في رواندا.. الإعلام شريكا في الإبادة وفي المصالحة

كانت الفترة بين عامي 1994 و2002 في رواندا مرحلة تحول عميق على كل المستويات؛ فبعد الخروج من الدمار الذي خلفته الإبادة الجماعية بحق التوتسي عام 1994، التي أودت بحياة ما يقدر بـ 800.000 شخص خلال 100 يوم فقط، واجهت رواندا مهمة جسيمة تتمثل في إعادة بناء مجتمعها واقتصادها وأنظمتها السياسية. خلال هذه الفترة الحرجة، أدى الإعلام دورا مزدوجا بوصفه أداة للتفرقة في أثناء الإبادة الجماعية وقبلها، ليصير، لاحقا، أداة قوية للتعافي والتوعية والتعليم والوحدة الوطنية.

تستعرض هذه المقالة تأثير الإعلام على تعافي رواندا من آثار الإبادة الجماعية لأقلية التوتسي، مع تسليط الضوء على المعطيات والفاعلين الذين شكلوا هذه الحقبة.

 

دور الإعلام في الإبادة الجماعية

قبل الخوض في فترة ما بعد الإبادة الجماعية، من الضروري الاعتراف بدور الإعلام السلبي في الفترة التي سبقت الإبادة وفي أثنائها. شكلت وسائل الإعلام مثل راديو وتلفزيون الألف تلة الحرة (RTLM) وصحف مثل  كانغورا، أدوات رئيسة لنشر خطاب الكراهية والدعاية، وقد اشتهرت الأولى خصوصا ببثها المحرض على العنف بحق التوتسي، وفقا للتقرير (1) الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية لرواندا (ICTR) عام 2003، إذ اتُّهمت بالمساهمة في تأجيج العنف. لقد وصل الأمر بمذيعي RTLM إلى إذاعة أسماء عائلات وعناوينها لإبادتهم.

وأدانت المحكمة الجنائية الدولية لاحقا شخصيات إعلامية رئيسة لدورها في الإبادة الجماعية، وهما: فرديناند ناهيمانا، المؤسس المشارك لـ RTLM، وحسن إنغيزي، محرر صحيفة  كانغورا (2)، بتهم الإبادة الجماعية والتحريض عليها والجرائم بحق الإنسانية، وأكدت إدانتهم على القوة التدميرية للإعلام عندما يُستخدم أداة للتفرقة ونشر الكراهية في المجتمع.

أدانت المحكمة الجنائية الدولية شخصيات إعلامية رئيسة لدورها في الإبادة الجماعية، وهم: فرديناند ناهيمانا، المؤسس المشارك لـ RTLM، وحسن إنغيزي، محرر صحيفة  كانغورا، بتهم الإبادة الجماعية والتحريض عليها والجرائم بحق الإنسانية، وأكدت إدانتهم على القوة التدميرية للإعلام عندما يُستخدم أداة للتفرقة ونشر الكراهية في المجتمع.

 

الصحافة بعد الإبادة

بعد الإبادة الجماعية، عاش المشهد الإعلامي في رواندا في حالة من الفوضى، وأدركت الحكومة، التي تقودها الجبهة الوطنية الرواندية (RPF) تحت قيادة الرئيس بول كاغامي، الحاجة إلى إعادة بناء الإعلام بوصفه أداة للمصالحة والتنمية. ومع ذلك، تميزت هذه الفترة بفرض قيود صارمة لمنع عودة خطاب الكراهية وخطاب التقسيم.

  في عام 1996، أنشأت الحكومة الرواندية المجلس الأعلى للصحافة للإشراف على عمليات الإعلام وضمان أخلاقيات الصحافة، وبحلول عام 2002 كانت الحكومة قد وضعت قوانين إعلامية أكثر صرامة، بما في ذلك قانون الإعلام لعام 2002، الذي يهدف إلى تعزيز الإبلاغ المسؤول والحد من المحتوى التحريضي.

كانت هذه الإجراءات مثيرة للجدل؛ إذ جادل النقاد بأنها تقيد حرية الصحافة، بينما أكد المؤيدون لها ضرورتها لمنع العودة إلى بيئة ما قبل الإبادة الجماعية ومنع تمرير خطابات الكراهية تحت ذريعة حرية التعبير.

 سيطرت الحكومة على وسائل الإعلام الرئيسة، بما في ذلك راديو وتلفزيون رواندا، واستخدمتها لتعزيز الوحدة الوطنية ونشر المعلومات عن جهود إعادة الإعمار. على سبيل المثال، أصبح راديو رواندا منصة لبث رسائل المصالحة والوحدة الوطنية عبر برامج ومسلسلات وبرامج توعوية مثل المسلسل الإذاعي الشهير "أورونانا" (تعني الحوار) الذي يتناول قضايا حساسة تتعلق بالإبادة الجماعية وتداعياتها. وجُسّد المسلسل بتوظيف شخصيات خيالية من خلفيات عرقية مختلفة تتصارع لنيل الغفران والمصالحة وإعادة بناء حياتها.

أصبح راديو رواندا منصة لبث رسائل المصالحة والوحدة الوطنية عبر برامج ومسلسلات وبرامج توعوية مثل المسلسل الإذاعي الشهير "أورونانا" (تعني الحوار) الذي يتناول قضايا حساسة تتعلق بالإبادة الجماعية وتداعياتها.

 ومن خلال تقديم هذه الموضوعات بطريقة جذابة وقابلة للتفاعل، يشجع "أورونانا" المستمعين على التفكير في تجاربهم الخاصة والنظر في وجهات نظر بديلة تحث على تقبل الآخرين والتعايش معهم. سعت مثل هذه التجارب إلى تكريس التعايش السلمي وتحقيق المصلحة الوطنية بين فرقاء الأمس وتثقيف المجتمع بشأن أهمية الوحدة والتعايش السلمي والاستفادة من تجارب الماضي ومنع تكرارها في المستقبل.

كذلك شملت المبادرات الإعلامية في أثناء مرحلة الانتقال:

البرامج التعليمية والتوعوية

 استُخدمت البرامج الإذاعية والتلفزيونية في نشر الجلسات والندوات والبرامج التعليمية التي تنظمها جهات مختلفة، مثل نقل فعاليات اجتماعات لجنة الوحدة والمصالحة الوطنية (NURC)، وكذلك برنامج إنغاندو المقام في معسكرات التضامن المحلية بما فيها المدارس والجامعات والمعاهد التعليمية. ولعل الغاية الأساسية كانت تعزيز الوطنية ومحاربة أيديولوجية الإبادة الجماعية، وتثقيف المجتمع وتوعيته بشأن مخاطر التفرقة العرقية وأهمية التعايش السلمي بين أفراد المجتمع.  كذلك قدمت الدراما الإذاعية الشهيرة موسيكوييا (الفجر الجديد) التي أطلقت في عام 2004 بتخطيط خلال الفترة الانتقالية، موضوعات عن حل النزاعات والمصالحة، ووصلت إلى ملايين المستمعين.

 

 

تعزيز محاكم الجاكاكا  التقليدية 

اعتمدت محاكم الجاكاكا (3) (وهي محاكم تقليدية محلية يلجأ إليها الأفراد في المجتمع لحل قضاياهم قبل وصول الاستعمار والمحاكم الحديثة، وقد نظرت في أكثر من 1.2 مليون قضية إبادة جماعية بين عامي 2001 و2012) بصورة كبيرة على التغطية الإعلامية لإعلام الجمهور بإجراءاتها ومداولاتها، وساعد البث الإذاعي والتقارير الصحفية في توضيح العملية وتشجيع المشاركة ونشر الحقائق والفظائع التي ارتُكِبت خلال الابادة الجماعية بحق أقلية التوتسي.

 

تسليط الضوء على قصص النجاح

سلطت وسائل الإعلام الضوء على قصص الناجين والجناة المتصالحين، ما منح الأمل والإلهام لشعب تعرض لصدمات شديدة، ومثلت هذه الروايات أداة أساسية لتعزيز رؤية الحكومة لرواندا موحدة ومتصالحة.    

ومن القصص البارزة التي تسلط الضوء على دور الصحافة خلال الفترة الانتقالية، ما حدث مع موغابو وتيشيميري، وهما طفلان في السابعة من العمر، فرّا مع 40 ألف شخص آخر من بطش ميليشيات الهوتو المتطرفة إلى مخيم للاجئين على الحدود الرواندية الكونغولية. بعد سنوات من المعاناة والتنقل بين المخيمات في الكونغو الديمقراطية، أسهم بث برنامج إذاعي على "بي بي سي" (4) بالتعاون مع الصليب الأحمر في لم شملهما بعائلتهما وعودتهما إلى وطنهما.
 

يُبرِز كالفن موتسينزي، خبير الاتصال الرواندي، في تصريح لمجلة الصحافة، الدور المحوري الذي أدّاه الإعلام بامتياز في المرحلة الانتقالية في رواندا، موضحا أن "الإعلام كان أداة قوية في عملية تعافي البلاد من آثار المذبحة التي تعرضت لها أقلية التوتسي".
ويعتقد كالفن أن وسائل الإعلام أصبحت منبرا لتبادل القصص المؤلمة للناجين والجناة السابقين، ما فتح الباب أمام الحوار والتفاهم المتبادل. و"ساعدت هذه الجهود ببطء، ولكن بثبات، على تحطيم جدران انعدام الثقة والانقسام التي بدت في يوم من الأيام مستعصية على الحل".

 

الفاعلون السياسيون ووسائل الإعلام

لفهم كيف تشكل المشهد الإعلامي والتوعوي للفترة الانتقالية، لا بد من تسليط الضوء على الشخصيات البارزة التي كان لها دور محوري في إحداث التغيير في هذه الفترة المهمة في تاريخ رواندا الحديث في علاقتها بوسائل الإعلام.

بوصفه زعيما للجبهة الوطنية الرواندية، ولاحقا رئيسا لرواندا، كان بول كاغامي شخصية مركزية في إعادة الإعمار والوحدة والتماسك المجتمعي خلال الفترة الانتقالية، بعد الإبادة الجماعية. وقد وضعت حكومته إصلاح الإعلام أولوية في جزء من إستراتيجيتها الأوسع لإعادة بناء الأمة ووحدة المجتمع وتجاوز مرحلة الإبادة الجماعية؛ ففي فترة توليه الحكم تُوّج بتأسيسه المجلس الأعلى للإعلام.

 ومن الشخصيات الرئيسة التي لها دور مهم في مستقبل الإعلام في رواندا، السياسي جوزيف سيبارينزي. وبوصفه ناجيا من الإبادة الجماعية ورئيسا سابقا للبرلمان الرواندي، دعا إلى حرية الإعلام مع تأكيد أهمية الصحافة المسؤولة في تعزيز المصالحة.

أدى جان بوسكو غاساسيرا، وهو صحفي بارز ومؤسس صحيفة "أوموسيسو" المستقلة، دورا مهما في تطور الإعلام في رواندا في الفترة الانتقالية؛ فقد مثل صورة الصحافة المستقلة والتحديات التي واجهتها في بيئة خاضعة لتنظيم صارم، وغالبا ما أدى عمله إلى تصادم مع الحكومة يختصر التوتر بين حرية الصحافة والرقابة الحكومية لضبط الإعلام وتنظيمه.

كذلك أدى جان بوسكو غاساسيرا، وهو صحفي بارز ومؤسس صحيفة "أوموسيسو" المستقلة، دورا مهما في تطور الإعلام في رواندا في الفترة الانتقالية؛ فقد مثل صورة الصحافة المستقلة والتحديات التي واجهتها في بيئة خاضعة لتنظيم صارم، وغالبا ما أدى عمله إلى تصادم مع الحكومة يختصر التوتر بين حرية الصحافة والرقابة الحكومية لضبط الإعلام وتنظيمه.

بين عامي 1994 و2002، تطور الإعلام في رواندا من أداة للتفرقة إلى قوة للوحدة والمصالحة، بينما تعرضت الرقابة الحكومية الصارمة على الإعلام لانتقادات من المنظمات الحقوقية الدولية ومراكز الإعلام المستقل، إلا أنها ضمنت أيضا عدم تكرار أخطاء الماضي تحت مسوغات مثل حرية الإعلام وحرية التعبير.

ومن خلال تعزيز التعليم والمساءلة والمصالحة، أدى الإعلام دورا حيويا في التعافي الملحوظ لرواندا. ومع استمرار البلاد في إعادة البناء، تظل دروس هذه الفترة شهادة على قوة الإعلام في قيادة المجتمعات للأفضل أو للأسوأ.

 

المراجع

 

  1.  الأمم المتحدة. "UN Tribunal Convicts 3 Rwandan Media Executives for Their Role in 1994 Genocide." أخبار الأمم المتحدة، 3 ديسمبر 2003. تم الوصول في 11 فبراير 2025. https://news.un.org/en/story/2003/12/87282.

  2. المحكمة الجنائية الدولية لرواندا. "Hassan Ngeze's Indictment Confirmed." بيان صحفي، 6 أكتوبر 1997. تم الوصول في 11 فبراير 2025. https://unictr.irmct.org/en/news/hassan-ngezes-indictment-confirmed.

  3. الأمم المتحدة. The Justice and Reconciliation Process in Rwanda. تم الوصول في 11 فبراير 2025. https://www.un.org/en/preventgenocide/rwanda/pdf/bgjustice.pdf.

  4.  "The Rwandan Radio Show Which Brought Children Back from the Dead." BBC News, 23 سبتمبر 2019. تم الوصول في 11 فبراير 2025. https://www.bbc.com/news/world-africa-48948073.

 

المزيد من المقالات

تدقيق المعلومات والذكاء الاصطناعي والشراكة "الحذرة"

هل ستساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مدققي المعلومات، أم ستضيف عليهم أعباء جديدة خاصة تلك التي تتعلق بالتحقق من السياقات؟ ما أبرز التقنيات التي يمكن الاستفادة منها؟ وإلى أي مدى يمكن أن يبقى الإشراف البشري ضروريا؟

خالد عطية نشرت في: 14 سبتمبر, 2025
نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025