عمر الحاج.. "التحول" الصعب من العطلة إلى بؤرة الزلزال

استمع إلى المقالة

 بين واجب وواجب

كانت المرة الأولى التي أزور فيها المغرب. إنها سنوات طوال منذ تشكّل وعيي ووجداني وأنا أقرأ عن أخباره وعن حضاراته، عن أمجاد سطرت على أرضه منذ فجر التاريخ إلى أن هوى تحت نير الاستعمار باختلاف أشكاله وحتى نهوضه وثورته وصولا إلى دولته الحديثة.

ينتابك الفضول لزيارة هذا البلد، وبرنامج تحركاتك لا تكاد تتسع له أيام الإجازة العائلية الأولى منذ فترة طويلة تخللتها تغطيات لحروب وكوارث وتوترات وانتخابات.

وبعيدا عن التذمر فقد سنحت لي الفرصة في أن أرى على عجل الرباط والعرائش وأن استمتع بعراقة طنجة وأن أتجول في شفشاون، وأن ألقي نظرة خاطفة على فاس أولى العواصم ومكان أول جامعة في العالم بمعناها الحديث، وكنت عاقداً العزم أن أملأ وجداني قبل سمعي و بصري من تراثها في اليوم التالي أو هكذا ظننت. لكن حين وقعت الكارثة وجدتني عالقاً بين واجب المهنة من جهة وواجب الالتزام مع عائلتي في قضاء وقت طال انتظاره. لقد انتصر نداء المهنة في الأخير كما هو الحال دائما.

 

حين تكون جزءا من الحدث

الحادية عشرة ليلاً بتوقيت المغرب، الواحدة بتوقيت مكة المكرمة، كنت أستعد لأغمض عيني حتى آخذ أكبر قدر من الراحة استعدادا ليوم حافل أكتشف فيه معالم فاس قبل أن ينقلب كل شيء.

للوهلة الأولى ظننت أن ابنتي حفصة هي من تُحرك السرير للهو، لكنني على الفور أدركت أنها تغط في نوم عميق. بعدها وخلال ثوان كنت وعائلتي خارج الغرفة مسرعين إلى بهو الفندق؛ فهذا الذي يحدث ما هو إلا زلزال بلا ريب.

كيف لا نعرف الزلزال، وقد كنا شهودا على زلزال عنيف قبل أشهر، عشناه واقعاً في تركيا، وعشت أنا ارتداداته على الهواء مباشرة أثناء تحضيري لإحدى النشرات يوم ضربت هزة ارتدادية بقوة 6.4 ولاية هاطاي جنوب تركيا.

التلفزيون الرسمي المغربي - حينها - لم يكن أول ناقل للخبر لكن وكالات الأنباء وبعض الصفحات الإعلامية شرعت في تناوله. لم أكن بحاجة للتأكد من وقوعه بل كنت أسعى لمعرفة مركزه وشدته. كنت أتوقع نتائج كارثية أكبر مما حدث لكن خاب ظني ولله الحمد؛ فأنا في فاس التي تبعد عن مركز الزلزال أكثر من خمسمئة كيلومتر والشدة المسجلة فيها كانت تفوق الخمس درجات، فما الذي قد حدث في مركز وقوعه؟!

بعد توفير مكان مؤقت لقضاء الليلة لم يخطر في بالي إلا شيء واحد، هو أن الجزيرة ستكون بحاجة لفِرَق أكثر للتغطية. وقتها تذكرت أن زميلي وصديقي الأستاذ المختار العبلاوي الذي التقيته أول مرة في الدوحة قبل أقل من شهر من وقوع الزلزال كان قد ذهب إلى واحدة من الدول الإفريقية لتغطية التحركات هناك، وليس ثمة  إلا مراسل واحد فقط هو الزميل عبد المنعم العمراني، ووصول فرق للتغطية سيتطلب على الأقل يوما أو أكثر.

المثابرة أو الإدمان على العمل أو سمه ما شئت كان الدافع لأن أخبر الزملاء في الدوحة على استحياء أنني موجود مصادفة في المغرب!

المثابرة أو الإدمان على العمل أو سمه ما شئت كان الدافع لأن أخبر الزملاء في الدوحة على استحياء أنني موجود مصادفة في المغرب!

الاستعداد للانضمام للتغطية

الثامنة صباحاً بتوقيت المغرب، العاشرة بتوقيت الدوحة، يتصل بي الزملاء في قسم المراسلين لإخباري بضرورة التوجه في أسرع وقت إلى مدينة مراكش للمشاركة في التغطية.

كانت هناك عقبتان في طريق الانضمام إلى هذه المهمة؛ الأولى هي أنني أحتاج على الأقل إلى سبع أو حتى ثماني ساعات للوصول إلى المكان بسبب بُعد المسافة بين المدينتين، والثانية هي اصطحاب عائلتي إلى مكان ما يزال يتعرض إلى هزات ارتدادية. استقر القرار أن أحجز لهم في أول طائرة تتجه من مراكش إلى  إسطنبول والتي كانت مبرمجة بعد 48 ساعة تقريبا نتيجة الإقبال الشديد على الحجوزات.

 

ظروف التغطية والصعوبات

وصلت إلى مدينة مراكش في حدود الساعة الخامسة تقريبا بالتوقيت المحلي. كنت أقود السيارة باتجاه الفندق ماراً بشارع الخليج المشهور المحاذي لسور المدينة الأثري الذي بني في عهد المرابطين والذي تهدم جزء منه نتيجة الزلزال. المشهد أمامي كان عبارة عن آلاف الناس ومئات العائلات التي وجدت في المساحات الخضراء القريبة من السور ملاذاً لها. كان مشهدا غريبا على أهالي المدينة التي لم تشهد هذا النوع من الكوارث في تاريخها الحديث.

شرعت مباشرة في الانخراط في التغطية، أولى المداخلات كانت من حيث "هَرَب" العائلات، أقل من دقيقة أمضيتها في بداية الرسالة المباشرة أتحدث فيها عن مشاهدات لأعطي الميكرفون للذين عاشوا الحدث. عائلات شرعت تتحدث عما عاشته خلال الساعات المنصرمة؛ كيف اضطرت للخروج هائمة لا تلوي على شيء في الشوارع والأزقة، في مراكش الحمراء التي كثيرا ما يجافي أهلها النوم في موسم الصيف المليء بالسياح.

تمثلت أولى الصعوبات في اللغة، جلّ الناس كان يفضل التحدث باللهجة المغربية الدارجة التي لا أدّعي - حتى بعد إمضاء بعض الوقت في المغرب محاولاً تعلم الكثير من مفرداتها و أساليب التعبير فيها - أنني أفهمها، فما بالك بمواطني المشرق العربي. لا يمكن أن نجبر الناس على الحديث بغير اللهجة التي ألفوها، و حتى لو كانوا قادرين على التحدث بلهجة عربية بيضاء - كما في المصطلح الدارج - فهؤلاء أناس لا يزالون يعيشون هول الصدمة الأولى ومنهم من فقد الدار و الأهل وسيكون من الفظاظة وحتى من سوء الأدب أن نجبرهم على التحدث بلهجة أوضح، و عليه كان القرار هو أن نوجز بعد فراغ المتحدث من كلامه ما قاله بالفصحى. و ليس هذا فحسب بل إنني كنت أسأل السؤال بالعربية الفصحى أولا ثم أعيده قدر الإمكان بالدارجة حتى يتمكّن المتحدث والمتلقي من الفهم والتفاعل مع الحدث.

لا يمكن أن نجبر الناس على الحديث بغير اللهجة التي ألفوها، وحتى لو كانوا قادرين على التحدث بلهجة عربية بيضاء فهؤلاء أناس لا يزالون يعيشون هول الصدمة الأولى وسيكون من الفظاظة وحتى من سوء الأدب أن نجبرهم على التحدث بلهجة أوضح.

من الصعوبات الأخرى التي لطالما أسهبت في الحديث عنها هي جغرافية مكان الكارثة نفسه، فالزلزال أصاب بالضرر أكثر ما أصاب القرى والبلدات أو الدوارات/الضيع في منطقة جبال الأطلس، وهي بَلدات وتجمعات سكنية متركزة في أعالي الجبال يصعب الوصول إليها في الظروف الاعتيادية؛ فالطرق شقت وسط الجبال تشرف كل واحدة منها على جرف أو وادٍ يضيق بالسيارة الواحدة.

وما زاد الأمر صعوبة هو قوافل السيارات من المبادرات الأهلية أو بعض الجهات الحكومية وغير الحكومية التي راحت تتقاطر من كل مكان من المملكة تحمل المساعدات العينية والإغاثية.

 

بين الصحفي والإنسان

لعل الصحفي حين يطول به المقام في تغطيات الكوارث أو الحروب يصاب بحالة من التلبد في المشاعر وألفة غير محمودة بينه وبين مشاهد الدمار أو الضحايا، خاصة إن كانت بعض تلك التغطيات قد وقعت في بلده الأم، و كان شاهداً على فقدان الكثير ممن يعرفهم سواء من الأقارب أو الأصدقاء، لكن هذه ليست حقيقة مطلقة.

كل من قابلناهم في تغطية الزلزال هذه كان يتسم بنوع من الصبر والجلد ورضاء ملحوظ بقضاء الله وقدره، لكن لابد من بعض القصص التي تعود بمشاعرك إلى سيرتها الأولى وتخرجك من ألفة الدهشة التي انطبعت في وجدانك.

قصة سفيان من دوار تكيخت في إقليم الحوز كانت الأقسى، سفيان فقد أحد عشر فرداً من عائلته من بينهم أمه وبعض أشقائه.

حدثنا سفيان عن مشيه لأربعة كيلو مترات بعد أن انقطعت الطرق نتيجة الانهيارات الصخرية واستخراجه برفقة أربعة شبان آخرين من أبناء القرية سبعين جثة من أصل سبعة وسبعين شخصاً هم تعداد سكان هذا الدوار. لا يمكن أمام مثل هذه القصص إلا أن تحني الرأس أو أن تذرف عبرتين تعاطفاً وحزنا على مثل هذه المآسي. أما ما زاد الأسى في قصته بالتحديد فهو مناجاته عبر الشاشة لمن يستطيع أن يساهم في إنقاذ من بقي وعبارته التي ظل يرددها على الهواء قائلاً: (الشتاء قادم إلى هنا، أغيثونا قبل أن نلحق بمن قضى).

لا يمكن تمالك المشاعر كصحفي وكإنسان وأنت تستمع لمثل هذه الحكايات وغيرها مما يفطر القلب، فإن كان لابد من ذلك فالأفضل أن تنهي رسالتك المباشرة أو أن تتنحى جانباً حتى تترك لأصحاب الكارثة الفرصة لإيصال ما يعيشونه للناس دون وساطتك. 

مرة أخرى لا يمكن تمالك المشاعر كصحفي وكإنسان وأنت تستمع لمثل هذه الحكايات وغيرها مما يفطر القلب، فإن كان لابد من ذلك فالأفضل أن تنهي رسالتك المباشرة أو أن تتنحى جانباً حتى تترك لأصحاب الكارثة الفرصة لإيصال ما يعيشونه للناس دون وساطتك.

مقالات ذات صلة

عمر الحاج.. قصة صحفي بين حربين

بين سوريا وأوكرانيا ثمة تشابه كبير وهو أن روسيا من تغزو هذه البلدان. عمر الحاج، مراسل الجزيرة بكييف، عاش بين الحربين، ويسرد في حواره مع الزميل محمد أحداد أهم الاختلافات والتشابهات بين أن تكون مراسلا للحرب في سوريا وأن تكون مراسلا للحرب في أوكرانيا..

محمد أحداد نشرت في: 11 مارس, 2022
توظيف البيانات في قصص الزلازل.. ابحث عن الإنسان

ماهي أبرز استخدامات البيانات في قصص الزلازل؟ وكيف يمكن أن تبرِز القصص الإنسانية بعيدا عن الأرقام الجافة؟ ومتى تصبح حيوية لغرف الأخبار لفهم تأثيرات الزلازل على الطبيعة والإنسان؟  الزميلة أروى الكعلي تشرح كيف يمكن توظيف البيانات لفهم أعمق للزلازل.

أروى الكعلي نشرت في: 17 سبتمبر, 2023
زلزال تركيا.. أن تحكي القصة من الميدان

زار إيليا توبر، الصحفي بوكالة الأنباء الإسبانية، المنطقة التي ضربها الزلزال في تركيا في الساعات الأولى للفاجعة. وسط أنقاض الدمار والقصص الإنسانية للضحايا، يسرد تجربته الميدانية في تغطية كارثة أودت بعشرات الآلاف.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 22 فبراير, 2023

المزيد من المقالات

رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 11 أغسطس, 2024
رفاق المهنة يروون اللحظات الأخيرة لاغتيال إسماعيل الغول

كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا أمس (31 يوليو/ تموز)، مراسل الجزيرة في مدينة غزة إسماعيل الغول، والمصور رامي الريفي، وصحفيون آخرو

Mohammad Abu Don
محمد أبو دون نشرت في: 1 أغسطس, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
"إننا نطرق جدار الخزان"

تجربة سمية أبو عيطة في تغطية حرب الإبادة الجماعية في غزة فريدة ومختلفة. يوم السابع من أكتوبر ستطلب من إدارة مؤسستها بإسطنبول الالتحاق بغزة. حدس الصحفية وزاد التجارب السابقة، قاداها إلى معبر رفح ثم إلى غزة لتجد نفسها مع مئات الصحفيين الفلسطينيين "يدقون جدار الخزان".

سمية أبو عيطة نشرت في: 26 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023