من الحارات إلى "القارات".. كيف أصبحت صحفيا للجزيرة؟

لعل البعض قد يستهجن العنوان قليلاً، وربما يجد البعض الآخر غضاضةً في كلمة "حارات"، لكنها باختصار هي الحقيقة، حقيقة أنني كنت أرسل أخباراً من بعض الحارات والأحياء في عاصمة الشرق السوري المنسية، دير الزور، ومن الحدود العراقية-السورية ثم حلب وإدلب وبعدها من حواري عنتاب وأورفا وصولاً إلى تغطيات صحفية لقناة الجزيرة في ثلاث قارات. لكن كيف بدأت القصة؟

 

"نحتاج فدائيا يتحدث العربية والإنجليزية"

في منتصف عام 2011، وبعد أن بُح صوتي في قيادة المظاهرات الكبرى في ميادين وساحات دير الزور، وكتابة الهتافات الثورية، اقتحم الجيش السوري المحافظة للمرة الأولى برتل كان قوام طلائعه 90 دبابة ومدرعة وعدداً من فرق المشاة من بينها فرق للوحدات الخاصة والحرس الجمهوري.

في تلك اللحظة أدركت - بيقينٍ لا شك فيه - أن الخروج في أي مظاهرة يعني الموت، وأنه لا مكان للرومانسية أو للتفاؤل الساذج بالوقوف أعزَل أمام الدبابات لاستدرار عاطفة قائديها. فهذه ليست ساحة تيان آن من، ولن يكون المصير كمصير رجل الدبابة الصيني الذي شاهده العالم كله وكان ملهما لنقل ما يجري في سوريا ساعتئذ.

كانت أغلب المدن السورية الثائرة - آنذاك - قد اقتحمها الجيش وتطور الأمر فيها إلى الصدام المسلح منذ الأيام الأولى، إذ تساوى عند الكثير من أولئك الموت والحياة وهان عليهم الظهور أو الحديث على وسائل الإعلام والخروج بالصوت والصورة، أما عندنا في دير الزور فقد كان الأمر عسيرا حتى وإن سبق للبعض من أبنائها المغتربين أن ظهروا عبر برامج الاتصال من خارج البلاد متحدثين عن الحال هناك.

دار النقاش سريعاً بيننا بأن سبب الضعف في نقل ما جرى عندنا في المدينة هو عدم وجود متحدث بالعربية والإنجليزية يتجنب البكاء والشكوى مثلما كان يطلع من بعض المحافظات، باستخدام هاتف ورقم واحد غير مسجل يستخدمه شخص واحد حتى لا يتعرض الجميع إلى التهلكة.

ولأن الناس ربما رؤوا في أني أمتلك هذه الصفات، استقر الرأي عليَّ، وأيضا لأني قد هجرت بيت والدي رحمه الله منذ اندلاع الحراك كما كنت مطلوباً كمئات آلاف السوريين للأفرع الأمنية، ولأنني أيقنت أن لا سبيل لمواصلة تعليمي الجامعي في مثل تلك الظروف.

كانت أول مداخلة لي أثناء مداهمة الجيش وتمشيطه للأحياء واحدًا تلو الآخر. في ذلك الوقت كنت في منزل خالي، وكانت المداخلة مع الجزيرة الإنجليزية.
انتهت المكالمة في اللحظة نفسها التي ارتفعت فيها الأصوات وعمّ الاضطراب في المبنى؛ فقد بدأ الجيش بتفتيش الحي الذي يقع فيه بيت جدي وأخوالي.
لكن العناية الإلهية صرفتهم عن بيتنا، من غير حولٍ منا ولا قوة.

 

ولادة أوس العربي

كنت أشاهد مداخلة لناشط صار من المشاهير في إحدى القنوات العربية، فبكى قبل أن تقاطعه المذيعة بطريقة تشبه تعنيف الأم لابنها عند إفراطه بالبكاء، مطالبة إياه بالكف عن النحيب لأنها لم تفهم ما يقول. سرعان ما بدأت تسأله عن تفاصيل لم يألفها هو وناشطو الثورة، إذ شعرت بمبالغة في روايته. منذ ذلك اليوم عزمت ألا أقول إلا ما رأيت بعيني، وألا ألتفت للأخبار المتداولة في المدينة حتى أتحقق منها بنفسي، سواء كانت تفريقًا بالقوة أم إطلاقًا للنار. وقد ظهرت فيما بعد في الكثير من وسائل الإعلام.

لكن مغالبة المشاعر لم تكن أمرا يسيرا. ما زلت أذكر ظهوري على قناة الجزيرة العربية ضمن نشرة هذا المساء حين تحدثت عن مجزرة بعثة المراقبين الدوليين. وأمام عيني قتل الصديق والأخ حذيفة غدير رحمه الله في قلب مدينة دير الزور وأمام لجنة المراقبين.

لم أدرك أثناء المداخلة أنني انسقت إلى تفاصيل كثيرة غلبت فيها المشاعر، في حين كان الأجدر أن أكتفي بسرد خبر الجريمة التي ارتكبها الأسد ونظامه.

لأسباب أمنية لا تخفى على من يعيش تجربة المواطن الصحفي في العالم العربي كان لابد من اختيار اسم لا يمت للبيئة ولا لأسماء العوائل المشهورة، خاصة وأن المدينة تركيبتها عشائرية، وزج أي اسم بغير احتياط لغرض التمويه قد يعرض حياة الآخرين للخطر. كان لصديقي مثنى ابن شقيقة اسمه أوس، وكان الأمين العام للجامعة العربية آنذاك هو نبيل العربي. مزجنا بين الاسمين، فصرت أوس العربي.

لكن مغالبة المشاعر لم تكن أمرا يسيرا. ما زلت أذكر ظهوري على قناة الجزيرة العربية ضمن نشرة هذا المساء حين تحدثت عن مجزرة بعثة المراقبين الدوليين. وأمام عيني قتل الصديق والأخ حذيفة غدير رحمه الله في قلب مدينة دير الزور وأمام لجنة المراقبين.

لم يقتصر التنكر والتخفي على الاسم فقط، بل رحنا نبتدع طرقاً أخرى من شأنها أن تخفي هويتنا. تغيير الصوت أثناء الحديث على الهاتف كان خيارنا الأول وإن بدا الصوت مضحكا في بعض الأحيان. كانت حينها باكورة ثورة أجهزة الهاتف الصينية التي كانت تغير صوت المتحدث لكن الكثير من القنوات كانت تشتكي من ذلك وتطالبنا بوقف استخدامها.

 

عمار الحاج

منذ أواخر سنة 2011، أصبحت صحفيا في شبكة الجزيرة، كنت أظهر بصفة شاهد العيان ثم اختفت تلك الصفة. لم أتلق أي تدريب – حينها - لكنني كنت قد بدأت بإرسال الصور والأخبار المكتوبة والظهور في المداخلات الصوتية بشكل منتظم، واستمررت بهذه الوتيرة حتى منتصف عام 2012 حين استدعيت للمرة الأولى إلى تركيا. قابلني الاستاذ تيسير علوني الذي كان من تواصل معي باسم الجزيرة منذ البداية ثم أشرف على تغطية الثورة حقبة من الزمن. زودني بعدها بالمعدات وأجرى لي تدريبا سريعا، وقال لي حان وقت الظهور على الشاشة: الآن وعليك اختيار اسم جديد.

لأسباب أمنية لا تخفى على من يعيش تجربة المواطن الصحفي في العالم العربي كان لابد من اختيار اسم لا يمت للبيئة ولا لأسماء العوائل المشهورة، خاصة وأن المدينة تركيبتها عشائرية، وزج أي اسم بغير احتياط لغرض التمويه قد يعرض حياة الآخرين للخطر. كان لصديقي مثنى ابن شقيقة اسمه أوس، وكان الأمين العام للجامعة العربية آنذاك هو نبيل العربي. مزجنا بين الاسمين، فصرت أوس العربي.

حين عدت إلى سوريا، كان الهاجس الأكبر يطاردني: منزلنا يقع قبالة فرع أمن الدولة، وعيون المخابرات لا يعجزها أن تعرف من أكون أو أين أسكن. كنت أخشى أن يُختطف والدي وإخوتي الذين سبق أن اعتقلوا جميعاً إبّان الثورة، لإجباري على تسليم نفسي، كما حدث مع كثير من الناشطين.
اضطرت عائلتي إلى الرحيل نحو دمشق، التي كانت آنذاك تمتلئ بالملايين من المهجّرين من مختلف المحافظات. هناك غيّرت اسمي إلى عمار الحاج، واتخذت كل ما يمكن من احتياطات، من إطالة الشعر أحياناً إلى قصّه حيناً آخر، ومن تلك اللحظة بدأت حكايتي رسميّاً مع الجزيرة.

من النشاط إلى الاحتراف

كان الفارق شاسعا بين ظهورنا بصفتنا ناشطين وشهود عيان على الشاشات، وظهور المندوب أو المراسل الرسمي للقناة المسؤول عن كلمة رسمية أو عن توصيف طرف في بيئات الحروب أو الثورات المسلحة.

لقد كان النشطاء - وإن كانوا محقين من وجهة النظر الثورية على الأقل - ينعتون عناصر النظام بالمجرمين والقتلة ونعوت أخرى يتعالى المقام عن ذكرها، لكن هذا ليس عمل الصحفي المحكوم بقواعد مهنية وأخلاقية صارمة لكن لا يعني أيضا الانحياز إلى القتلة.

لم يعد بوسعي أيضا قبول أي صورة من الكتائب المنتشرة في المدينة قبل أن أسأل وأتحقق من تاريخها ومكانها وسياقها. كنت أفعل ذلك حتى قبل انضمامي إلى الجزيرة، لكن الحرص الآن أصبح مضاعفا.

بعد انضمامي إلى الجزيرة، لم أعد ابن البيئة التي أعيش فيها فحسب، بل العارف بفصائلها وكتائبها ومدى الأخطار المحيطة بها، والمطلع على مناطق انتشار النظام والمناطق المحظورة. فقد أصبحت مطالبا بالتوجه إلى أماكن لم تطأها قدمي من قبل، حتى في أيام السلم. ولأن عملي صار يفرض علي التعامل مع أشخاص، وإن كانوا من الثوار، كان لزاما أن أتوخى أقصى درجات الحذر، فأستفسر عنهم وعن تبعيتهم ومواقع تمركزهم، ثم أتحقق من ذلك عبر من أثق بهم من أبناء مناطقهم.

الخوف في تلك المرحلة تضاعف، لم يعد مصدره النظام وأجهزته الأمنية وحدها، بل أيضا من بعض من لا يرضيهم أداؤك أو أداء مؤسستك ممن يدعون الانتساب إلى الثورة. وهذا بدوره كان يدفعك إلى مزيد من الالتزام بالحياد، حتى في منشوراتك الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي التي لم تكن قد شهدت بعد ما نشهده اليوم من انفلات وتحول غريب.

ومع كل هذا الحرص، لم أسلم من الخطر، فقد تعرضت للاختطاف من قبل تنظيم الدولة الإسلامية رغم التزامي بكل ما أوصيت به آنفا. كانت الحادثة محض صدفة، ولمن يرغب في معرفة تفاصيلها، فليعد إلى روايتي "أسير الوالي: مذكرات مراسل الجزيرة في سجون تنظيم الدولة".

 

الخوف في تلك المرحلة تضاعف، لم يعد مصدره النظام وأجهزته الأمنية وحدها، بل أيضا من بعض من لا يرضيهم أداؤك أو أداء مؤسستك ممن يدعون الانتساب إلى الثورة. وهذا بدوره كان يدفعك إلى مزيد من الالتزام بالحياد، حتى في منشوراتك الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي التي لم تكن قد شهدت بعد ما نشهده اليوم من انفلات وتحول غريب.

لقد أيقنت حين بدأت العمل مع الجزيرة صواب التزامي بالاحتياط في نقل الأخبار، فعلى عكس ديدن كثير من الناشطين وشهود العيان الذين يغفلون دون سوء نية – غالباً - عن هذه الأمور: لا خبر إلا و يجب نسبه للمصدر، لا داعي للإسهاب في المداخلة إلا للتذكير بالأحداث الجارية، ولا سبيل للمراسل للاستطراد في التحليل و تقديم النتائج و العظات، فهذا ليس من شأنه - وإن كان هناك مجال للتحليل - فلا بد أن يبدأ أولا بعرض الوقائع، ثم الإشارة - مثلا - إلى أنه إذا آلت الأمور إلى كذا، فسيكون السياق على النحو التالي.

تعلمت أيضا أن المراسل ومظهره لا يجب أن يسبق الخبر، لا ثياب ملفتة ولا حلي و لا حتى قصات شعر غريبة تدفع المشاهد للتأمل في أشياء أخرى، ونسيان ما الذي كان يتحدث عنه، والأهم  أن يكون المراسل على مسافة واحدة من كل الأطراف لأن حياديته هي طوق نجاته.

تعلمت مهارات أخرى، خصوصا في التصوير، فذلك الشغف غير المحدود لدى الناشطين باستخدام لقطات التقريب والإبعاد (زووم إن وزووم آوت) يختفي تماما في عالم الصحافة المهنية، لأنها أداة فنية تُستخدم وفق شروط محددة، لا بشكل عشوائي كما كان يفعل كثير من الناشطين. فكل صورة لها وظيفة محددة في الغالب، وكذلك الجمل الافتتاحية والختامية، ولقطات البداية والنهاية، والكتابة للصورة لا عنها. كل ذلك كان غائبا عن أذهاننا خلال فترة عملنا كناشطين.

 

ما لا ينسى

أستطيع أن أعدد ما لا حصر له من الدروس والعبر و الأخطاء والتجارب التي مررت بها خلال ثلاثة عشر عاما من عملي مع الجزيرة، و يمكن أن أسوق ما لا يحصى من الأمثلة عن ضرورة الالتزام بالحياد في مختلف البيئات في نقل الخبر لكن إن كان لابد من ذكر مثال واحد، فلعلي أستحضر تغطية ليلة محاولة الانقلاب في تركيا عام 2016.

يومها كنت أقف مع زميلي المصور خيري في ساحة تقسيم، حين وصل مئات الجنود وعدد من العربات إلى وسط الساحة. كانت المظاهرات آنذاك في حي الفاتح في إسطنبول، أو أمام مبنى الأمنيات القريب، تطالب برحيل العسكر. كنت أتحدث عن ذلك، لكنني في الوقت نفسه، فاجأت زميلي المذيع حين قلت: "وعلى الرغم من ذلك، أرى العشرات وربما المئات من الأتراك قد التفوا حول الجيش وأخذوا يحيّونه ويؤيدون الانقلاب". استدرك زميلي ظانا أنني أخطأت، لكنني أكدت له ما رأيته، وأوضحت بالصورة ما جرى.

 

كانت المظاهرات آنذاك في حي الفاتح في إسطنبول، أو أمام مبنى الأمنيات القريب، تطالب برحيل العسكر. كنت أتحدث عن ذلك، لكنني في الوقت نفسه، فاجأت زميلي المذيع حين قلت: "وعلى الرغم من ذلك، أرى العشرات وربما المئات من الأتراك قد التفوا حول الجيش وأخذوا يحيّونه ويؤيدون الانقلاب". استدرك زميلي ظانا أنني أخطأت، لكنني أكدت له ما رأيته، وأوضحت بالصورة ما جرى.

 لقد تعرضت للشتم، ساعتها، من بعض المتضامنين مع الرئيس اردوغان ومحبيه، لكن كان لابد من الإشارة إلى ما رأيته، أما إنكاره لن يرفع من قيمتي كصحفي وإنسان كما لن يحط منها أيضا.

 الأمر ذاته تكرر في أوكرانيا، حين كنا نغطي القصف الروسي الذي استهدف بعض المنازل والمدارس. كانت وسائل الإعلام الأوكرانية تتحدث عن عشرات القتلى، بينما لم يكن يُنتشل سوى عدد محدود من الجثث. كما كانت تشير إلى أن الأهداف جامعات ومنشآت مدنية، في حين كنا نشاهد استخراج أسلحة وجثث لعناصر من الجيش. ومع ذلك، فإن وجودنا في أوكرانيا لم يمنعنا من نقل الصورة كما هي، دون تبني أي رواية، سوى ما تنقله الكاميرا إلى المشاهد.

هذه بعض الدروس والمسيرة مستمرة.

وسوم

مقالات ذات صلة

عمر الحاج.. "التحول" الصعب من العطلة إلى بؤرة الزلزال

قبل أن يضرب زلزال عنيف مناطق واسعة من المغرب، كان عمر الحاج مستمتعا بعطلته، ليجد نفسه فجأة متأرجحا بين واجبين: واجب العائلة وواجب المهنة، فاختار المهنة. في تغطيته لتداعيات الكارثة الطبيعية، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، خرج بدروس كثيرة يختصرها في هذه اليوميات.

عمر الحاج نشرت في: 17 أغسطس, 2024

المزيد من المقالات

يوميات صحفي في دمشق يوم التحرير

وجد الصحفي محمد ديب نفسه متأرجحا بين شعورين متناقضين: فرحة السوري بسقوط نظام استبد بالبلاد لعقود، ومسؤولية الصحفي الذي يسعى لتوثيق لحظة مفصلية في تاريخ سوريا بصفته شاهدًا عليها. في هذا المقال، يتأمل ديب المسافة الدقيقة بين الإنسان والصحفي.

محمد موسى ديب نشرت في: 3 ديسمبر, 2025
ماذا يعني أن تكون صحفيا استقصائيا اليوم؟

قبل أسابيع، ظهرت كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وهي تزيل شعار منصة "ميديا بارت". كانت تلك اللحظة رمزا لانتصار كبير للصحافة الاستقصائية، بعدما كشفت المنصة تمويل القذافي لحملة ساركوزي الانتخابية التي انتهت بإدانته بالسجن. في هذا المقال، يجيب إدوي بلينيل، مؤسس "ميديا بارت"، وأحد أبرز وجوه الصحافة الاستقصائية العالمية، عن سؤال: ماذا يعني أن تكون صحفيًا استقصائيًا اليوم؟

Edwy Plenel
إدوي بلينيل نشرت في: 25 نوفمبر, 2025
عاصف حميدي: لا نخفي الحقيقة تحت شعار التوازن

شكلت تغطية حرب الإبادة الجماعية على غزة حدثا مهنيا استثنائيا كانت فيه قناة الجزيرة في قلب المشهد، ودفع طاقمها ثمنا باهظا. في هذا الحوار، تتحدث مجلة الصحافة مع عاصف حميدي، مدير قناة الجزيرة، حول خصوصيات التغطية، وآليات التعامل مع المراسلين، وأولوية السلامة المهنية، وكواليس صناعة القرار التحريري داخل غرفة الأخبار.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 23 نوفمبر, 2025
قصة صحفية سودانية في قبضة "الدعم السريع"

تعرضت للاعتقال، عُذبت، حاولوا اغتصابها، هددوها بالقتل، نعتوها بأوصاف حاطة بالكرامة، عذبوا ونكلوا بشقيقها بحثا عنها، ثم دفعت عائلتها فدية لإطلاق سراحها. جربت الهجرة واللجوء، لكنها عادت إلى السودان لتغطي جانبا من مآسي الحرب، خاصة في منطقة الفاشر التي ترزح تحت الحصار. هذه قصة اعتقال وتعذيب صحفية سودانية على يد قوات جيش السريع.

Empty screen
صحفية سودانية نشرت في: 29 أكتوبر, 2025
نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
قصتي مع "تركيز الصوت والإلقاء" ومعهد الجزيرة للإعلام

كيف بدأت قصة فادي مطر مع دورة "تركيز الصوت والإلقاء" بمعهد الجزيرة للإعلام؟ وإلى أي مدى يمكن أن تحسن مهارات الصحفيين؟ وما تأثيرها على على أداء وسائل الإعلام؟

فادي مطر نشرت في: 25 مايو, 2025
حسام شبات.. سيرة صحفي شجاع

منذ انطلاق حرب الإبادة الجماعية على غزة، قتل الاحتلال 208 صحفيا بنمط ممنهج لإسكات صوت الحقيقة، آخرهم كان حسام شبات مراسل الجزيرة. الزميل محمد الزعانين كان قريبا منه مهنيا وإنسانيا، كتب هذه الشهادة المزدوجة عن الصحفي والإنسان.

محمد الزعانين نشرت في: 25 مارس, 2025
عن أصول الانتقال الإعلامي في سوريا

في البدايات الأولى للمرحلة الجديدة في سوريا ظهر الكثير من الصحفيين والنشطاء و"المؤثرين" في السجون والمعتقلات ينقبون في الأوراق والمستندات التي قد تمثل أدلة هامة لكشف جرائم النظام السابق. هذه "الفوضى" التي عادة ما تلي الفترات الانتقالية، تدفع الدكتور عربي المصري إلى طرح سؤال جوهري: ماهي أصول الانتقال الإعلامي في سوريا؟

Arabi Al-Masri
عربي المصري نشرت في: 9 مارس, 2025
الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024