"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

 

يقول الصحفي والروائي البريطاني جورج أوريل:"من يتحّكم في الماضي، يتحكّم في المستقبل، ومن يتحكّم في الحاضر، يتحكّم في الماضي".

تشكّل معركة الرواية جزءا هامّا من معركة الرأي العام العالمي عن فلسطين في الحرب التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على غزة. ولكي نكون أكثر إنصافا للشهداء – وبتوظيف لغة القانون الدولي - علينا أن نكون أكثر دقّة في التوصيف، حيث إن الإبادة الجماعية المتعمّدة هي التوصيف الذي يمكن أن نعنون به هذه الحرب.

فالكيان الإسرائيلي، ومنذ ما قبل قيامه رسميّا من خلال احتلال فلسطين في عام 1948، أتقن صياغة الرواية التي تجيز له ليس فقط احتلال أرض عربية كفلسطين، بل أيضا شرعنة كلّ الجرائم التي ارتكبها وما يزال حتى اللحظة ضد الفلسطينيين.

في السنوات القليلة الماضية، دأب العلماء والمؤرّخون الإسرائيليون في إعادة تسليط الضوء في كتاباتهم على أهمية الرواية الإسرائيلية كسلاح لتثبيت قوّتهم وسلطتهم حول العالم بسبب ما رصدوه "من اهتمام عدد من الدول الغربية وتحديدا في الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا حول معرفة ماذا حصل في الماضي لليهود"(1) بدءا من الهولوكوست ووصولا إلى "حقّهم الموعود" كما يدّعون في أرض فلسطين أو "أرض الميعاد" كما يسمّونها.

وتعدّ الذاكرة الجماعية في الصهيونية حاجة مهمّة في فهم ودراسة ليس فقط التاريخ الإسرائيلي، بل أيضا المجتمع والسياسة على مرّ السنين؛ فبالنسبة إليهم يعتمد استشراف أو بناء المستقبل على كيفية صياغة الماضي المرتبط بمفاهيم متجذّرة في الذاكرة الجماعية الإسرائيلية مثل التضحية والبطولة.

ومن أجل استمرارية قوة وسلطة الرواية الإسرائيلية في العالم، يقوم الإسرائيليون بشكل دائم بإعادة بنائها وصياغتها داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه؛ فالقائمون على الصهيونية يعتبرون أنه "للحفاظ على سلطة روايتهم يجب عليهم إعادة بنائها وحفظها وإعادة إنتاجها باستمرار"(2) داخليا ومنها ينطلقون إلى الجبهة الخارجية لتثبيت شرعية جرائمه.

 

  دأب العلماء والمؤرّخون الإسرائيليون على تسليط الضوء بأهمية الرواية الإسرائيلية كسلاح لتثبيت قوّتهم وسلطتهم بسبب ما رصدوه "من اهتمام عدد من الدول الغربية وتحديدا في الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وبريطانيا وألمانيا حول معرفة ماذا حصل في الماضي لليهود.

وفي البحث عن تاريخ تطوّر الرواية الإسرائيلية وكيفية استغلالها لدى الرأي العام العالمي، يتوضّح هذا الربط اللافت بين الجبهتين الداخلية والخارجية، الأولى لصالح المسألة الوجودية الصهيونية وتثبيت "المواطنين الإسرائيليين في أرض الميعاد" والثانية لأجل الاستقطاب الخارجي العالمي السياسي والاقتصادي الاستعماريين. وعلى الرغم من قوة الرواية الإسرائيلية وسلطتها، إلا أن بعض المؤرخين الإسرائيليين بدؤوا منذ سنوات بالتحدث عن "بداية دخول الشكّ عند بعض فئات المجتمع، بعدما كانت مسألة وجودية غير قابلة للنقاش"(3).

 

بين المصير والتشكيك

تقوم الرواية والعقيدة الإسرائيليتين على الاعتقاد بأن "الله دعا المتطوّعين للخدمة في إسرائيل". وبالنسبة إليهم إسرائيل "هي دولة لا مثيل لها؛ أرض الكتاب المقدّس ومكان المعجزات والعجائب ومكان لما يعرف عند الإسرائيلي "بالكثافة الروحية"؛ إذ يشعر الإسرائيلي بحضور الله بشكل ملموس وحاضر"(4) بحيث يتطابق تسويق هذه العقيدة وتأطيرها لاستقطاب اليهود مع نظرية المؤرخ جوناثان سميث حول العلاقة بين الدين والمكان.

وتربط الرواية الإسرائيلية بين ما يعتبره الإسرائيليون "عظمة الأمة الإسرائيلية في القرون القديمة بدءا من النفي قبل ٢٠٠٠ سنة حيث عانى الناس وخسروا عظمتهم الوطنية وصولا إلى ما يعتبرونه عودتهم المجيدة إلى الأرض الأصلية والقديمة (ancient land)" (5). التضحية والبطولة شعاران عملت المؤسسات الصهيونية الدينية والسياسية والتعليمية والأكاديمية والإعلامية على إبرازهما كقضية شخصية لكلّ إسرائيلي من أجل ترسيخ هذه الرواية الدينية وما يعتبرونه الحقّ الإلهي في أرض فلسطين. ولعلّ أبرز الأمثلة على هذه المنهجية هو ما قالته مستوطنة إسرائيلية منذ أيام عن "أن الأرض الممتدة من نهر الأردن إلى الشرق الأوسط هي وعد الله للصهاينة"، وما قاله مستوطن آخر يهتف ضد الفلسطينيين في تجمّع للجنود الصهاينة : "وعد الله في أرض فلسطين".

هذان المثالان اللذان انتشرت مقاطعهما على وسائل التواصل الاجتماعي وفي القنوات الإعلامية هما نموذجان يتكرّران في كلّ حرب وفي كل خطاب سياسيّ لاستنهاض التطرف الإسرائيلي -مع أنه قائم أساسا- في الحروب وفي الانقسامات الداخلية.

    الذاكرة الجماعية في الصهيونية مهمّة لفهم ودراسة ليس فقط التاريخ الإسرائيلي، بل أيضا المجتمع والسياسة على مرّ السنين. فبالنسبة إليهم، يعتمد استشراف أو بناء المستقبل على كيفية صياغة الماضي المرتبط بمفاهيم متجذّرة في الذاكرة الجماعية الإسرائيلية مثل التضحية والبطولة.

ولعل الانقسامات الداخلية لم تنجم عن الصراع السياسي الذي بدأ بالظهور منذ العام 1977 وصولا إلى يومنا هذا، بل بدأت بذورها الفكرية بالظهور منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي مع بروز جيل جديد من المؤرخين وعلماء الاجتماع يشككون في الرواية الإسرائيلية الدينية ويربطونها بالمشروع السياسي الاستعماري الأوروبي وبالاستشراق (6). هذا الجيل شكّل مصدر قلق لجيل المؤرخين التقليديين القدامى الذين يشدّدون على ضرورة إعادة صياغة الرواية من منطلق وطنيّ لما يسمّونه "رفد الصراع للاستقلال والبقاء" (7).

 

الجبهة الخارجية: قوة تهتزّ لمصلحة فلسطين

يشكّل مصطلح "الصراع للبقاء" حجر الأساس الذي أتقن الإسرائيلي من خلاله صياغة روايته الإعلامية حول مظلوميته منذ المحرقة اليهودية؛ فعبر التاريخ، عرف الإسرائيليون كيف يصوّرون أنفسهم كضحايا أبديين لا يضاهيهم أحد في التاريخ الحديث في المظلومية وفي الخوف من فقدان الوجود والدور، وعرفوا كيف يستغلّون هذه الرواية التي تربط بين خرافة الوعد الإلهي وبين ما تعرّضوا له من تهجير واضطهاد حول العالم قبل احتلال فلسطين، وتسويقها في الخارج لاستغلال الرأي العام العالمي وتضليله. وعلى الرغم من نجاحه في الحصول على شرعية، إلا أن انتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي شكّل مصدر تهديد خارجيّ كان من شأنه أن يؤرق صورة المظلومية العالمية التي رسخت في الغرب؛ فمع انتشار أخبار المجازر ومع اندلاع الانتفاضة الأولى مرورا بقصّة محمد الدرّة التي تصدّرت الإعلام العالميّ وغيرها من الاعتداءات والجرائم، ومع انتشار الأصوات والكتابات العربية التي تقدّم الرواية الفلسطينية للنكبة في عام 1948 وبروز حرب المصطلحات لدى الرأي العام الغربي، كان لا بدّ للإسرائيلي من إدخال عناصر جديدة في روايته ومواجهة أي خلل محتمل ولو بنسبة ضئيلة وضمان صورة الضحية والمظلومية حتى في السياسة.

في هذا الإطار، تحضر من جديد الأهمية التي يوليها الاحتلال الإسرائيلي للرواية وللمعركة الإعلامية في الحفاظ على سيطرته وشرعية وجوده في العالم؛ فمنذ سبعينيات القرن الماضي، أنشأ الاحتلال منظمات عديدة تعمل على مراقبة الإعلام الغربي وتقييم شبكات علاقات مع الإعلاميين الغربيين لمواجهة أي بروباغندا إعلامية مضادة أو أي رأي لا يتوافق مع الرواية الإسرائيلية. على سبيل المثال، أدّت منظمة "أيباك" - التي كانت تتخصص في رصد الأخبار التي تنتقد إسرائيل - دورا في توقيف الصحفيَّين الأميركيين رولاند إيفانز وروبرت نوفاك عن الكتابة عن الشرق الأوسط لعدة سنوات.  أيضا، أنشئت "لجنة دقة تقارير الشرق الأوسط في أميركا" (CAMERA) في عام 1982 بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان،  ومهمتها التشهير بما يعتبرونه "أخبارا مضللة" عن إسرائيل(8).

 

أين الرواية الفلسطينية اليوم؟

في حرب الإبادة الجماعية الحالية ضد غزة، برز في الخطاب الإعلامي الغربي - الذي سقط كليّا في الانحياز والتضليل لصالح الاحتلال-، جانب ملفت في تبرئة الاحتلال الإسرائيلي وتسويق روايته الزائفة حول حقيقة ما يعانيه الشعب الفلسطيني من اضطهاد وتهجير وقتل لم يبدأ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بل منذ النكبة في عام1948؛ فحجم جرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين كان له وقعه في الشارع الغربي الذي ينتفض يوميّا للمرة الأولى في تاريخه نصرة للشعب الفلسطيني وللتنديد بجرائم الاحتلال.

لقد أدّت قنوات عربية -خاصة الجزيرة، وخاصة الإنجليزية- دورا كبيرا من أجل فضح انحياز الإعلام الغربي للرواية الإسرائيلية، وبالتالي استطاعت تنبيه الشارع الغربي لما يتعرّض له الشعب الفلسطيني في غزة، وللاعتداءات الإسرائيلية اليومية في الضفة وفي القدس. هكذا، ضُرب زيف الرواية الإسرائيلية الغربية حول المظلومية الإسرائيلية، وأعاد معه اهتمام الرأي العام العالمي بالقراءة والبحث عن حقيقة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين منذ 1948.

 في هذا الإطار، برز في الإعلام الغربي الموالي للإسرائيلي بعضُ الأصوات التي تروّج لجانب آخر للرواية الإسرائيلية حول النكبة، المتمثّل بإنكار مسؤولية الاحتلال عن عملية التهجير الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، والادعاء بأن القيادات الفلسطينية والدول العربية هي التي شجّعت الفلسطينيين على الهروب. اللافت أن هذه السردية صيغت منذ سنوات طويلة في الأبحاث الإسرائيلية والغربية الموالية لها؛ ففي استقراء سريع لبعض الأبحاث، نجد أن الرواية الإسرائيليّة - وعلى الرغم من الكمّ الهائل للكتب والوثائقيات والأبحاث والمقالات التي وثّقت النكبة - ما تزال تكتسب هيمنة أكبر من تلك العربية الفلسطينية بذريعة أن "العرب ضعفاء في صياغة روايتهم التي تعتمد على قصص الناجين من النكبة"(9) والتي هي - بنظر عدد لا بأس به من التيارات الغربية الفكرية - "منحازةٌ وغير رسمية، بينما يقدّم الإسرائيلي بنظرهم وثائق رسمية لروايته (10) وللمفارقة فإن هذه الوثائق تعود لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

 يشكّل مصطلح " الصراع للبقاء" حجر الأساس الذي أتقن الإسرائيلي من خلاله صياغة روايته الإعلامية حول مظلوميته منذ المحرقة اليهودية. فعبر التاريخ، عرف الإسرائيليون كيف يصوّرون أنفسهم كضحايا أبديين لا يضاهيهم أحد في التاريخ الحديث في المظلومية وفي الخوف من فقدان الوجود والدور.

لا يهدف هذا المقال إلى الغوص في الرواية الإسرائيلية حول خرافة أرض الميعاد وسياقها السياسيّ لدور إسرائيل كقوة استعمارية غربية في المنطقة العربية، لكنه يهدف إلى تسليط الضوء على الأهمية التي يوليها الاحتلال للمعركة الإعلامية ليس فقط لتضليل الرأي العام الغربي ليستدرّ تعاطفه، بل أيضا لفرض القوة والسيطرة.

كما يهدف إلى فتح النقاش حول أهمية المعركة الإعلامية وضرورة تدعيم الرواية الفلسطينية بطريقة ممنهجة وغير انفعالية، وتكثيف نشرها في الرأي العام العالمي الذي بات يشكّك ليس فقط في الادعاءات الإسرائيلية حول الحرب في غزة، بل في طبيعية "الدولة الإسرائيلية كقوة استعمارية" وهو ما عبّر عنه الصحفيّ الأميركيّ توماس فريدمان في تحذيره من "التهديد الإعلامي والوجودي الذي تعاني منه إسرائيل" بفضل تقدّم رواية أصحاب القضية نتيجة جرائم الاحتلال.

فهل سننجح في هذه الحرب في فرض روايتنا في الحاضر، لإعادة تصحيح الماضي والتمكن من صياغة المستقبل كما كتب جورج أوريل؟

 

المراجع

(1) Feige, M. (2002). “Introduction: Rethinking Israeli Memory and Identity”, Israel Studies, Summer, 2002, Vol. 7, No. 2, Memory and Identity in Israel: NewDirections (Summer, 2002), pp. v-xiv.
(2) Benziman, Y. (2011). “More Real Than Reality: Israeli Cultural Texts of the 1980s and the Israeli-Arab Conflict”, Israel Studies Review, Summer 2011, Vol. 26, No. 1 (Summer 2011), pp. 88-106.
(3) Nets-Zehngut, R. (2011). “Palestinian Autobiographical Memory Regarding the 1948 Palestinian Exodus”, Political Psychology, April 2011, Vol. 32, No. 2 (April 2011), pp. 271-295.
(4) Enberg, A. Walking on the Pages of the Word of God: Self, Land, and Text Among Evangelical Volunteers in Jerusalem, Brill.
(5)               المصدر نفسه
(6) Caplan, N. (2012). “Victimhood in Israeli and Palestinian National Narratives”, The Middle East Book Review, Vol. 3, No. 1 (2012), pp. 1-19.
(7)               المصدر رقم ١
(8) Gerstenfel, M.& Green, B. (2004). “Watching the Pro-Israeli Media Watchers”, Jewish Political Studies Review, Fall 2004, Vol. 16, No. 3/4, "Emerging Anti-Semitic Themes" (Fall 2004), pp. 33-58
(9) Daoudi, M.& Barakat, Z. (2013). “Israelis and Palestinians: Contested Narratives”, Israel Studies, Vol. 18, No. 2, Shared Narratives—A Palestinian-Israeli Dialogue.
(10)           المصدر نفسه

 

المزيد من المقالات

تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023