خيّم ظلام الحرب غير المسبوقة نطاقا وشدة على المشهد في قطاع غزة، الذي ترافق مع نشر متعمّد لمعلومات مضللة، ومشاركة غير مقصودة لمعلومات مغلوطة، عبر الفضاء الرقمي، وعلى ألسنة القادة السياسيين والعسكريين للاحتلال الإسرائيلي، ليضع العالم كله في مواجهة وابل من الأكاذيب ومحاولات غسل الأدمغة.
على مدار تسعة أشهر ونيف، اجتاحت مئات الصور والقصص والأخبار والمعلومات المزيفة، مواقعَ التواصل، واكتسبت انتشارا عالميا؛ تبعا للمتابعة الواسعة لمجريات الإبادة، التي شنها الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي، عقب هجوم "طوفان الأقصى" الذي نفذته حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة.
معلومات مضللة انتشرت كالنار في الهشيم، ووقعت في شراكها المؤسسات والوكالات الإعلامية، وتداولها الصحفيون والناشطون. مثلا، الرئيس الأميركي جو بايدن زعم أنه رأى صور الرضع مقطوعي الرأس بنفسه، بعد أن اتهم مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقاتلي حماس بقطع رؤوس 40 رضيعا إسرائيليا. لم يكن النفي الفلسطيني كافيا لدحض تلك المعلومة المضللة، ولم تنجح منصات تدقيق المعلومات في الحد من آثار انتشارها على الرأي العام الدولي، حتى وإن لم يقدم الاحتلال الإسرائيلي ما يدعم صحة مزاعمه، رغم تراجع البيت الأبيض عن التصريح ونفي رؤية أي صور.
نماذج كثيرة من الحرب على غزة، مصدرها الصحافة الإسرائيلية والأجنبية الموالية لها، وبدرجة أقل بكثير، حسابات داعمة لمظلومية الفلسطينيين في غزة. تؤطر الأولى لمصطلح درج الحديث عنه في الآونة الأخيرة، وهو "حرب التضليل"، وهي معركة تُخاض -جنبا إلى جنب- مع المعارك الميدانية، وتؤدي دورا رئيسا ومُهِمًّا في المعركة الكبرى، إلا أنها تستهدف -بشكل منظم ومتعمد- الوعي والسردية والرواية التي تحدد الضحية من المعتدي. ولعل من أدواتها نشر الروايات الكاذبة، وإزالة المحتوى من سياقه الأصلي، والتلاعب والتزييف، بينما تُحيل الثانية إلى الاستخدام المغلوط غير المقصود للمعلومات.
رصدت منصات التدقيق مئات الادعاءات المرتبطة بأحداث الحرب، بيد أن عددا منها لم ينتهج الأساليب والأدوات التقليدية كما هو معهود خلال الاعتداءات الإسرائيلية السابقة على القطاع، فدشنت حرب الإبادة الإسرائيلية مرحلة جديدة من التضليل باستخدام الذكاء الاصطناعي.
في الصحافة، كان النقاش بشأن الذكاء الاصطناعي في سياق مستقبل المهنة، وما إذا كان سيحل محل الصحفيين، أو سيكون مساعدا لهم في تجويد الممارسة. في الواقع، تكتسب أدوات الذكاء الاصطناعي شعبية في غرف الأخبار يوما بعد يوم، بسبب اتساع إمكاناتها، بما في ذلك البحث عن البيانات واستخراجها والتحقق منها. لكن على الطرف الآخر، تتزايد تهديدات الذكاء الاصطناعي من خلال الاستخدام المناقض للدقة والموضوعية، التي هي أساس العمل الصحفي؛ إذ رُصد استخدام متنامٍ لتلك التقنيات في تزييف الواقع وبث المعلومات المضللة خلال أزمات سابقة شهدها العالم، وحتى في الأحوال الطبيعية.
هذا الواقع يضع العالم وجها لوجه مع أبرز مخاوف استخدام الذكاء الاصطناعي، وهي قدرته على التزييف، وإمكاناته الكبيرة في الإقناع والتأثير. لقد أصبح ذلك يؤرّق حتى العاملين في مجال تدقيق المعلومات ومحاربة الأخبار المضللة؛ إذ جعل العالم أكثر التباسا، ومع وجود مثل هذه التقنيات لم يعد بمقدرتنا أن نثق فيما يُقدَّم لنا من أخبار، خصوصا بعدما امتلأت وسائل الإعلام بتكهنات غير مؤكدة وأخبار زائفة ومختلقة.
التضليل الذي عرفته الحرب على غزة يضع العالم وجها لوجه مع أبرز مخاوف استخدام الذكاء الاصطناعي، وهي قدرته على التزييف، وإمكاناته الكبيرة في الإقناع والتأثير.
مثلا، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يرسم صورة جميلة للطبيعة، فتُحدث تأثيرا مزيفا، والأمر نفسه بالنسبة لصوت مزيف أو صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي، خصوصا إذا ما نُشرت مرفقة بشعار وسيلة إعلام موثوقة. هذا ما نراه، اليوم، جليا في الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة موظفا التقنيات الذكية لخدمة ماكينته الدعائية بوصفها سلاحا جديدا فاعلا، فيما يمكن لنا أن نطلق عليه "الذكاء الاصطناعي المسلح".
في الحرب على غزة، كان تكاثر المعلومات المزيفة أمرا متوقعا، أما الجديد فهو الاستثمار الواسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي وقدراتها التضليلية في المعطى الإعلامي -ولا سيما في وسائل التواصل الاجتماعي-، ومحاولة التأثير على الرأي العام؛ لضمان الشرعية لحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.
والملحوظ أن استخدام الذكاء الاصطناعي في السياق الإعلامي، خلال الحرب، عكس توازنا هشًّا بين الفوائد والمخاطر؛ فمن جهة، يسمح بتصميم محتوى إعلامي قوي ومؤثر وإنتاجه، كما حدث مع صورة "كل العيون على رفح" التي جذبت انتباها عالميا كبيرا وأثّرت في تعزيز التضامن مع المدينة، فاستخدامه في توليد صور تعبيرية تجسّد الأحداث الإنسانية والمأساوية في غزة يسهم في رفع الوعي العالمي بالأزمات الإنسانية ويعزز الضغط الدولي لحماية المدنيين. ومن جهة أخرى، من الممكن استخدامه في خلق مشاهد مزيفة، ونشر معلومات مضللة وتشويه الحقائق، وهو ما يحدث من خلال استخدام الاحتلال الإسرائيلي لهذه التكنولوجيا المتقدمة لإنتاج محتوى يخدم أجندته السياسية والعسكرية في غزة.
وكما هو في التسمية المقترحة، كلمة "المسلح" مشتقة من الاستخدام الواسع والتأثير العظيم لسلاح الذكاء الاصطناعي خلال المعارك. إنه توظيف إعلامي لا يقل أهمية عن التوظيف الميداني العسكري؛ فالتكنولوجيا الفائقة -بحسب وصف جيش الاحتلال الإسرائيلي- أسهمت في مضاعفة قوة الجيش خلال القتال الذي استمر 11 يوما في مايو/ أيار 2021، المعروف فلسطينيا باسم "سيف القدس"؛ إذ وصفها الجيش -آنذاك- بأول "حرب ذكاء اصطناعي" في العالم، والأمر نفسه خلال حرب الإبادة على غزة التي بدأت نهاية 2023.
هذا السلاح الذي استُخدم في تتبع الأهداف على الأرض والاشتباك معها، استُخدم أيضا في الفضاء الإعلامي لاستهداف الجمهور وتوجيه الرأي العام، من خلال معارك التأثير والاستقطاب والتلاعب بالرأي العام، لندخل مرحلة تجاوزت الاستخدام التقليدي لتقنيات الذكاء الاصطناعي من قبل الأفراد أو حتى المؤسسات الإعلامية، ليصبح الذكاء الاصطناعي سلاحا إعلاميا تُحسن توظيفه الدول والجيوش.
المؤسسات الإعلامية والرسمية الإسرائيلية طيلة الحرب على غزة وظفت جيشا من حسابات الداعمين والحسابات المزيفة، مستغلة إحدى أدوات عالم الذكاء الاصطناعي، وهي الحسابات الوهمية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، فيما يُعرف بالبوتات "bot"، بغرض كتابة تعليقات أو مقالات مؤيِّدة للاحتلال، ومعارِضة للفلسطينيين وحقوقهم، وذلك عبر منصات متعددة أبرزها فيسبوك وإكس وإنستغرام.
المؤسسات الإعلامية والرسمية الإسرائيلية طيلة الحرب على غزة وظفت جيشا من حسابات الداعمين والحسابات المزيفة، مستغلة إحدى أدوات عالم الذكاء الاصطناعي، وهي الحسابات الوهمية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، فيما يُعرف بالبوتات.
في 29 مايو/ أيار الماضي، كشفت شركة ميتا أنها أزالت شبكة من مئات الحسابات المزيفة، المرتبطة بشركة إسرائيلية تدعى STOIC، ومقرها في تل أبيب. هذه الشركة أنشأت شبكة من الحسابات تعمل بالذكاء الاصطناعي للترويج للدعاية الإسرائيلية وبث مزاعم مضللة؛ ولا سيما بين الجمهور العربي. وفي 30 مايو/ أيار ذاته، أعلنت شركة OpenAI المالكة لتطبيق الذكاء الاصطناعي ChatGPT أنها حظرت أيضا مجموعة حسابات تعود للشركة نفسها، تستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي؛ لتبدو وكأن من يديرها طلاب يهود ومواطنون أمريكيون من أصل أفريقي.
إلى جانب الحسابات الوهمية، كانت الصورة والمقاطع المصورة أبرز أدوات سلاح التضليل الذكي؛ فالصورة تستمدُّ أهميتها من الدور الذي تؤديه، فهي قناة تواصل تملك قدرة على منافسة الكلمة، فتخلق حالة من الاستيلاء على عقل المتلقي. ذلك أن الخطاب البصري أبلغ تأثيرا من الخطابات الأخرى، كذلك فإن القفزة الكبيرة في مجال إنتاج الصور والمقاطع المصورة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، دعّمت جودتها وصعّبت مهمة كشفها. لقد أضحت هذه المواد الخيار الأفضل لمروجي الأخبار المختلقة والادعاءات المضللة، ومصدر قلق لعالم تدقيق المعلومات؛ فالتطور الكبير في إنتاجها يقابله افتقار إلى الأدوات والبرامج التي يمكن من خلالها التمييز بين الصور الحقيقية والمتلاعب بها.
استفاد الاحتلال من مئات الصور والمقاطع المصورة التي ضجّت بها منصات التواصل الاجتماعي، إلا أنّ هذا لم يكفِ لاستدرار تعاطف العالم وتصدير "المظلومية الإسرائيلية" و"الوحشية الفلسطينية"، خصوصا بعد أن انتشرت صور ومقاطع مصورة توثق جرائم جيشه، فوظف سلاحا جديدا منذ اللحظات الأولى، مستهدفا الرأي العام العالمي بالتوجيه، وجبهته الداخلية بالتقوية، والجبهة الداخلية الفلسطينية بالتلاعب والإضعاف.
كشفت شركة ميتا أنها أزالت شبكة من مئات الحسابات المزيفة، المرتبطة بشركة إسرائيلية تدعى STOIC، ومقرها في تل أبيب، حيث أنشأت شبكة من الحسابات تعمل بالذكاء الاصطناعي للترويج للدعاية الإسرائيلية وبث مزاعم مضللة؛ ولا سيما بين الجمهور العربي.
هذه الأهداف الثلاثة اجتمعت في صورة بثتها حسابات إسرائيلية وأخرى داعمة على موقع فيسبوك، في بدايات الحرب على غزة أكتوبر/ تشرين أول من العام الماضي، تُصور جنديا إسرائيليا يحمل بين يديه طفلين رضيعين بزعم إنقاذهما من قبضة مقاتلي حماس في غزة، ورغم الانتشار واسع النطاق للصورة، تبين أنها مولدة بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي، فالمؤشرات الفنية بالملاحظة العادية تُظهر التلاعب؛ إذ يظهر الجندي بثلاث أيادٍ!
وكثيرة هي الرسائل التي ضُخّت عبر الفضاء الرقمي في سياق الحرب الإعلامية، لكن الرسائل الموجهة للجبهة الداخلية كانت الأبرز خلال الأسابيع الأولى للحرب على غزة؛ فقد كان تدارك الهزة التي سببها هجوم حماس من أولى أولويات آلة الدعاية الإسرائيلية.
في التاسع من ديسمبر/ كانون الأول 2023، تداولت حسابات إسرائيلية على موقع إكس، صورة تُظهر جنودا من جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة يحتفلون ويقفون أمام مبنى مدمر وركام يُشكلان شمعدان "حانوكا"، ويظهر في الصورة رسم لنجمة داود السداسية على أحد الأحجار المكدسة أمام المبنى، لكن المؤشرات الفنية دلت على أن الصورة مخلَّقة عبر برمجيات الذكاء الاصطناعي التوليدي؛ إذ تظهر تشوهات وتناقضات وأخطاء في بنية الصورة.
المرصد الفلسطيني لتدقيق المعلومات والتربية الإعلامية "تحقق"، إحدى المنصات الفلسطينية المتخصصة المهتمة بالتضليل الإعلامي المنتشر في الفضاء الرقمي الفلسطيني، خلال الحرب على غزة، رصد عددا من الادعاءات المستندة إلى مواد مولدة بالذكاء الاصطناعي. وقد استطاع معالجة عدد منها، بينما وقف عاجزًا أمام البقية؛ نظرا للافتقار إلى التقنية المناسبة. وأبرز ما عالجه المركز مقطع فيديو يُظهر عارضة الأزياء الأمريكية من أصل فلسطيني "بيلا حديد" تُدين هجوم السابع من أكتوبر وتُعلن وقوفها إلى جانب الاحتلال، وقد جرى تداوله إسرائيليا وعالميا في سياق حملة التضليل الإسرائيلية الممنهجة لكسب التعاطف والتأييد، إلا أن نتائج التحرّي كشفت أن المقطع مجتزأ من تسجيل لحفل توعوي نشرته مؤسسة Global Lyme Alliance على قناتها على يوتيوب عام 2016، وقد خضع المقطع للتزييف العميق بدمج صوت مستنسخ بالذكاء الاصطناعي.
ثمة نوع آخر من المعلومات المضللة تعامل معه فريق المرصد، وهو ما يمكن أن نطلق عليه "التعاطف الزائف"، كان مصدره حسابات فلسطينية أو داعمة للفلسطينيين، يلجأ خلاله المستخدمون إلى إبراز الرواية الفلسطينية من خلال صور أو مقاطع مصورة منتشرة عبر الفضاء الرقمي، من دون معرفتهم بخضوعها للتزييف باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. إن اكتشاف التلاعب أمر يشق على مدققي المعلومات المختصين، فلا مناص من أن يقع في شراكه المستخدمون العاديون المتحفزون لما من شأنه أن يدعم قناعاتهم ورواياتهم.
تدوولت صورة على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي أواخر أكتوبر 2023، تُظهر مخيمًا تحمل خيامه أعلام دولة الاحتلال، في إشارة إلى تهجير المستوطنين من الشمال والجنوب بفعل ضربات المقاومة، وبتحليل الصورة تقنيا تبيَّنَ وجود تشوهات عديدة، ما يثبت توليدها باستخدام الذكاء الاصطناعي.
هناك أيضا مقطع مصور يُوثق تصريحات لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، يُقر خلالها أن الهجوم الإيراني على إسرائيل تسبب في تدمير قاعدتين جويتين وقَتْل عدد من الجنود الإسرائيليين، ليتبيّن بالتدقيق أن المقطع خضع للتزييف والتلاعب، بإضافة صوت مستنسخ بالذكاء الاصطناعي وترجمة مطابقة للصوت المزيف.
الترويج لمثل هذه الادعاءات من الحسابات الفلسطينية استغله الإعلام الإسرائيلي والداعم لها بشكل معاكس، بزعم تزييف الفلسطينيين لمعاناتهم، ومن ثم التشكيك في الرواية الفلسطينية بشأن حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، وهو ما ظهر جليًّا من خلال حملات إعلامية ممنهجة تحت اسم "باليوود Pallywood" و"جازاوود Gazawood". إلا أن النشر الفلسطيني غير المنظم لا يمكن تصنيفه تحت بند استخدام الذكاء الاصطناعي سلاحا، كما هو حال الضخ المتواصل والمنسَّق للادعاءات، الذي تقف خلفه مؤسسات رسمية إسرائيلية إعلامية منظمة.
الحرب على غزة ضاعفت المخاوف من مخاطر الذكاء الاصطناعي، وأكدت الاحتياج الملح إلى التعامل الجاد معها؛ إذ إن الوجه المظلم لهذه التقنية الفائقة يُحيلها إلى أداة للقتل علاوةً على استخدام إمكاناتها للتلاعب بالعقول وتوجيه الرأي العام. ورغم أنها تُسخَّر سلاحا في إطار حروب التضليل الحديثة، ففي الوقت ذاته ندرك بوضوح أنها سلاح ذو حدّين؛ إذ إن لها قوة هائلة في توثيق الأحداث ونشر الوعي العالمي وجذب الانتباه ودفع الحركات التضامنية، ما يسلط الضوء على التحديات الأخلاقية والقانونية المرتبطة بتلك التكنولوجيا. لذلك، فإن الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي في الإعلام خطوة أساس نحو تعزيز الشفافية وحماية القيم الإنسانية وتقليص مساحة التضليل الإعلامي الذي يزيد من تعقيد الصراعات.
ولما كان الاستغلال المضلل لتلك التقنيات الفائقة هو السائد خلال الحرب على غزة، فإن تبعات ونتائج الحرب المعلوماتية، التي كان بطلها الاحتلال الإسرائيلي الأكثر تفوقا في المجال التقني تظل غير معلومة؛ إذ لا تزال جارية إلى الآن. لكن المؤكد أن استطالة حرب الإبادة لم تكن إلا بشرعية زائفة ظفر بها الاحتلال بسلاح إعلامي جديد؛ هو الذكاء الاصطناعي "المسلح".