اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

تفتخر السويد بمستويات ثقة مرتفعة بوسائل الإعلام الإخبارية، سواءٌ مؤسسات الخدمة العامة أو الصحف اليومية المملوكة للقطاع الخاص، وهي ثقة تميل إلى الارتفاع في أوقات الأزمات والحروب. وقد لوحظت - مثلًا - مستويات أعلى من الثقة في وسائل الإعلام التقليدية في بدايات جائحة كورونا، وكذلك في بدايات الحرب في أوكرانيا عام 2022.
 على هذه الأرضية من الثقة المرتفعة في وسائل الإعلام، جاء 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 بوصفه اختبارًا حقيقيا للممارسة الخبرية؛ إذ انهالت الشكاوى على لجنة مراجعة الإذاعة والتلفزيون، وهي هيئة رقابية مستقلة داخل الهيئة السويدية للإعلام وظيفتها الرئيسية فحص الشكاوى والمحتوى المعروض في الإذاعة والتلفزيون وبعض خدمات الفيديو عند الطلب للتحقق من الالتزام بالقانون وشروط ترخيص الخدمة العامة.

 خلال الفترة بين أكتوبر 2023 و2024 قُيِّدت لدى لجنة المراجعة التابعة لهيئة الإعلام 1582 شكوى للنظر تتصل تحديدًا بالتغطية الإخبارية لحرب غزة. كما سُجّلت ضدّ التلفزيون الرسمي (SVT ) أكثر من مئة شكوى بعد شهرٍ واحد من 7 تشرين الأول/أكتوبر . وقد أُدينت نشرة الأخبار في التلفزيون «SVT Nyheter» في ثلاث قضايا كانت جميعها بسبب تغطية منحازة لصالح إسرائيل.

وللانتقال من الانطباعات إلى القياس الكمي أنجزت Dagens ETC تحقيقًا تحليليًا تقنيًا على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و31 آب/أغسطس 2024 في صحف ومواقع Dagens Nyheter، Svenska Dagbladet، Expressen، Aftonbladet، Göteborgs-Posten، Sydsvenskan، Dagens، إضافةً إلى موقعي التلفزيون الرسمي (SVT ) والإذاعة العامة (SR)، ومواد Dagens ETC نفسها.

ربما يكون من المفيد - قبل التحليل - تفكيك خرائط النفوذ التحريري، على نحوٍ يتيح للقارئ غير السويدي فهم الخريطة الإعلامية التي شملتها معاينة Dagens ETC. يتألّف المشهد الإعلامي في السويد من قطبين رئيسيين: خدمةٌ عامة ممثَّلة في التلفزيون السويدي (SVT) وإذاعة السويد (SR)، وصحافة خاصة تقودها مجموعات ملكية كبرى في مقدمتها مجموعة بونيير (Bonnier ) التي تملك نحو 50 صحيفة: ثلاث وطنية كبرى ونحو 47 صحيفة محلية/إقليمية عبر ذراعها «بونيير نيوز لوكال»، إضافةً إلى قرابة 20 مجلة مطبوعة ضمن قطاع الموضة وأسلوب الحياة ومجموعة شيبستيد النرويجية التي تمتلك صحيفتين وطنيتين مطبوعتين إضافةً إلى منصّة الأخبار الرقمية Omni التي يستخدمها نحو 650 ألف قارئ أسبوعيًا، مع نحو 5.5 ملايين زيارة أسبوعيًا وقرابة 40 مليون صفحة مقروءة في الأسبوع في الفترات الإخبارية العادية (قفزت إلى 70 مليون صفحة في أسبوع ذروة حرب أوكرانيا) ومعها مجموعات إقليمية مثل ستامبين Stampen.

  خلال الفترة بين أكتوبر 2023 و2024 قُيِّدت لدى لجنة المراجعة التابعة لهيئة الإعلام 1582 شكوى للنظر تتصل تحديدًا بالتغطية الإخبارية لحرب غزة. كما سُجّلت ضدّ التلفزيون الرسمي (SVT) أكثر من مئة شكوى بعد شهرٍ واحد من 7 تشرين الأول/أكتوبر. وقد أُدينت نشرة الأخبار في التلفزيون «SVT Nyheter» في ثلاث قضايا كانت جميعها بسبب تغطية منحازة لصالح إسرائيل.

في المقابل تعمل مؤسسات الخدمة العامة بلا إعلانات وبتمويلٍ عبر رسم عام يُجبى ضريبيًا منذ 2019، مع ولايةٍ قانونية على الاستقلال والحياد، ورقابة مهنية من لجنة المراجعة، ونظام دعمٍ للصحافة يُبقي التعددية رغم تركّز الملكية. إلى جانب ذلك يضبط مجلس الصحافة ومدوّنات السلوك المهنية العلاقة بين التحرير والإعلان ويكرّسان معايير الدقة والموضوعية.

ضمن هذه الخلفية، تُعدّ Dagens NyheterDN الصحيفةَ اليومية المرجعية في السويد، وتتبنّى تقليديًا خطًّا «ليبراليًا مستقلًا» على صفحة الرأي وتستهدف جمهورًا وطنيًا واسعًا من النخبة وصنّاع القرار. وإلى جوارها تأتيSvenska Dagbladet SvD بخطّ تحريري محافظ/ليبرالي-محافظ (يُعرّف رسميًا: «مستقل-معتدل») وقاعدة قراء أكثر تمركزًا في ستوكهولم وبين الطبقات المهنية والاقتصادية العليا. أما الصحيفتان الشعبيتان واسعتا الانتشار Aftonbladet وExpressen فهما تابلويدان وطنيتان؛ الأولى تعرّف نفسها «ديموقراطية-اجتماعية مستقلة»، بينما الثانية تتبنّى خطًا «ليبراليًا مستقلًا».

في الصحافة الإقليمية الكبيرة، تمثّل Göteborgs-Posten الصوت الرئيس لغرب السويد (جوتنبرغ) ضمن مجموعة Stampen وبنزعة ليبرالية، فيما تُعدّ Sydsvenskan اليوميةَ الأكبر في جنوب البلاد (سكونه/مالمو) وتُعرّف خطّها بأنه «ليبرالي مستقل». وإلى جانب ذلك، تضم العيّنة صحيفة الأعمال اليومية (Dagens industri Di)، الذراع الاقتصادية الأبرز لمجموعة بونّير (خطّ رأي ليبرالي-محافظ مستقل)، ذات جمهور من قادة الأعمال والأسواق.

شمل القياس كذلك وسيلتين من الخدمة العامة: التلفزيون السويدي SVT وإذاعة السويد SR؛ كلاهما يعمل بلا إعلانات وبتمويل رسم الخدمة العامة المقتطع ضريبيًا خارج الموازنة العامة، مع ولاية قانونية على الاستقلال والحياد وتقديم الخدمة في عموم البلاد. وتضم المنظومة مؤسسة الإدارة لضمان الاستقلال الهيكلي، وتقدّم الشركات تقارير خدمة عامة سنوية إلى لجنة المراجعة الإعلامية. أخيرًا، تظهر Dagens ETC كصحيفة يومية تقدّم نفسها «حمراء وخضراء ومستقلة» (يسار/بيئة) ضمن ETC Förlag، ممولة أساسًا بالاشتراكات وتتبنّى سياسات تحريرية ناشطة في قضايا المناخ (أعلنت مثلًا وقف إعلانات الوقود الأحفوري). أما جمهورها فحضري-تقدّمي، ويصنفها متابعون ضمن الطيف اليساري مع التزام بيئي واضح.
 هذا التوصيف الموجز لمواقع الملكية والخطوط التحريرية والجماهير المستهدفة يقدّم «قاموسًا سياقيًا» لقراءة نتائج القياس الكمي على نحوٍ لا يفترض معرفة مسبقة بالسوق السويدية، ويُسهل مقارنة الفروق اللغوية والسردية التي رصدها التحقيق عبر الطيف الممتد من التابلويد الشعبي إلى الصحيفة المرجعية ومن الإعلام العام غير التجاري إلى المنابر المتخصصة.

 

خريطة السرد السويدي لحرب غزة

جرى استخراج المواد من أرشيف قاعدة بيانات إخبارية رقمية كبرى في الشمال الأوروبي تجمع مواد الصحف والمواقع ونشرات الإذاعة والتلفزيون تتيح البحث في عشرات الملايين من المقالات بعد دقائق من نشرها؛ وفق كلمات مفتاحية «غزة/إسرائيل/فلسطين» وتحت تصنيف «الحرب والصراع» والموقع الجغرافي «إسرائيل/فلسطين»، مع حصر العيّنة على الأخبار في النسخ المطبوعة والمواقع، واستبعاد الافتتاحيات ومقالات الرأي والمساهمات. على مستوى الإجراء، استُخدمت نماذج OpenAI لتصنيف الجمل إلى فئتين: إشارات إلى وفيات إسرائيلية وأخرى إلى وفيات فلسطينية، مع استخراج المفردات الدالّة على طبيعة الحدث ووصف الضحايا؛ صُفِّيت الجمل التي تجمع الجانبين داخل الجملة نفسها، ثم حُسِبت تكرارات الألفاظ «ذات المعنى» على امتداد مدوّنة (corpus) بأكملها، أي احتساب التكرارات بعد جمع كل الجُمل من جميع المواد المشمولة في العيّنة كأنها متنٌ واحد، ثم قياس توزّع المفردات داخلها. أي أن العدّ لا يُجرى «لكل مقال» أو «لكل وسيلة» على حدة، بل يُجمَّع أولًا كل ما في العيّنة (مثل 7,918 مادة) وتُحسب التكرارات في هذا المتن الموحّد. يعني إذا ظهرت كلمة «مجزرة» في جُمل وفياتٍ إسرائيلية 120 مرة، وفي جُمل وفياتٍ فلسطينية 30 مرة، فالنسبة 1:4 على مستوى المتن الموحّد كله.

 جرى استخراج المواد من أرشيف قاعدة بيانات إخبارية رقمية كبرى في الشمال الأوروبي تتيح البحث في عشرات الملايين من المقالات بعد دقائق من نشرها؛ وفق كلمات مفتاحية «غزة/إسرائيل/فلسطين» وتحت تصنيف «الحرب والصراع» والموقع الجغرافي «إسرائيل/فلسطين»، مع حصر العيّنة على الأخبار في النسخ المطبوعة والمواقع، واستبعاد الافتتاحيات، ومقالات الرأي، والمساهمات.

عمليًّا، وبعد تصنيف كل جملة بحسب الطرف الذي تشير إليه (وفيات فلسطينية أو إسرائيلية)، جرى استخراج المفردات ذات الدلالة في تلك الجمل—أي الأفعال والأسماء والصفات التي تصف طبيعة الحدث ووضع الضحايا، مثل: قُتل، تُوفي، قصف، مجزرة، ذبح، مدنيون، أطفال—مع استبعاد الكلمات العامة الناقصة المعنى. كما استُبعدت الجمل المختلطة التي تجمع وفيات الجانبين في جملة واحدة لتجنّب العدّ المزدوج وتشويش الإسناد. بعد ذلك حُسِبت تكرارات كل مفردة داخل فئة كل طرف وعلى امتداد المتن كاملًا، ثم قورنت الأنماط بين الفئتين لرصد الفروق المنهجية في اللغة المستخدمة عند تمثيل الضحايا وتسمية الفاعلين. بهذه الطريقة انتقل التحليل من الانطباع إلى قياس كمي للانحياز المعجمي في التغطية.

ولترسيخ القراءة، يوطّئ التحقيق أرقامه بسياق الخسائر البشرية: نحو 1500 إسرائيلي قُتلوا منذ 7 أكتوبر مقابل 41313 فلسطينيًا قُتلوا في الحرب ( وصلت الحصيلة اليوم إلى أكثر من 60 ألف فلسطيني) «غالبيتهم من المدنيين» وفق وزارة الصحة في غزة؛ وهي أرقام تعتمدها جهات منها منظمة الصحة العالمية ودراسة في The Lancet. مع ذلك يؤكد التحقيق أنّ المقاس هنا هو تواتر الذِّكر صحفيًا لا عدد الضحايا الفعلي.

رقميًا، تقول الخلاصة إنّ واقعة وفاة إسرائيلية واحدة تحظى - في المتوسط - بذِكرٍ صحفي يساوي اثنتي عشرة واقعة وفاة فلسطينية. تتصدر Expressen المؤشر؛ إذ تُذكَر الوفيات الإسرائيلية لديها 19 مرة أكثر من الفلسطينية نسبةً إلى الحصيلة الواقعية، تليها Dagens Nyheter عند 13.6 مرة. تبدو SVT وSR أقل ميلًا وفق المؤشر الكمي، مع ورود شكاوى وإدانات محدودة. ويُلاحظ اقتران توصيف «Försvarskrig/حرب دفاعية» بالصفحات الأكثر انحيازا.

لغويًا، تُسجَّل فروق معجمية ممنهجة: يُوصَف الفلسطينيون غالبًا بعبارات حيادية أو مُخفِّفة («متوفّون»، «ضحايا»)، فيما يُوصَف الإسرائيليون بـ«قتلى»، «مغتالون»، و«ضحايا مجزرة». في Dagens Nyheter تبلغ احتمالية توصيف الإسرائيلي بـ«مقتول/مغتال» ثلاثة أضعاف مثيلها عند الفلسطيني، وفي Expressen تظهر ألفاظ عالية الحمولة («مجزرة/إبادة/ذبح») في سياق الضحايا الإسرائيليين أربع مرات أكثر من ظهورها في سياق الضحايا الفلسطينيين. ويتقاطع هذا مع الجدل الأوسع حول مصطلح «الإبادة الجماعية»: فبينما تستخدمه Dagens ETC بكثافة نسبية، تكاد Expressen تمتنع عنه بدعوى حساسيته القانونية.

  لغويًا، تُسجَّل فروق معجمية ممنهجة: يُوصَف الفلسطينيون غالبًا بعبارات حيادية أو مُخففة («متوفّون»، «ضحايا»)، فيما يُوصَف الإسرائيليون بـ«قتلى»، «مغتالون»، و«ضحايا مجزرة». في Dagens Nyheter تبلغ احتمالية توصيف الإسرائيلي بـ«مقتول/مغتال» ثلاثة أضعاف مثيلها عند الفلسطيني، وفي Expressen تظهر ألفاظ عالية الحمولة («مجزرة/إبادة/ذبح») في سياق الضحايا الإسرائيليين أربع مرات أكثر من ظهورها في سياق الضحايا الفلسطينيين.

وبناءً على ما سبق، يخلص التحقيق إلى انحياز بنيوي لصالح الرواية الإسرائيلية يتبدّى في حجم الذِّكر وحمولة المفردات؛ لا سيما مع شيوع المبني للمجهول أو الألفاظ المُفرِّغة للفاعلية عند الحديث عن الفلسطينيين، مقابل أفعالٍ فاعلة وأوصاف قاطعة في الحالة الإسرائيلية. ويجري ذلك كله وسط مناخ مهني داخلي يسائل التغطية—من شريحة واسعة تتّهم الإعلام بـ«شرعنة الإبادة»، إلى نقاشٍ مضاد حول حياد الموقّعين وحدود الإفصاح عن الموقف.

ومع التحفّظات المنهجية—وهي هنا للتحسين لا للنقض—يشير التحقيق إلى أن القياس يرصد الحضور النصّي لا الواقع الميداني؛ وأن استبعاد «الجمل المختلطة» قد يُقلِّل من ظهور المقارنات داخل الفقرة؛ وأن الاعتماد على تصنيف Retriever وعلى نماذج خوارزمية يفتح احتمال أخطاء دلالية دقيقة. على أن حصر العيّنة على الأخبار يحمي المؤشر من التقاط الانحياز المُعلَن، من دون أن يمنع تسرّب «الأطر» التحريرية إلى اللغة الخبرية بمرور الزمن.

  بما أنّ الثقة العامة ليست شيكًا على بياض، يقترح التقرير أدوات ضبط عملية لإعادة اتزان السرد من حيث صرامة نسبة الأفعال إلى فاعل، وإعلان درجات اليقين، ومراجعة القوالب اللغوية التي قد تعتمد تراتبية غير مقصودة في قيمة الحياة الإنسانية عبر النصوص. بهذه الصياغة  يتجاور «مؤشّر الثقة» مع «مؤشر اللغة» لتتكون صورة أشمل يمكن أن تبني عليها غرف الأخبار تحسيناتها المقبلة.

      يخلص التحقيق إلى انحياز بنيوي لصالح الرواية الإسرائيلية يتبدّى في حجم الذِّكر وحمولة المفردات؛ لا سيما مع شيوع المبني للمجهول أو الألفاظ المُفرِّغة للفاعلية عند الحديث عن الفلسطينيين، مقابل أفعالٍ فاعلة وأوصاف قاطعة في الحالة الإسرائيلية.

نقد من الداخل

أشارت لينا مكبّول – وهي صحفية في مكتب التلفزيون الرسمي (SVT ) في غوتنبرغ، ولا تغطي النزاع ولا تعمل في الأخبار اليومية - في مقالة رأي بـ«أفتونبلادت» (1 آب/أغسطس 2025)، إلى ازدواجيةٍ منهجية في لغة تغطية SVT لحرب غزة: يُشَكَّك تلقائيًا في كل معلومة صادرة من غزة بحجة «غياب مصادر مستقلة»، بينما تُمرَّر إفادات الجيش الإسرائيلي بصياغات تقريرية هادئة من قبيل «تقول إسرائيل» أو «بحسب الجيش الإسرائيلي» من دون تحفّظ موازٍ يذكّر بأنها طرف في النزاع. تسأل مكبّول زملاءها صراحة: هل تعتبر SVT الجيش الإسرائيلي مصدرًا موثوقًا ومستقلًا؟ وتذكر أنها نادرًا ما تلقت ردودًا، فيما تدافع القناة علنًا بأن قِلّة الإدانات لدى «لجنة التدقيق» مؤشر على متانة تغطيتها.

ترصد الكاتبة انحيازًا معجميًا متكررًا: اقتران أرقام الضحايا الفلسطينيين بتوصيفات مثل «وزارة الصحة التي تديرها حماس» أو «المنطقة التي تديرها حماس»، مقابل غياب توصيفات مكافئة عند ذكر إسرائيل، وتقترح تحقيق «توازن لغوي قائم على الوقائع» بذكر أوصاف مسوغة مهنيًا كالقول «إسرائيل المتهمة بالإبادة الجماعية» أو الإشارة المنتظمة لطلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات توقيف بحق قيادتها. وتنتقد الصيغ المبنية للمجهول من نوع «وقع انفجار» التي تجرّد الفعل من فاعله، وتُذكِّر بأن توصيفات حاسمة مثل «مجزرة» تُستخدم لوقائع 7 أكتوبر، فيما يُتجنَّب مثيلها عند وقائع موثقة كقضية هند رجب ، حيث ترى أن «إعدامًا» هو التوصيف المطابق.

المزيد من المقالات

تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
قصتي مع "تركيز الصوت والإلقاء" ومعهد الجزيرة للإعلام

كيف بدأت قصة فادي مطر مع دورة "تركيز الصوت والإلقاء" بمعهد الجزيرة للإعلام؟ وإلى أي مدى يمكن أن تحسن مهارات الصحفيين؟ وما تأثيرها على على أداء وسائل الإعلام؟

فادي مطر نشرت في: 25 مايو, 2025
حسام شبات.. سيرة صحفي شجاع

منذ انطلاق حرب الإبادة الجماعية على غزة، قتل الاحتلال 208 صحفيا بنمط ممنهج لإسكات صوت الحقيقة، آخرهم كان حسام شبات مراسل الجزيرة. الزميل محمد الزعانين كان قريبا منه مهنيا وإنسانيا، كتب هذه الشهادة المزدوجة عن الصحفي والإنسان.

محمد الزعانين نشرت في: 25 مارس, 2025
عن أصول الانتقال الإعلامي في سوريا

في البدايات الأولى للمرحلة الجديدة في سوريا ظهر الكثير من الصحفيين والنشطاء و"المؤثرين" في السجون والمعتقلات ينقبون في الأوراق والمستندات التي قد تمثل أدلة هامة لكشف جرائم النظام السابق. هذه "الفوضى" التي عادة ما تلي الفترات الانتقالية، تدفع الدكتور عربي المصري إلى طرح سؤال جوهري: ماهي أصول الانتقال الإعلامي في سوريا؟

Arabi Al-Masri
عربي المصري نشرت في: 9 مارس, 2025
الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

Ahmad Al-Agha
أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024