البروباغندا بين الضمير المهني والأجندة المفروضة

في مسيرة العمل الصحفي يواجه العديد من الصحفيين لحظات فارقة؛ يدركون خلالها الطبيعة الحقيقية لدورهم في صناعة الأخبار. هل ينقلونها بصورتها الموضوعية أم ينجرون نحو تلوينها وتوجيهها بما يخدم أجندات معينة. لكن السؤال الجوهري الذي يجب طرحه: هل يدرك الصحفي أنه يمارس البروباغندا حين يكتب؟  أم أنه يتبناها دون وعي؟ وهل يمتلك حق الرفض حين يُطلب منه الانحياز؟ أم عليه أن يدفن "الضمير المهني" تحت سقف التوجيه التحريري وسياسات المؤسسة؟

في هذا العالم الإعلامي المعقد، لم يعد "الأخ الأكبر" يرتدي زيا عسكريا ولا يلوح بملصقاته الدعائية الكبيرة كما صوّرته رواية 1984 لجورج أورويل؛ بل أصبح حضوره أكثر "نعومة وخفاء"؛ إذ يتسلل إلى غرف التحرير عبر التمويل الموجه والتعليمات غير المعلنة، ذلك أن السيطرة ليست بحاجة إلى قمع مباشر كما في السابق، وباتت تمارس عبر ترتيب الحقائق وانتقاء الزوايا وإعادة صياغة العناوين بحيث تصنع نسخة مقبولة من "الحقيقة" تتوافق مع ما تريده المؤسسة، أو مع ما تسمح به السلطة.

 

بين "التوجيه" والضمير

هكذا وجد أحمد -الصحفي الذي يعمل في مؤسسة إعلامية عربية في الأردن- نفسه جزءا من هذا المشهد، بدأ عمله معتقدا أنه مجرد ناقل للأحداث، لكن بعد أحداث السابع من أكتوبر تغيّر كل شيء. أدرك أحمد أن بوصلة التغطية حادت عن الحقيقة لتتماهى مع مصالح المؤسسة وخطها السياسي. 

يقول أحمد: "في البداية كنت أحرر الأخبار رغم أنني غير مقتنع بالمادة، لكن بعد فترة أدركت أن كل مادة تمر بمراجعة دقيقة تختلف حسب موقفها من القضية الفلسطينية.  كانت هناك ضغوط واضحة علينا لتغيير صياغة الأخبار، وهذا الصراع بين ضميري المهني وواقع العمل جعلني أتساءل: هل أنا مجرد ناقل للحقائق أم مجرد بوق ينفذ ما يملى عليه؟"
 

 يتسلل "الأخ الأكبر" إلى غرف التحرير عبر التمويل الموجه والتعليمات غير المعلنة، ذلك أن السيطرة ليست بحاجة إلى قمع مباشر كما في السابق، وباتت تمارس عبر ترتيب الحقائق وانتقاء الزوايا وإعادة صياغة العناوين بحيث تصنع نسخة مقبولة من "الحقيقة" تتوافق مع ما تريده المؤسسة، أو مع ما تسمح به السلطة.

تمثل تجربة منار (اسم مستعار) مواجهة جريئة مع هذه الصناعة الإعلامية؛ حيث طلب منها مدير التحرير تعديل تقريرها الصحفي ليخدم توجهًا معينًا يتعارض مع مضمون القصة الأصلية ويسيء لصورة بلدها أمام الرأي العام، لكنَّ منار رفضت الانصياع لتوجيهاته، وبعد ثلاثة أشهر تمكنت من نشره كما كتبته دون تغيير.

يرى أستاذ الإعلام والاتصال في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة، صدام المشاقبة، أن وعي الصحفي بممارسته للبروباغندا يعتمد على خلفيته الثقافية والمهنية موضحاً أن الصحفيين المتمرسين غالباً ما يمتلكون القدرة على التمييز بين العمل الإعلامي المهني والدعاية السياسية الموجهة، كما يكونون على وعي بالأيديولوجيا السياسية التي تتبناها المؤسسة التي يعملون فيها "ولهذا يختار العديد منهم الانضمام إلى مؤسسات إعلامية تتوافق مع قناعاتهم الفكرية والسياسية". أما علي شمس الزينات، أستاذ الصحافة والإعلام الرقمي في جامعة اليرموك فيعتقد أن الصحفي صاحب الضمير المهني الواعي يصعب جداً أن يتحول إلى بوق دعائي، إلا إذا كان منطلقاً من قناعته الشخصية ويتوافق مع فكره واهتماماته، أما استغلال الصحفيين الآخرين غالبا ما يتم بموافقتهم الصريحة، أو نتيجة لطبيعة تكوينهم الشخصي.  كما يحدث أحيانا - وفق الزينات - أن يتحول الصحفي بسبب ظروف العمل إلى آلة؛ بحيث يتعامل مع المواد الصحفية آليا دون وعي، وبالتالي يغفل الانتباه إلى الرسائل التي تمر عبرها، "وقد يقوم بصناعة البروباغندا ذاتيا، بحيث يمرر وينتج مواد تخدم البروباغندا بدافع الانتماء أو الدفاع عن قضية معينة يؤمن بها دون أن يدرك أنه يتسبب في التلاعب بالسردية مستندًا لهواه لا إلى الحقائق الفعلية".

 في البداية كنت أحرر الأخبار رغم أنني غير مقتنع بالمادة، لكن بعد فترة أدركت أن كل مادة تمر بمراجعة دقيقة تختلف حسب موقفها من القضية الفلسطينية.  كانت هناك ضغوط واضحة علينا لتغيير صياغة الأخبار، وهذا الصراع بين ضميري المهني وواقع العمل جعلني أتساءل: هل أنا مجرد ناقل للحقائق أم مجرد بوق ينفذ ما يملى عليه؟".

 

معركة في غرفة الأخبار

لم تتوقع مريم أن يتحول تقريرها إلى مبعث صراع داخل غرفة التحرير بعد إعداد تغطية صحفية دقيقة لقضية طلابية حساسة في إحدى الجامعات الأردنية، استندت فيها إلى مصادرها المباشرة وسردت الوقائع كما حدثت. لكنها فوجئت بتعليمات قاطعة: "نحن لا نتعامل مع هذا المصدر، أعيدي كتابة التقرير من منظور يدين مجموعة الطلبة".

لم يكن المطلوب مجرد تعديل بسيط، بل طمس متعمد للحقيقة التي جمعتها بنفسها، وبالتالي لم يكن الأمر مجرد قرار تحريري، بل اختبار عميق لمعنى أن تكون صحفياً. وقد قررت مريم ألا تكون طرفاً في هذا التلاعب، واختارت أن تخرج من المشهد بصمت. أغلقت الملف واعتذرت لمصادرها، لتطوى القصة وتُمحى من أجندة الأخبار.

تعكس قصة لينا التي كانت تعمل مع مؤسسة إعلامية عربية مستقلة بُعداً آخر لهذه المعركة التي جعلتها تصطدم بحقيقة معقدة؛ إذ اعتقدت أن العمل في إطار مؤسسة مستقلة سيضمن لها حرية تحريرية حقيقية بعيداً عن التوجهات الخفية. ولكنها اكتشفت أن هذه الاستقلالية الظاهرية تخفي توجيهاً ناعما يتحكم في زوايا التغطية ومصادر المعلومات دون أوامر مباشرة.

حدث هذا التحول الحاسم حينما أعدت تقريراً عن أحداث سياسية معقدة في بلد عربي لتُفاجأ بعد نشره بوابل من الانتقادات الحادة من زملاء كانوا يُنظّرون أمامها في مبادئ وأخلاقيات المهنة؛ فاتهموها بالانحياز إلى طرف على حساب آخر، وهو ما دفعها لإعادة التفكير في المؤسسة التي تنتمي إليها.

وفي تجربة أكثر حدة طُلب منها عدم استخدام وصف "شهداء" عند الحديث عن الفلسطينيين في الأخبار والاكتفاء بكلمة "قتلى".  بالنسبة لها كان هذا خطاً أحمر لا يمكن تجازوه، واختارت الاستقالة بدلاً من أن تساوم على قناعاتها. لقد أدركت حينها أن كثيرا من الصحفيين قد ينصاعون للتوجيهات التحريرية تسليما بالأمر الواقع؛ لكنها لم تستطع أن تكون جزءاً من هذا الانصياع.

 في هذا السياق، يوضح المشاقبة أن الرواية الإعلامية تُبنى ضمن هرم تأثير يبدأ بالنظام الاقتصادي ثم السياسي ثم المؤسسات الإعلامية، وأخيراً بالصحفيين. ويضيف " قد يظن الصحفي أنه يمارس حرية حقيقية؛ لكنه في الكثير من الأحيان يعيد إنتاج ما فرض عليه في إطار ما يسمى بـ "الوعي الزائف"، بينما يرى الزينات أن النظام السياسي -خاصة في الدول غير الديموقراطية- يظل اللاعب الأكبر في رسم الرواية الإعلامية من خلال التشريعات، والتمويل وأدوات الترغيب والترهيب.

ويعتقد أيضا أن السيطرة على الرواية الإعلامية لم يعد ممكنا كما في السابق؛ حيث قلبت المنصات الرقمية موازين المشهد وجعلت المواطن العادي جزءاً فاعلاً في صناعة وتوثيق الحدث.  وقد برز هذا التحول جلياً في تغطية الحرب على غزة.

 

 هل يقتل الصحفي ضميره المهني؟

في مهنة الصحافة يبدو الضمير المهني أحياناً كأنه عملة نادرة؛ يتآكل ببطء تحت ضغوط السوق والقيود السياسية وتعقيدات التمويل، لكنَّ السؤال الذي يفرض نفسه: هل يفقد الصحفي ضميره فعلاً أم يبرر تنازلاته بدافع البقاء؟

تكشف تجارب العديد من الصحفيين أن "الانزلاق" نحو البروباغندا لا يكون دائماً قرارا واعيا بل استسلام متدرج تضيق فيه مساحات الاختيار. 

"الصحفي صاحب الضمير المهني الواعي يصعب جداً أن يتحول إلى بوق دعائي، إلا إذا كان منطلقاً من قناعته الشخصية ويتوافق مع فكره واهتماماته، أما استغلال الصحفيين الآخرين غالبا ما يتم بموافقتهم الصريحة، أو نتيجة لطبيعة تكوينهم الشخصي.  كما يحدث أحيانا  أن يتحول الصحفي بسبب ظروف العمل إلى آلة؛ بحيث يتعامل مع المواد الصحفية آليا دون وعي.

ففي دراسة (1) نشرها "مركز رويترز لدراسة الصحافة" عام 2021 حول الضغوط الأخلاقية في غرف الأخبار في الشرق الأوسط، تبين أن الصحفيين يصطدمون يومياً بحدود تحريرية غير مرئية، وأن الضمير المهني يتآكل تدريجيا بصمت، ولا يحدث دفعة واحدة أو بقرارات مفاجئة.

وفي هذا السياق، يعلق المشاقبة بأن فقدان الضمير المهني ليس قدرا محتوماً حتى في أكثر البيئات تعقيداً؛ فالصحفي قد لا يتمكن دائماً من قول كل شيء لكنه يستطيع - ولو بهوامش ضيقة - أن يتجنب كتابة ما يحرف الحقيقة، "لأن المسؤولية الأخلاقية للصحفي تبدأ من وعي الصحفي بأنه ليس مجرد ناقل للمعلومة، بل شريك في صناعة الرواية، وعليه أن يتساءل باستمرار من المستفيد مما أكتب؟"

ومن وجهة نظر الزينات فإن البيئة الإعلامية بما تحمله من قيود قانونية وضغوط اقتصادية وخطوط تحريرية قد تؤثر على عمل الصحفي لكنها لا تسلبه ضميره إذا كان مؤمناً برسالة الصحافة مضيفاً أنّ: "الصحفي الحقيقي قد يتراجع تكتيكياً لكنه لا يتحول لبوق دعائي. ومن يفقد ضميره ليس دائماً ضحية، بل قد يكون شريكاً صامتاً أو مُبرراً بارعاً".

لقد تحول الإعلام إلى أداة لإعادة تشكيل الوعي الجمعي في عالم يفترض أن يكون فيه الإعلام نافذة على الحقيقة؛ فالمسألة لا تتعلق بنقل الحقائق أو تزييفها، بل بكيفية التحكم بالخطاب الإعلامي من خلال شبكة معقدة من النفوذ السياسي والاقتصادي والتشريعات التي تضبط مساراته وتحدد مساحاته.

لكن الأخطر - كما يرى الزينات - ليس في التحكم الصريح بالمحتوى، بل في التوجيه الناعم الذي يصرف أنظار الجمهور إلى قضايا هامشية، ويضخمها ويعيد ترتيب زوايا التغطية بما يخدم مصالح السلطة. وبهذه الطريقة يُقدَّم المحتوى على أنه الحقيقة الوحيدة المتاحة، وهنا قد يتحول الصحفي غير الواعي لتابع لهذه المنظومة دون أن يشعر؛ فيسهم بنفسه في تضليل الجمهور وإعادة تشكيل وعيه.

لم يعد الإعلام اليوم يفرض الروايات بالقوة بل يصنعها بدهاء عبر بناء الثقة وانتقاء ما يُقال وما يُخفى. وهنا تصبح يقظة الصحفي وقدرته على التفكير النقدي خط الدفاع الأخير في مواجهة صناعة وعي زائف.  ورغم كل القيود تظل الصحافة قادرة على كشف الحقيقة لمن يمتلك شجاعة السؤال وجرأة الشك.


المراجع: 

1)Cherubini, F., Newman, N., & Nielsen, R. K. (2021). Changing Newsrooms 2021: Hybrid working and improving diversity remain twin challenges for publishers. Reuters Institute for the Study of Journalism.https://reutersinstitute.politics.ox.ac.uk/sites/default/files/2021-11/Cherubini_et_al_Changing_Newsrooms_2021.pdf
 
ملاحظة المحرر: الأسماء المستعارة الواردة في المقال خضعت لمراجعة تحريرية دقيقة للتثبت من صدقيتها وقد جرى الاتفاق مع الكاتبة على إخفاء الأسماء حفاظا على السرية.

 

المزيد من المقالات

عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
آليات التكامل بين الدعاية العسكرية والعمليات الميدانية ضد الصحفيين الفلسطينيين في غزة

مراكز استخبارات ومنظمات ضغط وإعلام إسرائيلية عملت منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة بالتوازي مع آلة الحرب في استهداف الصحفيين مهنيًا ومعنويًا. الإعلام الإسرائيلي، بنسختيه العبرية والإنجليزية، عزّز روايات المؤسستين العسكرية والأمنية وروّجها عالميًا، عبر حملات تشويه ممنهجة أغرقت الصحفيين باتهامات فضفاضة بلا أدلة. كيف أصبح استهداف الصحفيين إستراتيجية ممنهجة؟ وما آليات التنسيق بين الدعاية العسكرية وقتل الصحفيين الفلسطينيين؟

إبراهيم الحاج نشرت في: 8 أكتوبر, 2025
جندي برتبة مراسل أو صحافة على مقاس الجيش الإسرائيلي

يقدّم المقال قراءة تاريخية في أثر المراسل العسكري الإسرائيلي وأدواره المتماهية مع الفعل الحربي منذ ما قبل النكبة، عبر نقل أخبار العصابات الصهيونية وخلق حالة من التماهي بين الصحافة والعنف. وقد تحولت هذه "الوظيفة" لاحقا إلى أداة لتدويل الرواية الإسرائيلية، قبل أن تصبح مرجعًا أساسيًا في تغطية الحروب مثل العراق وأوكرانيا.

سجود عوايص نشرت في: 1 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
الصحفي السوري بين المنفى والميدان

كيف عاش الصحفي السوري تجربة المنفى ؟ وما هي ملامح التجربة الصحفية السورية بعد ثورة 2011: هل كانت أقرب إلى النشاط أم إلى المهنة؟ الزميل محمد موسى ديب يحاول في هذا المقال قراءة هوية المهنة المتأرجحة بين المنفى والميدان خاصة في ظل حكم نظام الأسد.

محمد موسى ديب نشرت في: 23 سبتمبر, 2025
تدقيق المعلومات والذكاء الاصطناعي والشراكة "الحذرة"

هل ستساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مدققي المعلومات، أم ستضيف عليهم أعباء جديدة خاصة تلك التي تتعلق بالتحقق من السياقات؟ ما أبرز التقنيات التي يمكن الاستفادة منها؟ وإلى أي مدى يمكن أن يبقى الإشراف البشري ضروريا؟

خالد عطية نشرت في: 14 سبتمبر, 2025
نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025