إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

استمع إلى المقالة

 

إرهاق الأخبار (News Fatigue) هي ظاهرة توصف بأنها إرهاق نفسي من الكمية الزائدة من المعلومات، ولكن -بشكل أكثر تحديدا- تشير الظاهرة إلى الإرهاق الناتج عن الضخ المتواصل للمحتوى من وسائل الإعلام ومن منصات وسائل التواصل الاجتماعي. وظاهرة الإرهاق الناتج عن تلقي كميات ضخمة من الأخبار ليست جديدة، ولكنها آخذة في الازدياد، وأصبحت أكثر انتشارا خلال العقد الماضي.

وبحسب هيسو جانغ، الباحثة في كلية هوسمان للصحافة، فإن أسباب الإرهاق من الأخبار عديدة، ويمكن إجمالها في التالي:

 أولا: الإنترنت
فقبل ظهور الإنترنت كان الناس يحصلون على القدر المعقول من الأخبار من وسائل الإعلام التقليدية، ويستهلكونها ويستمتعون بها وفق ما هو متاح لهم من وقت، ولكن مع الإنترنت انخفضت كلفة إنتاج الأخبار، وأصبح بثها وتوزيعها أكثر سهولة، ومن ثَم فإن الجمهور يشعر بأنه أصبح عرضة لضخ كميات كبيرة من الأخبار؛ لأنه متصل بالإنترنت باستمرار.

 ثانيا: منصات التواصل الاجتماعي
وهي سبب مهم لإرهاق الأخبار، وربما أخطر من الإنترنت؛ لأنها في الأصل مصممة لكي يظل المرء مرتبطا بها على الدوام، وهي تحث الناس دوما على أن يظلوا متصلين ومرتبطين بها حتى لا يفوتهم شيئا.

 ثالثا: التمرير المستمر في بعض المنصات
تسمح طبيعة بعض المنصات بالتمرير المستمر والانتقال من محتوى إلى آخر وبشكل لا نهائي تقريبا، وهذا الأمر أكثر وضوحا في تيك توك وإنستغرام، ويبدو أن هذه الميزة مصممة خصوصا لتُعطِي المستخدم انطباعا بأنه لا توجد نهاية للمواد التي يستهلكها، للدرجة التي يصل عندها إلى ما يمكن تسميته بمرحلة التشبع والشعور بالإرهاق من متابعة تلك المنصات.

وتعتقد جانغ الخبيرة -التي تدور أبحاثها حول المنصات الرقمية والتكنولوجيا، وكيفية استخدام الناس لها وفهمهم إياها- أن الثقة في وسائل الإعلام آخذة في الانخفاض، وهو التوجه الذي يثير قلق الصحفيين والخبراء في المجال على السواء. ولأن الجمهور لا يثق في وسائل الإعلام؛ فإن المشاعر السلبية تجاه الوسائل تجعله يشعر بالملل والإرهاق من محتواها الذي لا يرى له أي قيمة.

إرهاق الأخبار هو إشارة إلى أن جسد المتلقي وعقله قررا أن يذكراه بأنه استهلك كمية كبيرة من المعلومات، وأن العقل بحاجة إلى فترة راحة قبل أن يبدأ بالتهام معلومات جديدة.

الإرهاق من الأخبار يمكن أن يصبح مشكلة عندما يتحول إلى ما يعرف بظاهرة تجنب الأخبار. وتجنب الأخبار يعني أن المستخدم، وبسبب إرهاقه من تدفقها، فإنه يتجنبها كلها، ومن ثَمّ فقد لا يصل إلى المعلومات التي يحتاج إليها، والتي قد تُعَد ضرورية لحياته اليومية وصحته.

وبحسب جانغ، فإن الإرهاق من الأخبار يمكن أن يصبح مشكلة عندما يتحول إلى ما يعرف بظاهرة تجنب الأخبار. وتجنب الأخبار يعني أن المستخدم، وبسبب إرهاقه من تدفق الأخبار، فإنه يتجنبها كلها، ومن ثَمّ فقد لا يصل إلى المعلومات التي يحتاج إليها، والتي قد تُعَد ضرورية لحياته اليومية وصحته. لذلك؛ فإن الإدارة الفعالة لعرَض إرهاق الأخبار تمنع تحوله إلى مرض تجنب الأخبار ذي الأثر السيئ على حياة الناس.
 

ما الحل؟

قد يبدو الأمر صعبا بعض الشيء؛ لأن الشباب وحتى كبار السن يكونون على اتصال بالإنترنت للتواصل عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن بالإمكان أخذ إجازة من الإنترنت ومن وسائل التواصل، والتعويض بمساحات وأنشطة أخرى لا تتطلب اتصالا بالإنترنت.

وجاء في ورقة بحثية نُشِرت في دورية أثينا المختصة بوسائل الإعلام والاتصال بتاريخ 3 يوليو/ تموز 2022 أن دراسة استقصائية أجراها مركز بيو الأمريكي للأبحاث قبل جائحة كورونا عام 2019 على 12 ألف بالغ أمريكي وجدت أن 66% منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم.

وأشار معد الدراسة، الباحث نيل فيتزباتريك، إلى استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث في أبريل 2020 وجد أن 71% من الأميركيين البالغين يقولون إنهم بحاجة إلى "أخذ فترات راحة من أخبار فيروس كورونا".

وأوضح فيتزباتريك أن منظمة الصحة العالمية تطرقت للمخاوف بشأن تأثير ما سمّته الهجوم الإخباري في قسم "نصائح الصحة العقلية" على موقعها على الإنترنت. وتقدم المنظمة هذه النصيحة للعامة: "حاول أن تقلل من كمية مشاهدتك أو قراءتك أو استماعك للأخبار التي تجعلك تشعر بالقلق أو الضيق". ويشير الباحث إلى أن أعدادا متزايدة استجابت لتلك النصيحة وقللت من استهلاكها للأخبار، واختار بعض الأشخاص عدم تلقي أي أخبار على الإطلاق في سبيل التكيف.

وعلى الرغم من أنها ليست ظاهرة جديدة، فإن الشكوك المحيطة بالصحافة تفاقمت خلال فترة وباء كورونا؛ إذ شكك دعاة مناهضة التطعيم وأصحاب نظريات المؤامرة في صحة الحقائق عن كوفيد-19 ودقتها، وهي معلومات تقدمها المؤسسات الإخبارية، وحتى الحكومات.

مهنة محاصرة
وثمة كتاب  صدر في بداية هذا العام يسعى لوضع الحلول لظاهرة تجنب الأخبار، بعنوانAvoiding the News: Reluctant Audiences for Journalism، الذي يمكن ترجمته إلى: تجنّب الأخبار.. جماهير متردّدة إزاء الصحافة. ويحاول الكتاب المذكور أن يجيب عن الأسئلة العديدة التي تحاول أن تجد تفسيرا لهذه الظاهرة من شاكلة:
لماذا يتجنب الملايين من الناس الأخبار؟ ولماذا استهلاك الأخبار والاهتمام بها آخذ في الانخفاض؟ ولماذا يعاني العقد الاجتماعي بين الصحافة وقسم كبير من الجمهور حالة الضعف هذه؟

ويعتقد مؤلفو الكتاب أن تجنب الأخبار ليس مجرد نوع من الاستجابة للمحتوى المعروض، ولكنه أيضا يتشكل أساسا من خلال هويتنا وما نؤمن به، وكذلك من خلال الأدوات التي نعتمد عليها.

وبحسب ما جاء في الكتاب فإن:

- معالجة مشكلة تجنب الأخبار لا تتعلق بتوفير قدر أكبر من المحتوى الإخباري أو تسهيل الوصول إليه.

- يجد متجنبو الأخبار صعوبة في التمييز بين الصحافة المنتجة بصورة احترافية وبقية المعلومات الأخرى المنتشرة.

- ثمة حاجة إلى مجهود علاقات عامة واسع النطاق على مستوى المهنة لتغيير مفاهيم الناس عن العمل الذي ينجزه الصحفيون.

تجدر الإشارة إلى أن الكتاب صدر في نهاية 2023 وأوائل 2024 بتوقيع ثلاثة من الأساتذة في المجال، وهم: روث بالمر الأستاذة المشاركة المختصة في الاتصال والوسائط الرقمية من جامعة IE في إسبانيا، وبنجامين توف الأستاذ المساعد في كلية هوبارد للصحافة والاتصال الجماهيري في جامعة مينيسوتا، وراسموس كليس نيلسن مدير معهد رويترز لدراسة الصحافة وأستاذ الاتصال السياسي في جامعة أكسفورد.

على الرغم من أنها ليست ظاهرة جديدة، فإن الشكوك المحيطة بالصحافة تفاقمت خلال فترة وباء كورونا؛ إذ شكك دعاة مناهضة التطعيم وأصحاب نظريات المؤامرة في صحة الحقائق عن كوفيد-19 ودقتها، وهي معلومات تقدمها المؤسسات الإخبارية، وحتى الحكومات.

وبطبيعة الحال، لا معنى للصحافة من دون جمهور، ولكن هل يمكن تحويل متجنبي الأخبار إلى باحثين عنها؟ لا يبدو أن مؤلفي الكتاب متفائلون للغاية، ومع ذلك، يقولون إن على الصحفيين والمؤسسات الإخبارية أن يحاولوا على الأقل إيجاد حلول لمساعدة مهنتهم المحاصرة على البقاء والتعافي، ولديهم توصيات بشأن كيفية فعل ذلك.
دائما لحل أي مشكلة لا بد من التعرف عليها، فمَن هؤلاء الذين يتجنبون الأخبار؟ يتساءل المؤلفون، ويرون أنه إذا أردنا تغيير عقول متجنبي الأخبار، فعلينا أن نعرف مَن هم.

ويستخدم المؤلفون مصطلح يسمونه "مشكلة المحار" لشرح ظاهرة تجنب الأخبار، والحكاية باختصار تسير على هذا النحو: سيقول كثير من الناس إنهم لا يحبون المحار النيء، وسيعترفون أنهم لم يجربوا المحار من قبل، لكنهم يعلمون أنهم لا يحبون المحار ولن يختاروه في "بوفيه" مجاني، ناهيك عن دفع ثمنه في مطعم فاخر.

وهؤلاء ربما لم ينشؤوا في بيئة تعرف المحار، أو ربما أخبرهم من يسمون بالمؤثرين أن المحار سيئ، ومن ثم فإن تحسين سمعة المحار أو تقديم مزيد منه لن يغير رأي رافضيه.
وفي المقابل، يرى المؤلفون أن تجنب الأخبار بشكل مستمر هو، جزئيا، فعل ناتج عن عوامل تتجاوز شكل الأخبار ومحتواها، ويشمل الهويات الاجتماعية والأيديولوجيات وعلاقات الناس بالمنصات الإعلامية والبنى التحتية.
وبحسب المؤلفين، فإن هذا التشابك المعقد للعوامل يعني أن معالجة مسألة تجنب الأخبار ليست بسيطة مثل جعل الأخبار أكثر جدارة بالثقة وأقل كآبة (على الرغم من أن ذلك قد يساعد)، كذلك إن نشر أخبار أقل ليس هو الحل.
ويشير المؤلفون إلى أن الأشخاص الذين يتجنبون الأخبار باستمرار يميلون إلى أن يكونوا من بين شرائح المجتمع المحرومة اجتماعيا وسياسيا، مثل النساء والشباب والأشخاص الذين ينتمون إلى الطبقات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا.
يعتمد متجنبو الأخبار على نظريات شعبية لتفسير تجنبهم للأخبار، مثل فكرة أن الأخبار السائدة هي "أخبار مزيفة"، ويستخدم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وغيره من الشعبويين والقادة الاستبداديين هذا التفسير بوصفه سببا لعدم ثقة الجمهور بهم.

محتوى الأخبار
يوضح مؤلفو الكتاب أن مراقبي وسائل الإعلام ومحترفي الصحافة يفترضون في كثير من الأحيان أنه إذا تجنب الناس الأخبار، فلا بد أن يكون ذلك لأنهم لا يحبون الأخبار، وتركز معظم الأبحاث في هذا الخصوص على خصائص الأخبار التي تنفر الناس. لكن هذا ليس سوى نصف الحكاية؛ فالعديد من متجنبي الأخبار لديهم شكاوى تتعلق بشكل الأخبار ومحتواها، والأكثر شيوعا هو أن الأخبار غير سارة وغير جديرة بالثقة ولا يمكن فهمها ولا تمثل أطياف المجتمع كافة.
ويضيف المؤلفون: "على الرغم من أن هذه الانتقادات كانت مرتبطة أحيانا بالتغطية الإخبارية لأحداث معينة، فإنها في أغلب الأحيان كانت عبارة عن لوائح اتهام شاملة لما يعتقد متجنبو الأخبار أنه اتجاهات واسعة في التغطية الإخبارية".

ونظرا لأن العادات الإخبارية التي تتشكل في وقت مبكر من حياة الإنسان تكون مستقرة نسبيا، فمن الأفضل أن تكون مثل هذه الجهود جزءا مطلوبا من المناهج المدرسية بدءا من المدرسة الابتدائية، ومن ثَم فمن الأفضل للمؤسسات الإخبارية أن تتعاون بشكل فعال مع المدارس وتقدم مزيدا من التوعية بدورها.

إن مجرد تقديم المزيد من نمط الأخبار نفسه لن يقنع كثيرين من متجنبي الأخبار. يقول المؤلفون إن نيويورك تايمز، وتايمز أوف لندن، وإلباييس، وغيرها من وسائل الإعلام، يمكنها مضاعفة حجم غرف الأخبار وتوسيع إنتاجها، لكن هذا لن يفعل شيئا لتغيير العوامل المعقدة والسياقية العديدة التي تلعب دورا حاسما في استهلاك الناس للأخبار.

5 خطوات للحل:
  يقترح مؤلفو الكتاب المذكور خمس خطوات لمعالجة تجنب الأخبار المستمر، وتتمثل في:

1- الرد على أن الأخبار محبطة وغير ذات صلة:
 في حين أن تجنب الأخبار ليس مجرد استجابة للمحتوى، فإنه لا يزال يمثل جزءا كبيرا من المشكلة؛ إذ يقول كثير من الناس إن الأخبار محبطة وغير ذات صلة وغير مفهومة، وينصح المؤلفون بأن هذه الشكاوى هي نقطة انطلاق للقاء هؤلاء الأشخاص. "إذا كان هدفنا هو معالجة تجنب الأخبار، فلا يهم بشكل أساسي ما إذا كانت هذه المعتقدات عادلة أو دقيقة. ما يهم هو الحقيقة الاجتماعية المتمثلة في أن ملايين الناس يحملون هذه الآراء، وأن هذه المفاهيم المسبقة تقود بعضهم إلى تجنب الأخبار بشكل منهجي وآخرين إلى التعامل معها بتردد".

يمكن لأي مؤسسة إخبارية أن تميز نفسها من خلال تقديم الأخبار المشجعة والأقرب إلى التجربة الحياتية للأشخاص، عبر طرق يسهل الوصول إليها، وتركز على الأشياء التي تؤثر على جمهورها.
إن تسليط الضوء صراحة على كيفية تأثير هذه القصص مباشرة على حياة الجمهور وكيفية استجابته لها من شأنه أن يوازن الشعور بأن الأخبار سلبية.

2- التعامل مع المجتمعات والهوية على محمل الجد:
التركيز على معنى الأخبار وقيمتها بالنسبة للأفراد أمر عقلاني للغاية؛ لأن ذلك يرتبط بهوياتهم والمجتمعات التي ينتمون إليها. يجب على المؤسسات الإخبارية أن تفحص ما إذا كانت في الواقع تخدم تلك المجموعات التي من المرجح أن تتجنب الأخبار؛ لأن تنمية الشعور بالانتماء إلى المجتمع هي أمر أساسي لمساعدة الناس على الحفاظ على عادة متابعة الأخبار.
ويرى المؤلفون أن الطريقة الجيدة لمساعدة الناس على رؤية مزيد من الفائدة في الأخبار هي محاولة التأكيد على الفوائد الاجتماعية لمتابعة الأخبار، وحاليا لا يزال النهج السائد هو "نحن ننشر، أنت تقرأ"، الذي يتضمن تفاعلا محدودا مع تعليقات القراء، وربما بعض الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي.

 3- محتوى خاص لمتجنبي الأخبار
يرى عدد من متجنبي الأخبار أنهم يشعرون بأن الأخبار تستهلك جزءا كبيرا من وقتهم، ولا تتناسب مع الروتين اليومي، ولا تتوافق مع مسؤولياتهم، وعليه فيجب العمل على إعداد التقارير بشكل مختلف ولجماهير مختلفة، مثل المقالات التلخيصية البسيطة المصاحبة للنماذج الطويلة من المحتوى، فنادرا ما يلجأ الأشخاص الذين يتجنبون الأخبار باستمرار، إلى المواقع وتطبيقات وسائل الإعلام الإخبارية على وجه التحديد؛ لذا فإن الوصول إلى أفراد الجمهور الأقل مشاركة سوف يتطلب بذل جهود متواصلة للذهاب إليهم أينما كانوا، سواء في وسائل التواصل الاجتماعي، أو تطبيقات المراسلة، أو منصات الفيديو، أو غير ذلك.
 
4- محو الأمية الإعلامية الإخبارية وتوضيح قيمة الصحافة:
تقدم الأخبار، في أفضل حالاتها، قيمة حقيقية للناس وفوائد اجتماعية، ولكن من المهم شرح هذه المساهمات والإعلان عنها؛ إذ يجد متجنبو الأخبار صعوبة في التمييز بين الصحافة المنتجة بصورة احترافية والمعلومات الأخرى المنتشرة. ونظرا لأن العادات الإخبارية التي تتشكل في وقت مبكر من حياة الإنسان تكون مستقرة نسبيا، فمن الأفضل أن تكون مثل هذه الجهود جزءا مطلوبا من المناهج المدرسية بدءا من المدرسة الابتدائية، ومن ثَم فمن الأفضل للمؤسسات الإخبارية أن تتعاون بشكل فعال مع المدارس وتقدم مزيدا من التوعية بدورها.

5- تأكيد أهمية القيم التحريرية والدفاع عن المعايير المهنية:
  ينصح مؤلفو الكتاب وسائل الإعلام بتنفيذ حملات علاقات عامة واسعة النطاق لتغيير مفاهيم الناس عن الدور الذي يضطلع به الصحفيون، والدفاع عن نفسها إزاء بعض النظريات الشعبية الأكثر ضررا عن الصحافة، وإلا فإنها تخاطر بالمساهمة في ظهور مزيد من الأشخاص الذين يديرون ظهورهم للأخبار تماما.

ويرى المؤلفون أن من الأفضل أن يضطلع تحالف من المنظمات الأكاديمية وغير الربحية التي تنشط في مجال الإعلام والمنافذ الإخبارية الأخرى بتأكيد القيم التحريرية والدفاع عن المعايير المهنية أمام الجمهور. ويميل الصحفيون إلى الاعتقاد بأن قيمهم واضحة بذاتها، لكنهم بالتأكيد ليسوا كذلك بالنسبة إلى متجنبي الأخبار، وبينما تؤكد وسائل الإعلام أنها تعمل من أجل المصلحة العامة، فإنها يجب أن تشرح كيفية فعل ذلك، ومعالجة المفاهيم المسبقة والمخاوف بشأن ما يفعله الصحفيون، مع الاعتراف، وتسمية، ومحاسبة الآخرين الذين يخفقون في فعل ما يجب.

المزيد من المقالات

جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024