عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

في خطاب النصر الأول لدونالد ترامب، الذي ألقاه ارتجالا في فلوريدا عشية توارد الأنباء عن فوزه الساحق في الانتخابات الأمريكية، أشاد الرجل بشكل لافت للغاية بإيلون ماسك، مالك منصة إكس، وأبدى غاية الاهتمام بالتنويه بدوره. "لقد ولد نجمٌ جديد"، قال ترامب، إشارةً إلى الرجل الأغنى في العالم، الذي كان له ولمنصّته إسهام كبير بحسب عديد التقديرات، في تعظيم حظوظ قرينه الملياردير للعودة مظفرا إلى البيت الأبيض.

أمّا ماسك، فقد بدا ذهنه مشغولا بمسألة أخرى ظلّت تؤرّقه طويلا؛ لقد جهّز الرجل نفسه لاغتنام ما حصل من أجل شنّ حملة من التشفّي والتعريض بمن ثابروا على انتقاده والتحذير منه، منذ أن صعد على عرش "تويتر" قبل سنتين، وغير اسمها إلى "إكس". بدأ ماسك حملته هذه بكتابة تعليق وجيز مع صورة صاروخ منطلق بسرعة إلى السماء: "المستقبل سيكون مذهلا".

غير أن التعليق التالي الذي نشره ماسك على حسابه بعد بضع ساعات، كان البداية الفعليّة لهجومه المضادّ وبيان موقفه من العلاقة المعقّدة وشديدة الاحتدام بينه وبين وسائل الإعلام الليبرالية التقليدية المهيمنة في الولايات المتحدة وخارجها. قال ماسك: "لقد كانت حقيقةُ هذه الانتخابات جليّة للعيان على "إكس"؛ في حين ظل الإعلام السائد يكذب باستمرار على عامّة الناس... أنتم الإعلام اليوم!"

لم يكن ذلك ادعاءً عاديّا ولا عابرا، بل معززا بالأرقام التي أعلنت عنها المنصّة لاحقا، كاشفةً عن هيمنة واسعة على النقاش العالمي بشأن الانتخابات الأمريكية، وبأرقام غير مسبوقة إطلاقا؛ فقد بلغ عدد المنشورات عن الموضوع زهاء 942 مليون منشور، وقضى المستخدمون أكثر من 2.2 مليون ساعة مشاهدة أو استماع لفعاليات مباشرة على المنصة، كذلك حققت "إكس" خلال يوم الانتخابات فقط زيادة بعدد المستخدمين بلغت 15.5%. كان ماسك ينادي متابعيه، ويعدهم بأنّ "إعلام الشعب" هو الذي سيتفوّق على "إعلام النخبة"، وبدا هذا الخطاب جزءا من تحوّلات عميقة تطرأ على بيئة الإعلام في الولايات المتحدة والعالم.

فعلى الرغم من انسحاب 115،000 مستخدم على الأقل وإلغاء حساباتهم على إكس، فإن ذلك يبدو تفصيلا ضئيلا أمام المكتسبات التي حققتها المنصّة بين قطاعات واسعة من المستخدمين وتعزيز مكانتها بوصفها وسيطا متعاظم التأثير في نقل الأخبار وتبادلها والتعليق عليها عالميا، ولقد أثبت ذلك أن إيلون ماسك، بخلاف الاعتقاد الذي ساد عقب استحواذه على "تويتر"، لم يحرث أرضا محروقة، بل كان لديه تصوّر واضح عمّا ستؤول إليه المنصّة التي اتهمها بأنّها كانت لا تعبأ إلا بتوجّهات القائمين عليها؛ إذ تضخّم خطاباتٍ محدّدة وتعمل على تهميش خطابات أخرى وإقصائها.

على الرغم من انسحاب 115،000 مستخدم على الأقل وإلغاء حساباتهم على إكس، فإن ذلك يبدو تفصيلا ضئيلا أمام المكتسبات التي حققتها المنصّة بين قطاعات واسعة من المستخدمين وتعزيز مكانتها بوصفها وسيطا متعاظم التأثير في نقل الأخبار وتبادلها والتعليق عليها عالميا.

وقد تأكّدت هذه الحالة المتنامية من الاستقطاب حين دخلت هذه المعركة على "إكس" منعطفا جديدا، بقرار الغارديان البريطانية وقف نشاط حساباتها الرسميّة على المنصّة. وبحسب بيان نشرته الصحيفة العريقة الليبرالية، فإن إدارة التحرير فيها رصدت ظواهر سلبية متزايدة في المنصة، وارتأت أنّ الوقت قد حان للبحث عن مساحة جديدة لنشر العمل الصحفي الذي تنتجه.

لقد ادّعت الصحيفة أن "إكس" باتت حيزا مفتوحا لانتشار الأفكار العنصرية ونظريات المؤامرة التي يروجها اليمين المتطرف، وهو ما يجعلها بحسب هذا الادعاء "منصّة إعلامية سامّة"، وأن صاحبها بات يمتلك القدرة لاستغلال تأثيرها من أجل "تشكيل الخطاب السياسي".

الإعلام الليبرالي والخصومة مع ماسك

حين استحوذ إيلون ماسك على تويتر عام 2022، تعهّد بحماية حريّة التعبير وإعادة الاعتبار لحق الجميع بالكلام، وقال حينئذ: "العصفور تحرّر أخيرا". كانت تلك إشارة إلى أنّه سيعتمد في "إكس" على إستراتيجية مختلفة جذريا عمّا كان سائدا فيها من قبل، ولا سيما في سياسات إدارة المحتوى والتساهل في حظر الحسابات "المخالفة"؛ فكان من أول القرارات التي اتخذها ماسك إعادة تفعيل حسابات شخصيات مثيرة للجدل معروفة بالتحريض على العنف أو نشر نظريات مؤامرة أو معلومات مضللة، أو تتّهم بذلك على الأقل. كذلك، عمد صاحب شركتي تيسلا وسبيس أكس إلى تسريح عشرات الموظفين المسؤولين عن إدارة المحتوى ومراقبته، وقرّر في مقابل ذلك اعتماد آلية جديدة أطلق عليها اسم "ملاحظات المجتمع"، تتيح لمستخدمي المنصّة أنفسهم تقديم توضيحات سياقية وتصحيحات على منشورات يرون أنّها مضللة، ولا يُعتمد التوضيح إلا بعدما يحظى بتقييم عدد كاف من المستخدمين الآخرين، فيُعرض حينئذ علنا في التغريدة.

تلك التغييرات صدرت عن توجّه شعبوي لدى ماسك، ينطوي في جوهره على تشكّك بوسائل الإعلام الليبرالية الرئيسة ذات التأثير الواسع، وهو توجّه تعزّز في سياق تضخّم ظاهرة دونالد ترامب الذي لطالما عبّر هو الآخر عن موقف مناهض للإعلام والنخب الليبرالية الديمقراطية، سواء في حملاته الانتخابية أو حتى بعد وصوله إلى السلطة فترة رئاسته الأولى بين 2016 و2020. وقد أكّد ماسك في العديد من المواقف عن قناعة أن فئات من "الشعب" (الأمريكي في حالته) لا تحظى بالتمثيل الكافي في وسائل الإعلام السائدة ولا في "تويتر" قبل الاستحواذ عليه، وأنّ لهؤلاء الناس "العاديين" الحق في التعبير عن نطاق من الآراء "غير السائدة" من منظور النخب السياسية والثقافية المتنفذة في المجتمع. لقد اعتبر ماسك أن هنالك "غالبيّة" صوتها مهمّش في الخطاب العام كما تمثله وسائل الإعلام الليبرالية السائدة، وأنّها غير منزّهة عن التضليل وبث المعلومات الفاسدة أو توجيه أجندات التغطية الإعلامي والنقاشات العامة، فسعى إلى بناء سرديّة يقدّم بها نفسه على أنّه الضامن، عبر الاستحواذ على "إكس" وتعديل سياسات المحتوى فيها، لإتاحة الحيّز لظهورها.

تلك التغييرات صدرت عن توجّه شعبوي لدى ماسك، ينطوي في جوهره على تشكّك بوسائل الإعلام الليبرالية الرئيسة ذات التأثير الواسع، وهو توجّه تعزّز في سياق تضخّم ظاهرة دونالد ترامب الذي لطالما عبّر هو الآخر عن موقف مناهض للإعلام والنخب الليبرالية الديمقراطية.

ولقد نشأ عن ذلك مثلما هو متوقّع تصاعد خطر في شعبيّة اليمين السياسي بمختلف أطيافه على منصّة "إكس"، في الولايات المتحدة والعديد غيرها من الدول، وقد تطوّر مع هذه الموجة من الخطابات الشعبوية موقف شعبوي مناهض للإعلام anti-media populism) (1) يدلّ على الاستقطاب السياسي والاجتماعي، والاستياء العام الذي يتغذى على فكرة "المظلومية" و"التهميش"، والتحمّس للوعود الذي يطلقها السياسيون من التيارات اليمينية بالتخلص من ذلك وتقديم بديل له.

في هذا السياق، الذي كان ماسك في المركز منه، جرى الترويج لتصوّر يرى أن الإعلام التقليدي جزء من منظومة نخبوية عليا متشابكة تعمل وفق نسق أيديولوجي ضيّق غير شعبي ولا يمثّل مصالح عامة الناس بالضرورة. وعلى الرغم من أن مثل هذه التصوّرات حاضرة في أدبيات نقدية معروفة في دراسات الإعلام(2)، فإن الخطابات الشعبوية تعاملت مع الظاهرة خطابيا بشكل رئيسي، عبر إلقاء سلسلة من الاتهامات لشبكات إعلام سائدة ترى أنها أدوات ضمن "دولة عميقة" تعمل ضد "الشعب". هكذا، صار العداء لتلك الشبكات الإعلامية ومن يمثّلها عنصرا أساسيا في السردية الاجتماعية والسياسية للتيار الشعبوي، تحديدا في الولايات المتحدة.

"أنا لا أقرأ الصحافة التقليدية إطلاقا تقريبا" يقول ماسك في إحدى تغريداته، وقد نبّه متابعيه عبر حسابه أيضا إلى ما يراه "أكاذيب الصحافة التقليدية الكثيرة، خصوصا في اختيار الإطار"، مشيرا إلى أنّ "ملاحظات المجتمع" على منصّة إكس كفيلة بالكشف عن مثل هذه الأكاذيب، على حدّ تعبيره. كذلك قال ماسك، في واحدة من تلك التغريدات: "الكذابون سيكرهون هذه المنصّة كثيرا"، في إشارة إلى وسائل الإعلام السائدة التي قاد حملة شرسة لانتقادها والتحريض عليها.

وبالنظر إلى التأثير الواسع المعروف لمنصّة تويتر في توجيه النقاشات حول الشأن العام، تعاملت معظم وسائل الإعلام التقليدية بارتياب كبير مع استحواذ ماسك عليها، وحذّرت جميعها بحقبة مظلمة من تردّي النقاش على المنصّة، وتحوّلها إلى موئل لخطابات الكراهية والتطرّف والعداء للأقليات العرقية والجنسية. والدليل على ذلك، بحسب الغارديان، هو أنّ إيلون ماسك "غير ليبرالي"، وأنّ تولّيه إدارة المنصّة، سيكون وبالا على "الديمقراطية". وقد تكررت هذه اللازمة الهجومية في كثير من الصحف الليبرالية المهيمنة الأخرى، كواشنطن بوست، التي نشرت العديد من التقارير عن تنامي خطاب الكراهية في "إكس"، وتعزيز وصول أصوات "اليمين المتطرف" على المنصّة، إضافة إلى نيويورك تايمز، التي رأت أن استحواذ إيلون ماسك على "تويتر" قد "غيّر معنى المنصّة" بالنسبة للمستخدمين، وأنّ الرجل يعمل على "تغيير تجربة تويتر". كان هذا الموقف محلّ إجماع تقريبا بين هذه الطبقة من الصحف ووسائل الإعلام.

في المقابل، كان ماسك، وجمهوره العريض من الجمهوريين في الولايات المتحدة ومن أنصار اليمين الشعبوي في العالم، يتّهمون تلك الصحف وتقاريرها بالتحيّز المبدئي المطلق، وبتعمّد الكذب، وبتشويه الحقائق. كما راج اتهامها باعتناق ثقافة "إلغائيّة" ترى أنّ "التجربة" الليبرالية هي وحدها التي يحقّ لها الحضور في الحيّز العام، بما في ذلك منصات التواصل الاجتماعي، وأن "المستخدمين" ذوي الميول الليبرالية، هم فقط الجديرون بالاستفادة من فسحة حريّة التعبير والنقاش فيها. فبحسب دراسة أجراها مركز "بيو" الأمريكي للأبحاث، قبل عامين من استحواذ ماسك على المنصّة، فإن مستخدمي تويتر من الجمهوريين يرون أن لتويتر "أثرا وخيما على الديمقراطية الأمريكية"، وهو موقف تغيّر بشكل ظاهر في الفترة التي تلت تغيّر إدارة المنصّة في عهد الملياردير صاحب شركتي تيسلا وسبيس أكس؛ فقد تراجعت نسبة من يرون أنّ لتويتر أثرا سلبيا على النقاشات السياسية العامة بين الجمهوريين، من 60% في استطلاع عام 2021، إلى 21% في العام 2023. كذلك تزايدت نسبة من يرون أن للمنصّة أثرا إيجابيا على الديمقراطية من 17% عام 2021، إلى 43% في العام 2023.

أمّا الحالة بين الديمقراطيين، فقد كانت عكسيّة تماما؛ إذ تراجعت نسبة من يرى منهم أنّ المنصّة ذات تأثير إيجابي على الديمقراطية من 47% إلى 24% في الفترة ذاتها، وازدادت نسبة الذين تخوفوا من انعكاسات سلبية للمنصّة على الحياة السياسية، من 28% إلى 35%، وهو ما يدلّ بجلاء على حالة استقطاب واسعة في المجتمع الأمريكي بشأن تويتر/إكس.

ولو أخذنا بالحسبان عند قراءة هذه النسب اللافتة نسبا أخرى تتعلق بتراجع الثقة العامة بين الأمريكيين، ولا سيما الشباب، في وسائل الإعلام السائدة، فإنّ المشهد سيكون مفتوحا على تنبؤات عديدة بشأن مستقبل الإعلام السائد في نسخته الغربية، سواء في الولايات المتحدة، أو حتى في خارجها من دول النادي الديمقراطي الليبرالي التي تشهد موجات شعبويّة مماثلة. فقد انحسرت الثقة بوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع الأمريكي إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عقدين، وذلك بحسب آخر استبيانات مركز غالوب، وذلك بين الجمهوريين والديمقراطيين على السواء، ضمن حالة عامة من تراجع الثقة المسجّلة في المؤسسات المدنيّة في الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية، ومنها الكونغرس والمحكمة العليا والأجهزة التنفيذية، ولكنّها جميعا لا تزال تحظى بثقة أعلى مقارنة بمقدار الثقة التي حازها الإعلام بين الأمريكيين. كذلك سجّلت آخر الاستطلاعات بشأن أنماط استهلاك الأخبار في العديد من الدول الغربية نمطا مشابها من تدني الاعتماد على وسائل الإعلام التقليدية، وتفضيل استقاء المعلومات من منصات بديلة ومؤثرين أفراد لا ينتمون بالضرورة إلى الوسط الإعلامي السائد بالضرورة.

حسب آخر استبيانات مركز غالوب، وذلك بين الجمهوريين والديمقراطيين على السواء، ضمن حالة عامة من تراجع الثقة المسجّلة في المؤسسات المدنيّة في الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية، ومنها الكونغرس والمحكمة العليا والأجهزة التنفيذية.

ضمن إطار هذه التحوّلات، التي فاقمها خلال الأشهر الماضية سلوك الإعلام الغربي السائد تجاه الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين، يرى البعض أن انسحاب الغارديان وربما غيرها من منصّة "إكس" من شأنه أن يعزز من حالة الاستقطاب التصاعدية الحاصلة، ويزيد من فداحة هيمنة التوجّهات اليمينية المتطرفة التي يمثّلها إيلون ماسك حاليا على المنصّة. كما قد يتيح هذا الانسحاب مجالا أكبر لضخّ المعلومات المضللة والأفكار المعادية للديمقراطية واللاجئين والأقليات الدينية والعرقية، في وجه آخر لا يقل سوءا عن محاولة احتكار وسائل الإعلام الليبرالية المهيمنة للمعلومات والأفكار "الصائبة" وشيطنة كل ما خالف صوابها المفترض وإقصائه، وحشد ذلك كلّه اعتباطيا تحت مظلة "المعلومات المضللة" و"الثقافة السامّة". أمّا الحقيقة التي باتت أكثر وضوحا، فهي أنّ الغارديان وقريناتها تجني اليوم الثمار المرّة للعلاقة التخادمية التي تربطها مع سلطة السياسة ونفوذ رأس المال، هذا فضلا عن تورّطها في أنماط "مفضوحة" من الانتهاكات المهنية والأخلاقية، مثلما هو حاصل في سياق تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

 

المراجع
 

 

1)  Torgeir Nerland,Toward a Sociologically Enriched Understanding of Anti-Media Populism: The Case of Enough is Enough  

2)  Edward S. Herman, The Propaganda Model Revisited, Monthly Review 69(8):42

More Articles

Misinformation in Syria: Natural Chaos or Organised Campaign?

Old videos inciting “sectarian strife,” statements taken out of context attacking Christians, scenes of heavy weaponry clashes in other countries, fabricated stories of fictitious detainees, and a huge amount of fake news that accompanied the fall of Bashar al-Assad’s regime: Is it the natural chaos of transition or a systematic campaign?

Farhat Khedr
Farhat Khedr Published on: 11 Mar, 2025
Trump and the Closure of USAID: A Candid Conversation on "Independent Media"

The impact of U.S. President Donald Trump's decision to halt foreign funding through the U.S. Agency for International Development (USAID) on Arab media platforms has largely gone undiscussed. Some of these platforms have consistently labelled themselves as "independent" despite being Western-funded. This article examines the reasons behind the failure of economic models for Western-funded institutions in the Arab world and explores the extent of their editorial independence.

Ahmad Abuhamad Published on: 9 Mar, 2025
The Sharp Contrast: How Israeli and Western Media Cover the War on Gaza

Despite being directly governed by Israeli policies, some Israeli media outlets critically report on their government’s actions and use accurate terminology, whereas Western media has shown complete bias, failing to be impartial in its coverage of Israel’s aggression in Gaza.

Faras Ghani Published on: 5 Mar, 2025
International Media Seek Gaza Access; What Do Palestinian Journalists Say?

As international media push for access to Gaza, Palestinian journalists—who have been the primary voices on the ground—criticize their Western counterparts for failing to acknowledge their contributions, amplify their reports, or support them as they risk their lives to document the war. They face systemic bias and exploitation, and continue to work under extreme conditions without proper recognition or support.

NILOFAR ABSAR
Nilofar Absar Published on: 26 Feb, 2025
Journalism and Artificial Intelligence: Who Controls the Narrative?

How did the conversation about using artificial intelligence in journalism become merely a "trend"? And can we say that much of the media discourse on AI’s potential remains broad and speculative rather than a tangible reality in newsrooms?

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 23 Feb, 2025
The Whispers of Resistance in Assad’s Reign

For more than a decade of the Syrian revolution, the former regime has employed various forms of intimidation against journalists—killing, interrogations, and forced displacement—all for a single purpose: silencing their voices. Mawadda Bahah hid behind pseudonyms and shifted her focus to environmental issues after a "brief session" at the Kafar Soussa branch of Syria’s intelligence agency.

Mawadah Bahah
Mawadah Bahah Published on: 18 Feb, 2025
Culture of silence: Journalism and mental health problems in Africa

The revealing yet underreported impact of mental health on African journalists is far-reaching. Many of them lack medical insurance, support, and counselling while covering sensitive topics or residing in conflicting, violent war zones, with some even considering suicide.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 13 Feb, 2025
Tweets Aren’t News: Why Journalism Still Matters

Twitter, once key for real-time news, has become a battleground of misinformation and outrage, drowning out factual journalism. With major newspapers leaving, the challenge is to remind audiences that true news comes from credible sources, not the chaos of social media.

Ilya
Ilya U Topper Published on: 10 Feb, 2025
Will Meta Become a Platform for Disinformation and Conspiracy Theories?

Meta’s decision to abandon third-party fact-checking in favor of Community Notes aligns with Donald Trump’s long-standing criticisms of media scrutiny, raising concerns that the platform will fuel disinformation, conspiracy theories, and political polarization. With support from Elon Musk’s X, major social media platforms now lean toward a "Trumpian" stance, potentially weakening global fact-checking efforts and reshaping the online information landscape.

Arwa Kooli
Arwa Kooli Published on: 5 Feb, 2025
October 7: The Battle for Narratives and the Forgotten Roots of Palestine

What is the difference between October 6th and October 7th? How did the media distort the historical context and mislead the public? Why did some Arab media strip the genocidal war from its roots? Is there an agenda behind highlighting the Israel-Hamas duality in news coverage?

Said El Hajji
Said El Hajji Published on: 21 Jan, 2025
Challenges of Unequal Data Flow on Southern Narratives

The digital revolution has widened the gap between the Global South and the North. Beyond theories that attribute this disparity to the North's technological dominance, the article explores how national and local policies in the South shape and influence its narratives.

Hassan Obeid
Hassan Obeid Published on: 14 Jan, 2025
Decolonise How? Humanitarian Journalism is No Ordinary Journalism

Unlike most journalism, which involves explaining societies to themselves, war reporting and foreign correspondence explain the suffering of exoticised communities to audiences back home, often within a context of profound ignorance about these othered places. Humanitarian journalism seeks to counter this with empathetic storytelling that amplifies local voices and prioritises ethical representation.

Patrick Gathara
Patrick Gathara Published on: 8 Jan, 2025
Mastering Journalistic Storytelling: The Power of Media Practices

Narration in journalism thrives when it's grounded in fieldwork and direct engagement with the story. Its primary goal is to evoke impact and empathy, centering on the human experience. However, the Arab press has often shifted this focus, favoring office-based reporting over firsthand accounts, resulting in narratives that lack genuine substance.

AJR logo
Zainab Tarhini Published on: 7 Jan, 2025
I Resigned from CNN Over its Pro-Israel Bias

  Developing as a young journalist without jeopardizing your morals has become incredibly difficult.

Ana Maria Monjardino
Ana Maria Monjardino Published on: 2 Jan, 2025
Digital Colonialism: The Global South Facing Closed Screens

After the independence of the Maghreb countries, the old resistance fighters used to say that "colonialism left through the door only to return through the window," and now it is returning in new forms of dominance through the window of digital colonialism. This control is evident in the acquisition of major technological and media companies, while the South is still looking for an alternative.

Ahmad Radwan
Ahmad Radwan Published on: 31 Dec, 2024
Independent Syrian Journalism: From Revolution to Assad's Fall

Independent Syrian journalism played a pivotal role in exposing regime corruption and documenting war crimes during the 13-year revolution, despite immense risks to journalists, including imprisonment, assassination, and exile. Operating from abroad, these journalists pioneered investigative and open-source reporting, preserving evidence, and shaping narratives that challenged the Assad regime's propaganda.

Ahmad Haj Hamdo
Ahmad Haj Hamdo Published on: 17 Dec, 2024
Bolivia’s Mines and Radio: A Voice of the Global South Against Hegemony

Miners' radio stations in the heart of Bolivia's mining communities, played a crucial role in shaping communication within mining communities, contributing to social and political movements. These stations intersected with anarchist theatre, educational initiatives, and alternative media, addressing labour rights, minority groups, and imperialism.

Khaldoun Shami PhD
Khaldoun H. Shami Published on: 16 Dec, 2024
How Does Misinformation Undermine Public Trust in Journalism?

Reports reveal a growing loss of trust in the media, driven by the extent of misinformation that undermines professional journalism's ability to influence public discourse. The platforms of misinformation, now supported by states and private entities during conflicts and wars, threaten to strip the profession of its core roles of accountability and oversight.

Muhammad Khamaiseh Published on: 13 Nov, 2024
Challenging the Narrative: Jeremy Scahill on the Need for Adversarial Journalism

Investigative journalist Jeremy Scahill calls for a revival of "adversarial journalism" to reinstate crucial professional and humanitarian values in mainstream Western media, especially regarding the coverage of the Gaza genocide.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 10 Nov, 2024
Freedom of the Press in Jordan and Unconstitutional Interpretations

Since the approval of the Cybercrime Law in Jordan, freedom of opinion and expression has entered a troubling phase marked by the arrest of journalists and restrictions on media. Musab Shawabkeh offers a constitutional reading based on interpretations and rulings that uphold freedom of expression in a context where the country needs diverse opinions in the face of the Israeli ultra right wing politics.

Musab Shawabkeh
Musab Al Shawabkeh Published on: 8 Nov, 2024
Voting in a Time of Genocide

The upcoming U.S. presidential election occurs against the backdrop of the ongoing genocide in Gaza, with AJ Plus prioritising marginalised voices and critically analysing Western mainstream media narratives while highlighting the undemocratic aspects of the U.S. electoral system.

Tony Karon Published on: 22 Oct, 2024
Journalists Should Not Embrace the Artificial Intelligence Hype

What factors should journalists take into account while discussing the use of AI in the media?

Jorge Sagastume Muralles
Jorge Sagastume Published on: 16 Oct, 2024
A Year of Genocide and Bias: Western Media's Whitewashing of Israel's Ongoing War on Gaza

Major Western media outlets continue to prove that they are a party in the war of narratives, siding with the Israeli occupation. The article explains how these major Western media outlets are still refining their techniques of bias in favor of the occupation, even a year after the genocide in Palestine.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 9 Oct, 2024
A Half-Truth is a Full Lie

Misinformation is rampant in modern conflicts, worsened by the internet and social media, where false news spreads easily. While news agencies aim to provide unbiased, fact-based reporting, their focus on brevity and hard facts often lacks the necessary context, leaving the public vulnerable to manipulation and unable to fully grasp the complexities of these issues.

Ilya
Ilya U Topper Published on: 30 Sep, 2024