تعزّز الوعي بحريات الصحافة في موريتانيا (وسائل التواصل)

كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

حمل فجر الثالث من مايو/أيار 2024 مفاجأة لكل الموريتانيين وربما للعرب والمعنيين بشأن الصحافة وحرياتها عالمياً. فقد قفزت موريتانيا دفعة واحدة إلى صدارة العالمين العربي والإفريقي على مؤشر حرية الصحافة، والتي تصدره سنويا منظمة "مراسلون بلا حدود"، بمناسبة اليوم العالمي للصحافة.

لقد احتلت موريتانيا الرتبة 33 على سلم هذا المؤشر من بين 180 دولة حول العالم، محقّقةً تقدماً بـ53 نقطة دفعة واحدة، حيث كانت في الرتبة 86 في التقرير الصادر العام الماضي.

وقد نالت موريتانيا هذه الرتبة رغم أن التقرير نوّه إلى أن الصحفيين الموريتانيين ما يزالون "يعيشون هشاشة كبيرة" وأنهم ينشطون "في ظل وضع اقتصادي هش"، وأنّ الصحفيين هناك يتعرضون "لضغوط كبيرة من السلطة السياسية". إلا أنها مع ذلك أشارت إلى أنهم يعملون "في بيئة أقل قمعا.. منذ إلغاء تجريم المخالفات الصحفية عام 2011".

نوّه التقرير إلى أن الصحفيين الموريتانيين ما يزالون "يعيشون هشاشة كبيرة" وأنهم ينشطون "في ظل وضع اقتصادي هش"، وأنّ الصحفيين هناك يتعرضون "لضغوط كبيرة من السلطة السياسية". إلا أنها مع ذلك أشارت إلى أنهم يعملون "في بيئة أقل قمعا.. منذ إلغاء تجريم المخالفات الصحفية عام 2011".

كما نبه التقرير إلى أن "الإطار القانوني ما زال يحتوي على العديد من القيود التي تعيق ممارسة الصحافة"، فذكر بشكل خاص بالقانون المعروف بـ"قانون الرموز"، مؤكدا أنه "قد يشكل عائقا أمام الصحفيين، بسبب بعض مواده التي قد يتم تأويلها لقمع الصحفيين في حالة حديثهم عن بعض المواضيع والشخصيات".

وهنا يبرز السؤال حول سر هذا "الاستثناء" الموريتاني؟ وما العوامل التي تقف وراء التقدم الكبير على مؤشر حرية الصحافة؟

يمكن إرجاع هذا التقدم إلى جملة من العوامل، منها المحلي الذي يرتبط بالتجربة الإعلامية الموريتانية، وصيرورتها، وتطوّر السياق الذي يعمل به الصحفيون. ونذكر من هذه العوامل ما يلي:

صحافة طليقة: فالصحافة الموريتانية خلال السنة المنصرمة كانت صحافة طليقة، فلم يسجل خلال هذه الفترة سَجن أي صحفي، خلافا لما عليه الواقع في العديد من البلدان العربية والإفريقية، وغيرها من دول العالم، وإن كان هذا لا ينفي تعرض صحفيين للتوقيف المؤقت، أو الاستدعاء والمساءلة أمام الأمن، أو المضايقة خلال التغطية.

لقد حققت الصحافة الموريتانية هذا المكسب، أي إلغاء الحبس في قضايا النشر منذ العام 2011، وذلك ضمن مسار نضالي طويل، بدأ منذ عقود، وعرف محطات فارقة، كطفرة الصحافة الورقية مع بداية التعددية في البلاد (1990 – 1991)، ومرحلة تحرير الفضاء السمعي البصري (2006). فيما كانت مرحلة الإعلام لإلكتروني ثالث هذه المراحل، والتي بدأت بالمواقع الإلكترونية، ووصلت الآن مرحلة منصات التواصل الاجتماعي.

إعلام إلكتروني بالأساس: ساهم في تحقيق هذا المكسب اعتماد الصحافة الموريتانية على الإعلام الإلكتروني، والتراجع الكبير – حد الاقتراب من الغياب – للصحافة الورقية، وهذا ما رفع سقف الحرية، وحد كثيرا من التدخلات المباشرة والعقوبات التي تعقبها وتطال الصحف وأصناف المطبوعات الإعلامية، فتنجح في مضايقتها والحد من وصولها للجمهور، وهذا ما نجح الإعلام الرقمي بالتخفّف منه وتجاوزه في كثير من الأحيان.

تراكم التجربة الديمقراطية: كما أن من هذه العوامل تراكم التجربة الديمقراطية في البلاد. فرغم النكسات التي عرفتها، من خلال الانقلابات العسكرية (2005 – و2008)، والاختلالات التي ترد في حقها، إلا أنها في النهاية ساهمت في تعزيز الثقافة والقيم الديمقراطية الحديثة، وبالتالي في التجربة الصحفية والوعي بأهمّيتها وحق المواطنين في أي مجتمع مدني بها. كما استفادت الصحافة أيضاً من أخطائها، وراكمت إيجابياتها، وعززت من مكاسبها القانونية.

إطلاق مسار لإصلاح الصحافة: فقد شكل الرئيس محمد ولد الغزواني في يوليو/حزيران عام 2020 لجنة عليا كلفها بتقديم تصور لإصلاح الصحافة، وذلك بعد أقل من سنة من تسلمه السلطة في البلاد.

وقد أعدت هذه اللجنة التي ترأسها الوزير والدبلوماسي السابق محمد محمود ولد ودادي، تقريرا سلمته للرئيس فبراير/شباط 2021، وتضمن تشخيصا شاملا لواقع الإعلام في البلاد، إضافة إلى ـ64 مقترحا لحل أزمته. وقد غطت المقترحات محاور متعددة، في مقدمتها اعتماد سياسة وطنية للإعلام، وإعادة هيكلة جهة الإشراف على القطاع بالعودة لوزارة الاتصال، وإنشاء مجلس أعلى للصحافة، ومراجعة كل القوانين الناظمة للإعلام في البلاد، وجمعها في مدونة واحدة منقحة ومحيّنة، وإصدار قانون حول حق النفاذ إلى المعلومات يعزز الحريات ويكمل الترسانة القانونية التي من شأنها أن تحمي هذه المكتسبات.

ومع أن عددا معتبرا من مقترحات وتوصيات هذه اللجنة ما تزال طي الأدراج ولم تأخذ طريقها إلى التنفيذ، فإن إنجاز التصور، والمصادقة على بعض النصوص القانونية يعد من العوامل التي ساهمت في تحقيق التقدم.

كما أسهم في التقدّم الذي أحرزته موريتانيا على صعيد حريّات الصحافة والصحفيين مؤثرات إقليمية ودولية لا بدّ من الإشارة إليها. لقد استفادت البلاد من تقهقر دول أخرى على هذا الصعيد، ونجت حتى الآن من التأثّر سلباً بالاتجاه السائد من تراجع كبير تعيشه الصحافة والصحفيون في العالم، وخصوصا في المحيطين العربي والإفريقي. وهو ما جعل هذه الدول بين المتقهقر في الترتيب، أو المتقدم تقدما طفيفا؛ فمالي والجزائر وبوركينا فاسو والنيجر، والعراق، ولبنان، والإمارات، ومصر، وعدة دول أخرى تراجعت على هذا المؤشر بشكل متفاوت. أما تونس، والسنغال، والمغرب وليبيا ودول أخرى فقد تقدمت تقدماً محدوداً. وضمن هذا السياق، بدا التقدّم الذي حققته موريتانيا لافتاً بشكل مضاعف.

"قفزة نوعية" أم "تناقض بيِّن"

تباين تقييم التصنيف بين الجهات الرسمية، والإعلاميين والقانونيين. فقد رأت فيه وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان "قفزة نوعية وشهادة بارزة وتثمينا للجهود الجبارة التي بذلتها الحكومة.. لتمهين الحقل الصحفي وتمكينه من ممارسة عمله في جو تطبعه الحرية والاحترافية".

ومضت الوزارة في الاحتفاء بالتقرير، مؤكدة أنه "لم يأت من فراغ، بل كان انعكاسا لجملة من الإصلاحات القانونية والمؤسسية بدأت بتشكيل لجنة وطنية مكلفة بإصلاح قطاع الإعلام شخصت في تقريرها أهم الاختلالات التي تعيق العمل الصحفي، ليتم بعد ذلك سن القوانين المنظمة للقطاع".

وأكدت الوزارة في بيان أصدرته بالمناسبة أن "هذا التصنيف لم يأت من فراغ، بل كان انعكاسا لجملة من الإصلاحات القانونية والمؤسسية بدأت بتشكيل لجنة وطنية مكلفة بإصلاح قطاع الإعلام شخصت في تقريرها أهم الاختلالات التي تعيق العمل الصحفي، ليتم بعد ذلك سن القوانين المنظمة للقطاع".

أما الكاتب الصحفي والعضو السابق في السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية "الهابا" أحمد سالم سيدي عبد الله فرأى في تصريح خاص أن تقرير مراسلون بلا حدود "حمل تناقضا بينا، يكشف عن الحالة الموريتانية الاستثنائية في هذا الجانب".

وأضاف أنه "من غير المنطقي أن تتصدر منظومة "هشة" مهما كانت طبيعتها أي مشهد؛ فالهشاشة عائق وتصنيف سيئ، يحرم الصحفيين من المحافظة على مهنيتهم، ويجعلهم عرضة للاستغلال، من طرف الجميع، فلا حرية بدون استقلال مادي، وبنية مؤسسية قوية".

ولفت إلى أن هذا التصدر جاء مقروناً بإقرار المنظمة بواقع "الهشاشة" الذي تعيشه الصحافة الموريتانية، "وهو تعبير شبه دقيق عن مستوى الترهل الذي تعيشه المؤسسات الإعلامية في موريتانيا، وانعكاس ذلك على واقع الصحفي الموريتاني".

فيما ذهب الخبير القانوني والمحامي محمد المامي مولاي اعل إلى القول إن تقدم موريتانيا في تصنيف حرية الصحافة يقوم على أساس معايير تأخذ في الحسبان عدد الصحفيين المحبوسين بسبب جرائم النشر، وهو تقدم لافت ومبشر.

وأضاف ولد مولاي اعل في تصريح خاص أنه رغم إلغاء عقوبة حبس الصحفيين في جرائم النشر منذ سنة 2011 بموجب تعديل قانون حرية الصحافة، فإن طبيعة القوانين الموريتانية الحاكمة للمجال تجعل من الممكن حبس صحفيين على جرائم نشر تحت غطاء تكييف مغاير، بحيث لا تظهر كحالات حبس عن جرائم النشر.

وأكد ولد مولاي اعل أن نصوصاً جديدة صدرت خلال السنوات الأخيرة عاقبت جرائم النشر بعقوبات حبسية، وأصبحت هي المعتمدة في تكييف وقائع النشر، كالقانون المتعلق بالجريمة السيبرانية، الذي نص في مادته الثانية على انطباقه على الجرائم المرتبطة باستخدام (تقنيات الإعلام والاتصال) مستثنياً منها البث الإذاعي والتلفزي فقط، وكذلك القانون المتعلق بمكافحة التلاعب بالمعلومات، وقانون حماية الرموز الذي نص على أنه يهدف لتجريم ومعاقبة الجرائم المرتكبة باستخدام (تقنيات الإعلام والاتصال الرقمي ومنصات التواصل).

 

تاريخ من التأرجح

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات. ولئن كان في طبيعة الأنظمة التي تعاقبت على حكم البلاد ما يفسر بعض هذه التصنيفات، فإن بعضها الآخر ظل مثار جدل وتساؤل لدى الرأي العام الموريتاني، وفي صفوف الإعلاميين بشكل خاص.

وإجمالا، انتقلت موريتانيا من الرتبة 138 عالميا خلال العام 2004، وغطى التقرير حينها 167 دولة، إلى الرتبة 33 عالميا العام الجاري (2024)، والذي يغطي التقرير فيه 180 دولة.

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات

وكانت أفضل رتبة حققتها موريتانيا خلال العقدين الأخيرين، هي الرتبة 48 في العام 2016، تليها الرتبة 50 في العام 2007. لكن اللافت أن البلاد كانت تنتكس بعد كل تقدم، وتخسر رصيدها بتسارع كبير أحياناً. ففي العام 2008 خسرت البلاد 55 نقطة دفعة واحدة، لتنتقل من الرتبة 50 إلى 105 عالمياً، وغطى التقرير حينها 173 دولة. وقد صنفت موريتانيا في العام 2017 في الرتبة 55، ثم تراجعت بشكل مطرد حتى وصلت إلى الرتبة 97 في العام 2022. 

ويبقى التحدي الأبرز الآن: هل تحافظ موريتانيا على رتبتها المتقدمة وتعزز من تجربتها، أم تعاود سيرتها الأولى بالتقهقر مجددا بوتيرة مشابهة لوتيرة صعودها وربما أسرع؟

 

المزيد من المقالات

تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023