القصة الصحفية في غزة.. من يهتم؟

 

ساعاتٌ طويلة قضاها الصحفي الفلسطيني أمجد عباس (28 عاما) في إعداد قصةٍ إنسانية تروي حكاية طفلٍ بعمر العشر سنوات استشهد خلال مشاركته في مسيرات العودة الكبرى، لصالح موقعٍ محلي يراسله.

أثناء سرده لتفاصيل القصّة، حرص عباس على ذكر كلّ ما من شأنه أن يحرك مشاعر القراء إزاء قضية الأطفال -ضحايا رصاص الاحتلال- في قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 12 عاما، بل ويدمجهم ضمن معايشةٍ حيّة مع تفاصيل حياة الطفل الشهيد التي كانت تفتقر إلى أقل مقومات العيش البسيطة.

الصحفي الشابّ الذي يعمل بنظام "القطعة" لدى عدد من المؤسسات الصحفية المحلية والدولية، أكد أنه عرض قصته تلك على عدد من المتخصصين في كتابة القصة الصحفية من باب الشورى والتأكد قبل أن تصل إلى يد المحرر المسؤول، وذلك "حتى تخرج متقنةً وموافقة لمعايير الكتابة المهنية السليمة".

نُشِرت القصة، وكانت المفاجأة؛ اسمه على مادةٍ مختلفة، النمط الوصفي التسلسلي فيها تحول إلى آخر إخباري جاف يتحدث عن استشهاد طفل ووقوع عدد من الإصابات فقط!

أثار ما حدث غضب عباس "اتصلتُ فورا بالمحرر وسألته عن سبب هذا التغيير، وأوضحت له أنني كتبت عشرات القصص لمنصات أجنبية بلغاتٍ متعددة، بالإضافة إلى عشرات القصص الأخرى لمنصات عربية ومحلية ولم أجد هذا التبديل والتغيير"، فكان جوابه "كموقع محلي نحن نفضل الطابع الإخباري التقليدي بسبب تسارع الأحداث على الساحة الفلسطينية، فالقارئ -حسب رأيي- ينتظر المرور على وجبة سريعة ودسمة من الأخبار، ولا يهمه أبداً أن يقرأ عبارات التعاطف والوصف".

ليست حالة عباس الأولى من نوعها في قطاع غزة، فالمسؤولون عن النشر كثيراً ما يحبطون طموحات الصحفيين الشباب، خاصة عندما يتعلق الأمر بكتابة القصة الصحفية، لأسباب عدة، أهمها: عدم إدراك وسائل الإعلام المحلية لأهمية هذا الفن في مجاراة الحيوية التي تقدمها الإذاعة عبر الصوت والتأثيرات الموسيقية المختلفة، والتلفاز عبر الصورة وما يرافقها من صوت وحركة وتأثيرات حسية وجسدية.

 

تجارب من القطاع

برأي كاتبة القصص الإنسانية والمدربة في مجال التحرير الصحفي آلاء أبو عيشة، فإن "الرهان على استمرار الصحافة المكتوبة في قطاع غزة وخاصة الصحف، يرتبط بمدى قدرتها على اختلاق أنماط جديدة للقارئ المهتم، فتعوّضه أثناء القراءة عن سماع الصوت أو رؤية الحركة عبر صورة، بل وتخطف خياله إلى حيث وقع الحدَث من خلال الوصف، سواء للزمان أو المكان أو حتى لملامح الأشخاص ولغة أجسادهم".

وتلفت الانتباه إلى أن عدد القادرين على كتابة فن القصة الصحفية في قطاع غزة محدود لعدة أسباب، أولها التعليم الجامعي الذي يعتبر تقليدياً، إذ لا يزال حتى الآن يدرّس الطلاب مبادئ صحافة الثمانينيات، القائمة على الهرم المقلوب، الخبر والحوارات الإخبارية وتقارير اليوميات السريعة التي تعتمد على كتابة المقدمات التلخيصية والعناوين الإخبارية والاقتباسات فقط، إضافة إلى ضعف اللغة العربية لدى عددٍ كبير من خريجي كليات الإعلام.

وبحسب آلاء، تعتمد القصة في كتابتها على جانبين في الصحفي لا غنى لأحدهما عن الآخر، "يتعلق أولهما بمهاراته الأدائية، أي قدراته اللغوية، والتحريرية، وقدرته على ترتيب المادة تبعاً لتسلسل زمني منطقي وسليم، بينما يتعلق الثاني بحواسه الخلقية (الحواس الخمس) التي ستجعل حسابا لكل حركة، ورائحة، وشكل، وموقف، وصوت".

وتضيف الصحفية الحاصلة على جائزة الصحافة العربية عن فئة الشباب للعام 2016، أن كاتب القصة الصحفية "يتحرر من الإجابة عن الأسئلة الستة في مقدمة قصته، على عكس صحفي التغطيات الإخبارية، وهذا ما يبرر استخدام قالب الهرم المزدوج/الماسة/الساعة الرملية، لكونها في النهاية مادة إخبارية تحمل معلومة وتعبر عن حدث، لكن بطريقة إبداعية دون إفراط في الوصف وعبارات الأدب على حساب المعلومة".

وتشير إلى أن أي قصة صحفية ناجحة يجب أن تتوفر فيها مجموعة من العناصر، أهمها المعايشة "إذ لا يمكن كتابة قصة سمعتها من صديق"، والحيوية "التي تضفيها عبارات الوصف للزمان والمكان والأشخاص"، إضافة إلى الشمولية والتكامل "اللذين يقدمان المادة الصحفية وفق تسلسل زمني منطقي لا يترك لدى القارئ أي علامة استفهام حول تناقض بين أول القصة وآخرها".

وتضيف آلاء أن عدداً كبيراً من الصحفيين في قطاع غزة لم يتعرفوا إلى علمٍ حقيقيٍ كامل يحكي لهم كيف يمكن أن يكتبوا قصة! لكن المؤكد أن "القصة الصحفية تتكون من ثلاثة أجزاء لكل جزء خصوصيته في الكتابة والأسلوب والربط (المقدمة والجسم والخاتمة)".

المقدمة برأيها تقع على عاتقها مهمة إقناع القارئ بأن المادة تستحق القراءة، تقتنص مشاهد متحركة يرصدها القلم فيعيش القارئ ظروفها، يسمع ما يدور فيها من حوار، يضحك لابتسامة البطل ويبكي لغصته، ولا تبدأ أبداً بلغة التلخيص. أما الجسم أو المتن فلا يتحول أسلوبه بعد المقدمة إلى "قال وأكد وأضاف"، وهذا فخ يقع فيه كثيرون ممن يحاولون كتابة القصة الصحفية في غزة. أما الخاتمة فهي ليست جزءًا استهلاكيا في القصة كما هو حالها في الخبر، أي لا يمكن الاستغناء عنه وإلا كانت قصة مبتورة كرواية بلا نهاية تماما.

وتشير إلى أن "بعض الصحفيين تمكنوا عبر محاولات كتابة ناجحة؛ من تحريك الرأي العام المحلي والعربي والدولي".

معرفة التفاصيل
من جهته، يرى الصحفي في جريدة "الأيام" المحلية فايز أبو عون أن طبيعة الحالة المحلية الفلسطينية هي التي تفرض تهميشاً لفنون الكتابة الصحفية الإبداعية غير الخبر والتقارير السريعة، وفي بعض الأحيان المقالات التحليلية، مبيناً أن هذه الفنون المستهلكة تستنزف مجمل مساحة النشر لا سيما في الصحف، فتؤدي إلى غياب الأشكال الأخرى مثل القصص الصحفية والتحقيقات الضخمة.

ويقول إن "الصحافة الفلسطينية تقع في خطأ كبير حينما تفضل فنًّا على آخر، لأن قضيتنا زاخرة بالتفاصيل والمشاهد التي يمكن أن تقلب موازين الرأي العام العالمي ليصبح سنداً للضحية الحقيقية، لا للضحية التي يصورها الاحتلال له"، مضيفاً أن "القصة في فلسطين فن غير شائع لا يكتبه إلا عدد محدود من الصحفيين لأنها ليست سهلة وتحتاج لمهارات أدبية وبلاغية، إلى جانب القدرات الصحفية. كما أن تسارع التطور في عالم الصورة والوسائط المتعددة تسبَّب أيضاً في غياب هذا الفن وانحساره في الصحافة الفلسطينية".

"نحن بحاجة لمعرفة تفاصيل أكثر عن حياة الشهداء وما سبّبه غيابهم لذويهم من حسرةٍ وألم، وبحاجة لأن نعرف أكثر عن حكايات الثائرين والفنانين والمبدعين" يقول أبو عون، مشيراً إلى أن ذلك "يحتاج أن نتطلع أكثر إلى فن القصة المكتوبة، ونحاول قدر المستطاع في عملية دمجه أكثر ضمن الفنون الصحفية الأخرى".

بدورها، ترى الصحفية هند الخضري التي تكتب قصصاً لصالح عدد من المنصات الأجنبية، أنّ أول ما يجب مراعاته عند كتابة القصص الإنسانية الموجهة للمجتمع الغربي، هو طبيعة القارئ الأجنبي الذي لا يعرف في الغالب عن الحياة في فلسطين سوى مشاهد العنف والقتل والدمار، وكذلك البساطة في المفردات والتراكيب اللغوية التي تنقل الحقائق بشكلٍ مجرد دون أيّ إضافاتٍ أو تغيير في الجوهر.

وتوضح أنّه يمكن للصحفي أن يكتب مقالاً في أي موضوع يشاء من أي مكان في العالم، كما يمكنه إعداد التقرير السردي من خلال إجراء المقابلات عبر وسائل الاتصال التقنية، لكنّه لن يستطيع فعل ذلك عند كتابة القصة الصحفية، لأنّ الأمر باختصار قائم في أساسه على المعايشة والوصف وتوظيف الحواس الخمس في نقل الصورة، "لذلك يقع على الصحفيين الفلسطينيين مهمة أكبر، لأنّهم أبناء القضية والأحق بنقل قصصها إلى العالم".

وتشير هند إلى أنّ الضعف الملحوظ في قدرة الصحفيين الفلسطينيين على كتابة القصص للمؤسسات الأجنبية، يجبر الأخيرة على انتداب صحفيين من خارج البلاد لأجل التغطيات وإعداد المواضيع المختلفة، الأمر الذي يشكل خطراً على الرواية الفلسطينية ويضعفها بشكل كبير، لأنّ الصحفي الأجنبي في غالب الأحيان لا يملك المعرفة الكافية التي تؤهله لنقل الصورة في فلسطين بأبعادها المختلفة.

"كصحفية أكتب للإعلام الأجنبي منذ فترة.. أصبح لديّ قاعدة ثابتة أنّ كلّ قصة تخرج من فلسطين للمجتمع الغربي، يجب أن تتضمن تفاصيل وافية عن طبيعة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إضافة إلى ضرورة التذكير على الدوام من خلالها بالمعاناة الشاملة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني"، مشيرة إلى أنها تعتبر القصص الإنسانية فرصة متجددة لتثبيت الرواية الفلسطينية في أوساط شعوب العالم، التي أصبحت الرواية الإسرائيلية تشكل جزءاً كبيراً من فهمها لطبيعة الصراع.

وتشدّد على ضرورة إسناد التفاصيل الواردة في القصص الصحفية التي تشرح أشكال الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، بما يتلاءم معها من النصوص والمواد الواردة في القوانين الدولية والمواثيق الخاصّة بحقوق الإنسان، لأن ذلك يدعم الرواية الفلسطينية ويجعلها أكثر قبولاً ورواجاً بين القراء.

"لا توجد مقارنة أبدًا بين القصة الصحفية التي تعالج واقعًا فلسطينيًّا؛ المكتوبة باللغة العربية والأخرى المكتوبة باللغة الإنجليزية، فالأولى تحتوي على تفاصيل ومصطلحات ثورية وشعبية وجماهيرية لا يمكن أبدًا ذكرها في الإعلام الأجنبي، لأنه ببساطة يمكن تفسيرها على أنّها دعوات للإرهاب والقتل" تقول هند، مضيفة "لذلك يجوز لنا ترجمة القصص من الإنجليزية إلى العربية، لكنّ لا يمكننا فعل العكس".

وتذكر هند أنه يجب على الصحفي الراغب في الخروج بقصة صحفية فلسطينية مؤثرة، اختيار الوسيلة التي ينشر فيها بعناية، وعليه أن يبحث في مرجعيتها وسياستها جيدًا حتى لا يتفاجأ بقصصه تستغل بشكلٍ مضاد. كما عليه أن يحافظ على شغفه في الكتابة وتركيزه باتجاه نصرة قضايا وطنه ونشرها للعالم بصورتها الصحيحة. وأيضًا يجب أن يكون واعيًا لكل كلمة يكتبها في قصته، لأنه يمكن أن يستغلها آخرون ضده في يوم ما.

المزيد من المقالات

الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا يجب أن يحْذر الصحفيون من المصادر الإسرائيلية؟

دعاية وإشاعات وأخبار متضاربة رافقت المفاوضات العسيرة لصفقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، اعتمدت خلالها الكثير من المؤسسات الإعلامية العربية على المصادر العبرية لمتابعة فصولها. ما هو الفرق بين نقل الخبر والرأي والدعاية إلى الجمهور العربي؟ وكيف أثرت الترجمة "العشوائية" على الجمهور الفلسطيني؟ وما الحدود المهنية للنقل عن المصادر الإسرائيلية؟

أحمد الأغا نشرت في: 20 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
ما ملامح المشهد الإعلامي سنة 2025؟

توهج صحافة المواطن، إعادة الاعتبار لنموذج المحتوى الطويل، تطور الفيديو، استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي هي العناصر الأساسية لتوقعات المشهد الإعلامي لسنة 2025 حسب تقرير جديد لنيمان لاب التابع لجامعة هارفارد.

عثمان كباشي نشرت في: 31 ديسمبر, 2024
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عمر الحاج.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون "داعش"

بين زمن الاعتقال وزمن الكتابة ست سنوات تقريبا، لكن عمر الحاج يحتفظ بذاكرة حية غنية بالتفاصيل عن تجربة الاعتقال في سجون تنظيم الدولة الإسلامية (المعروفة بداعش). "أسير الوالي.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون تنظيم الدولة الإسلامية"، ليس سيرة ذاتية بالمعنى التقليدي، بل كتاب يجمع بين السيرة الغيرية والأفق المعرفي والسرد القصصي.

محمد أحداد نشرت في: 27 نوفمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

Said El Hajji
سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
تهمة أن تكون صحفيا في السودان

بين متاريس الأطراف المتصارعة، نازحة تارة، ومتخفية من الرصاص تارة أخرى، عاشت الصحفية إيمان كمال الدين تجربة الصراع المسلح في السودان ونقلت لمجلة الصحافة هواجس وتحديات التغطية الميدانية في زمن التضليل واستهداف الصحفيين.

إيمان كمال الدين نشرت في: 28 أكتوبر, 2024