عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

في خطاب النصر الأول لدونالد ترامب، الذي ألقاه ارتجالا في فلوريدا عشية توارد الأنباء عن فوزه الساحق في الانتخابات الأمريكية، أشاد الرجل بشكل لافت للغاية بإيلون ماسك، مالك منصة إكس، وأبدى غاية الاهتمام بالتنويه بدوره. "لقد ولد نجمٌ جديد"، قال ترامب، إشارةً إلى الرجل الأغنى في العالم، الذي كان له ولمنصّته إسهام كبير بحسب عديد التقديرات، في تعظيم حظوظ قرينه الملياردير للعودة مظفرا إلى البيت الأبيض.

أمّا ماسك، فقد بدا ذهنه مشغولا بمسألة أخرى ظلّت تؤرّقه طويلا؛ لقد جهّز الرجل نفسه لاغتنام ما حصل من أجل شنّ حملة من التشفّي والتعريض بمن ثابروا على انتقاده والتحذير منه، منذ أن صعد على عرش "تويتر" قبل سنتين، وغير اسمها إلى "إكس". بدأ ماسك حملته هذه بكتابة تعليق وجيز مع صورة صاروخ منطلق بسرعة إلى السماء: "المستقبل سيكون مذهلا".

غير أن التعليق التالي الذي نشره ماسك على حسابه بعد بضع ساعات، كان البداية الفعليّة لهجومه المضادّ وبيان موقفه من العلاقة المعقّدة وشديدة الاحتدام بينه وبين وسائل الإعلام الليبرالية التقليدية المهيمنة في الولايات المتحدة وخارجها. قال ماسك: "لقد كانت حقيقةُ هذه الانتخابات جليّة للعيان على "إكس"؛ في حين ظل الإعلام السائد يكذب باستمرار على عامّة الناس... أنتم الإعلام اليوم!"

لم يكن ذلك ادعاءً عاديّا ولا عابرا، بل معززا بالأرقام التي أعلنت عنها المنصّة لاحقا، كاشفةً عن هيمنة واسعة على النقاش العالمي بشأن الانتخابات الأمريكية، وبأرقام غير مسبوقة إطلاقا؛ فقد بلغ عدد المنشورات عن الموضوع زهاء 942 مليون منشور، وقضى المستخدمون أكثر من 2.2 مليون ساعة مشاهدة أو استماع لفعاليات مباشرة على المنصة، كذلك حققت "إكس" خلال يوم الانتخابات فقط زيادة بعدد المستخدمين بلغت 15.5%. كان ماسك ينادي متابعيه، ويعدهم بأنّ "إعلام الشعب" هو الذي سيتفوّق على "إعلام النخبة"، وبدا هذا الخطاب جزءا من تحوّلات عميقة تطرأ على بيئة الإعلام في الولايات المتحدة والعالم.

فعلى الرغم من انسحاب 115،000 مستخدم على الأقل وإلغاء حساباتهم على إكس، فإن ذلك يبدو تفصيلا ضئيلا أمام المكتسبات التي حققتها المنصّة بين قطاعات واسعة من المستخدمين وتعزيز مكانتها بوصفها وسيطا متعاظم التأثير في نقل الأخبار وتبادلها والتعليق عليها عالميا، ولقد أثبت ذلك أن إيلون ماسك، بخلاف الاعتقاد الذي ساد عقب استحواذه على "تويتر"، لم يحرث أرضا محروقة، بل كان لديه تصوّر واضح عمّا ستؤول إليه المنصّة التي اتهمها بأنّها كانت لا تعبأ إلا بتوجّهات القائمين عليها؛ إذ تضخّم خطاباتٍ محدّدة وتعمل على تهميش خطابات أخرى وإقصائها.

على الرغم من انسحاب 115،000 مستخدم على الأقل وإلغاء حساباتهم على إكس، فإن ذلك يبدو تفصيلا ضئيلا أمام المكتسبات التي حققتها المنصّة بين قطاعات واسعة من المستخدمين وتعزيز مكانتها بوصفها وسيطا متعاظم التأثير في نقل الأخبار وتبادلها والتعليق عليها عالميا.

وقد تأكّدت هذه الحالة المتنامية من الاستقطاب حين دخلت هذه المعركة على "إكس" منعطفا جديدا، بقرار الغارديان البريطانية وقف نشاط حساباتها الرسميّة على المنصّة. وبحسب بيان نشرته الصحيفة العريقة الليبرالية، فإن إدارة التحرير فيها رصدت ظواهر سلبية متزايدة في المنصة، وارتأت أنّ الوقت قد حان للبحث عن مساحة جديدة لنشر العمل الصحفي الذي تنتجه.

لقد ادّعت الصحيفة أن "إكس" باتت حيزا مفتوحا لانتشار الأفكار العنصرية ونظريات المؤامرة التي يروجها اليمين المتطرف، وهو ما يجعلها بحسب هذا الادعاء "منصّة إعلامية سامّة"، وأن صاحبها بات يمتلك القدرة لاستغلال تأثيرها من أجل "تشكيل الخطاب السياسي".

الإعلام الليبرالي والخصومة مع ماسك

حين استحوذ إيلون ماسك على تويتر عام 2022، تعهّد بحماية حريّة التعبير وإعادة الاعتبار لحق الجميع بالكلام، وقال حينئذ: "العصفور تحرّر أخيرا". كانت تلك إشارة إلى أنّه سيعتمد في "إكس" على إستراتيجية مختلفة جذريا عمّا كان سائدا فيها من قبل، ولا سيما في سياسات إدارة المحتوى والتساهل في حظر الحسابات "المخالفة"؛ فكان من أول القرارات التي اتخذها ماسك إعادة تفعيل حسابات شخصيات مثيرة للجدل معروفة بالتحريض على العنف أو نشر نظريات مؤامرة أو معلومات مضللة، أو تتّهم بذلك على الأقل. كذلك، عمد صاحب شركتي تيسلا وسبيس أكس إلى تسريح عشرات الموظفين المسؤولين عن إدارة المحتوى ومراقبته، وقرّر في مقابل ذلك اعتماد آلية جديدة أطلق عليها اسم "ملاحظات المجتمع"، تتيح لمستخدمي المنصّة أنفسهم تقديم توضيحات سياقية وتصحيحات على منشورات يرون أنّها مضللة، ولا يُعتمد التوضيح إلا بعدما يحظى بتقييم عدد كاف من المستخدمين الآخرين، فيُعرض حينئذ علنا في التغريدة.

تلك التغييرات صدرت عن توجّه شعبوي لدى ماسك، ينطوي في جوهره على تشكّك بوسائل الإعلام الليبرالية الرئيسة ذات التأثير الواسع، وهو توجّه تعزّز في سياق تضخّم ظاهرة دونالد ترامب الذي لطالما عبّر هو الآخر عن موقف مناهض للإعلام والنخب الليبرالية الديمقراطية، سواء في حملاته الانتخابية أو حتى بعد وصوله إلى السلطة فترة رئاسته الأولى بين 2016 و2020. وقد أكّد ماسك في العديد من المواقف عن قناعة أن فئات من "الشعب" (الأمريكي في حالته) لا تحظى بالتمثيل الكافي في وسائل الإعلام السائدة ولا في "تويتر" قبل الاستحواذ عليه، وأنّ لهؤلاء الناس "العاديين" الحق في التعبير عن نطاق من الآراء "غير السائدة" من منظور النخب السياسية والثقافية المتنفذة في المجتمع. لقد اعتبر ماسك أن هنالك "غالبيّة" صوتها مهمّش في الخطاب العام كما تمثله وسائل الإعلام الليبرالية السائدة، وأنّها غير منزّهة عن التضليل وبث المعلومات الفاسدة أو توجيه أجندات التغطية الإعلامي والنقاشات العامة، فسعى إلى بناء سرديّة يقدّم بها نفسه على أنّه الضامن، عبر الاستحواذ على "إكس" وتعديل سياسات المحتوى فيها، لإتاحة الحيّز لظهورها.

تلك التغييرات صدرت عن توجّه شعبوي لدى ماسك، ينطوي في جوهره على تشكّك بوسائل الإعلام الليبرالية الرئيسة ذات التأثير الواسع، وهو توجّه تعزّز في سياق تضخّم ظاهرة دونالد ترامب الذي لطالما عبّر هو الآخر عن موقف مناهض للإعلام والنخب الليبرالية الديمقراطية.

ولقد نشأ عن ذلك مثلما هو متوقّع تصاعد خطر في شعبيّة اليمين السياسي بمختلف أطيافه على منصّة "إكس"، في الولايات المتحدة والعديد غيرها من الدول، وقد تطوّر مع هذه الموجة من الخطابات الشعبوية موقف شعبوي مناهض للإعلام anti-media populism) (1) يدلّ على الاستقطاب السياسي والاجتماعي، والاستياء العام الذي يتغذى على فكرة "المظلومية" و"التهميش"، والتحمّس للوعود الذي يطلقها السياسيون من التيارات اليمينية بالتخلص من ذلك وتقديم بديل له.

في هذا السياق، الذي كان ماسك في المركز منه، جرى الترويج لتصوّر يرى أن الإعلام التقليدي جزء من منظومة نخبوية عليا متشابكة تعمل وفق نسق أيديولوجي ضيّق غير شعبي ولا يمثّل مصالح عامة الناس بالضرورة. وعلى الرغم من أن مثل هذه التصوّرات حاضرة في أدبيات نقدية معروفة في دراسات الإعلام(2)، فإن الخطابات الشعبوية تعاملت مع الظاهرة خطابيا بشكل رئيسي، عبر إلقاء سلسلة من الاتهامات لشبكات إعلام سائدة ترى أنها أدوات ضمن "دولة عميقة" تعمل ضد "الشعب". هكذا، صار العداء لتلك الشبكات الإعلامية ومن يمثّلها عنصرا أساسيا في السردية الاجتماعية والسياسية للتيار الشعبوي، تحديدا في الولايات المتحدة.

"أنا لا أقرأ الصحافة التقليدية إطلاقا تقريبا" يقول ماسك في إحدى تغريداته، وقد نبّه متابعيه عبر حسابه أيضا إلى ما يراه "أكاذيب الصحافة التقليدية الكثيرة، خصوصا في اختيار الإطار"، مشيرا إلى أنّ "ملاحظات المجتمع" على منصّة إكس كفيلة بالكشف عن مثل هذه الأكاذيب، على حدّ تعبيره. كذلك قال ماسك، في واحدة من تلك التغريدات: "الكذابون سيكرهون هذه المنصّة كثيرا"، في إشارة إلى وسائل الإعلام السائدة التي قاد حملة شرسة لانتقادها والتحريض عليها.

وبالنظر إلى التأثير الواسع المعروف لمنصّة تويتر في توجيه النقاشات حول الشأن العام، تعاملت معظم وسائل الإعلام التقليدية بارتياب كبير مع استحواذ ماسك عليها، وحذّرت جميعها بحقبة مظلمة من تردّي النقاش على المنصّة، وتحوّلها إلى موئل لخطابات الكراهية والتطرّف والعداء للأقليات العرقية والجنسية. والدليل على ذلك، بحسب الغارديان، هو أنّ إيلون ماسك "غير ليبرالي"، وأنّ تولّيه إدارة المنصّة، سيكون وبالا على "الديمقراطية". وقد تكررت هذه اللازمة الهجومية في كثير من الصحف الليبرالية المهيمنة الأخرى، كواشنطن بوست، التي نشرت العديد من التقارير عن تنامي خطاب الكراهية في "إكس"، وتعزيز وصول أصوات "اليمين المتطرف" على المنصّة، إضافة إلى نيويورك تايمز، التي رأت أن استحواذ إيلون ماسك على "تويتر" قد "غيّر معنى المنصّة" بالنسبة للمستخدمين، وأنّ الرجل يعمل على "تغيير تجربة تويتر". كان هذا الموقف محلّ إجماع تقريبا بين هذه الطبقة من الصحف ووسائل الإعلام.

في المقابل، كان ماسك، وجمهوره العريض من الجمهوريين في الولايات المتحدة ومن أنصار اليمين الشعبوي في العالم، يتّهمون تلك الصحف وتقاريرها بالتحيّز المبدئي المطلق، وبتعمّد الكذب، وبتشويه الحقائق. كما راج اتهامها باعتناق ثقافة "إلغائيّة" ترى أنّ "التجربة" الليبرالية هي وحدها التي يحقّ لها الحضور في الحيّز العام، بما في ذلك منصات التواصل الاجتماعي، وأن "المستخدمين" ذوي الميول الليبرالية، هم فقط الجديرون بالاستفادة من فسحة حريّة التعبير والنقاش فيها. فبحسب دراسة أجراها مركز "بيو" الأمريكي للأبحاث، قبل عامين من استحواذ ماسك على المنصّة، فإن مستخدمي تويتر من الجمهوريين يرون أن لتويتر "أثرا وخيما على الديمقراطية الأمريكية"، وهو موقف تغيّر بشكل ظاهر في الفترة التي تلت تغيّر إدارة المنصّة في عهد الملياردير صاحب شركتي تيسلا وسبيس أكس؛ فقد تراجعت نسبة من يرون أنّ لتويتر أثرا سلبيا على النقاشات السياسية العامة بين الجمهوريين، من 60% في استطلاع عام 2021، إلى 21% في العام 2023. كذلك تزايدت نسبة من يرون أن للمنصّة أثرا إيجابيا على الديمقراطية من 17% عام 2021، إلى 43% في العام 2023.

أمّا الحالة بين الديمقراطيين، فقد كانت عكسيّة تماما؛ إذ تراجعت نسبة من يرى منهم أنّ المنصّة ذات تأثير إيجابي على الديمقراطية من 47% إلى 24% في الفترة ذاتها، وازدادت نسبة الذين تخوفوا من انعكاسات سلبية للمنصّة على الحياة السياسية، من 28% إلى 35%، وهو ما يدلّ بجلاء على حالة استقطاب واسعة في المجتمع الأمريكي بشأن تويتر/إكس.

ولو أخذنا بالحسبان عند قراءة هذه النسب اللافتة نسبا أخرى تتعلق بتراجع الثقة العامة بين الأمريكيين، ولا سيما الشباب، في وسائل الإعلام السائدة، فإنّ المشهد سيكون مفتوحا على تنبؤات عديدة بشأن مستقبل الإعلام السائد في نسخته الغربية، سواء في الولايات المتحدة، أو حتى في خارجها من دول النادي الديمقراطي الليبرالي التي تشهد موجات شعبويّة مماثلة. فقد انحسرت الثقة بوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع الأمريكي إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عقدين، وذلك بحسب آخر استبيانات مركز غالوب، وذلك بين الجمهوريين والديمقراطيين على السواء، ضمن حالة عامة من تراجع الثقة المسجّلة في المؤسسات المدنيّة في الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية، ومنها الكونغرس والمحكمة العليا والأجهزة التنفيذية، ولكنّها جميعا لا تزال تحظى بثقة أعلى مقارنة بمقدار الثقة التي حازها الإعلام بين الأمريكيين. كذلك سجّلت آخر الاستطلاعات بشأن أنماط استهلاك الأخبار في العديد من الدول الغربية نمطا مشابها من تدني الاعتماد على وسائل الإعلام التقليدية، وتفضيل استقاء المعلومات من منصات بديلة ومؤثرين أفراد لا ينتمون بالضرورة إلى الوسط الإعلامي السائد بالضرورة.

حسب آخر استبيانات مركز غالوب، وذلك بين الجمهوريين والديمقراطيين على السواء، ضمن حالة عامة من تراجع الثقة المسجّلة في المؤسسات المدنيّة في الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية، ومنها الكونغرس والمحكمة العليا والأجهزة التنفيذية.

ضمن إطار هذه التحوّلات، التي فاقمها خلال الأشهر الماضية سلوك الإعلام الغربي السائد تجاه الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين، يرى البعض أن انسحاب الغارديان وربما غيرها من منصّة "إكس" من شأنه أن يعزز من حالة الاستقطاب التصاعدية الحاصلة، ويزيد من فداحة هيمنة التوجّهات اليمينية المتطرفة التي يمثّلها إيلون ماسك حاليا على المنصّة. كما قد يتيح هذا الانسحاب مجالا أكبر لضخّ المعلومات المضللة والأفكار المعادية للديمقراطية واللاجئين والأقليات الدينية والعرقية، في وجه آخر لا يقل سوءا عن محاولة احتكار وسائل الإعلام الليبرالية المهيمنة للمعلومات والأفكار "الصائبة" وشيطنة كل ما خالف صوابها المفترض وإقصائه، وحشد ذلك كلّه اعتباطيا تحت مظلة "المعلومات المضللة" و"الثقافة السامّة". أمّا الحقيقة التي باتت أكثر وضوحا، فهي أنّ الغارديان وقريناتها تجني اليوم الثمار المرّة للعلاقة التخادمية التي تربطها مع سلطة السياسة ونفوذ رأس المال، هذا فضلا عن تورّطها في أنماط "مفضوحة" من الانتهاكات المهنية والأخلاقية، مثلما هو حاصل في سياق تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

 

المراجع
 

 

1)  Torgeir Nerland,Toward a Sociologically Enriched Understanding of Anti-Media Populism: The Case of Enough is Enough  

2)  Edward S. Herman, The Propaganda Model Revisited, Monthly Review 69(8):42

More Articles

Independent Syrian Journalism: From Revolution to Assad's Fall

Independent Syrian journalism played a pivotal role in exposing regime corruption and documenting war crimes during the 13-year revolution, despite immense risks to journalists, including imprisonment, assassination, and exile. Operating from abroad, these journalists pioneered investigative and open-source reporting, preserving evidence, and shaping narratives that challenged the Assad regime's propaganda.

Ahmad Haj Hamdo
Ahmad Haj Hamdo Published on: 17 Dec, 2024
Bolivia’s Mines and Radio: A Voice of the Global South Against Hegemony

Miners' radio stations in the heart of Bolivia's mining communities, played a crucial role in shaping communication within mining communities, contributing to social and political movements. These stations intersected with anarchist theatre, educational initiatives, and alternative media, addressing labour rights, minority groups, and imperialism.

Khaldoun Shami PhD
Khaldoun H. Shami Published on: 16 Dec, 2024
How Does Misinformation Undermine Public Trust in Journalism?

Reports reveal a growing loss of trust in the media, driven by the extent of misinformation that undermines professional journalism's ability to influence public discourse. The platforms of misinformation, now supported by states and private entities during conflicts and wars, threaten to strip the profession of its core roles of accountability and oversight.

Muhammad Khamaiseh 1
Muhammad Khamaiseh Published on: 13 Nov, 2024
Challenging the Narrative: Jeremy Scahill on the Need for Adversarial Journalism

Investigative journalist Jeremy Scahill calls for a revival of "adversarial journalism" to reinstate crucial professional and humanitarian values in mainstream Western media, especially regarding the coverage of the Gaza genocide.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 10 Nov, 2024
Freedom of the Press in Jordan and Unconstitutional Interpretations

Since the approval of the Cybercrime Law in Jordan, freedom of opinion and expression has entered a troubling phase marked by the arrest of journalists and restrictions on media. Musab Shawabkeh offers a constitutional reading based on interpretations and rulings that uphold freedom of expression in a context where the country needs diverse opinions in the face of the Israeli ultra right wing politics.

Musab Shawabkeh
Musab Al Shawabkeh Published on: 8 Nov, 2024
Voting in a Time of Genocide

The upcoming U.S. presidential election occurs against the backdrop of the ongoing genocide in Gaza, with AJ Plus prioritising marginalised voices and critically analysing Western mainstream media narratives while highlighting the undemocratic aspects of the U.S. electoral system.

Tony Karon Published on: 22 Oct, 2024
Journalists Should Not Embrace the Artificial Intelligence Hype

What factors should journalists take into account while discussing the use of AI in the media?

Jorge Sagastume Muralles
Jorge Sagastume Published on: 16 Oct, 2024
A Year of Genocide and Bias: Western Media's Whitewashing of Israel's Ongoing War on Gaza

Major Western media outlets continue to prove that they are a party in the war of narratives, siding with the Israeli occupation. The article explains how these major Western media outlets are still refining their techniques of bias in favor of the occupation, even a year after the genocide in Palestine.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 9 Oct, 2024
A Half-Truth is a Full Lie

Misinformation is rampant in modern conflicts, worsened by the internet and social media, where false news spreads easily. While news agencies aim to provide unbiased, fact-based reporting, their focus on brevity and hard facts often lacks the necessary context, leaving the public vulnerable to manipulation and unable to fully grasp the complexities of these issues.

Ilya
Ilya U Topper Published on: 30 Sep, 2024
Testimonies of the First Witness of the Sabra & Shatila Massacre

The Sabra and Shatila massacre in 1982 saw over 3,000 unarmed Palestinian refugees brutally killed by Phalangist militias under the facilitation of Israeli forces. As the first journalist to enter the camps, Japanese journalist Ryuichi Hirokawa provides a harrowing first-hand account of the atrocity amid a media blackout. His testimony highlights the power of bearing witness to a war crime and contrasts the past Israeli public outcry with today’s silence over the ongoing genocide in Gaza.

Mei Shigenobu مي شيغينوبو
Mei Shigenobu Published on: 18 Sep, 2024
Anonymous Sources in the New York Times... Covering the War with One Eye

The use of anonymous sources in journalism is considered, within professional and ethical standards, a “last option” for journalists. However, analysis of New York Times data reveals a persistent pattern in the use of “anonymity” to support specific narratives, especially Israeli narratives.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 8 Sep, 2024
India and Pakistan; Journalists building Bridges for Understanding

Amid decades of tension, journalists from India and Pakistan are uniting to combat hostile narratives and highlight shared challenges. Through collaboration, they’re fostering understanding on pressing issues like climate change and healthcare, proving that empathy can transcend borders. Discover how initiatives like the Journalists' Exchange Programme are paving the way for peace journalism and a more nuanced narrative.

Safina
Safina Nabi Published on: 12 Aug, 2024
From TV Screens to YouTube: The Rise of Exiled Journalists in Pakistan

Pakistani journalists are leveraging YouTube to overcome censorship, connecting with global audiences, and redefining independent reporting in their homeland.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 28 Jul, 2024
How AI Synthesised Media Shapes Voter Perception: India's Case in Point

The recent Indian elections witnessed the unprecedented use of generative AI, leading to a surge in misinformation and deepfakes. Political parties leveraged AI to create digital avatars of deceased leaders, Bollywood actors

Suvrat Arora
Suvrat Arora Published on: 12 Jun, 2024
The Rise of Podcasting: How Digital Audio Is Revolutionising Journalism

In this age of digital transformation and media convergence, podcasts stand out as a testament to the enduring power of journalism—a medium that transcends borders, sparks conversations, and brings the world closer together.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 6 Jun, 2024
Under Fire: The Perilous Reality for Journalists in Gaza's War Zone

Journalists lack safety equipment and legal protection, highlighting the challenges faced by journalists in Gaza. While Israel denies responsibility for targeting journalists, the lack of international intervention leaves journalists in Gaza exposed to daily danger.

Linda Shalash
Linda Shalash Published on: 9 May, 2024
Your Words Are Your Weapon — You Are a Soldier in a Propaganda War

Narrative warfare and the role of journalists in it is immense; the context of the conflict, the battleground has shifted to the realm of narratives, where journalists play a decisive role in shaping the narrative.

Ilya
Ilya U Topper Published on: 21 Apr, 2024
The Privilege and Burden of Conflict Reporting in Nigeria: Navigating the Emotional Toll

The internal struggle and moral dilemmas faced by a conflict reporter, as they grapple with the overwhelming nature of the tragedies they witness and the sense of helplessness in the face of such immense suffering. It ultimately underscores the vital role of conflict journalism in preserving historical memory and giving a voice to the voiceless.

Hauwa Shaffii Nuhu
Hauwa Shaffii Nuhu Published on: 17 Apr, 2024
Journalism in chains in Cameroon

Investigative journalists in Cameroon sometimes use treacherous means to navigate the numerous challenges that hamper the practice of their profession: the absence of the Freedom of Information Act, the criminalisation of press offenses, and the scare of the overly-broad anti-terrorism law.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 12 Apr, 2024
The Perils of Journalism and the Rise of Citizen Media in Southeast Asia

Southeast Asia's media landscape is grim, with low rankings for internet and press freedom across the region. While citizen journalism has risen to fill the gaps, journalists - both professional and citizen - face significant risks due to government crackdowns and the collusion between tech companies and authorities to enable censorship and surveillance.

AJR Contributor Published on: 6 Apr, 2024
Orientalism, Imperialism and The Western Coverage of Palestine

Western mainstream media biases and defence of the Israeli narrative are connected to orientalism, racism, and imperialism, serving the interests of Western ruling political and economic elites. However, it is being challenged by global movements aiming to shed light on the realities of the conflict and express solidarity with the Palestinian population.

Joseph Daher
Joseph Daher Published on: 1 Apr, 2024
Ethical Dilemmas of Photo Editing in Media: Lessons from Kate Middleton’s Photo Controversy

Photoshop—an intelligent digital tool celebrated for enhancing the visual appearance of photographs—is a double-edged sword. While it has the power to transform and refine images, it also skillfully blurs the line between reality and fiction, challenging the legitimacy of journalistic integrity and the credibility of news media.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 26 Mar, 2024
Breaking Barriers: The Rise of Citizen Journalists in India's Fight for Media Inclusion

Grassroots journalists from marginalized communities in India, including Dalits and Muslims, are challenging mainstream media narratives and bringing attention to underreported issues through digital outlets like The Mooknayak.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 3 Mar, 2024
Silenced Voices and Digital Resilience: The Case of Quds Network

Unrecognized journalists in conflict zones face serious risks to their safety and lack of support. The Quds Network, a Palestinian media outlet, has been targeted and censored, but they continue to report on the ground in Gaza. Recognition and support for independent journalists are crucial.

Yousef Abu Watfe يوسف أبو وطفة
Yousef Abu Watfeh Published on: 21 Feb, 2024