عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

في خطاب النصر الأول لدونالد ترامب، الذي ألقاه ارتجالا في فلوريدا عشية توارد الأنباء عن فوزه الساحق في الانتخابات الأمريكية، أشاد الرجل بشكل لافت للغاية بإيلون ماسك، مالك منصة إكس، وأبدى غاية الاهتمام بالتنويه بدوره. "لقد ولد نجمٌ جديد"، قال ترامب، إشارةً إلى الرجل الأغنى في العالم، الذي كان له ولمنصّته إسهام كبير بحسب عديد التقديرات، في تعظيم حظوظ قرينه الملياردير للعودة مظفرا إلى البيت الأبيض.

أمّا ماسك، فقد بدا ذهنه مشغولا بمسألة أخرى ظلّت تؤرّقه طويلا؛ لقد جهّز الرجل نفسه لاغتنام ما حصل من أجل شنّ حملة من التشفّي والتعريض بمن ثابروا على انتقاده والتحذير منه، منذ أن صعد على عرش "تويتر" قبل سنتين، وغير اسمها إلى "إكس". بدأ ماسك حملته هذه بكتابة تعليق وجيز مع صورة صاروخ منطلق بسرعة إلى السماء: "المستقبل سيكون مذهلا".

غير أن التعليق التالي الذي نشره ماسك على حسابه بعد بضع ساعات، كان البداية الفعليّة لهجومه المضادّ وبيان موقفه من العلاقة المعقّدة وشديدة الاحتدام بينه وبين وسائل الإعلام الليبرالية التقليدية المهيمنة في الولايات المتحدة وخارجها. قال ماسك: "لقد كانت حقيقةُ هذه الانتخابات جليّة للعيان على "إكس"؛ في حين ظل الإعلام السائد يكذب باستمرار على عامّة الناس... أنتم الإعلام اليوم!"

لم يكن ذلك ادعاءً عاديّا ولا عابرا، بل معززا بالأرقام التي أعلنت عنها المنصّة لاحقا، كاشفةً عن هيمنة واسعة على النقاش العالمي بشأن الانتخابات الأمريكية، وبأرقام غير مسبوقة إطلاقا؛ فقد بلغ عدد المنشورات عن الموضوع زهاء 942 مليون منشور، وقضى المستخدمون أكثر من 2.2 مليون ساعة مشاهدة أو استماع لفعاليات مباشرة على المنصة، كذلك حققت "إكس" خلال يوم الانتخابات فقط زيادة بعدد المستخدمين بلغت 15.5%. كان ماسك ينادي متابعيه، ويعدهم بأنّ "إعلام الشعب" هو الذي سيتفوّق على "إعلام النخبة"، وبدا هذا الخطاب جزءا من تحوّلات عميقة تطرأ على بيئة الإعلام في الولايات المتحدة والعالم.

فعلى الرغم من انسحاب 115،000 مستخدم على الأقل وإلغاء حساباتهم على إكس، فإن ذلك يبدو تفصيلا ضئيلا أمام المكتسبات التي حققتها المنصّة بين قطاعات واسعة من المستخدمين وتعزيز مكانتها بوصفها وسيطا متعاظم التأثير في نقل الأخبار وتبادلها والتعليق عليها عالميا، ولقد أثبت ذلك أن إيلون ماسك، بخلاف الاعتقاد الذي ساد عقب استحواذه على "تويتر"، لم يحرث أرضا محروقة، بل كان لديه تصوّر واضح عمّا ستؤول إليه المنصّة التي اتهمها بأنّها كانت لا تعبأ إلا بتوجّهات القائمين عليها؛ إذ تضخّم خطاباتٍ محدّدة وتعمل على تهميش خطابات أخرى وإقصائها.

على الرغم من انسحاب 115،000 مستخدم على الأقل وإلغاء حساباتهم على إكس، فإن ذلك يبدو تفصيلا ضئيلا أمام المكتسبات التي حققتها المنصّة بين قطاعات واسعة من المستخدمين وتعزيز مكانتها بوصفها وسيطا متعاظم التأثير في نقل الأخبار وتبادلها والتعليق عليها عالميا.

وقد تأكّدت هذه الحالة المتنامية من الاستقطاب حين دخلت هذه المعركة على "إكس" منعطفا جديدا، بقرار الغارديان البريطانية وقف نشاط حساباتها الرسميّة على المنصّة. وبحسب بيان نشرته الصحيفة العريقة الليبرالية، فإن إدارة التحرير فيها رصدت ظواهر سلبية متزايدة في المنصة، وارتأت أنّ الوقت قد حان للبحث عن مساحة جديدة لنشر العمل الصحفي الذي تنتجه.

لقد ادّعت الصحيفة أن "إكس" باتت حيزا مفتوحا لانتشار الأفكار العنصرية ونظريات المؤامرة التي يروجها اليمين المتطرف، وهو ما يجعلها بحسب هذا الادعاء "منصّة إعلامية سامّة"، وأن صاحبها بات يمتلك القدرة لاستغلال تأثيرها من أجل "تشكيل الخطاب السياسي".

الإعلام الليبرالي والخصومة مع ماسك

حين استحوذ إيلون ماسك على تويتر عام 2022، تعهّد بحماية حريّة التعبير وإعادة الاعتبار لحق الجميع بالكلام، وقال حينئذ: "العصفور تحرّر أخيرا". كانت تلك إشارة إلى أنّه سيعتمد في "إكس" على إستراتيجية مختلفة جذريا عمّا كان سائدا فيها من قبل، ولا سيما في سياسات إدارة المحتوى والتساهل في حظر الحسابات "المخالفة"؛ فكان من أول القرارات التي اتخذها ماسك إعادة تفعيل حسابات شخصيات مثيرة للجدل معروفة بالتحريض على العنف أو نشر نظريات مؤامرة أو معلومات مضللة، أو تتّهم بذلك على الأقل. كذلك، عمد صاحب شركتي تيسلا وسبيس أكس إلى تسريح عشرات الموظفين المسؤولين عن إدارة المحتوى ومراقبته، وقرّر في مقابل ذلك اعتماد آلية جديدة أطلق عليها اسم "ملاحظات المجتمع"، تتيح لمستخدمي المنصّة أنفسهم تقديم توضيحات سياقية وتصحيحات على منشورات يرون أنّها مضللة، ولا يُعتمد التوضيح إلا بعدما يحظى بتقييم عدد كاف من المستخدمين الآخرين، فيُعرض حينئذ علنا في التغريدة.

تلك التغييرات صدرت عن توجّه شعبوي لدى ماسك، ينطوي في جوهره على تشكّك بوسائل الإعلام الليبرالية الرئيسة ذات التأثير الواسع، وهو توجّه تعزّز في سياق تضخّم ظاهرة دونالد ترامب الذي لطالما عبّر هو الآخر عن موقف مناهض للإعلام والنخب الليبرالية الديمقراطية، سواء في حملاته الانتخابية أو حتى بعد وصوله إلى السلطة فترة رئاسته الأولى بين 2016 و2020. وقد أكّد ماسك في العديد من المواقف عن قناعة أن فئات من "الشعب" (الأمريكي في حالته) لا تحظى بالتمثيل الكافي في وسائل الإعلام السائدة ولا في "تويتر" قبل الاستحواذ عليه، وأنّ لهؤلاء الناس "العاديين" الحق في التعبير عن نطاق من الآراء "غير السائدة" من منظور النخب السياسية والثقافية المتنفذة في المجتمع. لقد اعتبر ماسك أن هنالك "غالبيّة" صوتها مهمّش في الخطاب العام كما تمثله وسائل الإعلام الليبرالية السائدة، وأنّها غير منزّهة عن التضليل وبث المعلومات الفاسدة أو توجيه أجندات التغطية الإعلامي والنقاشات العامة، فسعى إلى بناء سرديّة يقدّم بها نفسه على أنّه الضامن، عبر الاستحواذ على "إكس" وتعديل سياسات المحتوى فيها، لإتاحة الحيّز لظهورها.

تلك التغييرات صدرت عن توجّه شعبوي لدى ماسك، ينطوي في جوهره على تشكّك بوسائل الإعلام الليبرالية الرئيسة ذات التأثير الواسع، وهو توجّه تعزّز في سياق تضخّم ظاهرة دونالد ترامب الذي لطالما عبّر هو الآخر عن موقف مناهض للإعلام والنخب الليبرالية الديمقراطية.

ولقد نشأ عن ذلك مثلما هو متوقّع تصاعد خطر في شعبيّة اليمين السياسي بمختلف أطيافه على منصّة "إكس"، في الولايات المتحدة والعديد غيرها من الدول، وقد تطوّر مع هذه الموجة من الخطابات الشعبوية موقف شعبوي مناهض للإعلام anti-media populism) (1) يدلّ على الاستقطاب السياسي والاجتماعي، والاستياء العام الذي يتغذى على فكرة "المظلومية" و"التهميش"، والتحمّس للوعود الذي يطلقها السياسيون من التيارات اليمينية بالتخلص من ذلك وتقديم بديل له.

في هذا السياق، الذي كان ماسك في المركز منه، جرى الترويج لتصوّر يرى أن الإعلام التقليدي جزء من منظومة نخبوية عليا متشابكة تعمل وفق نسق أيديولوجي ضيّق غير شعبي ولا يمثّل مصالح عامة الناس بالضرورة. وعلى الرغم من أن مثل هذه التصوّرات حاضرة في أدبيات نقدية معروفة في دراسات الإعلام(2)، فإن الخطابات الشعبوية تعاملت مع الظاهرة خطابيا بشكل رئيسي، عبر إلقاء سلسلة من الاتهامات لشبكات إعلام سائدة ترى أنها أدوات ضمن "دولة عميقة" تعمل ضد "الشعب". هكذا، صار العداء لتلك الشبكات الإعلامية ومن يمثّلها عنصرا أساسيا في السردية الاجتماعية والسياسية للتيار الشعبوي، تحديدا في الولايات المتحدة.

"أنا لا أقرأ الصحافة التقليدية إطلاقا تقريبا" يقول ماسك في إحدى تغريداته، وقد نبّه متابعيه عبر حسابه أيضا إلى ما يراه "أكاذيب الصحافة التقليدية الكثيرة، خصوصا في اختيار الإطار"، مشيرا إلى أنّ "ملاحظات المجتمع" على منصّة إكس كفيلة بالكشف عن مثل هذه الأكاذيب، على حدّ تعبيره. كذلك قال ماسك، في واحدة من تلك التغريدات: "الكذابون سيكرهون هذه المنصّة كثيرا"، في إشارة إلى وسائل الإعلام السائدة التي قاد حملة شرسة لانتقادها والتحريض عليها.

وبالنظر إلى التأثير الواسع المعروف لمنصّة تويتر في توجيه النقاشات حول الشأن العام، تعاملت معظم وسائل الإعلام التقليدية بارتياب كبير مع استحواذ ماسك عليها، وحذّرت جميعها بحقبة مظلمة من تردّي النقاش على المنصّة، وتحوّلها إلى موئل لخطابات الكراهية والتطرّف والعداء للأقليات العرقية والجنسية. والدليل على ذلك، بحسب الغارديان، هو أنّ إيلون ماسك "غير ليبرالي"، وأنّ تولّيه إدارة المنصّة، سيكون وبالا على "الديمقراطية". وقد تكررت هذه اللازمة الهجومية في كثير من الصحف الليبرالية المهيمنة الأخرى، كواشنطن بوست، التي نشرت العديد من التقارير عن تنامي خطاب الكراهية في "إكس"، وتعزيز وصول أصوات "اليمين المتطرف" على المنصّة، إضافة إلى نيويورك تايمز، التي رأت أن استحواذ إيلون ماسك على "تويتر" قد "غيّر معنى المنصّة" بالنسبة للمستخدمين، وأنّ الرجل يعمل على "تغيير تجربة تويتر". كان هذا الموقف محلّ إجماع تقريبا بين هذه الطبقة من الصحف ووسائل الإعلام.

في المقابل، كان ماسك، وجمهوره العريض من الجمهوريين في الولايات المتحدة ومن أنصار اليمين الشعبوي في العالم، يتّهمون تلك الصحف وتقاريرها بالتحيّز المبدئي المطلق، وبتعمّد الكذب، وبتشويه الحقائق. كما راج اتهامها باعتناق ثقافة "إلغائيّة" ترى أنّ "التجربة" الليبرالية هي وحدها التي يحقّ لها الحضور في الحيّز العام، بما في ذلك منصات التواصل الاجتماعي، وأن "المستخدمين" ذوي الميول الليبرالية، هم فقط الجديرون بالاستفادة من فسحة حريّة التعبير والنقاش فيها. فبحسب دراسة أجراها مركز "بيو" الأمريكي للأبحاث، قبل عامين من استحواذ ماسك على المنصّة، فإن مستخدمي تويتر من الجمهوريين يرون أن لتويتر "أثرا وخيما على الديمقراطية الأمريكية"، وهو موقف تغيّر بشكل ظاهر في الفترة التي تلت تغيّر إدارة المنصّة في عهد الملياردير صاحب شركتي تيسلا وسبيس أكس؛ فقد تراجعت نسبة من يرون أنّ لتويتر أثرا سلبيا على النقاشات السياسية العامة بين الجمهوريين، من 60% في استطلاع عام 2021، إلى 21% في العام 2023. كذلك تزايدت نسبة من يرون أن للمنصّة أثرا إيجابيا على الديمقراطية من 17% عام 2021، إلى 43% في العام 2023.

أمّا الحالة بين الديمقراطيين، فقد كانت عكسيّة تماما؛ إذ تراجعت نسبة من يرى منهم أنّ المنصّة ذات تأثير إيجابي على الديمقراطية من 47% إلى 24% في الفترة ذاتها، وازدادت نسبة الذين تخوفوا من انعكاسات سلبية للمنصّة على الحياة السياسية، من 28% إلى 35%، وهو ما يدلّ بجلاء على حالة استقطاب واسعة في المجتمع الأمريكي بشأن تويتر/إكس.

ولو أخذنا بالحسبان عند قراءة هذه النسب اللافتة نسبا أخرى تتعلق بتراجع الثقة العامة بين الأمريكيين، ولا سيما الشباب، في وسائل الإعلام السائدة، فإنّ المشهد سيكون مفتوحا على تنبؤات عديدة بشأن مستقبل الإعلام السائد في نسخته الغربية، سواء في الولايات المتحدة، أو حتى في خارجها من دول النادي الديمقراطي الليبرالي التي تشهد موجات شعبويّة مماثلة. فقد انحسرت الثقة بوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع الأمريكي إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عقدين، وذلك بحسب آخر استبيانات مركز غالوب، وذلك بين الجمهوريين والديمقراطيين على السواء، ضمن حالة عامة من تراجع الثقة المسجّلة في المؤسسات المدنيّة في الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية، ومنها الكونغرس والمحكمة العليا والأجهزة التنفيذية، ولكنّها جميعا لا تزال تحظى بثقة أعلى مقارنة بمقدار الثقة التي حازها الإعلام بين الأمريكيين. كذلك سجّلت آخر الاستطلاعات بشأن أنماط استهلاك الأخبار في العديد من الدول الغربية نمطا مشابها من تدني الاعتماد على وسائل الإعلام التقليدية، وتفضيل استقاء المعلومات من منصات بديلة ومؤثرين أفراد لا ينتمون بالضرورة إلى الوسط الإعلامي السائد بالضرورة.

حسب آخر استبيانات مركز غالوب، وذلك بين الجمهوريين والديمقراطيين على السواء، ضمن حالة عامة من تراجع الثقة المسجّلة في المؤسسات المدنيّة في الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية، ومنها الكونغرس والمحكمة العليا والأجهزة التنفيذية.

ضمن إطار هذه التحوّلات، التي فاقمها خلال الأشهر الماضية سلوك الإعلام الغربي السائد تجاه الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين، يرى البعض أن انسحاب الغارديان وربما غيرها من منصّة "إكس" من شأنه أن يعزز من حالة الاستقطاب التصاعدية الحاصلة، ويزيد من فداحة هيمنة التوجّهات اليمينية المتطرفة التي يمثّلها إيلون ماسك حاليا على المنصّة. كما قد يتيح هذا الانسحاب مجالا أكبر لضخّ المعلومات المضللة والأفكار المعادية للديمقراطية واللاجئين والأقليات الدينية والعرقية، في وجه آخر لا يقل سوءا عن محاولة احتكار وسائل الإعلام الليبرالية المهيمنة للمعلومات والأفكار "الصائبة" وشيطنة كل ما خالف صوابها المفترض وإقصائه، وحشد ذلك كلّه اعتباطيا تحت مظلة "المعلومات المضللة" و"الثقافة السامّة". أمّا الحقيقة التي باتت أكثر وضوحا، فهي أنّ الغارديان وقريناتها تجني اليوم الثمار المرّة للعلاقة التخادمية التي تربطها مع سلطة السياسة ونفوذ رأس المال، هذا فضلا عن تورّطها في أنماط "مفضوحة" من الانتهاكات المهنية والأخلاقية، مثلما هو حاصل في سياق تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

 

المراجع
 

 

1)  Torgeir Nerland,Toward a Sociologically Enriched Understanding of Anti-Media Populism: The Case of Enough is Enough  

2)  Edward S. Herman, The Propaganda Model Revisited, Monthly Review 69(8):42

مقالات ذات صلة

البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024

المزيد من المقالات

ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024