بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

في خبرها المقتضب حول الانتقاد الذي طالها جراء عرض فيلم وثائقي بعنوان "غزة: كيف تنجو في منطقة حرب؟" يتناول تفاصيل عن آثار الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة، ذكرت "بي بي سي" أن مجلس الهيئة البريطانية أصدر قرارًا نهائيًا بشأن المسألة، يتضّمن اعتذارًا عن التقصير في تبيّن "الثغرات الخطيرة" في الفيلم، كما أوضحت أنّ إجراءات إنتاجه كانت "دون مستوى التوقعات". 

هذه الثغرات تتعلق- في ظاهرها- بأنّ الفيلم عرض شهادة طفل (14 عامًا) تبيّن لاحقًا أنّه نجل أحد المسؤولين في حركة حماس، المصنّفة في عدد من الدول ومن بينها المملكة المتحدة، منظمة "إرهابية". أمّا "التوقّعات" التي أشار إليها بيان الاعتذار، فلم يتّضح وجه الإحالة فيها؛ أهي التوقّعات المفروضة بموجب قواعد جديدة للمهنة تتساهل مع التعمية على الضحايا وكتم أصواتهم؟ أم التي تفرضها الإملاءات الإسرائيلية وجماعات الضغط الصهيونية في بريطانيا؟

كشفت طريقة التعاطي مع هذا الفيلم- الذي تأخر عرضه كثيرا على المنصّات الرقمية للهيئة البريطانية- عن المدى الذي يمكن أن يبلغه تحيّز وسائل الإعلام الغربية السائدة حول العالم، ومدى استسهالها الخضوع للضغط حين يكون مصدره إسرائيل والداعمين لها، حتى لو تطلب ذلك إسقاط معاناة ضحايا هُم أبرياء في العرف الإنساني والتعريف القانوني؛ نقصد الأطفال بحكم ضعفهم وعدم قدرتهم على تحمّل أي مسؤولية عن تبعات النزاعات والحروب، ما يجعلهم ضحايا بالأساس، فضلًا عن إهمال حقيقة أن الفيلم صوّر في ظروف عملٍ مستحيلة للصحفيين، حيث أغلقت إسرائيل الباب على الصحافة الأجنبية بالمطلق، وظلت تستهدف الصحفيين المحليين حتى قتلت منهم أكثر من 205 بحسب آخر إحصاء رسمي

ولعل اجتماع مثل هذه المعطيات شجّع بعض الأوساط الصحفية في بريطانيا على الاحتفاء بالفيلم قبل تصاعد الحملة عليه، حتى في صحف تصنف أنها ذات اتجاه يميني محافظ وشديد الدفاع عن إسرائيل، مثل التايمز والديلي تليغراف؛ ففي التايمز نشر في 17 فبراير/ شباط مقال يرى أن فرادة هذا الوثائقي نابعة من تقديمه "وجهة نظر طازجة؛ حيث صور بشكل أساسي عبر منظور ثلاثة أطفال من غزة على مدار تسعة أشهر، بالتعاون مع مصورين ميدانيين من غزّة". 

نشرت التايمز في 17 فبراير/ شباط مقالا يرى أن فرادة هذا الوثائقي نابعة من تقديمه "وجهة نظر طازجة؛ حيث صور بشكل أساسي عبر منظور ثلاثة أطفال من غزة على مدار تسعة أشهر، بالتعاون مع مصورين ميدانيين من غزّة".

الديلي تليغراف دافعت هي الأخرى عن الوثائقي ورأت فيه إضافة مهمة، خاصّة مع النظر إلى العدد الكبير للأفلام التي تناولت هجمات السابع من أكتوبر من وجهة نظر إسرائيلية. 

أما في الغارديان، فنقرأ إطراء أوسع على الفيلم يقدمه الصحفي البريطاني جاك سيل: 

"قام المخرجان بتوجيه المصورَين الفلسطينيين عن بُعد، بينما وثّقوا الحياة داخل ما يُسمى بـ"المنطقة الآمنة"، وهي مساحة في الجنوب الغربي من غزة تتغير باستمرار وتتقلص، حددتها إسرائيل كمكان يجب أن يقيم فيه الفلسطينيون النازحون. فحقيقة أن الكاميرات تركز بشكل أساسي على الأطفال، تخلق تأثيرًا مزدوجًا غير متوقع؛ فهي تجعل اللحظات العديدة المؤلمة في الفيلم أكثر إيلامًا، لكنها في الوقت ذاته تضفي عليها بصيصًا من الأمل". 

 

الخضوع للضغط وازدواجية المعايير

رغم كل هذا الإطراء والإشادة بالفيلم، فإن الهيئة البريطانية سرعان ما خضعت لادعاءات حملة ممنهجة زعمت أنّ أولئك الأطفال الذين ظهرت شهاداتهم المروّعة عن حالهم خلال الحرب على غزّة، ليسوا إلا "أداة" في يد "إرهابيين"، وأنّهم (الأطفال الذين دمّرت إسرائيل بيوتهم ومدارسهم وأحياءهم) غير مستحقين لتخصيص أي حيّز من التعاطف معهم؛ ذلك أن "التوقّعات" تقضي بأن يظل الإعلام ينسج على منوال الدعاية الإسرائيلية التي تحتكر وحدها صورة الضحيّة.

"قام المخرجان بتوجيه المصورَين الفلسطينيين عن بُعد، بينما وثّقوا الحياة داخل ما يُسمى بـ"المنطقة الآمنة".. وحقيقة أن الكاميرات تركز بشكل أساسي على الأطفال، تخلق تأثيرًا مزدوجًا غير متوقع؛ فهي تجعل اللحظات العديدة المؤلمة في الفيلم أكثر إيلامًا، لكنها في الوقت ذاته تضفي عليها بصيصًا من الأمل".

كان أحد أبطال الفيلم هو الطفل عبد الله اليازوري، وهو نجل الدكتور أيمن اليازوري، الذي شغل منصب نائب وزير الزراعة في قطاع غزة، أي أنّه كان موظفًا مدنيًا في وزارة مدنية، في الحكومة التابعة لحركة حماس قبل الحرب. لقد كان هذا كافيًا لشنّ حملة على الفيلم والمطالبة بحذفه ومحاسبة القائمين عليه تحت غطاء "التدقيق الصحفي" ومعايير "العناية الواجبة" كما ادعت الهيئة. 

لا يكشف الوثائقي، الذي قدّم مادته مصوران صحفيان من قطاع غزّة هما أمجد الفيومي، وإبراهيم أبو عشيبة، معلومات جديدة عن حجم الدمار الذي حلّ بالقطاع جراء الحرب التي شنّتها إسرائيل بعد السابع من أكتوبر، أو مستوى الوحشية التي مارسها جنود الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين؛ فكلّ ذلك بات معروفا على نطاق واسع، وتدل عليه القضايا التي تلاحق إسرائيل في محكمتي العدل والجنائية الدوليتين وتقارير الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية، إلا أنّ قوة الوثائقي تكمن في صوت الأطفال الذين يروون بكلمات بسيطة ما حلّ بحياتهم أثناء الحرب، حتى في "المناطق الآمنة"، ووصفهم لكلّ ما لا يجدر بأي طفل في أي مكان معايشته واحتماله. 

أحد أبطال الفيلم هو الطفل عبد الله اليازوري، وهو نجل الدكتور أيمن اليازوري، الذي شغل منصب نائب وزير الزراعة في قطاع غزة، أي أنّه كان موظفًا مدنيًا في وزارة مدنية، في الحكومة التابعة لحركة حماس قبل الحرب.  لقد كان هذا كافيًا لشنّ حملة على الفيلم والمطالبة بحذفه ومحاسبة القائمين عليه تحت غطاء "التدقيق الصحفي" ومعايير "العناية الواجبة" كما ادعت الهيئة. 

لقد اعتبرت إسرائيل انتقال هذه الرواية على لسان الأطفال عبر وسيلة إعلام سائدة مثل البي بي سي، ضرباً من "دعم الإرهاب"؛ فالفلسطينيون محض "حيوانات بشرية" بحسب يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق في العام الأول من الحرب على غزّة. وكلّهم بحسب التقليد الخطابي الذي كرّسه السياسيون الإسرائيليون مبكرًا "همجيون" يدعمون "الإرهاب" (رغم أنّ الوثائقي لم يخل من انتقادات وجهها فلسطينيون للمقاومة)، وعليه فإنّ أي رواية إعلامية لا تصدّر وجهة النظر الإسرائيلي هي كذلك "إرهابية" أو "متواطئة مع الإرهاب"، بحسب عاصفة الاتهامات التي واجهتها الهيئة البريطانية.  

واجهت بي بي سي هذه الحملة المزدوجة، من اللوبي الصهيوني المتحالف مع أقصى اليمين، وهي المعروفة بتحيزها الراسخ سلفًا لصالح الاحتلال الإسرائيلي وروايته حسب شهادات ورسائل موثقة نشرها صحفيون في الهيئة؛ ففي نوفمبر/ تشرين الثاني من العام المنصرم، وقع 100 من كوادر المؤسسة البريطانية على عريضة تنتقد فيها هذا التحيّز والتفضيل الواضح لإسرائيل في التغطية الإخبارية، على حساب الفلسطينيين، وتقصيرها عندما يتعلق الأمر بجرائم إسرائيل في الالتزام "بمعايير الصحافة النزيهة التي تراعي الأدلة"، بحسب ما ورد في العريضة

إلا أنّ هذا التحيّز المؤسسي والممنهج داخل الهيئة، ورضوخها المتواصل للإملاءات الإسرائيلية، لم يعد كافيًا، ومن المرجّح أن يتواصل الابتزاز الإسرائيلي للمؤسسات الإعلامية كلّما تسنّت الفرصة، لتكون دولة الاحتلال هي الرقيب عليها، فيكون للشأن الفلسطيني "محرّر من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية" في غرف أخبارها، كرقيب على كل خبر وتقرير وبرنامج وثائقي. وقد كشفت الحرب الجارية على فلسطين أنّ هذا النوع من التدخّل حاصل بالفعل، وهو خضوع حاصل "طواعية" بحسب ملاحظة الناقد والباحث السوري صبحي حديدي في تعليقه على تحقيق كشف تعيين شبكة سي أن أن عسكريّة سابقة في وحدة الناطق باسم الجيش الإسرائيلي لتصبح مراسلتها المعتمدة في تغطية الحرب على غزة، وموافقة الشبكة على إخضاع موادها الصحفية عن فلسطين لمراجعةٍ من مكتبها في القدس، وليس ذلك إلا لتصفية المادة من كل ما هو "غير ملائم للنشر" بنظر الرقيب الإسرائيلي. 

على مدى عام ونصف من تاريخ هذه الحرب، نشرت الصحافة الغربية المهيمنة عشرات التقارير والمواد الوثائقية والحوارات والمقابلات الصحفية المتحيزة التي تشكّل انتهاكات مهنيّة مركّبة، وأسهمت بشكل مباشر في تقديم الغطاء المعنوي لدولة احتلال في هجومها الذي استهدف تصفية منابع الحياة في قطاع غزّة. في مقدمة هذه الانتهاكات التي ترقى إلى درجة الفضيحة المهنية والأخلاقية، كان تقرير نيويورك تايمز الصادر في ديسمبر/ كانون أول 2023 عن دعاوى "الاغتصاب" واستخدامه سلاحا منهجيا في السابع من أكتوبر. شارك في هذا "التحقيق" صحفية إسرائيلية كانت مجندة سابقة في جيش الاحتلال، وتبيّن من خلال سلوكها على وسائل التواصل الاجتماعي أنّها تدعم علانية تحويل قطاع غزة إلى "مسلخ". ورغم كل الأدلة والتقارير، والتسريبات التي تتحدث عن معارضة من داخل الصحيفة للتقرير لافتقاره لقواعد الرصانة المهنية والأخلاقية، إلا أنّه ما يزال حيًا على موقع نيويورك تايمز.

هذا التحيّز المؤسسي والممنهج داخل الهيئة، ورضوخها المتواصل للإملاءات الإسرائيلية، لم يعد كافيًا، ومن المرجّح أن يتواصل الابتزاز الإسرائيلي للمؤسسات الإعلامية كلّما تسنّت لها الفرصة، لتكون هي الرقيب عليها، وأن يكون للشأن الفلسطيني "محرّر من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية" في غرف أخبارها، كرقيب على كل خبر وتقرير وبرنامج وثائقي.

أمّا في "بي بي سي" نفسها، فكثيرة هي التحقيقات التي تقف على أوجه انحياز الهيئة لإسرائيل خلال تغطية الحرب على غزة، والعمل على "تحريف" الأخبار لصالحها، بحسب ما أكّده صحفيون يعملون لديها سربوا تلك التفاصيل للإعلام غيرَ مرّة. كما تصمت الهيئة حتى اليوم عن تحقيقات أخرى حول تورّط محررين نافذين في الهيئة من المكلّفين بمنطقة الشرق الأوسط وشؤونها، بعلاقات مع سياسيين ودبلوماسيين إسرائيليين، ومن بينهم مايكال شوفال، المحرر في مكتب بي بي سي في القدس، إضافة إلى رافي بيرغ محرر شؤون الشرق الأوسط في الموقع الإلكتروني للهيئة. ورغم وفرة التقارير المستقلة التي تثبت ذلك، والشكاوى المتكررة من داخل الهيئة وخارجها التي تطالب بضرورة اتخاذ خطوات جدّية لمراجعة هذه الخروقات المهنيّة والتحقيق فيها بحسب ما تقتضي معايير "العناية الواجبة"، على غرار ما فعلت بشأن الفيلم الوثائقي، إلا أنّ شيئًا من ذلك لم يقع، ولم تتخذ الإدارة أي خطوة للتحقيق في هذه التجاوزات، تدّل على أي إمكانية لتصحيح هذا المسار من الانحدار المهني والأخلاقي.

 

المزيد من المقالات

ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

Said El Hajji
سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024