القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في الأيام الماضية، نشر مصور صحفي فلسطيني صورة لامرأة مستلقية تحتضن جثمان زوجها الكهل الذي استشهد لتوه على سرير مستشفى مؤقت أقيم في قطاع غزة. كتب المصور واصفا المشهد: "استشهد زوجها، ولها ساعة على هاد الحال مش راضية تسيبه". ولحدود هذه اللحظة، لم تنجز قصة واحدة تروي تفاصيل الصورة المؤثرة.

وفي سياق السباق نحو الأخبار الذي تفرضه حرب الإبادة الجماعية وأمام العدد الهائل من الموتى والمفقودين والجوعى، تغيب - إلى حد ما - القصة الإنسانية.

 

الموت أسرع من القصة

بخطى متثاقلة، تخرج الصحفية رولا نصار من منزلها الكائن في شارع الجلاء بغزة المدينة، وقد اختارت أن تحاور الناجي الوحيد من عائلة فلسطينية أبادها الاحتلال. في الطريق، تتعثر رولا بأطفال صغار يصطفون أمام مؤسسة لإطعام الجوعى، ومصاب يتكئ على طفله بقدم واحدة وكهل يركض نحو بوابة مستشفى مفجوعا.

تحاصر تلك المشاهد رولا وهي غير قادرة على توثيق كل شيء؛ تقول لـ "مجلة الصحافة": "في ظل الخطر المستمر والدمار الواسع وانقطاع وسائل الاتصال والإنترنت، أحياناً أشعر أنني لا أملك الوقت الكافي لرواية القصص كما تستحق، وأجدني مضطرة للتركيز على الحد الأدنى من التفاصيل فقط لإيصال المعلومة الأساسية، دون التمكن من التعمق في الخلفيات والقصص الإنسانية الثاوية وراء الأرقام".

هذا العجز تشرحه رولا من الناحية المهنية قائلة: "أشعر أن الكلمات تخونني أمام حجم الألم والمعاناة. هناك مواقف لا تُروى، ووجوه تُنسى، وصرخات سمعناها ولا يمكن نقلها كما هي. الإحساس بالعجز عن إيصال الصورة كاملة مؤلم جداً؛ لأن كل قصة لم تُروَ تعني إنساناً مغيبا عن الوعي العالمي، وتعني وجعاً لم يصل".

بالعودة إلى الوراء، تقول رولا إنه خلال حروب الاحتلال السابقة، ركزت التغطية الصحفية بشكل كبير على التقارير الإنسانية والقصص الشخصية والتحقيقات المعمقة، "كنا نمتلك مساحة زمنية أطول نسبياً، مما أتاح لنا الغوص في التفاصيل، وتسليط الضوء على قصص الضحايا، والمعاناة اليومية، والأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والحياة اليومية للمواطن الغزي وجوانب الحياة المختلفة".

أما في حرب الإبادة الحالية فتؤكد رولا على أن الزخم الكبير للأحداث والتصعيد المستمر خلق حالة من التركيز على الأخبار العاجلة والمباشرة، مما أدى إلى تراجع القصة المتعمقة لصالح السباق مع الزمن لنقل آخر التطورات، ولقد أثر ذلك فعلاً على فهم العالم لما يحدث؛ لأن الصورة العامة أصبحت مجزأة ومبنية على لحظات متفرقة، لا على سياق شامل يعكس المعاناة الحقيقية".

"أشعر أن الكلمات تخونني أمام حجم الألم والمعاناة. هناك مواقف لا تُروى، ووجوه تُنسى، وصرخات سمعناها ولا يمكن نقلها كما هي. الإحساس بالعجز عن إيصال الصورة كاملة مؤلم جداً؛ لأن كل قصة لم تُروَ تعني إنساناً مغيبا عن الوعي العالمي، وتعني وجعاً لم يصل".

 

قصص "الهامش"

ترى الكاتبة والمدربة في مجال كتابة القصة الصحفية آلاء أبو عيشة أن الخبر العاجل هيمن إلى حد بعيد على المشهد منذ اللحظة الأولى للحرب، وأصبحت "السرعة" هي المعيار لا "العمق"، "والكثير من القصص التي تبدأ بنداء استغاثة أو بصورة مؤثرة من تحت الأنقاض تُنسى في اليوم التالي لصالح حصيلة جديدة من الشهداء أو القصف.

 وتعتقد أبو عيشة، وهي عضو لجنة تحكيم ثابتة في مسابقة القصة الصحفية التي تطلقها مؤسسة بيت الصحافة بغزة على أن العودة إلى القصة الصحفية بعد الحرب "واجبة" كونها تمنح الضحايا استحقاقهم من السرد والكرامة، وتجعلنا نراهم بشرا لا أرقاما، وتمنح المجتمع فرصة للشفاء ومحاولة التعافي من الفقدان.

وفق أبو عيشة فإن القصص الإنسانية "تُشكل سجلًا تاريخيًا حيًا في مواجهة محاولات طمس الذاكرة الجماعية، ويُعد استمرار الصحفيين في كتابة القصة الصحفية من غزة ليس ترفًا مهنيًا بل ضرورة إنسانية؛ فهم صوت الضحايا وذاكرة الأحياء وبوصلة الضمير في عالم اعتاد الصمت. يغوصون في التفاصيل أداءً للأمانة".

العودة إلى القصة الصحفية بعد الحرب "واجبة" كونها تمنح الضحايا استحقاقهم من السرد والكرامة، وتجعلنا نراهم بشرا لا أرقاما، وتمنح المجتمع فرصة للشفاء ومحاولة التعافي من الفقدان.

مع ذلك، تؤكد أبو عيشة في حديثها مع "مجلة الصحافة" أن القصة الصحفية تقاتل لتتنفس في الهامش؛ في مدونات فردية، أو على أيدي صحفيين قرروا أن يكتبوا الحكاية لا استعراض الأرقام، وفي لحظات نادرة تتجاوز قصة إنسانية قوية كل الزخم وتُحدث أثرًا عالميًا لأنها تلامس الجوهر الإنساني.

تتأسس ملاحظة أبو عيشة حول انتعاش القصة الإنسانية في الهامش على التحولات المذهلة في منصات التواصل الاجتماعي "حين صار بعض الصحفيين والناشطين يقدمون الحياة اليومية بكل عفويتها ومرارتها على حساباتهم في مواقع التواصل "فعلى إنستغرام مثلاً، لا ينشر البعض صورًا للدمار فقط، بل يوثقون كيف تغسل امرأة الصحون في زقاق مدمر، أو كيف يحاول شاب إشعال النار بقطع خشب مهدمة، أو كيف يبتسم طفل حين يجد زجاجة ماء باردة وسط لهيب الصيف".

 

"حيرة قاتلة"

يقتنص الصحفي هاني أبو رزق بعضا من الوقت لتصفح حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، يجد -كالمعتاد- كماً هائلا من المناشدات والاستغاثات التي تحمل في طياتها حكايا إنسانية لمواطنين يقبعون تحت وطأة حرب الإبادة بغزة.

للحظة يتوقف هاني، يتصفح رسالة استغاثة من جريح من بين مئات الرسائل التي وصلته، وعندما يحاول تتبعها، يكتشف أن الوقت لم يسعفه فقد أصبح الجريح شهيدا قبل أن يتمكن من التواصل معه.

"حيرة قاتلة"، هكذا يصف هاني حاله أمام كم المناشدات التي قد تتحول إلى قصص صحفية إنسانية. يحكي هاني لمجلة الصحافة أن القصص "كلها تستحق التناول، لكنني مجبر على اختيار عدد محدود من بين الأفكار التي تصلني، وأضطر للاختيار بين الأحداث مقيما حاجة الناس، وأطرح الأسئلة على نفسي: هل سيُحدث التناول فرقا في حياتهم؟ هل ينقذ مصابا أو يعيد مفقودا؟ هل يعيل جائعا؟ وغير ذلك...".

قبل نشاطه المؤثر على شبكات التواصل الاجتماعي، كان أبو رزق يركز على كتابة القصص الإنسانية بقالبها التقليدي لصالح صحيفة "الحياة الجديدة" الورقية، لكنه آثر في سنواته الأخيرة أن يركز على تناول القصص الإنسانية المصورة المعدة للمنصات الاجتماعية، خاصة وأن حرب الإبادة الجماعية الجارية فرضت هذا التوجه.

ويرى هاني في سياق شرحه لتحديات العمل على القصص الإنسانية أنه "بسبب غزارة الأحداث لا يوجد وقت لكتابة صحافة معمقة، لذا نلجأ لتصوير مقطع فيديو قصير يحتوي على المعلومات الأساسية دون تعمق، ولا أخفي عليكم أنني أشعر بتقصير لأني لا أستطيع كتابة الكثير أمام ضخامة الأحداث، بل ثمة قصص أستطيع الكتابة عنها لكنني لا أستطيع الوصول إلى المناطق التي يعيش فيها أصحاب القصة بسبب خطورتها أو صعوبة الوصول إليها".

القصة الإنسانية هي شكل من أِشكال المقاومة وحفظ الذاكرة وتَمثُّلٌ أساسي لإحدى أهم وظائف الصحافة المكينة: التوثيق بوصفه أداة لمحاسبة الجناة.

يعتقد منسق الأبحاث والسياسات في مركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت صالح مشارقة أن القصة الصحفية خلال الحرب على غزة قُتلت على يد الخبر العاجل، لكنه يرى أن ثمة مخارج يمكن أن تساعد الصحفيين.

ولعل من هذه المخارج -حسب مشارقة- ما توفره الفنون الصحفية الرقمية على وسائل التواصل الاجتماعي من إمكانيات كبيرة للتأثير؛ فالأشكال الجديدة من الإنفوغرافيك والفيديو والستوريات وغيرها تتقمص دور القصة "وهو ما يخلق ميزة وذلك لكون الجيل الجديد من القراء لا يتفق مع الجيل القديم الذي يحب قراءة القصة ويستمع بوقتها الطويل والاطلاع على صورها وخطها الدرامي." ويضيف: "الآن وسائل التواصل الاجتماعي وخلال 30 ثانية فقط تقدم قصة صحفية للجمهور، الأمر يتعلق بكون الفنون الصحفية لا تموت وإنما تأخذ أشكال جديدة من خلال التطورات التكنولوجية التي دخلت على سوق العمل عند الصحفيين".

مع ذلك، يعتقد مشارقة أن الشكل القديم للقصة الإنسانية ستظل له مكانته وتحديدا في وسائل الإعلام التي تحترم الفنون الصحفية، قائلا: "هذه الوسائل لن تَنسى ولن تَتساهل بتغطية القصص الصحفية معتمدة على الرقمنة فقط، وإنما ستذهب إلى إكمال مسيرة التاريخ الطويل من الكتابة الصحفية المبنية على الصور والإيقاعات والخط الدرامي والمفاجأة والبلاغة والفنون اللغوية التي تحوّل الكلمات إلى قصصٍ مشاهدةٍ ومرئية".

كما يرى مشارقة أنه "حتما بعد الحرب سيكون هناك تركيز أكبر على القصة من أجل التوثيق، فلن يكون التوثيق الرقمي وحده كافيا لما حدث في غزة، خاصة أنه من السهل محوه وإلغاؤه على المنصات.

لا بد من القول إن القصص الإنسانية هي من تصنع الفرق، وتنقل ما يجري في الحرب من مجرد خطاب إخباري سياسي مجرد إلى تفاصيل تؤدي وظيفة التأثير، إلى تفاصيل قابلة للفهم والمشاركة والتعاطف وتحظى بتفاعل عالمي.

القصة الإنسانية هي شكل من أِشكال المقاومة وحفظ الذاكرة وتَمثُّلٌ أساسي لإحدى أهم وظائف الصحافة المكينة: التوثيق بوصفه أداة لمحاسبة الجناة.

مقالات ذات صلة

القصة الصحفية في غزة.. من يهتم؟

أثناء سرده لتفاصيل القصّة، حرص عباس على ذكر كلّ ما من شأنه أن يحرك مشاعر القراء إزاء قضية الأطفال -ضحايا رصاص الاحتلال- في قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 12 عاما.

Mohammad Abu Don
محمد أبو دون نشرت في: 19 مايو, 2019
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

Yousef Fares
يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024

المزيد من المقالات

معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 27 مايو, 2025
قصتي مع "تركيز الصوت والإلقاء" ومعهد الجزيرة للإعلام

كيف بدأت قصة فادي مطر مع دورة "تركيز الصوت والإلقاء" بمعهد الجزيرة للإعلام؟ وإلى أي مدى يمكن أن تحسن مهارات الصحفيين؟ وما تأثيرها على على أداء وسائل الإعلام؟

فادي مطر نشرت في: 25 مايو, 2025
حسام شبات.. سيرة صحفي شجاع

منذ انطلاق حرب الإبادة الجماعية على غزة، قتل الاحتلال 208 صحفيا بنمط ممنهج لإسكات صوت الحقيقة، آخرهم كان حسام شبات مراسل الجزيرة. الزميل محمد الزعانين كان قريبا منه مهنيا وإنسانيا، كتب هذه الشهادة المزدوجة عن الصحفي والإنسان.

محمد الزعانين نشرت في: 25 مارس, 2025
عن أصول الانتقال الإعلامي في سوريا

في البدايات الأولى للمرحلة الجديدة في سوريا ظهر الكثير من الصحفيين والنشطاء و"المؤثرين" في السجون والمعتقلات ينقبون في الأوراق والمستندات التي قد تمثل أدلة هامة لكشف جرائم النظام السابق. هذه "الفوضى" التي عادة ما تلي الفترات الانتقالية، تدفع الدكتور عربي المصري إلى طرح سؤال جوهري: ماهي أصول الانتقال الإعلامي في سوريا؟

Arabi Al-Masri
عربي المصري نشرت في: 9 مارس, 2025
الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

Ahmad Al-Agha
أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024
تهمة أن تكون صحفيا في السودان

بين متاريس الأطراف المتصارعة، نازحة تارة، ومتخفية من الرصاص تارة أخرى، عاشت الصحفية إيمان كمال الدين تجربة الصراع المسلح في السودان ونقلت لمجلة الصحافة هواجس وتحديات التغطية الميدانية في زمن التضليل واستهداف الصحفيين.

Iman Kamal El-Din is a Sudanese journalist and writer
إيمان كمال الدين نشرت في: 28 أكتوبر, 2024
الأثر النفسي لحرب الإبادة على الصحفيين

ما هي الآثار النفسية لتغطية حرب الإبادة على الصحفيين؟ وهل يؤثر انغماسهم في القضية على توازنهم ومهنيتهم؟ وماذا يقول الطب النفسي؟

أحمد الصباهي نشرت في: 18 أكتوبر, 2024