حظر الإنترنت كوسيلة للتضليل الإعلامي.. العالم العربي نموذجًا

حظر الإنترنت كوسيلة للتضليل الإعلامي.. العالم العربي نموذجًا

حتى وقت قريب، كان الحديث عن زر الإيقاف الشامل للإنترنت (Internet Kill Switch) أمرا شبه مستحيل، نظرا لصعوبة تطبيق الفكرة على الأرض. لكن تجارب بعض الدول العربية أظهرت سهولة المسألة، فقد عمدت كثير منها إلى قطع خدمة الإنترنت كلما تعالت أصوات شعوبها الغاضبة. فهي من جهة، تفعل ذلك بغية إجهاض الثورات وإخماد عزيمة المحتجين وإضعاف قدراتهم التنظيمية، ومن جهة أخرى، تمارس سياسة التعتيم الإعلامي من أجل إبقاء الأحداث الجارية طي الكتمان، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالاستبداد السياسي وانتهاكات حقوق الإنسان من قمع للمتظاهرين وأعمال التعذيب والاختفاء القسري وغيرها. 

تتأرجح استراتيجيات الدول الحريصة على مداراة ممارساتها، بين منع الولوج التام للإنترنت والرقابة الصارمة عليه، حيث تنطوي الاستراتيجية الثانية على حجب المواقع الإخبارية والمدونات وشبكات التواصل الاجتماعي، التي من شأنها إيصال الوجه الآخر للحقيقة إلى الرأي العام الدولي.

 

في السودان

يحيلنا هذا إلى قصة "المذبحة" التي حدثت مؤخرا في السودان، حين فض المجلس العسكري بعنفٍ اعتصام الناشطين عند مقر الجيش وسط الخرطوم يوم 3 يونيو/حزيران الماضي، تلا ذلك قطع شامل لخدمة الإنترنت بحجة تهديد الأمن القومي.

ارتفعت الأصوات المنددة بالقطع، من بينها صوت المحامي عبد العظيم حسن الذي رفع دعوى ضد "زين"، الشركة المشغلة لخدمات الاتصالات، وهي المزود الرسمي للإنترنت في السودان. العجيب في القصة فوزه الأحادي بالدعوى يوم 23 يونيو/حزيران، أي أنه سيستفيد بشكل فردي من خدمة الإنترنت، بينما سيظل عموم الشعب السوداني محروما من حق الدخول إلى الشبكة العنكبوتية بشكل عادي، في حين يستوجب تجاوز الحظر اتباع خطوات تقنية معقّدة تستلزم إلماما متقدما بنظم المعلومات والاتصال.

جاء قرار محكمة الخرطوم الجزئية بناء على عريضة تقدم بها المحامي حسن نيابة عن المتضررين. ويُلزم القرار شركة "زين السودان" بإعادة خدمات الإنترنت. لكن ممثل الشركة حسن سعيد قال أمام المحكمة ردا على الطلب الذي تضمنته الدعوى، إن الشركة تلقّت أمرا شفهيا من "سلطات عليا" بقطع الإنترنت.

المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشال باشليه دعت بدورها الحكومة العسكرية في السودان إلى إنهاء إغلاق الإنترنت خلال كلمتها الافتتاحية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، وصدر تصريح مماثل عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية يعتبر استمرار قطع الإنترنت في السودان انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان.

في السياق نفسه، قدّر موقع البنك الدولي خسائر السودان من إيقاف خدمات الإنترنت بنحو 45 مليون دولار في اليوم الواحد، بينما تحدث خبراء عن خسائر اقتصادية إجمالية تتجاوز المليار دولار، إضافة إلى الإضرار بعمليات الإغاثة الإنسانية.

الآثار السلبية لحظر الإنترنت طالت قطاع الصحافة والإعلام أيضا، إذ أضحى التأخير السمة البارزة في عملية التحرير وإخراج الصحف التي تعتمد على الشبكة المعلوماتية بشكل مباشر، وأصبح المراسلون وكتاب المقالات مجبرين على إيصال المواد إلى مقرات العمل بأنفسهم.

 

رئيس تحرير "صحيفة التيار" السودانية عثمان ميرغني تناول مشكلة كبيرة تتمثل في انقطاع التواصل الإلكتروني بين الجرائد والمطابع، مما يضطر المنابر الورقية إلى تخزين النسخ المعدة للنشر في بطاقة ذاكرة وتسليمها إلى دار الطباعة يدويا، لتكون النتيجة تأخيرا كبيرا في الإصدار، يكبّد تلك المنابر خسائر جمّة.

 

أما شبكة الصحفيين السودانيين فقد أدانت -في بيان لها- استمرار المجلس العسكري في قطع خدمة الإنترنت، واستنكرت إقالة مدير التلفزيون الحكومي جمال مصطفى ومنع صحفيين من دخول مباني التلفزيون. كما حذرت من انهيار عدد من المؤسسات الصحفية، في ظل تهرب الناشرين، والمماطلة في صرف مستحقات الصحفيين.

 

وبهذا تستمر معاناة صحفيي السودان على المستوى الرقمي، وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة سبق لها حظر الولوج إلى تطبيقات تويتر، وفيسبوك، وواتساب بداية يناير/كانون الثاني 2019، إثر تصاعد موجة الاحتجاج الشعبي ضد الرئيس السابق عمر البشير.

 

في مصر 

غير بعيد عن السودان، توجد مصر صاحبة التاريخ الحافل في التضييق على الصحافة وحرية الولوج إلى المعلومة. ففي 27 يناير/كانون الثاني 2011 -ثالث أيام ثورة الغضب- حظرت حكومة حسني مبارك خدمة الإنترنت في كافة أرجاء البلاد، وأصدرت آنذاك شركة "فودافون مصر" بيانا تقول فيه إنها مجبرة على اتباع التشريع المصري الذي يمنح الحكومة حق اتخاذ قرار الحظر.

مزودات خدمة الإنترنت الأخرى "لينك إيجيبت" و"تليكوم إيجيبت" و"اتصالات" و"نور" حذت حذو "فودافون"، ورغم ذلك استطاع المتظاهرون المتمكنون معلوماتيا من إنشاء شبكات اتصال باستخدام المودمات القديمة (Dial-up modems)، مستفيدين من خطوط الهاتف التي ظلت تعمل.

وبالتعاون بين غوغل وتويتر، تمكن المصريون خلال فترة الحظر من إرسال تغريدات عبر خطوط الهاتف، وذلك بترك رسالة صوتية على أرقام خُصصت لهذا الغرض، مُوظّفين برنامج ذكاء صناعي يحوّل الصوت إلى كتابة (speech into text) تلقائيا. وقد استعمل النشطاء بالموازاة أجهزة الفاكس لإرسال الصور.

التصعيد الرقمي استمر في مصر بعد الانقلاب العسكري عام 2013، حيث عملت الحكومة على فرض شتى أنواع الرقابة على فضاء الإنترنت، وبذلت الجهد لشراء الوسائل المعلوماتية الكفيلة بذلك، في خرقٍ سافرٍ للحريات المدنية وخصوصية مستخدمي الشبكة. فعقب اختراق شركة تكنولوجيا المعلومات الإيطالية "هاكينغ تيم" صيف العام 2015، كشفت التسريبات ضلوع المخابرات المصرية في عقد صفقة تنوي بموجبها اقتناء تكنولوجيا للمراقبة الموجهة (Directed Surveillance)، تجمع بها معطيات شخصية حول أفراد معينين.    

منذ يناير/كانون الثاني 2016، حظر النظام المصري منصة "العربي الجديد"، مما أدى أضر العديد من المواقع التي تستعمل نفس شبكة توصيل المحتوى (CDN).

في ديسمبر/كانون الأول 2016، اكتشف المصريون حجب تطبيق التراسل الفوري الآمن "سيغنال" (Signal)، وقد سبق ذلك تعطيل وعرقلة بشكل ممنهج لبروتوكولات الحماية الخاصة بمواقع الويب، مثل (HTTPS) و(SSH)، وأشرفت على تنفيذ الخطة شركات الاتصال (TE DATA) التابعة لمزود الخدمة "إيجيبت تيلكوم"، "فودافون" و"نور" بإيعاز من النظام المصري. كما عملت تلك الشركات على دس برمجيات خبيثة للتجسس في متصفحات الإنترنت عبر النوافذ الإشهارية (Pop-up Ads)، كجزء من آليات التفتيش الدقيق للحُزم (Deep Packet Inspection).

سياسة الحظر استمرت لتطال 21 موقعا إخباريا عام 2017، من بينها موقع الجزيرة نت، وهافنغتون بوست عربي، ومدى مصر. وقد أعلنت وكالة أنباء الشرق الأوسط التابعة للنظام في بيان صدر يوم 24 مايو/أيار 2017، أن الحظر يهم منابر إعلامية "تدعم الإرهاب وتنشر الأكاذيب".

عدد المواقع المحظورة ارتفع بعد فترة وجيزة ليصل 62 موقعا على الأقل، أغلبها صحف مستقلة ومنابر معارضة للنظام أو منصات تدوين. وقد ضمت على سبيل الذكر يومية "ديلي صباح" التركية، ومنصة "ميديوم" (Medium) الأميركية للتدوين، وموقع "البديل" الإخباري المعارض.

حادثة حظر المواقع جاءت عقب غارات شنتها الشرطة المصرية على مقرات عدة صحف إلكترونية تقبع في القاهرة، من بينها مكتب موقع "البورصة" الإخباري، ومكتب جريدة "ديلي نيوز إيجيبت" الناطقة بالإنجليزية، التي تعرضت يوم 2 مايو/أيار 2017 لمصادرة المعدات التقنية واستجواب أطقمها حول تغطيتهم للشأن السياسي في البلاد.

الحكاية لم تتوقف هنا، فقد امتد الأمر ليشمل حملة اعتقالات واسعة في حق نشطاء إلكترونيين من صحفيين وفاعلين مدنيين ومدونين معارضين للنظام، كانت تتم بذرائع من قبيل "التحريض على العنف"، و"شتم الرئيس"، و"التحريض ضد السلطة"، و"ازدراء الأديان"، و"نشر الأخبار الزائفة". وقد راجت في أبريل/نيسان 2017 قصة محامي حقوق الإنسان محمد رمضان الذي حكم عليه بالسجن عشر سنوات والإقامة الجبرية بمنزله مع حظر استعمال الإنترنت لمدة خمس سنوات بعد خروجه، بسبب تهم تضمنت "إهانة الرئيس" و"استعمال الفيسبوك للتحريض على العنف".

نشطاء إلكترونيون كثر لقوا نفس مصير محمد رمضان في السنة نفسها، منهم عمر مصطفى، ومحمد ربيع عبد العزيز، وعبد العزيز محمود، وغيرهم الكثير.

الإنترنت في مصر اليوم ليست أفضل حالا، حيث صادق عبد الفتاح السيسي على إصدار قانون يجرّم ولوج المواقع المحجوبة ويهدد بسجن من يفعل ذلك. وفي أبريل/نيسان 2019، منعت السلطات الوصول إلى خدمة "بتلي" لاختصار الروابط، مما حطّم قرابة 37.5 مليار موقع ويب تستضيفه الخدمة. فضلا عن حظر مزودي خدمات الإنترنت لنحو 34 ألف عنوان إلكتروني (internet domains) من أجل وضع حد لحملة "باطل" الرافضة للتعديلات الدستورية التي اقترحتها الحكومة سعيا لإبقاء السيسي في السلطة لمدة 15 عاما أخرى.

 

تجارب دول عربية أخرى 

في تونس، مهد الربيع العربي، دأب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي قبل الثورة على محاولة إلجام قطاع الإعلام وإحكام قبضته عليه، من خلال زرع رؤساء تحرير ينشرون بروباغندا نظامه ويصطادون خصومه من أصحاب الكلمة الحرة.

ولعل أهم اسم في سجل تقويض حرية التعبير بتونس هو عبد الوهاب عبد الله المستشار السابق للرئيس، الذي هندس "مشروع التضليل الإعلامي" طوال 23 عاما، وأطلق عليه أهل القطاع لقب "قامع الصحفيين".

في 2016، وقّعت مجموعة من الإعلاميين ونشطاء المجتمع المدني عريضة تطالب بفضح ممارسات عبد الوهاب عبد الله ودوره في قمع حرية الصحافة وإخضاع الإعلام.

الجدير بالذكر أن نظام بن علي تبنى سياسة حجب الكثير من المواقع الإخبارية عبر الوكالة التونسية للإنترنت (Agence Tunisienne d'Internet)، حيث كان نشطاء التواصل والمدونون آنذاك يسخرون من تلك الرقابة الممنهجة وسمّوها "عمار 404".

من بين تلك المواقع، نذكر "الحوار نت"، وهو موقع إخباري انطلق رسميًّا يوم 11 أبريل/نيسان 2004 وحُجب في نفس اليوم. كما حُجب موقع "العربية نت" نهائيًا عام 2005. وطال الحجب موقع "تونس نيوز" وتعرض للقرصنة يوم 5 سبتمبر/كانون الأول 2007، وفُسخ أرشيفه كاملا، في خطوة أثارت مستخدمي الإنترنت والمدافعين عن حرية الرأي والتعبير.

المدونات أيضًا نالت نصيبها من الحجب والقرصنة في تونس، ولعل أهم ضحايا تلك الحقبة الرئيس السابق المنصف المرزوقي، حين اختفى موقعه الشخصي تماما من الإنترنت وأفرغت قاعدة بياناته التي كانت تحوي عشرات المقالات والحوارات والكتب العلمية.

أما في موريتانيا، فتم حظر الإنترنت 48 ساعة بعد انتخابات 22 يونيو/حزيران 2019 التي أعلنت فوز مرشح النظام محمد ولد الغزواني. وتزامن ذلك مع احتجاجات قوى المعارضة والتنديد بوقوع تزوير واسع في الانتخابات الرئاسية. الحظر استهدف منع الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان وجماعات المعارضة من التواصل بحرية وتبادل المعلومات.

ظاهرة حظر خدمة الإنترنت وممارسة الرقابة عليه وجدت لها مستقرا في عدة دول عربية أخرى، سواء تعلق الأمر بمنع شامل أو جزئي للولوج، وقد حدث ذلك في سوريا والجزائر والسعودية والبحرين والمغرب والعراق.

أمام هذا الوضع المثير للقلق، وموجات التهديد والتخويف التي يتعرضون لها، يجد عديد الصحفيين والمدونين العرب أنفسهم مضطرين لممارسة رقابة ذاتية على ما ينشرونه إلكترونيا، حتى في غياب وجود حظر إجرائي ملموس لخدمة الإنترنت، فهم يعرفون أن التعبير بحرية سيجر عليهم ويلات كبيرة، حيث توهمهم الأنظمة بوجود فضاء للتعبير الحر بغية استدراجهم إلى زاوية ضيقة يحاصرون فيها، كما حصل مع الصحفيين المغربيين رئيس تحرير جريدة "لكم" الإلكترونية علي أنوزلا، ومدير موقع "بديل" حميد المهداوي، وهو خلف القضبان إلى تاريخ كتابة هذا المقال.

 

 

المزيد من المقالات

كيف تتحرر الصحافة السورية من إرث الماضي؟

التركة التي خلفها نظام حزب البعث في سوريا مست كل هياكل الدولة في مقدمتها الصحافة التي كانت أداة مكينة في يد السلطة. سؤال الاستقلالية وبناء نموذج إعلامي في المرحلة الجديدة قائم على المساءلة، وينبغي أن يطرح بجرأة بحثية في هذا التوقيت الحساس.

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 20 مايو, 2025
عن أثر شيرين أبو عاقلة

قبل ثلاث سنوات من الآن، قتل الاحتلال الإسرائيلي الزميلة شيرين أبو عاقلة، صحفية قناة الجزيرة، لكن أثرها وثراء تجربتها المهنية والإنسانية جعل تأثيرها ممتدا في الزمن، يلاحق القتلة رغم أن العدالة ما تزال مفقودة.

حياة الحريري نشرت في: 11 مايو, 2025
الصحافة وسؤال المهنية في المراحل الانتقالية

هل تستطيع الصحافة أن تلعب دورًا فاعلًا في ترسيخ العدالة الانتقالية وسط هشاشة المؤسسات، وتضليل الروايات، وغياب التوافق المجتمعي؟ محمد زيدان، عضو هيئة تحرير مجلة الصحافة، يضيء على بعض التجارب الانتقالية وارتباطها بأدوار الصحافة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 9 مايو, 2025
هل تكفي شهادات الصحافة في العراق لدخول "سوق العمل"؟

المزيد من خريجي كليات الصحافة في العراق يعيشون البطالة، والمتهم الأول: المناهج الدراسية. تحاول هذه المقالة، بناء على رأي الفاعلين في عملية تدريس الصحافة سوق العمل، فهم الأسباب الحقيقية التي تجعل الفجوة تتسع بين الكلية والميدان.

حسن أكرم نشرت في: 6 مايو, 2025
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الانتخابات الأوروبية

ألغت المحكمة الدستورية في وقت سابق في رومانيا الانتخابات الرئاسية بسبب شبهات حول تأثير جهات أجنبية باستخدام منصات التواصل الاجتماعي. النقاش في أوروبا حول التدخل في الانتخابات وصل ذروته خاصة بعدما أعلن إيلون ماسك، مالك إكس، مساندته الصريحة لتيارات أقصى اليمين. هل أصبحت منصات التواصل الاجتماعي تهدد مستقبل الديمقراطية في العالم؟

عبد المجيد الفرجي نشرت في: 27 أبريل, 2025
في رواندا.. الإعلام شريكا في الإبادة وفي المصالحة

كان من النادر أن يحاكم صحفيون أمام قضاة المحكمة الجنائية الدولية بتهمة التحريض على الإبادة. في رواندا، ساهم الإعلام في تأجيج مشاعر الكراهية قبل أن يصبح فضاء للحوار والمصالحة في فترة ما بعد الانتقال رغم انتقادات واسعة لعدم استكمال مسار الانتقال. ما هي أسس هذا التحول؟ وكيف ساهمت الصحافة في تجاوز مرحلة حساسة من تاريخ البلد؟

جبرين أحمد عيسى نشرت في: 23 أبريل, 2025
"صحوة" الصحافة الإلكترونية في السودان وسؤال المهنية

أثر الصراع المسلح في السودان على الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة الورقية التي كانت إلى وقت قريب الأكثر تأثيرا. لجأ الصحفيون إلى إنشاء مواقع إلكترونية هربا من التعقيدات الإدارية والكلفة المادية المرتفعة، لكنها مغامرة لا تخلو من انتهاكات أخلاقية ومهنية تعزز في الكثير من الأحيان خطاب الكراهية.

أفراح تاج الختم نشرت في: 20 أبريل, 2025
"الانتقال الإعلامي" الموؤود في تونس

بشرت التجربة التونسية في الانتقال السياسي، بتحرير المجال الإعلامي من تركة الاستبداد السياسي المتوارثة من نظام بنعلي. في ظرف عشر سنوات فقط، وباستثناء تجارب قليلة، استحضرت أسس المرحلة الانتقالية، تحولت الكثير من وسائل الإعلام إلى واجهة للسلطة بينما غرق الإعلام الخاص فيما بات يسميه التونسيون بصحافة "بيع المستلزمات المنزلية".

عائشة غربي نشرت في: 9 أبريل, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 6 أبريل, 2025
الصحافة المستقلة في سوريا والبحث عن ولادة جديدة

هل ستحرر المرحلة الجديدة في سوريات مساحات لحرية التعبير للصحفيين المستقلين؟ وما هي الضمانات المهنية التي يمكن أن تساعدهم في ممارسة أدوار الرقابة والمساءلة؟ وإلى أي مدى تشكل وسائل التواصل الاجتماعي فضاء حرا لممارسة الصحافة بعيدا عن قيود وسائل الإعلام الحكومية أو الممولة؟

رؤى الزين نشرت في: 5 أبريل, 2025
الإعلام المساند للثورة في سوريا.. سياقات النشأة وإكراهات الاستدامة

كيف نشأ الإعلام السوري المساند للثورة؟ وماهي مراحل تطوره ومصادر تمويله الأساسية؟ وهل استطاع الانتقال من النضال السياسي إلى ممارسة المهنة بمبادئها المؤسسة؟

ميس حمد نشرت في: 3 أبريل, 2025
هل تحتاج ليبيا إلى إعلام حكومي؟

في ليبيا تزداد مخاوف الصحفيين وشريحة كبيرة من الرأي العام من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لـ "إصلاح" الإعلام الحكومي. وبين التوجس من أن تصبح مؤسسات الإعلام تابعة لهيكل الدولة والآمال في مسايرة تطور المجتمع يطرح السؤال الكبير: هل تحتاج ليبيا ما بعد الثورة إعلاما حكوميا؟

عماد المدولي نشرت في: 27 مارس, 2025
لماذا الجزيرة 360؟

ما دوافع إطلاق منصة الجزيرة 360؟ وما الذي يميزها عن باقي المنصات الأخرى أو التابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية؟ وما هي القيمة المضافة التي ستثري بها المحتوى العربي؟ وكيف استطاعت المنصة أن تصل إلى أكبر شريحة من الجمهور في وقت قصير؟

أفنان عوينات نشرت في: 6 مارس, 2025
شيرين أبو عاقلة.. الحضور والغياب

اغتال الاحتلال الإسرائيلي الصحفية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة كما اغتال مئات الصحفيين في غزة، لكنها لا تزال مؤثرة في المشهد الصحفي الفلسطيني والعالمي، ولا تزال تغطياتها الميدانية على مدار سنوات، تشكل درسا مهنيا للصحفيين، ووثيقة تدين الاحتلال إلى الأبد.

Linda Shalash
لندا شلش نشرت في: 23 فبراير, 2025
الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
قتل واستهداف الصحفيين.. لماذا تفلت إسرائيل من العقاب؟

لماذا تفلت إسرائيل من العقاب بعد قتلها أكثر من 200 صحفي؟ هل بسبب بطء مساطر وإجراءات المحاكم الدولية أم بسبب فشل العدالة في محاسبة الجناة؟ ألا يشجع هذا الإفلات على استهداف مزيد من الصحفيين وعائلاتهم ومقراتهم؟

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 16 فبراير, 2025
الصحفيون الفريلانسرز.. تجارب عربية في مواجهة "الحرس القديم"

في الأردن كما في لبنان ما يزال الصحفيون الفريلانسرز يبحثون عن الاعترافيْن النقابي والقانوني. جيل جديد من الصحفيين إما متحررين من رقابة مؤسسات وسائل الإعلام أو اضطرتهم الظروف للعمل كمستقلين يجدون أنفسهم في مواجهة "حرس قديم" يريد تأميم المهنة.

بديعة الصوان, عماد المدولي نشرت في: 12 فبراير, 2025
العنف الرقمي ضد الصحفيات في لبنان

تواجه الصحفيات اللبنانيات أشكالا مختلفة من العنف الرقمي يصل حد التحرش الجنسي والملاحقات القضائية و"المحاكمات الأخلاقية" على وسائل التواصل الاجتماعي. تحكي الزميلة فاطمة جوني قصص صحفيات وجدن أنفسهن مجردات من حماية المنظمات المهنية.

فاطمة جوني نشرت في: 9 فبراير, 2025
الصحافة والجنوب العالمي و"انتفاضة" مختار امبو

قبل أسابيع، توفي في العاصمة السنغالية داكار أحمد مختار امبو، الذي كان أول أفريقي أسود يتولى رئاسة منظمة دولية كبر

أحمد نظيف نشرت في: 3 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا يجب أن يحْذر الصحفيون من المصادر الإسرائيلية؟

دعاية وإشاعات وأخبار متضاربة رافقت المفاوضات العسيرة لصفقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، اعتمدت خلالها الكثير من المؤسسات الإعلامية العربية على المصادر العبرية لمتابعة فصولها. ما هو الفرق بين نقل الخبر والرأي والدعاية إلى الجمهور العربي؟ وكيف أثرت الترجمة "العشوائية" على الجمهور الفلسطيني؟ وما الحدود المهنية للنقل عن المصادر الإسرائيلية؟

Ahmad Al-Agha
أحمد الأغا نشرت في: 20 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025