التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

"سيكون صوتُ كل واحد منكم عينا للمكفوف ونظرا لضعيف البصر، من خلالكم لن يرى المباراة فقط، بل يشعر بها ويسمع صوتها؛ فللمباراة صوت، وأنتم من سينقله".

كانت تلك أولى عبارات مدرب التعليق الإنجليزي آلان مارش خلال لقائه الأول بنا بوصفنا متدربين على التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين وضِعاف البصر لتجهيزنا وتدريبنا لتقديم هذه الخدمة الأولى من نوعها باللغة العربية في تاريخ بطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم ((FIFA، ضمن فعاليات كأس العرب 2021 في قطر.

"مونديال العرب" كما أصبح يطلق عليه، بطولة أعادت قطر إحياءها بعد غياب دام 9 سنوات وبنسخة هي الأكثر من حيث عدد المنتخبات المشاركة؛ فقد لعبَت ابتداء من التصفيات المنتخبات العربية جميعها، وصل منها 16 منتخبا إلى النهائيات، تنافسوا على ملاعب كأس العالم كـ"بروفة جنرال" للحدث الكبير كأس العالم FIFA قطر 2022، وبإشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم.

بناء على هذه المعطيات التي توسعت فيها عَمدا، لم يكن مستغربا أن تتيح اللجنة العليا للمشاريع والإرث الجهة المنظمة للبطولة هذه الخدمة نظرا لأعداد المتفرجين الكبيرة المتوقعة، وقد وصل مجموع الجماهير التي حضرت المباريات الـ32 في النهائيات، بحسب الفيفا إلى 571605 مشجعين بواقع حوالي 18 ألفًا للمباراة الواحدة.

 

"ليس هذا ما نطلبه"

يعدّ التعليق عموما أحد أهم أجناس الإعلام الرياضي؛ فالمُعلق ليس الناقل الصوتي الذي يصف أحداث المباراة فحسب، بل هو من يُغلفها بالمعلومات ويُلونها بدرجات صوت تعلو وتنخفض بحسب مجريات اللعب وأحداث المباراة.

الملعب يجب أن يُقسم في عقل المعلق إلى مناطق (Zones) بحسب قرب كل منطقة عن المرمى وبعدها، يعلو وينخفض صوته وانفعالاته مع الفرص، من دون إغفال المرونة للتجاوب حيال لقطات مهارية من لاعب ما، أو أحداث قد تجري على نحو مفاجئ في منتصف الملعب أو ربما في المدرجات مثل نوبة قلبية لأحد المتفرجين.

المعلق هو في البدء صحفي، يجب أن يمتلك أداوته، من المهنية والموضوعية والمهارة في سرد المعلومات، وسرعة البديهة في استحضار التاريخ في المواجهات السابقة مثلا (استحضار النتائج في المواجهات السابقة بين الفرق يتم التحضير له ولكن لا بد من الذاكرة الحية أحيانا لاستحضار حادثة معينة) أو في رصد الكاميرات لأحد اللاعبين المشاهير السابقين على المدرجات، حتى لو كان قد ولد وتألق قبل مولد المعلق نفسه. المعلق هو إعلامي يستخدم صوته لبث الروح في المباراة ونقلها من مجرد 11 لاعبا يواجهون 11 لاعبا، إلى 90 دقيقة من التشويق والجاذبية. باختصار هو فن إعلامي، إذاعي.

لطالما تمنيتُ أن تخصص كليات الصحافة في جامعاتنا العربية مساقات ومناهج خاصة بتعليم الإعلام الرياضي، وأن تكون هناك كليات خاصة وفيها يتخصص الطالب في الإعلام الرقمي أو التلفزيوني أو التعليق  أو حتى التصوير الرياضي للمباريات. كذلك تتضمن أيضا تخصصات في تصوير مباريات الكرات الجماعية أو الألعاب الفردية؛ فهناك فرق بين تصوير مباراة كرة القدم وعروض الجمباز أو سباقات السباحة أو سباق الماراثون الذي يمتد لنحو 2:45 ساعة؛ سواء في التعليق أو في التصوير.

 

معلوماتك قوية ولكن أيضا ليس هذا ما نريده

ما زلتُ أذكر المقطع الصوتي الذي أرسلته في اختبارات للجهة التي استضافت حدث التدريب ونظمته -وهي جامعة حمد بن خليفة، معهد دراسات الترجمة-. اخترتُ مباراة برشلونة ومانشستر يونايتد في نهائي دوري أبطال أوروبا 2009، وأحد هذين الفريقين هو ناديّ المُفضل: مباراة حفلت بالأهداف الجميلة، وما زلت أذكر كثيرا من تفاصيلها، لكن هل يحق للمُعلق أن يشجع فريقا، وهل يحق له إظهار ذلك؟

خلال إحدى جلسات التدريب، أخبرني آلان أنني قُبلت بناءً على تجربتي الصوتية التي أرسلتها، وليس بسبب كمية المعلومات والمعرفة التي حاولت استعراضها؛ إذ لم يكن ذلك هو الهدف. كان الهدف ببساطة هو التعرف إلى خامة صوتي ومدى ارتباطي بالرياضة وكرة القدم من خلال بعض الإشارات الأولية. حتى في الجلسات التدريبية الأولى، حاولنا جميعا تقديم كل ما لدينا من معلومات فنية وتكتيكية وحقائق عن المباريات واللاعبين، إضافة إلى تاريخ الرياضة وجغرافيتها، ولكن هذا ليس ما يحتاجه الشخص الكفيف أو ضعيف البصر.

في الجلسات التدريبية الأولى، حاولنا جميعا تقديم كل ما لدينا من معلومات فنية وتكتيكية وحقائق عن المباريات واللاعبين، إضافة إلى تاريخ الرياضة وجغرافيتها، ولكن هذا ليس ما يحتاجه الشخص الكفيف أو ضعيف البصر.

ولتعويد أذهاننا على ذِكر مكان الكرة وسيرها، وحركة اللاعبين، وطريقة لعبهم للكرة وأحيانا سقوطهم، أو انزلاقهم، أو طريقة قطعهم لكرة من المنافس، استعنّا بمقررات للتدرب على ذلك، لعل أبرزها عرض صورة متوقفة لصراع بين لاعبين والتدرب على وصف ما يحدث أمام الزملاء الذين أغلقوا عيونهم لكي يتمثلوا دور المكفوفين، ويتركوا لخيالهم رسم ما يحدث بناء على ما يقوله المعلق. ما زلت أذكر صورة محمد صلاح وهو يتهيأ للتسديد بالقدم اليسرى في إحدى هجمات ليفربول ضمن الدوري الإنكليزي.

كان علي أن أذكر بالتفصيل وضعية الجسد، قدم التسديد ومكان الكرة، ومكان تموقع اللاعب بالضبط بالنسبة لهجوم فريقه ومكان اللاعب المدافع ولاعبين آخرين ثانويين في اللعبة، إضافة أيضا إلى ألوان ليفربول في تلك المباراة ورقم اللاعب، وألوان لاعبي الفريق المنافس والحكم، وأين يوجد الكادر الاحتياطي لكل فريق.

 

في غرفة محاطة بقمصان أندية كرة القدم، (وهو الأمر الذي لفتني وأعجبني بشدة)، أكد لنا المدرب مارش أن المعرفة مهمة، ولكنها في التعليق الوصفي الصوتي ليست الأهم؛ أين كان يلعب محمد صلاح قبل ليفربول وكم هدفا سجله لفريقه ولمنتخبه وكم مساهمة له في الأهداف (تمريرة حاسمة + تسجيل) أمور يمكن إبرازها حين يتوقف اللعب لا حين يتسلم اللاعب الكرة؛ ففي التعليق للمُبصرين يرى المشاهد كل شيء أمامه ومن ثمّ فإن نسبة الوصف لا يجب أن تتعدى الـ 30%، تزداد أو تنقص حسب سير الأحداث.

فهمتُ التعليق الوصفي السمعي تماما كما كانت تُنقل المباريات عبر محطات الراديو قبل بدء النقل التلفزيوني: وصف كل حركة، وكل لعبة، وكل اتجاه للكرة. على سبيل المثال، في التعليق العادي لا يحتاج المعلق إلى وصف كيفية تنفيذ الركلة الركنية، أما في التعليق للمكفوفين، فإذا كان اللاعب ينفذ الركنية بقدمه اليسرى من الجهة اليسرى للحارس، فهذا يعني أن الكرة ستلتفّ باتجاه المرمى. وإذا نفذها باليمنى، فستكون باتجاه خارج المرمى وبباطن القدم. يجب أيضا توضيح ما هو ظاهر أمامك؛ هل يخطط الفريق لتسديد الكرة من على حدود منطقة الجزاء، أم سيتم رفعها إلى منطقة الست ياردات لتستقبلها رؤوس المهاجمين؟

أكد لنا المدرب مارش أن المعرفة مهمة، ولكنها في التعليق الوصفي الصوتي ليست الأهم؛ أين كان يلعب محمد صلاح قبل ليفربول وكم هدفا سجله لفريقه ولمنتخبه وكم مساهمة له في الأهداف يمكن إبرازها حين يتوقف اللعب لا حين يتسلم اللاعب الكرة؛ ففي التعليق للمُبصرين يرى المشاهد كل شيء أمامه ومن ثمّ فإن نسبة الوصف لا يجب أن تتعدى الـ 30%، تزداد أو تنقص حسب سير الأحداث.

جرى التحضير لهذه التجربة خمسة أسابيع، تلاها اختبار عملي للوصف أمام متطوع لا يشاهد المباراة. كان المتطوع يرسم خط اتجاه الكرة على لوح كبير اعتمادا على وصف المعلق وموقع الكرة الذي يذكره، ما يسمح بتقييم دقة المعلق في وصف اتجاه الكرة. في النهاية، خضعنا لاختبار تعليق على 10 دقائق كاملة من مباراة لم نكن نعرفها مسبقا، ومن دون أي توجيهات. بناء على هذا "الاختبار" الأخير، اختير المعلقون للمشاركة. هذه العملية كانت مقدمة لدخولنا تجربة التعليق الوصفي السمعي في كأس العرب. أعترف أنه بعد حوالي 15 عاما في الإعلام الرياضي، منها 10 سنوات في beIN SPORTS (الجزيرة الرياضية سابقا)، شعرت بالقلق من عدم اختياري لهذه التجربة الفريدة.

تبدد هذا القلق خلال ساعات بعد وصول إيميل القبول، وما زلت أتعامل معه دائما بأنه من بين الأمور الإيجابية بدافع تقديم الأفضل والاشتغال على تطوير السيرة المهنية تماما مثل قلق المُغني من رهبة لقاء الجماهير قبل الحفل الحي، أو الممثل المسرحي قبل اعتلاء خشبة المسرح، مهما كان قد حضّر وتمرّن لمثل هذه الدقائق.

في كأس العرب كان التعليق للمكفوفين في ملعبين مُجهزين فقط لهذه المهمة، هما ملعبا البيت والمدينة التعليمية، كان نصيبي أولا التعليق على مباراة قطر والإمارات في ربع النهائي؛ كانت مباراة غزيرة بالأهداف في شوطها الثاني الذي كان حصتي من القسمة مع زميلي، والأهداف الكثيرة تعني إثارة أكبر وتعليقا حيويا أفضل.

أعترف أنه بعد حوالي 15 عاما في الإعلام الرياضي، منها 10 سنوات في  بي إن سبورتس شعرت بالقلق من عدم اختياري لهذه التجربة الفريدة.

ولكن سعيي لتقديم هوية خاصة بي في المجال منذ البداية جعلني أحاول تحدي نفسي في استراق بعض اللحظات للتعليق على أمور أخرى غير كرة القدم، واختبار مقدرتي الوصفية في البناء العمراني على سبيل المثال، وقد كنت محظوظا أن مباراتي الأولى كانت في ملعب مميز جدا من حيث التصميم: الخيمة البدوية، والألوان الفاخرة، وصور العمال الذين أسهموا في تشييد هذا الملعب التحفة. وعندما قررت الدخول في تجربة الوصف السمعي، كان علي أن أدمج هذا الوصف على نحو انسيابي مع سير أحداث المباراة، من دون أن يؤثر ذلك على تغطيتي لأحداث مهمة تجري على أرض الملعب.

كان المكفوفون وضعاف البصر يستمعون إلينا عبر تطبيق يوفر قناة صوتية باللغة العربية وأخرى باللغة الإنجليزية، وهم يجلسون في الملعب. وبالتأكيد، يمكن لأي شخص خارج الملعب تحميل التطبيق واختيار الاستماع إلى المعلق الذي يفضله.

 

"إنه الحلم"!

كل ذلك كان مجرد تحضير للحدث الكبير الذي انتظرناه بشغف بوصفنا صحفيين رياضيين ومهتمين بالمجال منذ الإعلان عن فوز قطر بشرف تنظيم المونديال.

التحضيرات كانت مشابهة تقريبا، مع تكثيف ساعات التدريب، ولكن الترقب والإثارة كانا مضاعفين، وبلغ الأمر ذروته عندما توجهت إلى ملعب الجنوب في الوكرة للتعليق على أولى مبارياتي في المونديال بين سويسرا والكاميرون، التي انتهت، للمصادفة، بتسجيل 6 أهداف مقسمة بالتساوي بين الفريقين. وهكذا، عايشت مرة أخرى مباراة مليئة بالإثارة والحيوية.

مباراتي التالية، جرت أيضا بملعب البيت بين إنجلترا وفرنسا في ربع النهائي. ولمباريات الأدوار الإقصائية في كأس العالم مذاق خاص ومهابة، خصوصا أنك ذاهب لتعلق على لقاء بين منتخبين عريقين ومرشحين للفوز باللقب، وسبق لهما حمل الكأس الذهبية، ولكن ما إن تبدأ التعليق حتى تنساب الأمور تلقائيا لدرجة أن شعورا يخالجك فعلا بأنه لا مشكلة لو مددت المباراة لمزيد من الوقت الإضافي؛ فالأجواء في منتهى الحماس وأنا وزميلي مستمتعان بالتناوب على وصف أحداث المباراة.

امتدت تجربة التعليق الوصفي السمعي لتشمل مباريات كأس آسيا 2023، التي أقيمت أيضا في قطر، وكنت أحد المعلقين في هذا الحدث. حماسي لهذه المهمة لم يتراجع قط، من تجربتي الصوتية الأولى حتى آخر كلمة نطقتها في وصف مباراة قطر وأوزبكستان في ربع النهائي، التي أقيمت أيضا على أرضية ملعب البيت. ولحسن حظي، كانت مباراة مثيرة ذهبت للأشواط الإضافية واستمر التشويق فيها حتى الركلة الترجيحية الأخيرة.

كان المكفوفون وضعاف البصر يستمعون إلينا عبر تطبيق يوفر قناة صوتية باللغة العربية وأخرى باللغة الإنجليزية، وهم يجلسون في الملعب. وبالتأكيد، يمكن لأي شخص خارج الملعب تحميل التطبيق واختيار الاستماع إلى المعلق الذي يفضله.

 

تحيز أم تشجيع؟

ينتمي معظم الصحفيين إلى هذه المهنة بدافع الحب والشغف بكرة القدم أو الرياضة عموما. أغلبنا كان مشجعا لنادٍ أو منتخب، وقضى كثيرا من الوقت في متابعة فريقه المفضل، سواء من المدرجات أو من أمام الشاشة؛ لذلك فمن النادر أن تجد أحدا يعمل في الإعلام الرياضي، بمختلف تخصصاته، غير مهتم بتشجيع نادٍ معين أو منتخب، أو لم ينشأ على الأقل من هذه الخلفية.

التشجيع في رأيي أمر طبيعي، ولكن ما هو محتم علينا أن نكون موضوعيين ومهنيين حين نقدم أي مادة صحفية رياضية للجمهور، حتى لو كان أحد أطرافها من الأندية أو اللاعبين المُفضلين لدينا، وأن نحاول قدر الإمكان جعل الانتماء موضوعا شخصيا لا يؤثر على تقييمنا للأحداث، وهو الأمر نفسه الذي ينسحب على التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين كما نبهنا المدرب آلان.

المزيد من المقالات

هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024