The New York Times entrance

المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

في الخامس من سبتمبر/أيلول عام 2018، نشرت نيويورك تايمز مقالاً في قسم الرأي لكاتبٍ لم تفصح عن اسمه. كانت تلك لحظةً نادرة في الصحافة الأمريكية السائدة، وبالأخص في نيويورك تايمز نفسها، التي نزلت عند رغبة الكاتب، وهو مسؤول رفيع في إدارة دونالد ترامب حينذاك، وتعاهدت معه على نشر شهادته دون كشف هويّته لكيلا يتعرّض لسخط الرئيس فيخسر وظيفته. كيف لا وعنوان مقاله يقول: "أنا جزء من المقاومة داخل إدارة ترامب"!

1

مثّل ذلك الحدث استثناءً فارقاً في ثقافة العمل الصحفي الذي يتّخذ المهنية والموضوعية أوشحة مقدّسة يودّ الاستئثار بها أبداً. فقد أثار نشر المقال عاصفة من الجدل، ونشرت عنه عشرات المقالات، وانهالت أكثر من 23 ألف رسالة للمحرر من قراء الصحيفة داخل الولايات المتحدة وخارجها، كلّهم يسألون: لم نشرتم هذه المقالة بالذات؟ كيف وجدتم الكاتب وتواصلتم معه؟ كيف تحققتم من المصدر؟ هل ستفصحون عن اسمه لاحقاً؟ هل بحثتم في دوافع الكاتب وتوقفتم عندها؟ هل فعلتم ذلك من قبل؟ هل نظرتم في عواقب نشر المقال؟

انهالت أكثر من 23 ألف رسالة للمحرر، كلّهم يسألون: لم نشرتم هذه المقالة بالذات؟ كيف وجدتم الكاتب وتواصلتم معه؟ كيف تحققتم من المصدر؟ هل ستفصحون عن اسمه لاحقاً؟ هل بحثتم في دوافع الكاتب وتوقفتم عندها؟ هل فعلتم ذلك من قبل؟ هل نظرتم في عواقب نشر المقال؟

التزمت إدارة الصحيفة موقفها ودافعت عنه، وردّت بهدوء على أسئلة القرّاء جميعاً، ونشرت مجموعة غير قليلة من المقالات والتوضيحات حول سياساتها بشأن التعامل مع المصادر المجهّلة والضوابط التي تراعيها في أقسامها المختلفة، بما فيها إدارة قسم الرأي التي تحتلّ طابقاً كاملاً في مبنى نيويورك تايمز في مانهاتن. فقد أكّدت الصحيفة – مثلاً - أنها تطبّق أشدّ المعايير صرامة في اعتماد طلبات تجهيل المصادر على اختلاف أنواعها، سواء كان ذلك في تقارير خبرية أو قصص صحفية أو في مقالات رأي. أمّا الغاية من وراء ذلك، فيلزم بحسب الصحيفة أن تصبّ في خدمة الرسالة الصحفية، بحيث تمنح القارئ معلومة عن إساءة استخدام السلطة، بشرط أن تكون موثوقة وحاملة لقيمة خبريّة معتبرة، لا يمكن نقلها إلا عبر ما يقدّمه المصدر، وأن يكون حجب اسمه هو "الخيار الأخير".

إلا أنّ الصحيفة تجاهلت وهي تتعامل مع تلك الأزمة أمرين لهما أهمّية بالغة في العرف المهنيّ الذي يدّعي التزاماً بالدفاع عن الديمقراطية ومقوّماتها في المجتمع، وفي مقدمتها الصحافة المهنية. يتعلّق الأوّل بحقيقة أنّ نيويورك تايمز، ومعها صحف كبيرة أخرى، تفرط في الاعتماد على المصادر المجهّلة في تقاريرها، ولاسيما التي تحمل صفة رسميّة. وهذا الحكم التصوّري تدعمه الأرقام والنسب. ففي العام 2015 مثلاً بلغ عدد المواد التي نشرتها نيويورك تايمز بالاعتماد على معلومات من مثل هذه المصادر زهاء 5300 خبر وتقرير صحفي، أي بمعدّل 15 مادة يومياً، ضمن نمطٍ سائد منذ عقود عديدة ترى استطلاعات للرأي أنّه يسهم في تراجع الثقة العامّة بالصحافة ويقوّض من مصداقيّتها.

في العام 2015 بلغ عدد المواد التي نشرتها نيويورك تايمز بالاعتماد على معلومات من المصادر المجهلة زهاء 5300 خبر وتقرير صحفي، أي بمعدّل 15 مادة يومياً، ضمن نمطٍ سائد منذ عقود عديدة ترى استطلاعات للرأي أنّه يسهم في تراجع الثقة العامّة بالصحافة ويقوّض من مصداقيّتها.

هذه الحالة من فرط الاعتماد على المصادر المجهّلة دفعت عدداً من كبار الكتّاب في الصحيفة إلى الاعتراض علناً على الخرق الواضح لسياسات التحرير المعلنة والضابطة لهذه الممارسة، وتجاهل إدارة الصحيفة لما يعدّ "الشكوى الأكبر من الجمهور"، ألا وهي تلك المتعلقة بالمصادر غير المسمّاة. من بين هؤلاء كلارك هويت، أحد أبرز محرري الصحيفة، في مقال شهير له عام 2009، ينتقد فيه هذه الظاهرة التي يصفها بأنها "متفشّية بلا انقطاع"، ويؤكّد عبر أمثلة عديدة على أن زملاءه ما يزالون يخرقون القواعد ولا يتعاملون مع تلك المصادر بوصفها خياراً أخيراً لا يصحّ اللجوء إليه إلا بعد استنفاد بقية الخيارات.

ثم إنه ثمة عواقب كارثيّة لهذه الممارسة؛ مثل غزو بلدٍ وتدميره ونهب ثرواته، كما حصل في حالة العراق. ففي الفترة التي سبقت الحرب ومهّدت لها، كانت صفحات التايمز مهداً لكل أحدوثة مفبركة أو تعوزها الدقّة أو يفتقر ناقلوها للنزاهة والتجرّد. فوصلت الرواية "الرسمية" المضللة إلى العامة بعد أن وُضعت على لسان مجهولين "فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم"، نسجوا ادعاءات حامت حول أسلحة الدمار الشامل وتطويرها، أو علاقات بين النظام البعثي في العراق وتنظيم القاعدة وتدريب عناصرها ودعمهم، وهو ما ثبت لاحقاً، وبعد خراب البلاد، زيفه.

1

تراجعت نيويورك تايمز كما هو معلوم عن تبنّي تغطيتها لتلك الفترة وبعض ما وقعت فيها من أخطاء وهفوات، لكنّ ذلك لم يغيّر الكثير في سيرة الصحيفة وعلاقتها بالسلطة ودورها في تدعيم رواياتها وترويجها، لاسيما فيما هو متعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية وأنشطة هيمنتها العسكرية والاقتصادية.

أما السياسات التحريرية الجديدة التي احتوتها مذكّرة داخلية بشأن المصادر المجهّلة بعد فضيحة العراق فما تزال ضعيفة التطبيق. ففي توجيه من المحرر التنفيذي آنذاك "بيل كيلر" عام 2004، فإنه يلزم في حال الاعتماد على مصدر لن يُكشف عن اسمه، تقديم توضيحٍ للقراء حول موثوقية المصدر، وتحذيرٍهم في حال الشكّ بموقف متحيّز أو دافعٌ شخصي له لتقديم المعلومات. كما يلزم فوق ذلك كله توضيح السبب الوجيه الذي استدعى الحفاظ على سريّته. إلا أن دراسة نشرتها مجلة "كولومبيا" للصحافة عام 2008 بيّنت أن نسبة الالتزام بتلك المذكرة لا تتجاوز 20%، بل سجلت الدراسة زيادة قدرها 7% في نسبة الاعتماد على المصادر المجهولة غير المدعّمة. من ناحية أخرى، أوضح الباحثون أن في 42% من الحالات، اعتمد الصحفيون على مصادر مجهلة لنقل آراء لا معلومات، في مخالفة واضحة للسياسة التي تدعي نيويورك تايمز الالتزام بها.

وهكذا، ورغم سلسلة من التحديثات الشكليّة على السياسات التحريرية، ظلت المصادر المجهّلة جزءاً لا يتجزّأ من بنية المحتوى الذي تقدمه نيويورك تايمز، بل وبقيت علامة صارخة على التزام المؤسسة شديد الانضباط بالإطار الداعم للسرديّات الرسمية في عدد من الملفات الكبرى، وعلى رأسها الملف الإسرائيلي.

وقد اتّضح ذلك في أمثلة عديدة في الحرب الجارية على قطاع غزّة، تعزّز اعتماد الصحيفة على أشكال مختلفة من التضليل والتأطير والتحيّز الفجّ للرواية الإسرائيلية، رصد أمثلة عنها فريق مجلة الصحافة على مدار الفترة الماضية. وقد كان أحد هذه الأشكال تساهل نيويورك تايمز المريب في اتكاء صحفييها على المصادر المجهلة، فيما يبدو لمراقبين أنّه توظيفٌ غير مهنيّ لممارسة يفترض أنها بنتُ أصولٍ وقواعد، يتقصّد تمرير الرواية الرسمية الإسرائيلية التي تدعمها واشنطن وتعزّزها، لغرض إطالة أمد الحرب وتبرير الإبادة ومنح الحصانة المعنوية والأخلاقية لمنفّذيها. 

من الواضح أن هذه الخروق المهنيّة تواترت بشكل حادّ في أشهر هذه الحرب المديدة، ولاسيما خلال الأشهر الستة الأولى. وبحسب دراسة جديدة، كانت نيويورك تايمز في صدارة الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية السائدة التي توظّف المصادر المجهّلة الرسميّة لنقل معلومات وآراء تعبّر عن الموقف الإسرائيلي والأمريكي. فمن بين ما يكشفه تحليل أجريناه لبيانات هذه الدراسة، هو أن نسبة التقارير تضمّنت مصادر رسمية إسرائيلية وأمريكية مجهلة خلال فترة البحث تتجاوز 70%. فضلاً عن هذا، فإن نسبة ساحقة من تلك الاستشهادات كانت لمصادر ثانوية، وتتضمن آراء أو معلومات يصعب التحقق منها. في المقابل، تكاد تنحجب الرواية الفلسطينية تماماً في تلك التقارير، إذ لم تتجاوز نسبة المواد الصحفية التي اعتمدت على معلومات من مصادر فلسطينية مجهّلة 7%، في حين توزعت البقية على مصادر عربية وغربية وأممية مختلفة.

1

لم يكن غريباً في هذا السياق إشادة الدراسة بـ "مهنية" التايمز هنا، وذلك بالنظر إلى الجهة التي أصدرته، أي معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، وهو مؤسسة يمينية مقربة من اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة. ووجه الإشادة هنا هو هذا الحيّز الضخم الذي يكاد يكون محجوزاً حصراً للرواية الرسمية، والتهميش الواضح لأصوات الفلسطينيين، الذين لا تتعامل معهم الصحيفة باعتبارهم طرفاً له الحقّ في الكلام، فضلاً عن الحقّ في مجابهة الاحتلال والتصدي لروايته، وهو ما تثبته بيانات هذه الدراسة، من غير قصد، على نحوٍ واضح.

من بين ما يكشفه تحليل أجريناه لبيانات هذه الدراسة، هو أن نسبة التقارير تضمّنت مصادر رسمية إسرائيلية وأمريكية مجهلة خلال فترة البحث تتجاوز 70%، بل إن نسبة ساحقة الاستشهادات كانت لمصادر ثانوية، وتتضمن آراء أو معلومات يصعب التحقق منها.

ترتكب نيويورك تايمز في مثل هذه الممارسة تشويهاً يكاد يكون خطيرا من ناحية للقواعد المهنيّة التي تخصّ الاستعانة بالمصادر المجهّلة، والتي ينبغي التعامل معها بأعلى مستويات التحفّظ والمسؤولية. ومن ناحية أخرى أكثر فداحة، فإن الصحيفة في طريقتها الاحتيالية في توظيف تلك المصادر، تمارس تشويهاً للحقيقة الموضوعية، وذلك بتصديرها لموقف طرفٍ متهمٍ بممارسة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب، على حساب طرفٍ آخر هم الضحايا، الذين قتل منهم زهاء 40 ألف إنسان، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال.

مقالات ذات صلة

نيويورك تايمز توجّه صحفييها بتجنب استخدام مصطلحات "الإبادة الجماعية" و"الأراضي المحتلة" في تغطيتها للحرب على فلسطين

نشر موقع ذا إنترسبت الأمريكي، تسريبا لمدونة داخلية وزعت على الصحفيين في صحي

مجلة الصحافة نشرت في: 16 أبريل, 2024

المزيد من المقالات

من الصحافة إلى الفلاحة أو "البطالة القسرية" للصحفيين السودانيين

كيف دفعت الحرب الدائرة في السودان العشرات من الصحفيين إلى تغيير مهنهم بحثا عن حياة كريمة؟ الزميل محمد شعراوي يسرد في هذا المقال رحلة صحفيين اضطرتهم ظروف الحرب إلى العمل في الفلاحة وبيع الخضروات ومهن أخرى.

شعراوي محمد نشرت في: 15 سبتمبر, 2024
عمر الحاج.. "التحول" الصعب من العطلة إلى بؤرة الزلزال

قبل أن يضرب زلزال عنيف مناطق واسعة من المغرب، كان عمر الحاج مستمتعا بعطلته، ليجد نفسه فجأة متأرجحا بين واجبين: واجب العائلة وواجب المهنة، فاختار المهنة. في تغطيته لتداعيات الكارثة الطبيعية، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، خرج بدروس كثيرة يختصرها في هذه اليوميات.

عمر الحاج نشرت في: 17 أغسطس, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 11 أغسطس, 2024
رفاق المهنة يروون اللحظات الأخيرة لاغتيال إسماعيل الغول

كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا أمس (31 يوليو/ تموز)، مراسل الجزيرة في مدينة غزة إسماعيل الغول، والمصور رامي الريفي، وصحفيون آخرو

Mohammad Abu Don
محمد أبو دون نشرت في: 1 أغسطس, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

Amani Shninu
أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
"إننا نطرق جدار الخزان"

تجربة سمية أبو عيطة في تغطية حرب الإبادة الجماعية في غزة فريدة ومختلفة. يوم السابع من أكتوبر ستطلب من إدارة مؤسستها بإسطنبول الالتحاق بغزة. حدس الصحفية وزاد التجارب السابقة، قاداها إلى معبر رفح ثم إلى غزة لتجد نفسها مع مئات الصحفيين الفلسطينيين "يدقون جدار الخزان".

سمية أبو عيطة نشرت في: 26 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023