إرهاق الأخبار (News Fatigue) هي ظاهرة توصف بأنها إرهاق نفسي من الكمية الزائدة من المعلومات، ولكن -بشكل أكثر تحديدا- تشير الظاهرة إلى الإرهاق الناتج عن الضخ المتواصل للمحتوى من وسائل الإعلام ومن منصات وسائل التواصل الاجتماعي. وظاهرة الإرهاق الناتج عن تلقي كميات ضخمة من الأخبار ليست جديدة، ولكنها آخذة في الازدياد، وأصبحت أكثر انتشارا خلال العقد الماضي.
وبحسب هيسو جانغ، الباحثة في كلية هوسمان للصحافة، فإن أسباب الإرهاق من الأخبار عديدة، ويمكن إجمالها في التالي:
أولا: الإنترنت
فقبل ظهور الإنترنت كان الناس يحصلون على القدر المعقول من الأخبار من وسائل الإعلام التقليدية، ويستهلكونها ويستمتعون بها وفق ما هو متاح لهم من وقت، ولكن مع الإنترنت انخفضت كلفة إنتاج الأخبار، وأصبح بثها وتوزيعها أكثر سهولة، ومن ثَم فإن الجمهور يشعر بأنه أصبح عرضة لضخ كميات كبيرة من الأخبار؛ لأنه متصل بالإنترنت باستمرار.
ثانيا: منصات التواصل الاجتماعي
وهي سبب مهم لإرهاق الأخبار، وربما أخطر من الإنترنت؛ لأنها في الأصل مصممة لكي يظل المرء مرتبطا بها على الدوام، وهي تحث الناس دوما على أن يظلوا متصلين ومرتبطين بها حتى لا يفوتهم شيئا.
ثالثا: التمرير المستمر في بعض المنصات
تسمح طبيعة بعض المنصات بالتمرير المستمر والانتقال من محتوى إلى آخر وبشكل لا نهائي تقريبا، وهذا الأمر أكثر وضوحا في تيك توك وإنستغرام، ويبدو أن هذه الميزة مصممة خصوصا لتُعطِي المستخدم انطباعا بأنه لا توجد نهاية للمواد التي يستهلكها، للدرجة التي يصل عندها إلى ما يمكن تسميته بمرحلة التشبع والشعور بالإرهاق من متابعة تلك المنصات.
وتعتقد جانغ الخبيرة -التي تدور أبحاثها حول المنصات الرقمية والتكنولوجيا، وكيفية استخدام الناس لها وفهمهم إياها- أن الثقة في وسائل الإعلام آخذة في الانخفاض، وهو التوجه الذي يثير قلق الصحفيين والخبراء في المجال على السواء. ولأن الجمهور لا يثق في وسائل الإعلام؛ فإن المشاعر السلبية تجاه الوسائل تجعله يشعر بالملل والإرهاق من محتواها الذي لا يرى له أي قيمة.
إرهاق الأخبار هو إشارة إلى أن جسد المتلقي وعقله قررا أن يذكراه بأنه استهلك كمية كبيرة من المعلومات، وأن العقل بحاجة إلى فترة راحة قبل أن يبدأ بالتهام معلومات جديدة.
الإرهاق من الأخبار يمكن أن يصبح مشكلة عندما يتحول إلى ما يعرف بظاهرة تجنب الأخبار. وتجنب الأخبار يعني أن المستخدم، وبسبب إرهاقه من تدفقها، فإنه يتجنبها كلها، ومن ثَمّ فقد لا يصل إلى المعلومات التي يحتاج إليها، والتي قد تُعَد ضرورية لحياته اليومية وصحته.
وبحسب جانغ، فإن الإرهاق من الأخبار يمكن أن يصبح مشكلة عندما يتحول إلى ما يعرف بظاهرة تجنب الأخبار. وتجنب الأخبار يعني أن المستخدم، وبسبب إرهاقه من تدفق الأخبار، فإنه يتجنبها كلها، ومن ثَمّ فقد لا يصل إلى المعلومات التي يحتاج إليها، والتي قد تُعَد ضرورية لحياته اليومية وصحته. لذلك؛ فإن الإدارة الفعالة لعرَض إرهاق الأخبار تمنع تحوله إلى مرض تجنب الأخبار ذي الأثر السيئ على حياة الناس.
ما الحل؟
قد يبدو الأمر صعبا بعض الشيء؛ لأن الشباب وحتى كبار السن يكونون على اتصال بالإنترنت للتواصل عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن بالإمكان أخذ إجازة من الإنترنت ومن وسائل التواصل، والتعويض بمساحات وأنشطة أخرى لا تتطلب اتصالا بالإنترنت.
وجاء في ورقة بحثية نُشِرت في دورية أثينا المختصة بوسائل الإعلام والاتصال بتاريخ 3 يوليو/ تموز 2022 أن دراسة استقصائية أجراها مركز بيو الأمريكي للأبحاث قبل جائحة كورونا عام 2019 على 12 ألف بالغ أمريكي وجدت أن 66% منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم.
وأشار معد الدراسة، الباحث نيل فيتزباتريك، إلى استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث في أبريل 2020 وجد أن 71% من الأميركيين البالغين يقولون إنهم بحاجة إلى "أخذ فترات راحة من أخبار فيروس كورونا".
وأوضح فيتزباتريك أن منظمة الصحة العالمية تطرقت للمخاوف بشأن تأثير ما سمّته الهجوم الإخباري في قسم "نصائح الصحة العقلية" على موقعها على الإنترنت. وتقدم المنظمة هذه النصيحة للعامة: "حاول أن تقلل من كمية مشاهدتك أو قراءتك أو استماعك للأخبار التي تجعلك تشعر بالقلق أو الضيق". ويشير الباحث إلى أن أعدادا متزايدة استجابت لتلك النصيحة وقللت من استهلاكها للأخبار، واختار بعض الأشخاص عدم تلقي أي أخبار على الإطلاق في سبيل التكيف.
وعلى الرغم من أنها ليست ظاهرة جديدة، فإن الشكوك المحيطة بالصحافة تفاقمت خلال فترة وباء كورونا؛ إذ شكك دعاة مناهضة التطعيم وأصحاب نظريات المؤامرة في صحة الحقائق عن كوفيد-19 ودقتها، وهي معلومات تقدمها المؤسسات الإخبارية، وحتى الحكومات.
مهنة محاصرة
وثمة كتاب صدر في بداية هذا العام يسعى لوضع الحلول لظاهرة تجنب الأخبار، بعنوانAvoiding the News: Reluctant Audiences for Journalism، الذي يمكن ترجمته إلى: تجنّب الأخبار.. جماهير متردّدة إزاء الصحافة. ويحاول الكتاب المذكور أن يجيب عن الأسئلة العديدة التي تحاول أن تجد تفسيرا لهذه الظاهرة من شاكلة:
لماذا يتجنب الملايين من الناس الأخبار؟ ولماذا استهلاك الأخبار والاهتمام بها آخذ في الانخفاض؟ ولماذا يعاني العقد الاجتماعي بين الصحافة وقسم كبير من الجمهور حالة الضعف هذه؟
ويعتقد مؤلفو الكتاب أن تجنب الأخبار ليس مجرد نوع من الاستجابة للمحتوى المعروض، ولكنه أيضا يتشكل أساسا من خلال هويتنا وما نؤمن به، وكذلك من خلال الأدوات التي نعتمد عليها.
وبحسب ما جاء في الكتاب فإن:
- معالجة مشكلة تجنب الأخبار لا تتعلق بتوفير قدر أكبر من المحتوى الإخباري أو تسهيل الوصول إليه.
- يجد متجنبو الأخبار صعوبة في التمييز بين الصحافة المنتجة بصورة احترافية وبقية المعلومات الأخرى المنتشرة.
- ثمة حاجة إلى مجهود علاقات عامة واسع النطاق على مستوى المهنة لتغيير مفاهيم الناس عن العمل الذي ينجزه الصحفيون.
تجدر الإشارة إلى أن الكتاب صدر في نهاية 2023 وأوائل 2024 بتوقيع ثلاثة من الأساتذة في المجال، وهم: روث بالمر الأستاذة المشاركة المختصة في الاتصال والوسائط الرقمية من جامعة IE في إسبانيا، وبنجامين توف الأستاذ المساعد في كلية هوبارد للصحافة والاتصال الجماهيري في جامعة مينيسوتا، وراسموس كليس نيلسن مدير معهد رويترز لدراسة الصحافة وأستاذ الاتصال السياسي في جامعة أكسفورد.
على الرغم من أنها ليست ظاهرة جديدة، فإن الشكوك المحيطة بالصحافة تفاقمت خلال فترة وباء كورونا؛ إذ شكك دعاة مناهضة التطعيم وأصحاب نظريات المؤامرة في صحة الحقائق عن كوفيد-19 ودقتها، وهي معلومات تقدمها المؤسسات الإخبارية، وحتى الحكومات.
وبطبيعة الحال، لا معنى للصحافة من دون جمهور، ولكن هل يمكن تحويل متجنبي الأخبار إلى باحثين عنها؟ لا يبدو أن مؤلفي الكتاب متفائلون للغاية، ومع ذلك، يقولون إن على الصحفيين والمؤسسات الإخبارية أن يحاولوا على الأقل إيجاد حلول لمساعدة مهنتهم المحاصرة على البقاء والتعافي، ولديهم توصيات بشأن كيفية فعل ذلك.
دائما لحل أي مشكلة لا بد من التعرف عليها، فمَن هؤلاء الذين يتجنبون الأخبار؟ يتساءل المؤلفون، ويرون أنه إذا أردنا تغيير عقول متجنبي الأخبار، فعلينا أن نعرف مَن هم.
ويستخدم المؤلفون مصطلح يسمونه "مشكلة المحار" لشرح ظاهرة تجنب الأخبار، والحكاية باختصار تسير على هذا النحو: سيقول كثير من الناس إنهم لا يحبون المحار النيء، وسيعترفون أنهم لم يجربوا المحار من قبل، لكنهم يعلمون أنهم لا يحبون المحار ولن يختاروه في "بوفيه" مجاني، ناهيك عن دفع ثمنه في مطعم فاخر.
وهؤلاء ربما لم ينشؤوا في بيئة تعرف المحار، أو ربما أخبرهم من يسمون بالمؤثرين أن المحار سيئ، ومن ثم فإن تحسين سمعة المحار أو تقديم مزيد منه لن يغير رأي رافضيه.
وفي المقابل، يرى المؤلفون أن تجنب الأخبار بشكل مستمر هو، جزئيا، فعل ناتج عن عوامل تتجاوز شكل الأخبار ومحتواها، ويشمل الهويات الاجتماعية والأيديولوجيات وعلاقات الناس بالمنصات الإعلامية والبنى التحتية.
وبحسب المؤلفين، فإن هذا التشابك المعقد للعوامل يعني أن معالجة مسألة تجنب الأخبار ليست بسيطة مثل جعل الأخبار أكثر جدارة بالثقة وأقل كآبة (على الرغم من أن ذلك قد يساعد)، كذلك إن نشر أخبار أقل ليس هو الحل.
ويشير المؤلفون إلى أن الأشخاص الذين يتجنبون الأخبار باستمرار يميلون إلى أن يكونوا من بين شرائح المجتمع المحرومة اجتماعيا وسياسيا، مثل النساء والشباب والأشخاص الذين ينتمون إلى الطبقات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا.
يعتمد متجنبو الأخبار على نظريات شعبية لتفسير تجنبهم للأخبار، مثل فكرة أن الأخبار السائدة هي "أخبار مزيفة"، ويستخدم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وغيره من الشعبويين والقادة الاستبداديين هذا التفسير بوصفه سببا لعدم ثقة الجمهور بهم.
محتوى الأخبار
يوضح مؤلفو الكتاب أن مراقبي وسائل الإعلام ومحترفي الصحافة يفترضون في كثير من الأحيان أنه إذا تجنب الناس الأخبار، فلا بد أن يكون ذلك لأنهم لا يحبون الأخبار، وتركز معظم الأبحاث في هذا الخصوص على خصائص الأخبار التي تنفر الناس. لكن هذا ليس سوى نصف الحكاية؛ فالعديد من متجنبي الأخبار لديهم شكاوى تتعلق بشكل الأخبار ومحتواها، والأكثر شيوعا هو أن الأخبار غير سارة وغير جديرة بالثقة ولا يمكن فهمها ولا تمثل أطياف المجتمع كافة.
ويضيف المؤلفون: "على الرغم من أن هذه الانتقادات كانت مرتبطة أحيانا بالتغطية الإخبارية لأحداث معينة، فإنها في أغلب الأحيان كانت عبارة عن لوائح اتهام شاملة لما يعتقد متجنبو الأخبار أنه اتجاهات واسعة في التغطية الإخبارية".
ونظرا لأن العادات الإخبارية التي تتشكل في وقت مبكر من حياة الإنسان تكون مستقرة نسبيا، فمن الأفضل أن تكون مثل هذه الجهود جزءا مطلوبا من المناهج المدرسية بدءا من المدرسة الابتدائية، ومن ثَم فمن الأفضل للمؤسسات الإخبارية أن تتعاون بشكل فعال مع المدارس وتقدم مزيدا من التوعية بدورها.
إن مجرد تقديم المزيد من نمط الأخبار نفسه لن يقنع كثيرين من متجنبي الأخبار. يقول المؤلفون إن نيويورك تايمز، وتايمز أوف لندن، وإلباييس، وغيرها من وسائل الإعلام، يمكنها مضاعفة حجم غرف الأخبار وتوسيع إنتاجها، لكن هذا لن يفعل شيئا لتغيير العوامل المعقدة والسياقية العديدة التي تلعب دورا حاسما في استهلاك الناس للأخبار.
5 خطوات للحل:
يقترح مؤلفو الكتاب المذكور خمس خطوات لمعالجة تجنب الأخبار المستمر، وتتمثل في:
1- الرد على أن الأخبار محبطة وغير ذات صلة:
في حين أن تجنب الأخبار ليس مجرد استجابة للمحتوى، فإنه لا يزال يمثل جزءا كبيرا من المشكلة؛ إذ يقول كثير من الناس إن الأخبار محبطة وغير ذات صلة وغير مفهومة، وينصح المؤلفون بأن هذه الشكاوى هي نقطة انطلاق للقاء هؤلاء الأشخاص. "إذا كان هدفنا هو معالجة تجنب الأخبار، فلا يهم بشكل أساسي ما إذا كانت هذه المعتقدات عادلة أو دقيقة. ما يهم هو الحقيقة الاجتماعية المتمثلة في أن ملايين الناس يحملون هذه الآراء، وأن هذه المفاهيم المسبقة تقود بعضهم إلى تجنب الأخبار بشكل منهجي وآخرين إلى التعامل معها بتردد".
يمكن لأي مؤسسة إخبارية أن تميز نفسها من خلال تقديم الأخبار المشجعة والأقرب إلى التجربة الحياتية للأشخاص، عبر طرق يسهل الوصول إليها، وتركز على الأشياء التي تؤثر على جمهورها.
إن تسليط الضوء صراحة على كيفية تأثير هذه القصص مباشرة على حياة الجمهور وكيفية استجابته لها من شأنه أن يوازن الشعور بأن الأخبار سلبية.
2- التعامل مع المجتمعات والهوية على محمل الجد:
التركيز على معنى الأخبار وقيمتها بالنسبة للأفراد أمر عقلاني للغاية؛ لأن ذلك يرتبط بهوياتهم والمجتمعات التي ينتمون إليها. يجب على المؤسسات الإخبارية أن تفحص ما إذا كانت في الواقع تخدم تلك المجموعات التي من المرجح أن تتجنب الأخبار؛ لأن تنمية الشعور بالانتماء إلى المجتمع هي أمر أساسي لمساعدة الناس على الحفاظ على عادة متابعة الأخبار.
ويرى المؤلفون أن الطريقة الجيدة لمساعدة الناس على رؤية مزيد من الفائدة في الأخبار هي محاولة التأكيد على الفوائد الاجتماعية لمتابعة الأخبار، وحاليا لا يزال النهج السائد هو "نحن ننشر، أنت تقرأ"، الذي يتضمن تفاعلا محدودا مع تعليقات القراء، وربما بعض الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي.
3- محتوى خاص لمتجنبي الأخبار
يرى عدد من متجنبي الأخبار أنهم يشعرون بأن الأخبار تستهلك جزءا كبيرا من وقتهم، ولا تتناسب مع الروتين اليومي، ولا تتوافق مع مسؤولياتهم، وعليه فيجب العمل على إعداد التقارير بشكل مختلف ولجماهير مختلفة، مثل المقالات التلخيصية البسيطة المصاحبة للنماذج الطويلة من المحتوى، فنادرا ما يلجأ الأشخاص الذين يتجنبون الأخبار باستمرار، إلى المواقع وتطبيقات وسائل الإعلام الإخبارية على وجه التحديد؛ لذا فإن الوصول إلى أفراد الجمهور الأقل مشاركة سوف يتطلب بذل جهود متواصلة للذهاب إليهم أينما كانوا، سواء في وسائل التواصل الاجتماعي، أو تطبيقات المراسلة، أو منصات الفيديو، أو غير ذلك.
4- محو الأمية الإعلامية الإخبارية وتوضيح قيمة الصحافة:
تقدم الأخبار، في أفضل حالاتها، قيمة حقيقية للناس وفوائد اجتماعية، ولكن من المهم شرح هذه المساهمات والإعلان عنها؛ إذ يجد متجنبو الأخبار صعوبة في التمييز بين الصحافة المنتجة بصورة احترافية والمعلومات الأخرى المنتشرة. ونظرا لأن العادات الإخبارية التي تتشكل في وقت مبكر من حياة الإنسان تكون مستقرة نسبيا، فمن الأفضل أن تكون مثل هذه الجهود جزءا مطلوبا من المناهج المدرسية بدءا من المدرسة الابتدائية، ومن ثَم فمن الأفضل للمؤسسات الإخبارية أن تتعاون بشكل فعال مع المدارس وتقدم مزيدا من التوعية بدورها.
5- تأكيد أهمية القيم التحريرية والدفاع عن المعايير المهنية:
ينصح مؤلفو الكتاب وسائل الإعلام بتنفيذ حملات علاقات عامة واسعة النطاق لتغيير مفاهيم الناس عن الدور الذي يضطلع به الصحفيون، والدفاع عن نفسها إزاء بعض النظريات الشعبية الأكثر ضررا عن الصحافة، وإلا فإنها تخاطر بالمساهمة في ظهور مزيد من الأشخاص الذين يديرون ظهورهم للأخبار تماما.
ويرى المؤلفون أن من الأفضل أن يضطلع تحالف من المنظمات الأكاديمية وغير الربحية التي تنشط في مجال الإعلام والمنافذ الإخبارية الأخرى بتأكيد القيم التحريرية والدفاع عن المعايير المهنية أمام الجمهور. ويميل الصحفيون إلى الاعتقاد بأن قيمهم واضحة بذاتها، لكنهم بالتأكيد ليسوا كذلك بالنسبة إلى متجنبي الأخبار، وبينما تؤكد وسائل الإعلام أنها تعمل من أجل المصلحة العامة، فإنها يجب أن تشرح كيفية فعل ذلك، ومعالجة المفاهيم المسبقة والمخاوف بشأن ما يفعله الصحفيون، مع الاعتراف، وتسمية، ومحاسبة الآخرين الذين يخفقون في فعل ما يجب.