أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

استمع إلى المقالة

 

تشير الدراسات إلى احتمالية تكرار العواصف الإعصارية الشديدة في منطقة الخليج العربي بسبب زيادة انبعاثات الكربون الأسود والكبريت الناتجة عن النشاط البشري في الغلاف الجوي، ولا سيما خلال فترة ما قبل الرياح الموسمية في بحر العرب(1) (2). وتكون التأثيرات المناخية في سلطنة عمان غالبا أكثر من الدول الأخرى في منطقة الخليج؛ إذ تعاني مخاطر مثل الأعاصير والعواصف الناتجة من بحر العرب وبحر عمان والخليج العربي بشكل موسمي.

 

تُعَد الكوارث الطبيعية تجربة مؤلمة تؤثر بشكل غير متوقع على الوظائف الاجتماعية، وتسبب ضغوطا جماعية كبيرة، مما يمكن أحيانا أن يؤدي إلى تشويش في التركيبة الاجتماعية والروابط بين الأفراد داخل المجتمعات، فإن الأضرار والخسائر الاجتماعية ليست آثارا أو عواقب للكارثة، بل هي جوهرها بحد ذاتها. ومع ذلك، قد تلعب وسائل الإعلام المحلية والصحافة دورا مهما في نشر المعلومات والتحذيرات قبل الكوارث الطبيعية وفي أثنائها وبعدها؛ إذ تحفظ الأرواح، وتوجه سلوك الأفراد والجماعات، وتسهم في تشكيل الرأي العام في الظروف الصعبة للكوارث الطبيعية، مما يسهم في تقليل الآثار السلبية المترتبة عن تلك الكوارث، كالأعاصير والعواصف والتغيرات المناخية المختلفة؛ ذلك أن وسائل الإعلام والصحافة تتعاون مع الجهات المعنية والفاعلة جنبا إلى جنب لإدارة الكوارث، وتمر غالبا بما يعرف بـ"دورة إدارة الكوارث"(3) بهدف نقل المعلومات بسرعة إلى الجمهور خلال الأنواء المناخية، للحد من الأضرار المادية والبشرية. وتتضمن المرحلتان الأوليان التخفيف والتأهب قبل حدوث الكارثة، للحد من تأثيراتها وتقليل الأضرار المحتملة. وتشمل مرحلة التخفيف اتخاذ الإجراءات الوقائية لتفادي الكوارث والتقليل من تأثيرها من خلال الإعلان المبكر عن الأوضاع الطبيعية المتوقعة عبر وسائل إعلامية مختلفة لضمان التواصل مع أفراد المجتمع جميعهم بشكل عادل. ثم تأتي مرحلة "التأهب"؛ إذ تُتخذ التدابير اللازمة لتجهيز الأفراد المتضررين لمواجهة الأحداث بعد وقوع الكوارث. بعد ذلك، تبدأ مرحلة الاستجابة التي تشمل اتخاذ الإجراءات الضرورية لإدارة تأثير الكارثة ومواجهتها بهدف تقليل الخسائر والأضرار. وأخيرا، تأتي مرحلة التعافي بعد وقوع الكارثة المادية؛ إذ يعمل الجميع على إعادة بناء المناطق المتضررة واستعادة حياة سكانها إلى ما كانت عليه في السابق.

 

من جانب آخر، فقد تكشف وسائل الإعلام عن طبيعة العلاقة بين المؤسسات الحكومية القائمة على إدارة الكوارث الطبيعية والمجتمع، عبر التوعية بأولوياتها في نقل المعلومات وطريقة تمريرها للجماهير واللغة السائدة على تغطيتها الإعلامية، وكذلك الاهتمام بجانب ما دون سواه؛ فكلما بثت وسائل الإعلام عن الجهات الفاعلة وتفاعلاتها في أوقات الكوارث الطبيعية، زادت قدرة الجماعات على فهم توازن القوى المؤسسية وفاعليتها في الدولة بشكل أفضل. فعلى سبيل المثال لا الحصر، قد يمكن للمحتوى الإخباري أن يعكس الوضعية الهشة لبعض الجهات الموكل إليها حماية أفرادها من الكوارث الطبيعية، والذي بدوره يمكن أن يضر بسلوكات المجتمعات والأفراد فيما بينهم من جهة، وبالمكونات الاجتماعية والاقتصادية الأخرى المرتبطة بهم من جهة أخرى، مما قد ينعكس على نحو مباشر على النواحي السياسية وتمثيلاتها المختلفة داخل الدولة.

قد تكشف وسائل الإعلام عن طبيعة العلاقة بين المؤسسات الحكومية القائمة على إدارة الكوارث الطبيعية والمجتمع، عبر التوعية بأولوياتها في نقل المعلومات وطريقة تمريرها للجماهير واللغة السائدة على تغطيتها الإعلامية، وكذلك الاهتمام بجانب ما دون سواه.

علاوة على ذلك، يمكن لوسائل الإعلام بمختلف أشكالها أن تسهم في توعية الناس وتشجيعهم على التفكير بشكل مدروس ومنظم خلال الكوارث الطبيعية، بهدف تقليل الأضرار الناتجة عنها. عندئذ، تلجأ وسائل الإعلام إلى المساهمة في بناء ما يسمى بـ"الذاكرة الجمعية" التي تلعب دورا مهما في تشكيل "الوعي الجماعي" للأفراد(4). وتُعرف الذاكرة بأنها قدرة يمكن تنظيمها ومشاركتها اجتماعيا وتُعرف باسم "الذاكرة الجمعية"؛ إذ تُحافظ على الذكريات الجماعية عبر الأجيال وتؤثر في سلوكات الأفراد وتجاربهم في سياق تفاعلي داخل المجتمع. وعلى الرغم من أن الذاكرة الجماعية تنشأ على مستوى الفرد في عقله، فإنها تنتقل من خلال التواصل والتفاعلات الاجتماعية(5). ويمكن تقسيم الذاكرة الجمعية إلى جزأين: الأول هو الذاكرة التواصلية التي تعتمد على التواصل اليومي بين الأفراد وتحتفظ بالمعلومات داخل الأسر، أما الثاني فهو الذاكرة الثقافية التي تُعد شكلا مؤسسيا من الذاكرة يشمل التقاليد ونقل المعرفة والتحويل، وهذا يساعد على بناء علاقة الناس بالماضي(6). وفي سياق الكوارث الطبيعية والإعلام، يهدف الإعلام إلى تشكيل الذاكرة الجماعية بطابع "ثقافي" أو مؤسسي لضمان تحقيق مصالح واعتبارات معينة، سواء أكانت مرتبطة بالمؤسسة الإعلامية ذاتها أو بالدولة التي تدعمها، أم لتحقيق أهداف نبيلة مثل تعزيز الصمود والمرونة المجتمعية في مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية.

 

وفي بعض الأحيان، تشمل هذه الوظائف تشكيل ما يُعرف بـ"المجتمعات المعرفية"، وهي مجموعات تشترك في المعتقدات والقيم والأفكار التي تُشكل أساس تواصلها، بغض النظر عن حجمها أو موقعها أو وسيلة التفاعل التي تستخدمها. تتفق هذه المجموعة على معايير البحث ومفاهيم الصلاحية(7) إذ إن المعرفة هنا تُبنى على أساس تراكمي وفردي في فترات زمنية متعاقبة -قد تمتد لسنوات على سبيل المثال-.

 وفي سياق بناء المعرفة إعلاميا في أوقات الكوارث الطبيعية، قد يكون في غاية الأهمية أن يبني الإعلام المحلي خبرات متراكمة لجماهيره من خلال تعزيز الجوانب الإيجابية وتطويرها والاستفادة من نقاط الضعف التي حدثت، والتي قد تعزز مرونة المجتمعات وصمودها وكيفية مواجهة الأنواء المناخية المختلفة بطريقة جمعية لضمان نجاة الأفراد والمجتمعات. ومما يجدر ملاحظته أن قدرة المجتمعات على التكيف خلال الأزمات تعتمد على عدة عوامل أساسية، مثل التنمية الاقتصادية ورأس المال الاجتماعي ونقل المعلومات والاتصالات، وكذلك كفاءة المجتمع بشكل عام(8). وفي حالات الكوارث الطبيعية، يمكن أن يكون رأس المال الاجتماعي والمعلومات ووسائل الاتصال -الإعلام- أساسيين في إدارة هذه الكوارث، التي قد تؤثر على نحو متزامن على العناصر الأخرى. عندما تدير وسائل الإعلام المواد بشكل يضمن توزيعها بشكل عادل ومتساوٍ على مختلف فئات المجتمع، يمكن أن يشجع ذلك المجتمعات على بناء معارف تعزز استدامتها وقدرتها على التكيف الاجتماعي.

بناء على ذلك، وبعد تشكيل "الذاكرة الجماعية" و"الوعي الجمعي" للجماهير، اللذين تنتج عنهما "المجتمعات المعرفية"، تأتي المرونة والقدرة على الصمود الجماعي التي يمكن أن تقاس في أوقات الأزمات وبعدها من خلال ثلاثة أسس: طريقة الحفاظ على هيكل التعاون الجماعي ووظيفته في أثناء التعامل مع الاضطرابات، والقدرة على تعزيز التنظيم الشخصي للأفراد استجابة للأوضاع الطارئة أو توقعها، إضافة إلى القدرة على التعلم والتكيف(9). يمكن وصف المجتمعات بأنها متماسكة في مواجهة مثل هذه الأزمات والكوارث الطبيعية عندما تظهر عملية ربط مجموعة من القدرات التكيفية بشكل إيجابي للتكيف السريع بعد حدوث اضطراب(10)، وفي هذه الحالة، يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تكون مفيدة بوصفها وسيلة إعلامية تفاعلية تعزز التواصل والتكامل بين وسائل الإعلام والجهات المعنية بإدارة الكوارث الطبيعية والجمهور من خلال رصد ردود فعل الجماهير. ومن ثَم، يسهم ذلك في تعزيز القدرة على التطوير والتحسين في مجال الإدراك والبناء، ويعزز القدرة على التصدي للأزمات والكوارث المستقبلية بفعالية.

من وجهة نظر شخصية، تحاول وسائل الإعلام العمانية توجيه التفكير الجماعي نحو تقدير الجهود الحكومية، لتسليط الضوء على الجهات الحكومية الفاعلة في أوقات الأزمات لكسب المزيد من الرضا المجتمعي داخل الدولة.

في سلطنة عمان، زادت التغطية الإعلامية للكوارث الطبيعية منذ إعصار جونو (أو غونو) في عام 2007، وهو ما ساعد على تطوير خبرة محلية وتراكمية في التعامل مع سلوك وتوجهات الأفراد خلال الحالات المناخية الاستثنائية، من خلال وسائل الإعلام المختلفة مثل التلفزيون، والصحف، والإذاعات، ووسائل التواصل الاجتماعي التابعة للجهات المختصة في إدارة الكوارث. في بعض الأحيان، يضطلع الإعلام الرسمي في سلطنة عمان بدورين مهمين خلال الأزمات: الأول هو دور إخباري، والآخر توجيهي يؤثر في سلوك الأفراد وأفكارهم الجماعية. ويتعاون الإعلام الرسمي للدولة مع أقسام الإعلام الداخلي للمؤسسات المعنية في التواصل مع الجمهور خلال الأوقات الصعبة، كـالطيران المدني وشرطة عمان السلطانية والدفاع المدني؛ إذ تُكَثَّف الجهود لضمان توفير المعلومات الصحيحة والموثوقة (11).

 

ترتبط وسائل الإعلام في عُمان بجوانب إدارة الكوارث جميعها، بدءا من الوقاية والتأهب والاستجابة، وصولا إلى التعافي، وتتعلق هذه الجوانب بالمراحل الثلاث للأزمة؛ وهي مرحلة ما قبل الأزمة، ومرحلة الأزمة نفسها، ومرحلة ما بعد الأزمة(12). في كثير من الأحيان، يسعى الإعلام الرسمي للدولة والإعلام الداخلي للمؤسسات المعنية إلى تقليل تأثير الحالة المناخية على المجتمع، فتُصدَر الرسائل الإعلامية للجماهير بعدة لغات -العربية والإنجليزية والأوردية ولغة الإشارة- من قبل المركز الوطني للإنذار المبكر التابع لهيئة الطيران المدني، ثم تُتداول بشكل رسمي من قبل وسائل الإعلام المحلية والصحافة وصفحات التواصل الاجتماعي الرسمية التابعة للجهات المعنية، بهدف ضمان وصول المعلومة إلى فئات المجتمع جميعها. وغالبا ما تتباين طرق نقل الرسائل الإعلامية في التركيز على الموضوعات والجهات المعنية، وفي اللغة المستخدمة، وزمن إيصالها إلى الجمهور.

 

على هذا الأساس، ينظم الأفراد ذاكرتهم الجماعية استنادا إلى الأحداث التي شهدوها وعلاقاتهم الاجتماعية، علاوة على التفاعل مع الجهات المسؤولة عن إدارة الكوارث في الدولة. ويجري ذلك عن طريق استقبال المعلومات والبيانات المنشورة في وسائل الإعلام خلال فترة زمنية معينة، مما يسهم بشكل كبير في تشكيل الآراء والتفكير الجماعي للأفراد في الوقت الراهن. في عُمان، تعمل الجهات ذات الاختصاص -بشكل واع أو غير واع- على تشكيل "التفكير الجماعي" باستخدام الذاكرة الجماعية للأحداث السابقة المشابهة، لخلق "الوعي الجمعي" الذي يقود إلى "مجتمع معرفي". فعلى سبيل المثال، خلال تغطية إعصار جونو، ركزت وسائل الإعلام، سواء أكانت حكومية أم خاصة، بشكل كبير، على إبراز جهود الحكومة خلال الكارثة وبعدها، معتبرة هذه الجهود الحدث الأبرز في تغطيتها الإعلامية، في حين لم يحظَ الضحايا والمتأثرون بالإعصار بالاهتمام الإعلامي الكافي، على الرغم من أهميتهم في تغطية الكوارث في وسائل الإعلام العالمية، نظرا لتأثرهم المباشر ومعاناتهم الكبيرة من تبعات الكارثة(13). وبالطريقة نفسها، تميزت تغطية إعصار فيت (2010) بتركيزها على موضوعات معينة، ومنحها اهتماما أكبر مثل جهود الحكومة. وعمدت الصحف إلى تخصيص مساحات كبيرة للثناء على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في أثناء تغطية إعصار فيت، بينما لم يُركّز بشكل كافٍ على بقية الموضوعات؛ إذ كانت نسبة تغطيتها لا تتجاوز 4٪ فقط لقضايا مهمة، مثل التحذير والضحايا والوقاية من الكوارث في المستقبل(14).

ركزت وسائل الإعلام، سواء كانت حكومية أو خاصة، بشكل كبير على إبراز جهود الحكومة خلال الكارثة وبعدها، معتبرة هذه الجهود الحدث الأبرز في تغطيتها الإعلامية، في حين لم يحظَ الضحايا والمتأثرون بالإعصار بالاهتمام الإعلامي الكافي.

وعند تحليل سريع لمنخفض المطير (2024) بناءً على المعلومات التي نُشرت في التلفزيون الحكومي وحسابات التواصل الاجتماعي التابعة للمؤسسات الحكومية، نرى مثلا أن مركز الإنذار المبكر التابع لهيئة الطيران المدني نشر تحذيرا بحالة مناخية مقبلة على السلطنة(15) على منصات التواصل الاجتماعي قبل يومين تقريبا، وجرت مشاركته في وسائل الإعلام الأخرى مثل التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي التابعة للجهات المختصة. وعلى الرغم من ذلك، لم يكن الإعلان والتحذير بالزخم الإعلامي اللازم؛ ذلك أن بعض المؤسسات الإعلامية الأخرى والمؤسسات الحكومية المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أفرادها لم تتأهب بشكل كاف لمواجهة الحالة المناخية. فعلى سبيل المثال، إن وزارة التربية والتعليم المعنية بحفظ أرواح المنتمين لها من طلبة وطالبات وكوادر تعليمية لم تستعد جيدا لمواجهة الحالة المناخية؛ ونتيجة لذلك توفي 10 أطفال طلاب اجتاحتهم مياه الفيضان الناتج من الحالة المناخية في "سمد الشأن" في شمال محافظة الشرقية، في حين أن المجموع الكلي لضحايا "المطير" وصل 21 ما بين 14 -16 أبريل، وتضررت الممتلكات الخاصة للمواطنين والمواطنات (16).

تميزت تغطية إعصار فيت بتركيزها على جهود الحكومة، وعمدت الصحف إلى تخصيص مساحات كبيرة للثناء على الإجراءات التي اتخذتها، بينما لم تتجاوز تغطيتها 4٪ لقضايا هامة مثل التحذير والضحايا والوقاية من الكوارث في المستقبل.

ففي الحالة المناخية "المطير"، بدأ محتوى الإعلام توجيهيا في مرحلتي ما قبل الحالة المناخية وفي أثنائها وبعدها، بينما أصبح إخباريا في غالبه فيما بعد الحالة. وركزت التغطية الإعلامية على الجهود الحكومية بشكل كبير، قبل الحالة المناخية وفي أثنائها وبعدها (17)، وهو -مما لا شك فيه- أمر بالغ الأهمية لضمان سمعة المؤسسات المعنية، وكذلك لضمان سلامة الأفراد. في الوقت ذاته، لم يحظ ضحايا حادثة "المطير" في عُمان بنصيب كافٍ من التعاطف والاهتمام من قبل وسائل الإعلام الرسمية؛ إذ لم تُخصص أي تغطية صحفية منفردة أو لقاءات مع أهالي الضحايا أو أي مساحة إعلامية منفردة للتعاطف معهم. ومما لا يمكن الإغفال عنه، أن مهمة الإعلام في الأزمات والكوارث تتضمن ليس فقط نشر المعلومات وتوجيه الجمهور لاتخاذ إجراءات وقائية، بل أيضًا تهدف إلى تقليل مستوى القلق والخوف لديهم وتعزيز الجوانب المعنوية للمساعدة على تجاوز الأزمة(18).

خلاصة الأمر، أن إعلام الأزمات يُعنى، أساسا، بنقل المعلومات إلى الأشخاص المعنيين إما من أجل مساعدتهم على تفادي خطر ما ومنعه، وإما من أجل التعافي من نتائج أزمة ما أو تعزيز سمعة المؤسسة وتحسينها. وبناء على ما ذُكِر، ومن وجهة نظر شخصية، تحاول وسائل الإعلام العمانية توجيه التفكير الجماعي نحو تقدير الجهود الحكومية، لتسليط الضوء على الجهات الحكومية الفاعلة في أوقات الأزمات لكسب مزيد من الرضا المجتمعي داخل الدولة. في حين قد تؤدي التغطية غير الكافية للضحايا والتعاطف معهم إلى مزيد من المعاناة، مما قد يؤخر مرحلة التعافي التي من المفترض أن تأتي بعد انتهاء الكارثة؛ ذلك أن مرحلة التعافي من الكوارث الطبيعية تتطلب قدرا كافيا من العمل والتكاتف بين الجهات الحكومية الفاعلة والجماهير؛ لأنه ومن دون تكاتف متكامل، فقد يؤثر ذلك في الذاكرة الجماعية للأفراد، مما قد ينتج عنه تشويش في تكوين المجتمعات المبنية على المعرفة السابقة وكذلك ممارستها.

 

المراجع

 

(1) Hiroyuki Murakami, Gabriel A Vecchi, and Seth Underwood, “Increasing Frequency of Extremely Severe Cyclonic Storms over the Arabian Sea,”, Nature Climate Change 7, no. 12 (2017): 885–889
(2) Amato T Evan and Suzana J Camargo, “A Climatology of Arabian Sea Cyclonic Storms,” Journal of climate 24, no. 1 (2011). Ryan L Sriver, “Man-Made Cyclones,” Nature 479, no. 7371 (2011).
(3)  بخاش, عبدالله ع. n.d. “معالجة مواقع الصحافة الإلكترونية لكارثة إعصار لبان في اليمن.” -. https://abaa.uobaghdad.edu.iq/index.php/abaa/article/download/277/165/4….
(4) M. Halbwachs, L.A. Coser On Collective Memory University of Chicago Press (1992)
(5) Jan Assmann Communicative and cultural memoryCultural Memory Studies: an International and Interdisciplinary Handbook, Edited by Astrid Erll, Ansgar Nünning, and Sara B. Young, 109–18. Media and Cultural Memory ; Medien Und Kulturelle Erinnerung, 8 = 8, Walter de Gruyter, Berlin ; New York (2008)
(6) المصدر السابق
(7) ​​Haas, P. (1992). Introduction: Epistemic communities and international policy coordination. International Organization, 46 (1), 1–35.
(8) Maslen, Sarah. 2017. “Collective Knowledge for Industrial Disaster Prevention.” Academia. https://www.academia.edu/33168429/Collective_Knowledge_for_Industrial_Disaster_Prevention.
(9) Walker B, Westley F (2011) Perspectives on resilience to disasters across sectors and cultures. Ecol Soc 16(2):4. http://www.ecolo gyandsociety.org/vol16/iss2/art4/
(10) Norris F, Stevens S, Pfefferbaum B, Wyche K, Pfefferbaum R (2008) Community resilience as a metaphor, theory, set of capacities, and strategy for disaster readiness. Am J Community Psychol 41:127–150
(11) الموقع الرسمي : https://cem-oman.com/home/ar/thecenter-3/about-us
(12) الشقصي, عبيد س. 2013. “اتجاهات الجمهور نحو تعامل الإعلام العماني مع أزمة إعصار «جونو».” Researchgate. https://www.researchgate.net/publication/319362722_Public_Attitudes_Tow….
(13) البلوشية، فاطمة م. 2018. “تغطية الكوارث الطبيعية في الصحافة العمانية العربية اليومية : دراسة تحليلية مقارنة للإعصارين المداريين (جونو2007 - فيت 2010 ).” Omaninfo.  https://www.omaninfo.om/library/53/show/4813.
(14) المصدر السابق
(15) المصدر: https://x.com/OmanMeteorology/status/1779042096055230875
(16) المصدر: https://x.com/omantvnews/status/1779521548811997568
(17) مثال ١ في التركيز على الجهود الحكومية بشكل مكثف: https://omannews.gov.om/topics/ar/3/show/431965
(18)  المصدر  السابق

المزيد من المقالات

جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024