تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في عام 2014 نظم مركز تطوير الإعلام في فلسطين "دورة تفاعلية مع بدو الأغوار" في وادي المالح شرق محافظة طوباس شمال الضفة الغربية. تضمنت الدورة إقامة المشاركين والمشاركات في المنطقة لمدة 3 أيام، تحت إشراف المفكر الفلسطيني الدكتور منير فاشة، مؤسس مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، و"الملتقى التربوي العربي" في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة هارفارد.

شارك في الدورة - أو من باب الدقة أكثر - في البرنامج التعليمي القائم على المجاورة طلبةُ إعلام من أكثر من جامعة فلسطينية مركّزين على مفهوم "الإعلام بالمجاورة" الذي اقترحه فاشة بديلا من بدائل الإعلام والاتصال في ظل التطورات التكنولوجية والرقمية الحاصلة في حقل الصحافة.

أثناء التدريب، قال الخبير التربوي إن برنامج التعليم يرمي إلى تعليم وتعلم ممارسة الصحافة بالمجاورة، ضمن مفهوم جديد يستعيد جزءا كبير من ثقافتنا الطبيعية والتاريخية؛ حيث العيش والتعلم والتحادث والتعامل والعمل بشكل حر وصادق خارج أي إطار مصطنع أو شرط اجتماعي.

كانت رؤيته تقوم على أن الهدف من البرنامج هو "تحقيق العافية الاجتماعية وحماية الحياة، ودون استعمال كلمات صُنِعَت في أوروبا يتعلق أغلبها بالتقدم عبر أدوات ومفاهيم ترتبط بالسيطرة والفوز والتخريب". (1)

تعيد تجربة فاشة الاعتبار للمجتمع بدلا من التركيز على "الجمهور"، حيث صرح وقتها: "وفق برنامج الاتصال بالمجاورة يتحول الأهالي إلى مواطنين، وتستعاد كلمات ومعانٍ منبعها الحياة والحضارة، على أمل الاستمرار في استخدام هذه الكلمات في حياتنا اليومية؛ حيث يكون التحدث عن الأهالي "باعتبارهم الأمل والوسيط" من خلال لغتهم هم، وليس بشكل عام ومجرد، وهي أدوار قد يقوم بها الصحفيون بشكل أصيل".

أثناء التدريب، قال الخبير التربوي إن برنامج التعليم يرمي إلى تعليم وتعلم ممارسة الصحافة بالمجاورة، ضمن مفهوم جديد يستعيد جزءا كبير من ثقافتنا الطبيعية والتاريخية؛ حيث العيش والتعلم والتحادث والتعامل والعمل بشكل حر وصادق خارج أي إطار مصطنع أو شرط اجتماعي.

لقد أنتج الطلبة المشاركون في درس "التعليم بالمجاورة" مواد صحفية تحقق مفهوم "الإعلام بالمجاورة" بعد أن جمعوا مقابلات من أهالي الأغوار الشمالية الفلسطينية عن احتياجاتهم وهمومهم، حتما كانت المخرجات مختلفة عن تلك التي تنجز من المكاتب وعلى إيقاع النشر الحديث، غير أن الأهم في هذه التجربة أنها ستجعل الطلبة المشاركين على علم ودراية أكبر بواقع مجتمع الأغوار الفلسطيني بالاحتكاك المباشر في الميدان.

للمدقق يبدو أن هذا الدرس الحيوي والتفاعلي من نوع مختلف تماما؛ أي أنه درس قادم من عالم لا يمتّ بصلة لطريقة تدريس الجامعات بصفتها "مؤسسات" تسيّجها جدران مانعة إلا نادرا، وهو ما جعل من هذه التجربة حدثا لم يتكرر.

من الواضح أن هذا النموذج الملهم - الذي يقوم على التأمل والتجربة واللقاءات والحوار – يشكل نقيض تجارب تدريس الصحافة في العالم العربي التي يقتصر جلها على قاعات ومختبرات الدرس. علما أن الجامعات التي تطورت كما ونوعا متجاهلة الالتحام والتواصل الفعال مع المجتمع، تتجاهل أيضا العلوم الاجتماعية بصفتها تخصصات لصيقة بحقل الإعلام، وبدل أن يقوم فعل تعويضي أو مواز لعملية التدريس عبر عملية دمج أو توظيف العلوم الاجتماعية لخدمة تدريس الصحافة، يحدث العكس تماما.

هكذا يحرم الحقل الصحفي من عملية مهنية ومخططة لتوفير إطار معرفي بالمجتمع الذي يتشابك ويصبح أكثر تعقيدا، ويخضع للتغيير والتحولات الاجتماعية والسياسية، والاقتصادية والدينية والثقافية... إلخ.

للمدقق يبدو أن هذا الدرس الحيوي والتفاعلي من نوع مختلف تماما؛ أي أنه درس قادم من عالم لا يمتّ بصلة لطريقة تدريس الجامعات بصفتها "مؤسسات" تسيّجها جدران مانعة إلا نادرا، وهو ما جعل من هذه التجربة حدثا لم يتكرر.

ظل البرنامج التعليمي فكرة ملهمة لكيفية تحقيق تواصل فعال وحقيقي بين طلبة الصحافة والإعلام والمجتمع الذي يفترض أنهم التحقوا بجامعاتهم ليصبحوا "وكلاء" معبرين عنه، فالصحافة - في جوهرها - جزء من عمليّة اجتماعيّة، لكنّ عدم تكرار هذه التجربة يعود لأسباب كثيرة أبرزها وجود خلل بنيوي في فكرة الجامعة بصفتها مؤسسة تعليمية أو مؤسسة تقليدية لإنتاج المعرفة.

 

الصحافةُ وعياً بالمجتمع 

أثناء تدريسي مساقات الصحافة المختلفة وتحديدا لطلبة السنة أولى أشدد دائما على  مبدأ أن الصحفي "وكيل المجتمع"، وأحث الطلبة على استحضارها في مسارهم لفهم دورهم وعلاقتهم بالمجتمع، وإدراك السلطة الشرعية التي يمتلكونها وتخولهم دخول منازل المواطنين وعرض قضاياهم ومساءلة المسؤولين...

 إنها عبارة يفترض أن توجه بوصلتهم أمام تنامي النقاش حول التقنية وصناعة الإعلام ومفاهيم الريادة ومتطلبات السوق (كمكان العمل وكالجمهور)، لكنها لا تفلح في تحقيق المراد منها لكونها معزولة عن السياق العام لعملية التدريس، وكذلك لغياب الربط المؤسسيّ بين مهارات الصحافة وممارساتها التقنية وعملية الفهم والوعي بالمجتمع الذي توفره حقول العلوم الاجتماعية المختلفة. 

لقد أنتج الطلبة المشاركون في درس "التعليم بالمجاورة" مواد صحفية بعد أن جمعوا مقابلات من أهالي الأغوار الشمالية الفلسطينية عن احتياجاتهم وهمومهم، حتما كانت المخرجات مختلفة عن تلك التي تنجز من المكاتب وعلى إيقاع النشر الحديث.

ويشير مصطلح العلوم الاجتماعية إلى مجموعة من التخصصات الأكاديمية التي تهتم بالمجتمع وعلاقات الأفراد مع بعضهم داخل المجتمع مثل: علم الإنسان وعلم الاقتصاد وعلم النفس وعلم الاجتماع. وقد يشمل غالبًا بمعناه الأوسع العلوم الإنسانية مثل علم الآثار والدراسات الإقليمية ودراسات الاتصالات والدراسات الثقافية والتاريخ والقانون وعلوم اللغة والعلوم السياسية...

وفق التعريف السابق، يتضح أن حقل الصحافة والإعلام قُدَّ من نفس "قماشة" حقول العلوم الاجتماعية مثل علم الاجتماع وعلم النفس.. 

وللدقة يمكن القول إن علم الاتصال علم حديث خرج من رحم العلوم الاجتماعية، وأي محاولة أو عملية لفصله التعسفي عن غيره من الحقول المعرفية في الجامعات "كارثة حقيقية"، وصلت حدودها في عدم استفادة كليات الصحافة والإعلام من تخصصاتها القريبة، بل أصبح عاديا التفاخر بعملية الفصل حتى إن دراسة عربية بعنوان "نظم تعليم الصحافة والإعلام في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: مشكلات قديمة مستمرة وتحديات جديدة" توصلت إلى أن " مسألة لجوء العديد من الجامعات إلى تكليف أساتذة من تخصصات متعددة في العلوم الاجتماعية والإنسانية للتدريس في برامج الصحافة والإعلام" يُعتبر عيبا ونقيصة.

وخلصت الدراسة أيضا إلى أن تأثير مدارس وكليات ومعاهد الإعلام بقي محدوداً في تطور إعلام مهني وصناعة إعلامية مستقلة إلى جانب العوامل الأخرى المرتبطة بالتطور السياسي والاجتماعي للدول المستهدفة. (2)

وشملت الدراسة رصد ومراجعة البرامج التعليمية في 120 مؤسسة تعليم عالٍ في تسع دول هي الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق ومصر وتونس والجزائر والمغرب، وتوصلت إلى أن البرامج والتخصصات التقليدية مسيطرة على خارطة البرامج التعليمية التي تقدمها هذه المؤسسات، وأن معظم هذه البرامج متشابهة ومكررة، مع غياب برامج تعليمية حديثة تتماشى مع الاتجاهات المعاصرة.

ورأت أن هناك نقصا حادا في أعضاء الهيئات التدريسية المتخصصين في مجالات الصحافة والدراسات الإعلامية والاتصال الجماهيري، وأن هناك استمرارا للأساليب التقليدية في تعليم مساقات الإعلام ومقاومة بعض الأساتذة للتغيير، وكذلك ضعف الخبرات المهنية لأعضاء الهيئات التدريسية.

من الواضح أن هذا النموذج الملهم الذي يقوم على التأمل والتجربة واللقاءات والحوار يشكل نقيض تجارب تدريس الصحافة في العالم العربي التي يقتصر جلها على قاعات ومختبرات الدرس.

أما الأكاديمية اللبنانية الدكتورة وفاء أبو شقرا فتنطلق من حقيقة العلاقة البديهية بين علم الاجتماع وحقل الإعلام، فالأول يتناول جميع نماذج العمليّات التي تحدث في المجتمع، كالتعاون والتنافس والصراع والتوافق والتثقيف والتنشئة والتنمية وإدارة الأزمات وغيرها، وهي كلّها عمليّات يؤدي فيها الفعل الاتصالي - بشتّى عناصره ووسائله - دوراً محوريّاً فيجعل الصحفيين بحاجة إلى "العدّة" المفاهيميّة للعلوم الاجتماعية، من أجل القيام بكافّة الوظائف الإعلاميّة. (3)

لقد قامت أبو شقرا بالتقصي في عيّنةٍ من جامعات تسع دول عربيّة فيها كليّات للصحافة، بغية التعرّف على مدى اعتمادها لمنهج "متعدّد التخصّصات" لتصل إلى خلاصة؛ مفادها أن هذه الجامعات تركِّز كثيراً على التأطير النظري والنواحي التقنيّة والتطبيقيّة، وهو ما يجعلها متقاربة إلى حدٍّ بعيد مع ما تقدّمه مراكز التدريب الصحفي، وفي المقابل، هناك نقصٌ واضح في تدريس كلّ ما من شأنه أن يزوّد الطالب بمعارف في المجالات المتداخلة بقوّة مع اختصاصه.

انطلاقا من هذه العناصر، نطرح السؤال الأبرز: كيف يمكن تدريس العلوم الاجتماعية للطلبة الصحفيين في ظل صعوبات كثيرة في مقدمتها طبيعة الخطط الدراسية، وتنامي متطلبات العمل الصحفي بفعل التطورات التكنولوجية، وتراجع حضور العلوم الاجتماعية في الجامعات ذاتها؟

علينا الاعتراف أن التعليم في الجامعات عملية غير ديمقراطية؛ لأن الطالب حتى وهو يختار تخصصه الدراسي، سيبقى أسيرا لخطط التدريس الجامدة والمقيدة التي تحدّد طبيعة تحصيله المعرفي. 

وأستحضر في هذا السياق تجربة تقدمها إحدى كليات الصحافة في الجامعات الأمريكية؛ إذ توفر إمكانية واسعة لاختيار الطالبِ مجموعةً من المساقات التي تطرحها الكليات في إحدى الحقول الإنسانية والاجتماعية خارج تخصص الصحافة، بمعنى أن طالب الصحافة يمكنه أن يختار من تخصصات العلوم الاجتماعية حزمة من المساقات تصل إلى 40% من المساقات التي عليه اجتيازها للتخرج. ولعل ميزة هذا الشكل الديموقراطي من التعليم أنه يمنح الطالب مساحة واسعة من الحقول العلمية التي يختارها وفق ميوله واهتماماته أو من خلال إرشاد طاقم كلية الصحافة وتوجيههم له. وما تعكسه هذه التجربة هو حالة من المرونة في الخطط الدراسية وانفتاحها على حقول العلوم الاجتماعية بإكساب الطلبة المعرفة الواسعة والعميقة في مواضيع يختارونها أثناء دراسة تخصص الصحافة.

ورغم فعالية هذا النظام واستجابته لحاجة ملحة تتمثل في توطيد العلاقة مع العلوم الاجتماعية فإنه يواجه تحديات جسيمة؛ من أبرزها تعدد الموضوعات التي يتعين على طالب الصحافة دراستها، التي تتزايد باستمرار بفعل الطفرات التكنولوجية المتلاحقة، فضلا عن الإشكاليات الداخلية التي تعاني منها معظم كليات الإعلام وأقسام الصحافة.

يشكل فهم الصحفي لدوره وسلطته في زمن تهمين فيه المنصات الرقمية وتُتاح الفرصة للجميع بأن يكون ناشرا، التحدي الأبرز الذي يواجه الصحفي اليوم. ونزعم أن رهان التكوين لطالب الصحافة يحتل الحيز الأكبر لمواجهة هذا التحدي، وإذا تمكن الصحفي من تحصيل معرفة مصدرها العلوم الاجتماعية، فإنه سيصير قادرا على إثبات تفرده وتقديم زوايا ومقاربات صحفية عميقة تشتبك مع تحولات العالم العربي ولا تهرب أو تنفصل عن معالجة قضاياه.

وكي يحدث ذلك علينا أن نبذل جهدا كبيرا لفكّ حالة الخصومة الراسخة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؛ فالجزر المعزولة التي نعيش في فيها تتناقض مع التداخل الحاصل بين الحقول، وهي تداخلات تفرضها تطورات العصر مثلما فرضتها سابقا مراحل تطور العلوم المعرفية ذاتها.


المصادر:

  1. موقع نوى. "مركز تطوير الإعلام يختتم 'دورة تفاعلية مع بدو الأغوار'." رام الله: موقع نوى، 2014. https://www.nawa.ps/ar/post/10564
  2. الطويسي، باسم. "نظم تعليم الصحافة والإعلام في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: مشكلات قديمة مستمرة وتحديات جديدة." عمّان: معهد الإعلام الأردني، 2018.
  3. أبو شقرا، وفاء. "العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟" الدوحة: معهد الجزيرة للإعلام، 18 مارس 2024. https://institute.aljazeera.net/ar/ajr/article/2594.

المزيد من المقالات

المسافة بين البنادق والصحافة في كولومبيا

كيف يعمل الصحفيون والبنادق فوق رؤوسهم؟ ما حدود تحدي عصابات المخدرات والمنظمات الإجرامية؟ وهل المعلومة أهم من سلامة الصحفي؟ من الحدود الكولومبية- الفنزويلية، يروي أيمن الزبير، مراسل الجزيرة، لمجلة الصحافة تجارب صحفيين يبحثون عن الحقيقة "بقدر ما يسمح لها".

أيمن الزبير نشرت في: 29 ديسمبر, 2025
كيف تجعل الصحافة أزمة المناخ قضية الناس؟

بين استيراد منظومة مفاهيم ومصطلحات غربية لا تنسجم مع البيئة العربية، وإنكار الأزمة المناخية أو العجز عن تبسيطها وشرحها للناس، تبرز قيمة الصحافة في تنوير الجمهور وإظهار أن قضايا التغير المناخي تمس جوهر الحياة اليومية للإنسان العربي.

Bana Salama
بانا سلامة نشرت في: 24 ديسمبر, 2025
ليبيا على سلم حرية التعبير.. هل نصدق المؤشرات؟

هل يعكس تحسن تصنيف ليبيا على مؤشرات حرية التعبير وضعية الصحفيين الحقيقية؟ وماذا تخفي الأرقام عن تأثير الانقسام السياسي وغياب التشريعات على المهنة؟ وما التحديات الأساسية لظهور "المؤثرين على المنصات الرقمية؟

عماد المدولي نشرت في: 17 ديسمبر, 2025
كيف يحمينا الشك من التضليل؟

هل تكفي الأدوات التقنية وحدها لإنقاذ الصحفيين من موجات التضليل التي ازدادت تعقيدا وخطورة في عصر الذكاء الاصطناعي؟ وكيف يمكن أن يتحول الشك المهني والحسّ النقدي إلى آليات أساسية في عملية التحقق من الأخبار؟ وما هي التحديات الجديدة التي تفرضها المنصات الرقمية على مدققي المعلومات في زمن السرعة وتدفق المعلومات؟

إسلام رشاد نشرت في: 14 ديسمبر, 2025
أي صورة ستبقى في الذاكرة العالمية عن غزة؟

أي صورة ستبقى في المخيلة العالمية عن غزة؟ هل ستُختصر القصة في بيانات رسمية تضع الفلسطيني في خانة "الخطر"؟ أم في صور الضحايا التي تملأ الفضاء الرقمي؟ وكيف يمكن أن تتحول وسائل الإعلام إلى أداة لترسيخ الذاكرة الجماعية وصراع السرديات؟

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 30 نوفمبر, 2025
ظاهرة "تجنب الأخبار".. هل بتنا نعرف أكثر مما ينبغي؟

رصدت الكثير من التقارير تفشي ظاهرة "تجنب الأخبار" بسبب الضغوط النفسية الشديدة وصلت حد الإجهاد النفسي نتيجة تلقي كميات ضخمة من الأخبار والمعلومات. ما تأثيرات هذه الظاهرة على غرف الأخبار؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

وسام كمال نشرت في: 16 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية.. تاريخ المجتمع والسلطة والتحولات الكبرى

تطورت الصحافة الثقافية في العالم العربي في سياق وثيق الارتباط بالتحولات السياسية والاجتماعية، ورغم كل الأزمات التي واجهتها فإن تجارب كثيرة حافظت على أداء دورها في تنوير المجتمع. ما هي خصائص هذه التجارب ومواضيعها، وكيف تمثلت الصحافة الثقافية وظيفتها في التثقيف ونشر الوعي؟

علاء خالد نشرت في: 13 نوفمبر, 2025
حرب السودان.. حين يُجرَّد الصحفيون من المهنة

"يُلقي الصحفيون السودانيون باللوم على المنظمات الدولية المعنيّة بِحرّيّة الصحافة، متهمين إياها بالتقاعس عن دعمهم والاكتفاء بتقديم مساعدات محدودة في الأسابيع الأولى للحرب، ثم تُرِك نحو 500 صحفي سوداني يصارعون ظروفا معيشية قاسية بلا دخل ثابت". عن وضعية الصحافة والصحفيين السودانيين يكتب محمد سعيد حلفاوي لمجلة الصحافة.

محمد سعيد حلفاوي نشرت في: 9 نوفمبر, 2025
الصحافة المتأنية في زمن الذكاء الاصطناعي: فرصة صعود أم بوادر أفول؟

هل يمكن أن تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي في ترويج وانتشار الصحافة المتأنية التي ما تزال تحظى بنسبة مهمة من متابعة الجمهور، أم ستسهم في اندثارها؟ يقدّم الزميل سعيد ولفقير قراءة في أبرز الأدوات، ويبحث في الفرص الجديدة التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي للصحافة المتأنية، خاصة في مجال خيارات البحث.

. سعيد ولفقير. كاتب وصحافي مغربي. ساهم واشتغل مع عددٍ من المنصات العربية منذ أواخر عام 2014.Said Oulfakir. Moroccan writer and journalist. He has contributed to and worked with a number of Arab media platforms since late 2014.
سعيد ولفقير نشرت في: 4 نوفمبر, 2025
كما في رواندا.. هل يمكن ملاحقة الصحافة الإسرائيلية بتهمة المشاركة في الإبادة الجماعية؟

"إرهابيون"، "وحوش"، "منتمون إلى حماس يجب قتلهم"، وتوصيفات أخرى لاحقت الصحفيين الفلسطينيين في الإعلام الإسرائيلي. أنس الشريف، صحفي الجزيرة، كان واحدا ممن تعرضوا لحملة ممنهجة انتهت باغتياله في غزة. ماهي أنماط التحريض الإعلامي ضد الصحفيين الفلسطينيين في إعلام الاحتلال؟ وهل يمكن متابعة الصحفيين والمؤسسات الإعلامية أمام العدالة الدولية كما حدث في رواندا؟

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 2 نوفمبر, 2025
البروباغندا بين الضمير المهني والأجندة المفروضة

حين فكرت وسائل الإعلام في صياغة مواثيق التحرير والمدونات المهنية، كان الهدف الأساسي هو حماية حرية التعبير. لكن التجربة بينت أنها تحولت إلى "سجن كبير" يصادر قدرة الصحفيين على مواجهة السلطة بكل أشكالها. وهكذا يلبس "الأخ الأكبر" قفازات ناعمة ليستولي على ما تبقى من مساحات لممارسة مهنة الصحافة.

فرح راضي الدرعاوي Farah Radi Al-Daraawi
فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 15 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
آليات التكامل بين الدعاية العسكرية والعمليات الميدانية ضد الصحفيين الفلسطينيين في غزة

مراكز استخبارات ومنظمات ضغط وإعلام إسرائيلية عملت منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة بالتوازي مع آلة الحرب في استهداف الصحفيين مهنيًا ومعنويًا. الإعلام الإسرائيلي، بنسختيه العبرية والإنجليزية، عزّز روايات المؤسستين العسكرية والأمنية وروّجها عالميًا، عبر حملات تشويه ممنهجة أغرقت الصحفيين باتهامات فضفاضة بلا أدلة. كيف أصبح استهداف الصحفيين إستراتيجية ممنهجة؟ وما آليات التنسيق بين الدعاية العسكرية وقتل الصحفيين الفلسطينيين؟

إبراهيم الحاج نشرت في: 8 أكتوبر, 2025
جندي برتبة مراسل أو صحافة على مقاس الجيش الإسرائيلي

يقدّم المقال قراءة تاريخية في أثر المراسل العسكري الإسرائيلي وأدواره المتماهية مع الفعل الحربي منذ ما قبل النكبة، عبر نقل أخبار العصابات الصهيونية وخلق حالة من التماهي بين الصحافة والعنف. وقد تحولت هذه "الوظيفة" لاحقا إلى أداة لتدويل الرواية الإسرائيلية، قبل أن تصبح مرجعًا أساسيًا في تغطية الحروب مثل العراق وأوكرانيا.

سجود عوايص نشرت في: 1 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
الصحفي السوري بين المنفى والميدان

كيف عاش الصحفي السوري تجربة المنفى ؟ وما هي ملامح التجربة الصحفية السورية بعد ثورة 2011: هل كانت أقرب إلى النشاط أم إلى المهنة؟ الزميل محمد موسى ديب يحاول في هذا المقال قراءة هوية المهنة المتأرجحة بين المنفى والميدان خاصة في ظل حكم نظام الأسد.

محمد موسى ديب نشرت في: 23 سبتمبر, 2025
تدقيق المعلومات والذكاء الاصطناعي والشراكة "الحذرة"

هل ستساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مدققي المعلومات، أم ستضيف عليهم أعباء جديدة خاصة تلك التي تتعلق بالتحقق من السياقات؟ ما أبرز التقنيات التي يمكن الاستفادة منها؟ وإلى أي مدى يمكن أن يبقى الإشراف البشري ضروريا؟

خالد عطية نشرت في: 14 سبتمبر, 2025
نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025