كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

استمع إلى المقالة

 في نهايات القرن التاسع عشر، كان الصراع في مدينة نيويورك قد اشتد بين ويليام راندولف هيرست وجوزيف بوليتزر. كان صراعا جوهره تحقيق أكبر قدر من العوائد المادية من بيع الصحف؛ فراندولف هيرست كان قد استحوذ على صحيفة نيويورك جورنال لمنافسة جوزيف بوليتزر، مالك صحيفة نيويورك وورلد.
بدأت المنافسة على شخصية "الفتى الأصفر The Yellow Kid" الكاريكاتيرية، التي كانت تُنشَر يوميا على صفحات نيويورك وورلد، قبل أن يتمكن هيرست من الاستحواذ على هذه الشخصية عبر التعاقد مع رسّامها ريتشارد أوتكولت ونقلها إلى صحيفته. ولأن تلك الشخصية الكاريكاتيرية كانت تمارس سخرية ونقدا تجاه كل شيء في السياسة والمجتمع، فقد تحولت قصصه اليومية إلى جوهر النقاشات بين العامة، وهو ما دفع بوليتزر إلى إعادة توظيف رسام جديد لينتج قصص الفتى الأصفر لصحيفته، ويشعل حرب توزيع بين الصحيفتين.  

وفي سبيل كسب تلك الحرب، أصبحت كل صحيفة تحاول جاهدةً وضع قصص وعناوين جاذبة للقراء، وكانت في كثير من الأحيان قصصا مختلقة وعناوين مضللة تضمن بيع أكبر عدد من النسخ.

حينئذ، أصبح الناس يشيرون إلى صحيفتي نيويورك جورنال ونيويورك وورلد بمصطلح "صحافة الولد الأصفر Yellow kid Journalism"، الذي عدّه كثير من الباحثين أساسا لتحوله لاحقا لمصطلح "الصحافة الصفراءYellow journalism ".

تميزت الصحيفتان بخط تحريري يركز على أخبار الإثارة والتهويل حتى لو اضطرتا إلى التلاعب بالحقائق أو إخفاء جزء منها أو تأليف قصص كاملة من العدم. هذه المنافسة المحتدمة، خلقت أساليب غير معتادة في ممارسة الصحافة حينئذ، ووعدت بتقديم مقاربات جديدة ستخلخل قواعد الحرفة جوهريا، لعل أبرزها كان تحويل الصحافة إلى وسيلة ربحية تحقق عوائد هائلة.

 

"الضحية الأولى"

إن الحديث عن ضرر الصحافة الصفراء، أو بعبارة أخرى التضليل الإعلامي الممنهج، أيّا كانت دوافعه، لا ينطلق من محاولة ترويج مقاربة صحفية "ملتزمة" في الصحافة في مقابل مقاربات أخرى، بل من الضرر الهائل الذي يحدثه التضليل في المجتمعات والذي قد يصل إلى حد إشعال حروب، أو تقديم مسوغات للإمعان فيها.

استغرق المجتمع الأمريكي أقل من عامين ليبدأ بتلمس الآثار الفعلية لهذا التضليل؛ إذ تُتهم تغطية صحيفتي نيويورك جورنال ونيويورك وورلد بأنها أحد الأسباب في إشعال الحرب الأمريكية الإسبانية عام 1898 بسبب افتعالها لقصص أسهمت في تعبئة الرأي العام الأمريكي بضرورة خوض حرب مع الإسبان في كوبا. وكان أبرزها حادثة تفجير سفينة يو أس أس ماين (USS Maine) التابعة للبحرية الأمريكية ومقتل عشرات الجنود فيها؛ إذ سارعت تلك الصحف إلى اتهام الإسبان بتفجيرها من دون أي دليل، وعمدت كذلك إلى تعبئة الشارع لدفع الولايات المتحدة لخوض حرب مع الوجود الإسباني في كوبا بمساندة الثوار هناك، وكذلك كان(1).

قوّض التضليل قدرة النقاشات العامة على تسليط الضوء تجاه ما يؤثر في حياة الناس، وأدخلها في حالة اضطراب، تاركا المجال للوبيات الإعلام والسياسة لتفرض أجندة النقاش العام بما يتوافق مع مصالحها وتصوراتها

الأثر القاتل للتضليل

خلال العقود الماضية، لعب التضليل دورا في إذكاء نار الصراعات والحروب، وليس آخرها التضليل الذي قادته وسائل إعلام غربية تجاه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وكيف لعب دورا في استمرار الحرب والإمعان فيها، وإجهاض مساعي وقفها في أكثر من مرحلة.

في الرسالة التي وقعها أكثر من 50 أستاذا جامعيا للصحافة في الولايات المتحدة، والتي انتقدوا فيها القصة المضللة التي نشرتها نيويورك تايمز بشأن ادعاءات وجود جرائم عنف جنسي ارتكبها عناصر من حماس يوم السابع من أكتوبر، أشار الأساتذة إلى أن نشر القصة المضللة أسهم في تقويض محاولات احتواء الحرب (2).

وفي 16 أكتوبر/ تشرين 2023، نشر موقع بي بي سي على موقعه مادة صحفية ردا على سؤال ادعى أنه من أحد القراء، مؤداه: "هل تبني حماس أنفاقا تحت المستشفيات والمدارس؟". وكان رد المحررة بأن "هناك تقارير تفيد بأن بعض الممرات لها مداخل في الطوابق السفلية للمنازل والمساجد والمدارس" من دون تقديم دليل ملموس يؤكد ذلك أو ينفيه، وهو ما جعل الجواب يبدو لدى بعض القراء وكأنه تأكيد على وجود تلك الأنفاق تحت المستشفيات. في اليوم التالي، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الأهلي المعمداني ما أدى إلى استشهاد أكثر من 500 فلسطيني معظمهم نساء وأطفال اتخذوا المستشفى ملاذا آمنا من القصف الجوي الإسرائيلي (3).

 

شيطنة الحقائق
لا تهتم الصحافة الصفراء في تضليلها بحقائق الأمور ولا تحاول حتى تقديم حقائق مجتزأة لإضفاء بعض الصدقية على تلك القصص؛ لأن ما يهمها هو تقديم معطيات تتسق مع التصورات المسبقة والصور النمطية الموجودة لدى أفراد في المجتمع، أو ما يعرف بـ "المغالطة الجمالية The Aesthetic Fallacy"؛ أي إن مجرد تقديم المادة الصحفية معلومات تتوافق مع القناعات المسبقة المتشكلة لدى فئة من العامة، كفيل بجعلها تتعامل مع التضليل كحقيقة.  

لا تهتم الصحافة الصفراء في تضليلها بحقائق الأمور ولا تحاول حتى تقديم حقائق مجتزأة لإضفاء بعض الصدقية على تلك القصص؛ لأن ما يهمها هو تقديم معطيات تتسق مع التصورات المسبقة والصور النمطية الموجودة لدى أفراد في المجتمع.

وعلى مدى العقود الماضية، استفادت المؤسسات الصحفية من عمليات التضليل الممنهج لتحقيق عوائد مادية أكبر وسلطة هيمنة ثقافية جعلتها قادرة على تشكيل قناعات المجتمع خدمةً لمصالح الساسة ورجال الأعمال، علاوة على القدرة على تشتيت الرأي العام عن فهم الدور الذي تلعبه النخب السياسية والاقتصادية في إحداث الضرر في المجتمعات. ويتجلى ذلك عبر تزويدهم بسرديات مضللة لكن مقنعة ومتوافقة مع القناعات المشوهة التي زرعتها النخب، فتبدو أجمل للتصديق، مقارنة بالحقائق التي قد تكون مزعجة ومقلقة، فيشيطن كل من يحاول تقديمها، بما يخدم مصالح النخب المستفيدة من بقاء الجمهور مضللا عن حقائق الأمور ويسهل من قدرتها على التلاعب في الرأي العام.

 

"تقويض مصداقية الصحافة"

مع انتشار منصات التواصل الاجتماعي وما منحته للجمهور من قدرة على الوصول إلى مصادر مختلفة للمعلومات، ظن كثير من الباحثين أن عصر الهيمنة على السرديات التي كانت تتحكم بها وسائل الإعلام الكبرى قد انتهى، وأن الهيمنة الثقافية للنخب الاقتصادية والسياسية في العالم بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة.

يمكن القول إن هذا الافتراض كان صحيحا في السنوات الأولى التي تلت ظهور تلك المنصات، قبل أن تنتبه النخب إلى الخطر المحدق الذي يهدد قدرتها على السيطرة على السردية العامة، فتبدأ مرحلة جديدة أكثر تعقيدا من التضليل تقودها دول ومؤسسات رأسمالية، هدفت إلى إغراق الفضاء العام بكم هائل من الأخبار المضللة لتشتت النقاش العام بشأن أي شيء. لقد أدى ذلك إلى ردة فعل جعلت الجمهور لا يثق بأي شيء يراه حتى بالحقيقة نفسها مما قوَّض قدرة الصحافة على لفت انتباه الجمهور للقضايا التي تهمه، وقوّض قدرة النقاشات العامة على تسليط الضوء تجاه ما يؤثر في حياة الناس، وأدخلها في حالة اضطراب، تاركا المجال للوبيات الإعلام والسياسة لتفرض أجندة النقاش العام بما يتوافق مع مصالحها وتصوراتها (4).  

على مدى العقود الماضية، استفادت المؤسسات الصحفية من عمليات التضليل الممنهج لتحقيق عوائد مادية أكبر وسلطة هيمنة ثقافية جعلتها قادرة على تشكيل قناعات المجتمع خدمةً لمصالح الساسة ورجال الأعمال

ويؤكد هذه الفرضية تراجع ثقة الجمهور بالصحافة بصورة عامة خلال السنوات الأخيرة، وتراجع اهتمامهم بالأخبار بل حتى بالحديث عن القضايا السياسية؛ إذ يشير تقرير لمركز بيو للأبحاث، إلى أن قرابة نصف الأمريكيين (45%) توقفوا عن التطرق للقضايا السياسية في نقاشاتهم.

يهدد هذا الخطر قدرة الصحافة المهنية على الاستمرار في وظائفها الرئيسية في مراقبة السلطة وتثقيف العامة في القضايا التي تؤثر على حياتهم، ويترك المجال مفتوحا أمام صحافة الإثارة التي تقدم للناس ما يحبون رؤيته، لتعود قصص "الفتى الأصفر" لتستحوذ على اهتمامات الناس، بينما يستمر الساسة في الإمعان في فسادهم وحروبهم.  

 

المراجع 

(1)   Carey, Craig. "Breaking the news: Telegraphy and yellow journalism in the Spanish-American War." American Periodicals (2016): 130-148.
(2)   https://www.washingtonpost.com/style/media/2024/04/29/new-york-times-oct-7-journalism-professors-letter/
(3)   https://x.com/BBCWorld/status/1713936586411311331
(4)   Michailidou, A., Eike, E., & Trenz, H. J. (2021). Journalism, truth and the restoration of trust in democracy. Reproduction.

مقالات ذات صلة

دليل التحقق من عمليات التضليل والتلاعب الإعلامي

إصدار جديد لمعهد الجزيرة للإعلام بالتعاون مع مركز الصحافة الأوروبي... "دليل التحقق من عمليات التضليل والتلاعب الإعلامي" ... آليات التحقق على المنصات الرقمية والتحرّي عن حسابات التواصل الاجتماعي للكشف عن الأنشطة الموجهّة وعمليات التلاعب بالمحتوى.

مجلة الصحافة نشرت في: 13 أكتوبر, 2020
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
التضليل.. إستراتيجية الحكومات البديلة

في السابق، كانت عملية تقييم الخبر أقل تعقيداً مما هي اليوم، إذ كانت العملية تحتاج فقط إلى التأكد من صحة الخبر، أما اليوم فقد اختلف الأمر تماماً.

أسامة الشامي نشرت في: 15 أغسطس, 2019

المزيد من المقالات

جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024