ماذا يعني أن تكون صحفيا استقصائيا اليوم؟

إن ما يُسمّى بالصحافة الاستقصائية هو في الواقع جوهر الصحافة في معناها الحقيقي. إنه ممارسة مهنية تتحمل - حتى النهاية - بكل ما تنطوي عليه من مخاطر مسؤولية الصحافة تجاه الرأي العام. لذلك وقبل الإجابة عن هذا السؤال تحديدا، من الضروري أن نتفق على مفهوم الصحافة بوجه عام، وعلى معناها ومسؤوليتها. ما الغاية من الصحافة؟ ما فائدتها الاجتماعية؟ وما هو مثلها المهني الأعلى؟

 

الصحافة في خدمة الحق في المعرفة         

إنه حق أساسي، حيث من حق كل إنسان أن يعرف ما يُفعل باسمه، وكل ما يهم المصلحة العامة وما يمسّ حياته اليومية، فحرية الولوج إلى معرفة الحاضر، المرتبط دائما بالماضي، شرط أساس لممارسة الحريات الفردية والجماعية. وبدون احترام هذا الحق، سنغرق في الظلام، محرومين من نور المعرفة الذي يسمح لنا بالتصرف ككائنات حرة ومستقلة. سنكون عُمياناً، أسرى الأكاذيب والأوهام والخداع الذي تنتجه الدعايات والأيديولوجيات والمعتقدات.

هذا الحق الأساسي هو الضمان لبقية حقوق الإنسان، ولممارستها وحمايتها، وقد أُثبتت هذه الحقيقة قبل أكثر من قرنين خلال الثورة الفرنسية. فقبل أسبوعين من اعتماد إعلان حقوق الإنسان والمواطن في 26 آب/ أغسطس 1789 الذي ينصّ على أن "الناس يولدون ويظلون أحراراً ومتساوين في الحقوق" أعلن أول رئيس لبلدية باريس، وكان أيضاً أول رئيس للجمعية الوطنية، في 13 آب/ أغسطس، أن "العلنية هي صونٌ للشعب".
إن كلمة "العلنية" في هذا السياق، لا علاقة لها بالإعلانات التجارية، بل تعني جعل ما ينطوي على مصلحة عامة متاحاً للجميع.

بمعنى آخر، كي يتمكن الشعب من نيل حقوقه أو ابتكارها أو حمايتها، عليه أولاً أن يعرف؛ عليه أن يكون مُطَّلعاً بحرية على كل ما يخصه. فالمعرفة هي ما يحميه، ومن هنا نحتت كلمة "الحماية" (الصون) في أواخر القرن الثامن عشر. حين طُرح هذا المبدأ، لم تكن المساواة في الحقوق متحققة، حيث كان لا يزال عهد الامتيازات الوراثية مهيمنا، ولم يكن هناك حق في التصويت، ولا حقوق اجتماعية، وكانت العبودية قائمة، وتُثري فرنسا في مستعمراتها، وكانت النساء خاضعات لإرادة الرجال، واستمر انتهاك حقوق الشعوب المستعمَرة حتى الأزمنة الحديثة... إلخ.

إن استحضار هذا التاريخ يعني التأكيد على أن مسألة الإعلام كانت، وما زالت، في صميم مسيرة تحرر الشعوب وانعتاق الأفراد. ولهذا السبب، فإن الأنظمة السلطوية – أيا كانت – تعد الصحفيين خصومها الأوائل قبل المعارضين السياسيين المعلنين. فكل نزعة محافظة، متمسكة بالامتيازات التي يمنحها لها النفوذ أو المال أو الأصل، تخشى الحقائق التي تفضحها وتكشف زيفها..
تلك القوى تحلم بواقعٍ جامدٍ لا يتغير، بينما الحق في المعرفة يهدد هذا الجمود، لأنه يمثل دعوة للتغيير، ورفضٌا للحتمية، وممارسة للحرية الفكرية ومواجهة للظلم والاستبداد..

 

الإعلام ليس إنتاجاً للآراء

كون الإنسان حراً ومستقلا، يعني امتلاك القدرة على الوصول إلى المعرفة والعلم. بعد الانتهاء من التعليم المدرسي والوصول الى مرحلة النضج، يصبح الوصول إلى المعرفة متاحا عبر الجامعة الشعبية المفتوحة للجميع، أي وسائل الإعلام الإخبارية. فمن خلالها أستطيع أن أجد طريقي في عالمٍ متقلّب وغير مستقر، تهتز فيه اليقينيات وتُختبر فيه القناعات.
لكن هذا يفترض أن تبقى وسائل الإعلام وفيةً لرسالتها الأولى: إنتاج المعلومات، أي الحقائق الواقعية.

فالصحافة ليست تعبيراً عن الآراء. صحيح أن الرأي والمقال الافتتاحي والتعليق هي جزء من الأدوات الصحفية، لكنها لا تُعرّف المهنة بحد ذاتها. امتلاك الآراء ليس ميزة خاصة بالصحفي، فكل إنسان له آراؤه، مهما كان عمله أو مكانته، آراء عقلانية أومتطرفة، عميقة أومجرد هلوسات، مسؤولة أومستفزة إلخ.  لكن هيمنة الآراء وحدها لا تفتح باب المعرفة، بل قد تؤدي إلى "ديكتاتورية الآراء"، حيث يتحول الحوار إلى صراعٍ شاملٍ بين قناعات متعصبة، يرفض فيها كل طرف الاستماع للآخر، ويحتكم حصرا إلى أحكامه المسبقة ومعتقداته لرفض الآخر وإدانته أوالانتقاص منه، عدم الإصغاء إلى حججه وعدم أخذ اعتراضاته بعين الحسبان.

الصحافة ليست تعبيراً عن الآراء. صحيح أن الرأي والمقال الافتتاحي والتعليق هي جزء من الأدوات الصحفية، لكنها لا تُعرّف المهنة بحد ذاتها. امتلاك الآراء ليس ميزة خاصة بالصحفي، فكل إنسان له آراؤه، مهما كان عمله أو مكانته، آراء عقلانية أومتطرفة، عميقة أومجرد هلوسات، مسؤولة أومستفزة إلخ.  لكن هيمنة الآراء وحدها لا تفتح باب المعرفة، بل قد تؤدي إلى "ديكتاتورية الآراء".

تتمثل مسؤولية الصحافة أيضا في إجبارنا على التفكير ضد قناعاتنا المسبقة، ومواجهة حقائق قد تزعجنا لأنها تكشف ما نجهله أو نتجاهله عمدا.
إن أخطر أعداء الحقيقة ليس الكذب، بل القناعة العمياء، ذلك الغشاء الذي يمنعنا من رؤية جزء من الواقع الذي لا يتوافق مع أحكامنا المسبقة. ولهذا، فإن مهمة الصحافة العظيمة والصعبة هي تزويدنا بمعلوماتٍ دقيقة، موثوقة، ومؤكدة بالمصادر، تشكل أجزاءً من فسيفساء الواقع. وأثمن تلك الحقائق هي التي تُجبرنا على النظر إلى ما كنا نرفض رؤيته.

وهذه المهمة أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. ففي زمن شبكات التواصل الاجتماعي التي تهيمن عليها الاحتكارات الأمريكية وتُشجع التفاعلات الفورية، يكمن الخطر في أن تطغى الآراء على الحقائق. وهذه هي الحيلة الجديدة للسلطات الظالمة والمهيمنة التي نظّر لها مستشارو دونالد ترامب. لم يتردد ستيف بانون - بكل تلك الوقاحة والعنف الذي يميز شخصيته؛ إذ يعد من أبرز منظّري اليمين المتطرف الأمريكي - في الدعوة إلى ما سماه "إغراق المنطقة بالخراء"، وهذا يعني تدمير حقيقة الوقائع من خلال دكتاتورية الآراء الاكثر تطرفا، والأكثر تجاوزا، والأكثر هلوسة، والأكثر جنونا، والأكثر انغماسا في نظرية المؤامرة، وهو ما سمّاه ترامب نفسه "حقائق بديلة"، أي أكاذيب مغلّفة..

 

أكثر المعلومات نفعاً هي تلك غير المسبوقة

إن الوصول إلى معارف جديدة يزيد من حريتنا في الاختيار والفعل، إذ يجعلنا أقل تبعية ليقينياتنا، ويحررنا من القيود التي تكبلنا. ومن خلال كشفه لنا عن حقائق مجهولة أو عوالم غير معروفة، يدفعنا إلى الحركة، ويُخرجنا من اللامبالاة والجمود، ويوقظ فينا الوعي والحسّ النقدي. لذلك، فإن أنفع المعلومات هي تلك التي تفتح أمامنا آفاقاً لم نكن نتخيلها، وآمالاً كانت تبدو مستحيلة، وإمكاناتٍ لم تخطر لي على بال.

إن أخطر أعداء الحقيقة ليس الكذب، بل القناعة العمياء، ذلك الغشاء الذي يمنعنا من رؤية جزء من الواقع الذي لا يتوافق مع أحكامنا المسبقة. ولهذا، فإن مهمة الصحافة العظيمة والصعبة هي تزويدنا بمعلوماتٍ دقيقة، موثوقة، ومؤكدة بالمصادر، تشكل أجزاءً من فسيفساء الواقع. وأثمن تلك الحقائق هي التي تُجبرنا على النظر إلى ما كنا نرفض رؤيته.

ومن هذا المنطلق، فإن ما يُسمى بالصحافة الاستقصائية هو جوهر مهنة الصحافة،  فبالاعتماد على التحقيق الميداني، وكشف الأسرار المخفية، وإظهار الحقائق المحظورة، يكشف هذا النمط الصحفي ما تخفيه السلطات السياسية والاقتصادية والأيديولوجية لحماية مصالحها الخاصة. ذلك أنها تفضح التناقض بين الخطاب والممارسة، والانتهاكات الأخلاقية، والفساد المستتر، وإساءة استخدام السلطة، والتضارب في المصالح، والجرائم التي تُغطّيها الدعاية. 

ممارسة هذا النوع من الصحافة تعني التأكيد أن المهنة لا تُمارس لخدمة مالك الوسيلة الإعلامية أو السلطة الحاكمة، بل لخدمة الجمهور وحده. ولهذا فإن الصحافة الاستقصائية لا تنفصل عن الدفاع الصارم عن استقلالية الصحفي؛ لأن رسالته العامة يجب ألا تُقيد بأي مصلحة خاصة، وهذا لا يعني أن الصحافة فوق القانون، بل يعني أنها تخضع للمساءلة في إطار مبدئي يرسخ سابقة ديمقراطية في مفهوم الإعلام..

وهكذا، في فرنسا مثلا، عندما يُقاضى الصحفيون من قبل من أزعجتهم تحقيقاتهم، فإنهم يدافعون أمام قضاء على مبدأ "حسن النية" التي نقصد منها احترام ثلاث شروط مهنية أساسية تسوّغ نشر المعلومات:

أولاً، مشروعية الهدف المتوخّى، أي كون المعلومات تنطوي على مصلحة عامة (وفية لحقّ المعرفة)؛
ثانياً، جدّية التحقيق، أي وجود أدلّة على عمل بحثي موثّق (مصادر، وثائق، شهادات... إلخ)؛
وأخيراً، احترام مبدأ التناقض والاعتدال في التعبير (مراعاة ردّ فعل الأشخاص أو المؤسسات المعنيّة بالموضوع).

 الصحافة الاستقصائية لا تنفصل عن الدفاع الصارم عن استقلالية الصحفي؛ لأن رسالته العامة يجب ألا تُقيد بأي مصلحة خاصة، وهذا لا يعني أن الصحافة فوق القانون، بل يعني أنها تخضع للمساءلة في إطار مبدئي يرسخ سابقة ديمقراطية في مفهوم الإعلام.

 

الصحافة الاستقصائية هي صحافة التأثير

الكشف في حد ذاته يعني أن نُقدّم للمجتمع مرآة يرى فيها صورته الحقيقية، بعيداً عن الأحكام المسبقة والجهل والتضليل. فالإفصاح عن الحقيقة يُحرّك المجتمع، ويُحدث تحولاً في الرأي العام ويفتح آفاقاً جديدة ويزعزع الجمود والاستسلام في عالمٍ يعيش داخل أوهامه وأكاذيبه.. وهكذا تتجلّى الوظيفة الحقيقية للصحافة في: أن تكون فاعلاً سياسيا في فضح "فضيحة الحقيقة". فمهنة الصحافة لا تقوم أساساً على المقال الافتتاحي أو التعليق أو الموقف، بل سلاحها الأول هو التحقيق، والتقرير الميداني، والتحليل. لقد بحثت، فوجدت، وأُقدّم لكم البرهان. لقد رأيت، وسمعت، وأروي لكم. لقد تعلمت، وفهمت، وأشرح لكم.

هناك ثلاثة أنواع أساسية من التحديات التي تواجهنا بوصفنا صحفيين: صياغة المعنى، تفسير الواقع وتقديم الفهم العميق ووضع الأحداث في سياقها والتنوير. يقول روبرت بارك، الصحفي الأمريكي الذي أصبح لاحقاً أحد رموز علم الاجتماع في جامعة شيكاغو، في مطلع القرن العشرين:

"الصحفي الذي يمتلك الحقائق هو مصلح أكثر فعالية من كاتب الافتتاحيات الذي يكتفي بالخطب الرنانة، مهما بلغت فصاحته".

قد يبدو هذا المثال المهني والديمقراطي مثالياً أو حتى "أسطورة سيزيفية" تتكرر باستمرار وتُخفق أحياناً، لكنه لا يفقد معناه. فهو يُعلّمنا أول دروس السياسة الحقيقية: أن نواجه الصعوبات بدلاً من تجاهلها. إنه "كلب الحراسة" كما وصفته المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، حيث ليس دور الصحافة أن تُخدّر الناس بالأخبار السارة التي تُطهّر الواقع وتُطمئن العقول. فبيداغوجيتها تقوم على القلق والتحدي تماماً كما يتعلّم التلميذ أو الطالب من خلال مواجهته للمشكلات، ومحاولته حلّها وإيجاد الحلول بنفسه. يتقدّم الشعب صاحب السيادة عندما يكتشف ما يُعارض آماله، ويواجه العقبات ويسعى إلى تجاوزها.
من قضايا الفساد "المافيوي" إلى العنف القائم على النوع والعنف الجنسي، مروراً بآلاف المواضيع الأخرى ذات المصلحة العامة، تُعلن هذه الصحافة وتتحمّل مسؤولية الأثر الذي تُحدثه تحقيقاتها وكشفها للحقائق.

إن الوصول إلى معارف جديدة يزيد من حريتنا في الاختيار والفعل، إذ يجعلنا أقل تبعية ليقينياتنا، ويحررنا من القيود التي تكبلنا. ومن خلال كشفه لنا عن حقائق مجهولة أو عوالم غير معروفة، يدفعنا إلى الحركة، ويُخرجنا من اللامبالاة والجمود، ويوقظ فينا الوعي والحسّ النقدي.

 

ميديا بارت.. مختبر لصحافةٍ مهدَّدة

هي منصة إلكترونية تأسست في مارس/ آذار سنة 2008، تعتمد كليا على دعم قرائها، بدون أي دعم حكومي، ولا تبرعات خاصة ولا إعلانات تجارية ولا حتى مساهم رأسمالي. ورغم ذلك فهي مؤسسة تحقق هامشا مهما من الأرباح منذ أربعة عشر عاما. إذ لا تعتمد إلا على الاشتراكات كمصدر وحيد للدخل. واليوم تصنف ميديا بارت في المرتبة الثالثة بين الصحف الاخبارية الفرنسية بعد لوموند ولوفيغارو محافظة على استقلالها الاقتصادي بفضل هيكل غير ربحي يدعى صندوق الصحافة الحرة الذي يضمن حمايتها من أي استحواذ أو ضغط.

ويعود الفضل في هذا النجاح إلى دفاعها الصارم عن الصحافة الاستقصائية ذات تأثير في مواجهة كل أشكال السلط السياسية منها والاقتصادية... إلخ.

لقد أثارت تحقيقات ميديا بارت وعلى رأسها قضية التمويلات الليبية، التي أدت إلى إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، اهتمام الرأي العام؛ لأنها جسدت قيمة أساسية: قيمة المعلومة التي تجمع بين البعد السياسي أي خدمة الديمقراطية والبعد المهني، أي خدمة الحقيقة.

لقد أثارت تحقيقات ميديا بارت وعلى رأسها قضية التمويلات الليبية، التي أدت إلى إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، اهتمام الرأي العام؛ لأنها جسدت قيمة أساسية: قيمة المعلومة التي تجمع بين البعد السياسي أي خدمة الديمقراطية والبعد المهني، أي خدمة الحقيقة.

لكن هذا النجاح لا يجب أن يخدعنا بالمظاهر، فكل ما ندافع عنه اليوم يتعرض لهجوم من جميع الجهات من قِبل قوى دولية واقتصادية لا تحبّ الحرية لأنها تهدد امتيازاتها. وبدل أن نشكو من هذه الهجمات، علينا أن نعدّها دليلاً على نجاحنا؛ لأنها تُظهر إلى أيّ تمثل الصحافة ذات المصلحة العامة طليعة نضال الشعوب من أجل سيادتها.

ولو احتجنا إلى برهان أخير، مأساوي إلى أقصى حد، فقد قدّمته المجزرة التاريخية غير المسبوقة التي طالت الصحفيين الفلسطينيين الذين اغتالتهم القوات الإسرائيلية في غزة. لقد قُتل هؤلاء الزملاء والزميلات لأن عملهم - الذي جسد حقيقة الوقائع - كشف الجريمة ضد الإنسانية الجارية هناك. إنها حقيقة لم يتمكن اغتيالهم من اغتيالها؛ لأن الرأي العام العالمي - كما العدالة الدولية - يعلمان أن إبادة جماعية قد وقعت في قطاع غزة.

لم يموتوا عبثاً. وأقلّ ما أستطيع فعله لتكريم ذكراهم هو أن أُهدي إليهم هذا الدفاع عن مهنتنا المشتركة.

المزيد من المقالات

عاصف حميدي: لا نخفي الحقيقة تحت شعار التوازن

شكلت تغطية حرب الإبادة الجماعية على غزة حدثا مهنيا استثنائيا كانت فيه قناة الجزيرة في قلب المشهد، ودفع طاقمها ثمنا باهظا. في هذا الحوار، تتحدث مجلة الصحافة مع عاصف حميدي، مدير قناة الجزيرة، حول خصوصيات التغطية، وآليات التعامل مع المراسلين، وأولوية السلامة المهنية، وكواليس صناعة القرار التحريري داخل غرفة الأخبار.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 23 نوفمبر, 2025
قصة صحفية سودانية في قبضة "الدعم السريع"

تعرضت للاعتقال، عُذبت، حاولوا اغتصابها، هددوها بالقتل، نعتوها بأوصاف حاطة بالكرامة، عذبوا ونكلوا بشقيقها بحثا عنها، ثم دفعت عائلتها فدية لإطلاق سراحها. جربت الهجرة واللجوء، لكنها عادت إلى السودان لتغطي جانبا من مآسي الحرب، خاصة في منطقة الفاشر التي ترزح تحت الحصار. هذه قصة اعتقال وتعذيب صحفية سودانية على يد قوات جيش السريع.

Empty screen
صحفية سودانية نشرت في: 29 أكتوبر, 2025
نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
قصتي مع "تركيز الصوت والإلقاء" ومعهد الجزيرة للإعلام

كيف بدأت قصة فادي مطر مع دورة "تركيز الصوت والإلقاء" بمعهد الجزيرة للإعلام؟ وإلى أي مدى يمكن أن تحسن مهارات الصحفيين؟ وما تأثيرها على على أداء وسائل الإعلام؟

فادي مطر نشرت في: 25 مايو, 2025
حسام شبات.. سيرة صحفي شجاع

منذ انطلاق حرب الإبادة الجماعية على غزة، قتل الاحتلال 208 صحفيا بنمط ممنهج لإسكات صوت الحقيقة، آخرهم كان حسام شبات مراسل الجزيرة. الزميل محمد الزعانين كان قريبا منه مهنيا وإنسانيا، كتب هذه الشهادة المزدوجة عن الصحفي والإنسان.

محمد الزعانين نشرت في: 25 مارس, 2025
عن أصول الانتقال الإعلامي في سوريا

في البدايات الأولى للمرحلة الجديدة في سوريا ظهر الكثير من الصحفيين والنشطاء و"المؤثرين" في السجون والمعتقلات ينقبون في الأوراق والمستندات التي قد تمثل أدلة هامة لكشف جرائم النظام السابق. هذه "الفوضى" التي عادة ما تلي الفترات الانتقالية، تدفع الدكتور عربي المصري إلى طرح سؤال جوهري: ماهي أصول الانتقال الإعلامي في سوريا؟

Arabi Al-Masri
عربي المصري نشرت في: 9 مارس, 2025
الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

Ahmad Al-Agha
أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024