو هذه الموضوعات؛ لذا فإن تجربتي ثرية، وأصرّ على أن الإشكالية الأساسية ليست مادية ولا تتجسد في الأدوات أو التقنيات لأنها إن وجدت دون عقول قادرة على الإبداع تعي أهمية ما تقوم به فهي بلا قيمة.

حين أدرك أن المنهاج لا يسدّ نهمي للتعلم، سيزيدني هذا إصرارًا للبحث في مصادر أخرى، وإذا رأيت أن أستاذي ليس كفئا - دون تعميم - يدفعني ذلك للبحث عن قدوة في مكان آخر يشبع هذا النقص.

 في ذات الوقت، لا أستطيع أن أعلق أمالي على قدرة الطالب في تحدي الواقع كي يحظى بتجربة ثرية دون إيجاد بيئة محفزة ترتقي بمستوى العملية التدريسية. إنها متطلبات أخرى أعكس فيها حاجتي كطالبة صحافة، بدايةً المطالبة بحق امتلاك طالب الصحافة امتيازات وحقوقا تجعله قادرًا على ممارسة عمله بحرية وأن يضمن حقه في التعبير،  فكلما اتسعت دائرة الحرية، زادت الضمانات الفردية والجماعية لباقي الحقوق. إن الحرية أحد أركان حقوق الإنسان الأساسية ولا تقبل التجزئة، وتزداد أهميتها بكونها وسيلة مضادة للسلطوية وأساسا للحكم الصالح.

ويتجسد انعكاس واقع الحريات في الدول العربية في عدم استجابة الكثير من الدول لمساعي ترسيخ حرية التعبير والحق في الولوج إلى المعلومات. وفي السنوات الأخيرة بدأت بعض الدول بترجمة التزاماتها الدولية تجاه هذا الحق بإقرار قوانين الحصول على المعلومة - حسب تقرير صادر عن الاتحاد الدولي للصحفيين، لكن السؤال الأهم هل تنسجم التشريعات العربية المقرّة مع المعايير الدولية التي تتعلق بحق الحصول على المعلومات؟ وما مدى اتفاق الممارسة العملية الصحفية مع روح وجوهر هذه القوانين؟

حسب دراسة أجراها الاتحاد الدولي للصحفيين فإن معظم الدول العربية لا تراعي في تشريعاتها الخاصة مواءمة قانون الحق في الحصول على المعلومة مع المعايير الدولية. على سبيل المثال إن جميع الدول العربية باستثناء اليمن لا تميّز الصحفيين بوجود مسار سريع الاستجابة لطلباتهم ضمن القانون، ولا تكفل حماية المواطنين في حال إفصاحهم عن معلومات يقع الكشف عنها في إطار المصلحة العامة؛ مما يسهم في إعاقة المساعي نحو الوصول إلى سلطة رقابة ومحاسبة، بالإضافة الى عدم العمل بمبدأ الإفصاح الاستباقي الذي يلزم الجهات والمؤسسات المختلفة بالكشف التلقائي عن المعلومات في الأردن والسودان. يؤدي ذلك إلى تشكيل فراغ تشريعي وإخلال بمبدأ مهم من مبادئ الحق في الحصول على المعلومة وبالتالي يؤثر على حق الجمهور بالمعرفة.

 

كيف يؤثر واقع الحريات في العالم العربي على العملية التدريسية؟

إنّ وجود هذه التقييدات تجعل أطراف العملية التدريسيّة تفتقد للضمانات الضرورية لممارسة عملها دون خوف من التعرّض للعقوبات والترهيب والملاحقة سواء الأستاذ أو الطالب وبالتالي الحيلولة دون القدرة على تجسيد مفهوم الصحافة كسلطة رابعة. فإذا حظي الأستاذ الجامعي بالحق في ممارسة حريته في البحث العلمي والنشر، واختيار المقاييس والخطط الدراسية وطرق التدريس الملائمة دون وجود قوانين تؤطر تجربته وتسيّسها سيكون حتمًا قادرًا على التغيير، والعمل على بلورة تعريف الصحفي الحقيقي القادر على المراقبة والمحاسبة ونقل هذه القيم للطلبة.

ووفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة "فريدوم هاوس"، فإن حالة الحريات في العالم العربي تدهورت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، حيث انخفض مؤشر حرية التعبير. وفي ظّل هذا التدهور، يصبح من الصعب على الجامعات تحقيق أهدافها التعليمية بشكل كامل.

وبناءً على ذلك، علينا أن نعي جيدًا أهمية تجسيد الحرية الأكاديمية عمليًا، فهي وسيلة من وسائل تنمية العملية التعليمية بمكوناتها الثلاث: الأساتذة والبرامج والطلبة من خلال توفير تكافؤ الفرص للنمو المعرفي وتطويرها، وتوفير بيئة تشجع على الاستفادة من إنجازات العلم والتراث الحضاري والإنساني، وإثراء المناهج الجامعية للارتقاء بالعملية التدريسية.

وهنا نصل للسؤال الأهم كيف سيكون طالب الصحافة قادرا على توظيف هذه الحقوق لخدمة مفهوم السلطة الرابعة وإكسابها صفة الرقابة والمساءلة، الذي هو فحوى ما نتطلع إليه..

 

العمل الميداني وصقل مهارات طالب الصحافة

إنّ ما يميّز الصحفي الحقيقي هو قدرته على تسخير الحقوق التي يتمتع بها لتحقيق هدفه الأسمى المتمثل بالبحث عن الحقيقة. ومن هنا فإن صقل مهاراته وتجربته ليُحدث فارقًا يميّزه عن باقي الأشخاص الذين سيحظون بهذه الحريات من الأمور التي يجب أن نضعها على سلم الأولويات عند التفكير في الارتقاء بواقع تدريس الصحافة في العالم العربي. وذلك عن طريق التركيز على العمل الميداني وإعطائه الحصة الأكبر عند تدريس هذا التخصص، فالدراسة الجامعية في أقسام وكليات الإعلام في الجامعات العربية تغلب عليها الدراسة النظرية، فيما لا تتجاوز نسبة الأعمال التطبيقية 30% في أحسن الأحوال. ونحن اليوم بحاجة لأن نعي أهمية التجربة العملية في الميدان وما تقدمه من مهارات تجعل طالب الصحافة على اتصال قوي بواقعه ومشاكله وتحدياته، ومن ثم تحفزه للسعي نحو تحسين هذا الواقع عن طريق ممارسة عمله كصحفي قادر على المراقبة والمحاسبة.

وفي هذا الصدد يقول أستاذ الإعلام في الجامعة اللبنانية، راغب جابر، الذي مارس العمل الصحفي لسنوات طويلة، إن "الصحفي المكتبي لا يستطيع أن يصنع حكاية من الحدث، بينما المراسل الميداني يمكنه فعل ذلك".

 

تحديث المناهج الدراسية

  إنّ العمل على تحديث المناهج الدراسية هو انعكاس لإيماننا بأهمية سلطة الصحافة والعمل على ضمان استمرارية تأثيرها، ولن يتحقق ذلك إلا عن طريق مواكبة تحولات العصر الرقمية. وهنا علينا أن ننظر للمواكبة كوسيلة لخدمة نوعيّة الإعلام الذي نود إنتاجه وضمان وصوله لأكبر شريحة من الناس؛ لأننا إذا نظرنا لها كهدف فإنه سيتحقق بمجرد توفر الموارد.

كما أنه من الضروري العمل على إثراء المناهج بإضافة علمية جديدة، ويمكن تحقيق ذلك من وجهة نظري من خلال إضافة مساقات تثري مهارات الطالب بالحوار، كمساق المناظرات. فعند حديثي عن المهارات لا أقصد فقط التصوير أو المونتاج أو التحرير بل أيضًا تنمية  قدرة الطالب على النقاش المنطقي المدعّم بالحجج والبراهين، فهو أعظم ما قد يمتلكه طالب الصحافة، أو إضافة مساقات تثري تجربة الطالب بانخراطه في مجتمعه، كمساق " تجارب اجتماعية" الغرض منها خوض الطالب لتجارب اجتماعية مختلفة كممارسة وظيفة معينة ورصد المواقف التي تعرض لها أثناء عمله، لكشف المشكلات أو التجاوزات التي يتعرض لها العامل في هذا المجال وتوثيق نتائجه لتعزيز صلة الطالب بواقعه وممارسته ولو بشكل بسيط دور السلطة الرابعة.

إذا حظي الأستاذ الجامعي بالحق في ممارسة حريته في البحث العلمي والنشر، واختيار المقاييس والخطط الدراسية وطرق التدريس الملائمة دون وجود قوانين تؤطر تجربته أوتسيّسها سيكون حتمًا قادرًا على التغيير.

 كما ينبغي التركيز على تخصيص مساقات وتدريبات تعزز معرفة الطالب بالحقوق والواجبات بشكل عملي ومبتكر على يد محامين وأساتذة متخصصين كي يصبح الطالب قادرا على رصد التجاوزات التي تحدث في المجتمع، وكي يمتلك نظرة الصحفي الناقد لأي ظلم يقع عليه أو في محيطه. ومع هذا كله لا بد من تقديم الدعم المادي من الجامعة لمشاريع الطلبة، مع توفير معدات جيدة، وأستوديوهات مؤهلة تتماشى مع احتياجات الطالب والتحول الرقمي في مجتمعاتنا.

وبالحديث عن الارتقاء بواقع تدريس الصحافة في العالم العربي ينبغي توحيد كلّ الجهود لخدمة هذا الهدف، بتشكيل لجان في كليات الإعلام تكون على اتصال مع سوق العمل تزكي الطلبة المتميزين وتتابعهم، و تعزز التعاون الدولي بين الجامعات والمؤسسات الإعلامية الضخمة لتوحيد الأهداف وتبادل الخبرات والعمل على الارتقاء بواقع تدريس الصحافة مع أهمية تنظيم سلسلة تدريبات لأساتذة ودكاترة الصحافة في كل بلد عربي بإشراف من مؤسسات التدريب لصقل مفاهيمهم ومهاراتهم في هذا التخصص، وكذلك للطلبة.

المزيد من المقالات

كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023