عرفت غرف الأخبار خلال السنوات الثلاث الاخيرة - وبالتحديد منذ بداية الحرب الأوكرانية الروسية - عهدا جديدا من التضليل بلغ ذروته خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة التي شهدت موجات مركبة من التضليل استخدم فيها حتى الذكاء الاصطناعي، والحملات الإعلامية الموجهة.
شهدت تلك الفترة أيضا الحرب في السودان، والحرب الباكستانية الهندية، والحرب الإيرانية الإسرائيلية، ومعركة "ردع العدوان" في سوريا، وما أعقبها من حملات تضليل.
فرضت هذه الأحداث تحديا هائلا أمام غرف الأخبار، للتعامل مع التدفق الإخباري المستمر بأمان في ظل التضليل المتعمد وغير المتعمد الذي تمتلئ به منصات التواصل الاجتماعي. ولذلك، فإن التحقق من الأخبار والفيديوهات، كان صمام الأمان والطريقة الوحيدة لضمان مصداقية التغطية، ومحاولة تفادي الفخاخ المنصوبة في كل مقطع وصورة.
التحدي في كل لحظة
في أب/31 أغسطس 2025، وقعت وسائل الإعلام العربية والإعلامية ضحية لعملية تضليل من السودان، وذلك بعد أخبار عن انهيار أرضي في قرية ترسين وسط دارفور، أسفر عن مقتل أفراد قرية بأكملها.
واعتمد الخبر على بيان من جيش تحرير السودان، وحظي باهتمام واسع بسبب حجم الكارثة، وهو ما جعل وسائل الإعلام تبادر للتغطية، لكن منذ اللحظة الأولى للخبر، ومحاولة غرف الأخبار الوصول لمحتوى حول الخبر، بدأنا في وكالة سند(1) عملية التحقق المعتادة على الأخبار المماثلة.
طريقة كتابة الخبر كانت باعثة على الشك؛ بسبب صياغاته المبالغة، وألفاظ مثل: موت جميع سكان القرية، وكذلك بسبب سرعة إحصاء أعداد القتلى رغم أنها منطقة نائية تندر فيها معدات الإنقاذ، ولذلك بدأنا بالخطوات الأساسية للتحقق، في مقدمتها محاولة الوصول لمصدر إضافي يؤكد المعلومة نفسها.
ورغم البحث المكثف، لم يظهر أي محتوى للمستخدمين حول الحدث، رغم حجم الكارثة، وكذلك لم نعثر على دليل يدعم الشكوك الأولية، التي استمرت وتزايدت.
تعد مهارة طرح الأسئلة أحد أبرز المهارات اللازمة لمدققي الحقائق ومحققي المصادر المفتوحة، وهي مهارة تعتمد على الحس الصحفي وعلى الخبرة في نطاق العمل بشكل أساسي وفي التحقق نفسه، لكن قبل السؤال، فإن الشك، هو المرحلة الأولى التي يعتمد عليها التحقق بأكمله.
قمنا بعدها بمحاولة الإجابة على الأسئلة التي طرحناها في البداية ضمنها السؤال عن سرعة إحصاء العدد، وعن الطبيعة الجغرافية للمكان، ولجأنا لصور الأقمار الصناعية، التي أظهرت أن مساحة القرية لا تتجاوز 2.7 كيلومتر مربع تقريبا، وتتكون من عدة بيوت فقط، ما عزز الشكوك الأولية أن القرية لا يمكن أن يسكنها هذا العدد أصلا، وأن الرقم مبالغ فيه. وقد تأكد ذلك بالفعل في الأيام التالية، بشهادات بعض سكان المنطقة التي نشرت عبر فيسبوك، وبتقارير الحكومة الرسمية التي أفادت أن العدد لم يصل إلى حجم الشائعات التي روجت مع إقرارها بوقوع الانهيار. لم يستغرق الأمر دقائق للتأكد من أن الخبر ليس صحيحا، وتأكيد الشكوك الأولية التي لها الفضل في طرح الأسئلة الناقدة للرواية الأولية.
تعد مهارة طرح الأسئلة أحد أبرز المهارات اللازمة لمدققي الحقائق ومحققي المصادر المفتوحة، وهي مهارة تعتمد على الحس الصحفي وعلى الخبرة في نطاق العمل بشكل أساسي وفي التحقق نفسه، لكن قبل السؤال، فإن الشك، هو المرحلة الأولى التي يعتمد عليها التحقق بأكمله.
لماذا يجب أن نقدم الشك؟
قد تكون النصيحة بضرورة الشك في كل المحتوى المنشور على المنصات أقرب إلى نصيحة بديهية، ينطق بها مدرب تدقيق الحقائق في بداية كل دورة تدريبية دون أن يكون ذلك ممكنا، فلا يمكن للصحفي أن يستخدم أدوات التحقق للتأكد من كل خبر أو مقطع.
لكن في السنوات الأخيرة - ومع دخول تقنيات حديثة إلى مجال التضليل، والاعتماد المكثف على محتوى المستخدمين - بات ضروريا التعامل مع كل مقطع بشكل منعزل، وتجنب فخ الثقة الوهمي الذي قد ينتاب الصحفي من تكرار العمل على نطاق معين أو حوادث متشابهة؛ ذلك أن الصحفي يقع أحيانا فيما يعرف بالانحياز التأكيدي، حيث تكون رغبته في التصديق والتعامل مع المادة لمواكبة الحدث والنشر السريع، أقوى من الشك الداخلي الذي يجب تقديمه.
كما أن المقاطع والأخبار المضللة لم تعد مقتصرة على صفحات محدودة أو حسابات مشبوهة، لكنها تعرف طريقها لتصدر التفاعل عبر المنصات، وقد كشفت العديد من الدراسات، إحداها أجريت على نحو 126 ألف منشور، أن الأخبار الزائفة تنتشر أسرع من الأخبار الصحيحة عبر منصة إكس.
كما يفيد مركز تاو للصحافة الرقمية التابع لجامعة كولومبيا في تحقيق نشر مع منظمة بروبابليكا، بعد 3 أشهر من اندلاع الحرب على غزة، أن حسابات موثقة على منصة إكس كانت تروج معلومات مضللة، شهدت نموًا كبيرًا في جمهورها خلال الشهر الأول من الحرب، ولم تكن ملاحظات المجتمع كافية لملاحقة الأكاذيب المنتشرة.
الصحفي يقع أحيانا فيما يعرف بالانحياز التأكيدي، حيث تكون رغبته في التصديق والتعامل مع المادة لمواكبة الحدث والنشر السريع، أقوى من الشك الداخلي الذي يجب تقديمه.
كذلك فإن استخدام التضليل كأداة في الحروب يفرض تحديا مختلفا، لا يمكن تفسيره فقط بانحياز الصحفيين التقليدي إلى السلطة الذي يجعلهم يتعاملون مع ما تنشره الجهات الرسمية بوصفه مصدرا موثوقا. فجزء كبير من المشكلة يرتبط أيضا ببيئة الإعلام الرقمي نفسها، حيث تدفع سرعة النشر، وضغط المنافسة على المشاهدات والوصول، العديد من المؤسسات الإعلامية إلى إعادة تداول المواد من دون تحقق كاف، ما يجعلها طرفا غير مباشر في نشر الأخبار المضللة بدلا من كشفها.
تشكل الحرب الإسرائيلية مثالا بارزا على توظيف التضليل كأداة من السلطات الرسمية، وعلى انحياز عدد من المؤسسات الإعلامية لتلك الرواية دون تحقق، رغم كونها صادرة عن سلطة احتلال وفي سياق حرب، حيث تتوافر كل الدوافع المهنية والأخلاقية لافتراض الشك الصحفي المبدئي.
وكانت صحيفة إسرائيلية قد نشرت تحقيقا في بداية أكتوبر وثقت فيه كيف أن المقاطع ثلاثية البعد التي ينشرها الجيش الإسرائيلي التي استخدمها كثيرا خلال الحرب على غزة، وأبرزها لإظهار مراكز قيادة مزعومة تحت المستشفيات في غزة، كانت في الأصل مقاطع من أحد المتاجر المعروفة لهذا النوع من الفيديوهات، كما تكرر نفس السيناريو في أماكن مختلفة.
ووثقنا في وكالة سند، عشرات الحالات التي كانت فيها الرواية الإسرائيلية الرسمية مضللة، من بينها كان نشر مقطع فيديو لمواسير نقل مياه في أحد المدارس، والادعاء بأنها لنفق تابع للمقاومة، وفيديو لاستهداف 100 سيارة تابعة للمقاومة في مارس/ أذار 2025، وقد ثبت زيفه، حيث لم يستهدف هذا العدد، كما تضمن الفيديو مقاطع لقصف سيارات هيئات مدنية واضحة.
جزء كبير من مشكلة التضليل في الحروب يرتبط ببيئة الإعلام الرقمي نفسها، حيث تدفع سرعة النشر، وضغط المنافسة على المشاهدات والوصول، العديد من المؤسسات الإعلامية إلى إعادة تداول المواد من دون تحقق كاف، ما يجعلها طرفا غير مباشر في نشر الأخبار المضللة بدلا من كشفها.
في مشهد قصف النفق، كان منظر المكان ومسار النفق المزعوم مثيرا للشك، حيث لا يتوافق المكان مع كونه مستشفى، كما لا تتبع الأنفاق هذا الشكل المنتظم، وهو ما أثبته التحقق عبر تحديد الموقع الجغرافي الذي أظهر أن الصورة ملتقطة من مدرسة، وأن الظاهر هو خط لتصريف المياه.
في إحدى الحالات، نشر حساب مسؤول رسمي إسرائيلي، مقطعا لمشهد يظهر فيه محاولة تصوير مشهد إصابة بعض الأشخاص، مدعيا أنه يحتوي على فبركة الفلسطينيين لمشاهد القتل، وهي حملة إسرائيلية ممتدة تعتمد على المشاهد المضللة، بدأت منذ استشهاد محمد الدرة قبل أكثر من عشرين عاما.
في هذا المشهد، وقبل أي تحقق، كان مظهر البيوت والشوارع لا يتشابه مع الشكل المعتاد في غزة مثيرا للشك، كما لا يوجد أي آثار قصف أو دمار، وهي علامة مهمة للتحقق.
بالبحث تبين أن المقطع يعود لكواليس أحد الأفلام، التقط في مدينة صور اللبنانية، ونشر مخرج الفيلم الكواليس عبر انستجرام.
وفي نوفمبر 2023، نشرت حسابات إسرائيلية مشهدا يظهر ممرضة تدعي أنها من مستشفى الشفاء بغزة، وتطالب المواطنين بالخروج من المستشفى بسبب سيطرة حماس عليها ومنعها الأدوية عنهم.
وفي المشاهدة الأولية، ظهر صوت الانفجارات في الخارج متقطعا ولا ينسجم مع الصوت المعتاد، وهو ما أثار الشك في إمكانية فبركة الفيديو بالكامل.
ولعل الشك بشأن فبركة الفيديو هو بداية لمسار التحقق من تركيب الصوت نفسه، بدلا من مسار البحث عن مصدر الفيديو أو عن هوية الممرضة من مصادر في المستشفى، وقد قاد تحليل الصوت بالأدوات المتخصصة، إلى اكتشاف أنه مسجل من أماكن مختلفة، ومركب مع الأصوات بالخلفية.
ووثق تقرير للمركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي (5)، كيف استخدمت إسرائيل التضليل الممنهج أداة في مواجهة المجتمع الدولي وفي مواجهة الفلسطينيين أنفسهم، لمحاولة تسويق روايتها والتبرؤ من جرائمها.
ورصد التقرير محاولة إسرائيل استخدام التضليل عبر أدوات الذكاء الصناعي، وآلاف الحسابات الوهمية والبوتات، في محاولة لتجريد الفلسطينيين من إنسانيّتهم وتصويرهم على أنهم خطر دائم؛ لتسويغ العنف، وتشريع الحرب عبر خلق ذرائع "أخلاقية" زائفة، كما وظّفت إسرائيل التضليل لتأجيج التحركات داخل المجتمع الفلسطيني والعربيّ، ومحاولة إثارة الرأي العام الداخلي.
الشك كوسيلة
وفي محاولة لتفادي الوقوع في التضليل، فإن قدرة الصحفي على الشك، وحسه الناقد لما يتابعه، هو ما يساعده لتجنب الأخطاء، وكذلك لتوفير الوقت والجهد. ويتلازم الفضول مع الشك؛ حيث إن معرفة كل معلومة ممكنة عن الحدث أو الفيديو المرفق، قد تكون الطريقة الأسهل للتفكير في محاولة التحقق من أي مقطع.
كما يجب أن تعمل ملكة الشك في النظر إلى كل شيء بدءًا من الحدث نفسه والمكان والوقت واللغة المستخدمة حيث قد يتجلى التضليل في كلمة واحدة.
ويُعد الناشر أو ما يعرف بالمصدر الأصلي في عمليات التحقق، أحد المؤشرات الأولى التي تستدعي الشك؛ إذ يعتمد الصحفي في تقييمه على طبيعة المصدر وموقعه وسياقه. فلا يُعقل - مثلا- أن يكون صحفي مقيم في الهند هو المصدر الأصلي لمقطع صور في الولايات المتحدة.
كما ظهرت العديد من الحسابات خلال الحرب على غزة مهمتها جمع فيديوهات من الصحفيين داخل غزة، أو الناشطين ممن يوثقون المظاهرات الداعمة في الخارج، وإعادة نشرها على المنصات المختلفة، لكن تتبع الحساب يظهر أنه ينشر مقاطع من شمال وجنوب القطاع في اليوم نفسه، وهو ما لا يمكن حدوثه إلا نادرا.
وتقع وسائل الإعلام ضحية لتلك الصفحات بسبب نشرها لمئات المقاطع الصحيحة، رغم أن التحقق من كل مقطع لا يلزمه سوى الشك في المصدر، وبالتالي الوصول للصحفي الناشر، وعندها يظهر أن المقطع قديم، ونشرته الحسابات لزيادة التفاعل.
كما يمكن لخبرة الصحفي في نطاق التغطية أن تمنحه هذا الحس النقدي تجاه كل مقطع، حيث يمكنه بسهولة تقييم قوة المصدر، ومعرفة ما إذا كان من المصادر المعروفة للنشر في هذا النطاق، والوصول إلى المصادر الإضافية التي قد توجد في المكان نفسه، مما يمكنه من البحث عنها لمحاولة العثور على زاوية إضافية للحدث، وهي إحدى القرائن الحاسمة في أي عملية تحقق.
الدوافع
إن الشك في الدوافع طريقة فعالة تقود للتحقق والوصول إلى الحقيقة وتجنب عمليات التضليل الممنهجة.
ولعل أبرز الأمثلة على ذلك الحرب الباكستانية الهندية الأخيرة التي شكلت تجربة مثيرة للصحفيين، بسبب الكم الهائل من المحتوى المضلل الذي أحاط بالحرب، طغت عليه مقاطع الذكاء الاصطناعي وألعاب الفيديو وغيرها، وقد حظيت بانتشار واسع بسبب الوجود المكثف للمستخدمين من الدولتين على منصة إكس، كما مثل اختلاف اللغة والطبيعة الجغرافية المختلفة، تحديا كبيرا في عمليات التحقق. وقد أضافت الرغبة الرسمية في إظهار التفوق، بعدا إضافيا للتضليل، حيث لم تقدم الجهات الرسمية بيانات واضحة عن خسائرها، وشاركت في نشر المعلومات المضللة.
خلال تلك الحرب، كان كل مقطع عن خسائر أي طرف، ينظر إليه من تلك الزاوية، مع إضافة مراحل تحقق إضافية؛ لتأكيد المكان والزمان بشكل دقيق، وهو ما ساعد في تجنب عشرات المقاطع المضللة.
كما عززت الحرب بين إسرائيل وإيران، ضرورة فهم الدوافع خلال عملية التحقق، حيث انتشرت مقاطع تظهر هروب مساجين، أو خروج مواطنين عبر المعابر الرسمية، وغيرها من المشاهد التي كانت تتوافق من حيث السياق مع حالة الحرب، كما أن شكل المباني والشوارع كان موافقا أيضا للطبيعة الجغرافية لإيران. لكن التفكير في دوافع النشر، هو الذي قاد إلى البحث المكثف حول كل المقاطع المشابهة التي تبين أن أغلبها زائف، وأنها كانت ضد حملة إعلامية قادتها حسابات إسرائيلية لمحاولة إظهار انهيار النظام الحاكم في إيران.
الحرب الباكستانية الهندية الأخيرة التي شكلت تجربة مثيرة للصحفيين، بسبب الكم الهائل من المحتوى المضلل الذي أحاط بالحرب، طغت عليه مقاطع الذكاء الاصطناعي وألعاب الفيديو وغيرها، وقد حظيت بانتشار واسع بسبب الوجود المكثف للمستخدمين من الدولتين على منصة إكس.
ما بعد الشك
يمكن عدّ عملية الشك وطرح الأسئلة الأساسَ الأول لعملية التحقق، معتمدة بشكل كامل على قدرة الصحفي على تجاوز الانحيازات الشخصية، والتفكير المتأنّي في كل مقطع.
وربما يحضر مصطلح التفكير المتأني بوصفه عنصرا أساسيا في العملية، حيث يجعلنا التفكير السريع أسرى للمعلومات المتداولة والمتاحة للعامة، ويجعلنا نفكر بكل الانحيازات المسبقة، لكن التفكير ببطء، يجعل من السهل إعادة التفكير في كل المسلمات.
بعدها تبدأ المرحلة الأسهل من عملية التحقق والمتعلقة بالوصول إلى الأجوبة، إذ سيكون لتفكير الصحفي وطريقته في تقييم المصادر الدور الأهم بشكل يفوق كل الأدوات المتاحة في أغلب الأوقات.
هكذا، تتدرج الأسئلة من الأهم إلى الأكثر أهمية، وتصبح عاملا حاسما في سرعة الوصول إلى إجابة حول صحة أي معلومة، وهو ما يعد ضروريا في عمليات التحقق خلال التغطيات الإخبارية.
وتأتي الأدوات باعتبارها المرحلة الأخيرة في عملية التحقق، حيث تؤدي حاسة الصحفي دورا حيويا في اختيار الأداة الأنسب القادرة على الإجابة على تساؤلاته حول المحتوى. وعليه، فإن عملية التحقق، ليست سوى استخدامٍ مكثفٍ للحس النقدي لدى الصحفي معتمدا على رؤيته للمصادر والسياقات والدوافع، في محاولة لتفادي عمليات التضليل المستمرة والتحديات التي تفرضها طبيعة التغطيات الإخبارية الجارية.
المراجع:
1) وحدة للتحقق من الأخبار داخل شبكة الجزيرة الإعلامية