من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. كيف تطور النعي إعلاميا؟

بعد فترة قصيرة فقط من موت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، نشرت شبكة بي بي سي البريطانية نعيا مطولا يؤرخ لأهم اللحظات في مسارها. كان النعي مبرمجا ضمن خطة واسعة للشبكة لمتابعة خبر موت الملكة، سُمّيت "جسر لندن".

تشكل أخبار الوفيات جزءا أساسيا من مضامين صناعة الإعلام عبر التاريخ، لكن معالجتها تطورت شكلا ومضمونا وفق تحولات الصحافة تقنيا وفنيا وأسلوبيا، وكذلك وفق اهتمامات وأولويات الجمهور في مختلف الأزمنة والأمكنة والسياقات الثقافية والسياسية.

وفي أولى التجارب الصحفية المرتبطة باختراع المطبعة بألمانيا في القرن الرابع عشر، كان للوفيات حيزها بشكل موجز للغاية، قبل أن تتطور في القرون اللاحقة في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى شكل إعلانات موجزة. 

وفي خضم الثورة الصناعية وما رافقها من تقدم علمي وتحولات اقتصادية وسياسية، بدأت الصحف في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تولي الموضوع اهتماما أكبر وأصبحت تنشر - إضافة لإعلانات الوفاة الموجزة - مواد نعي بشكل أوسع، تتضمن معلومات أوفر عن الشخص الراحل وعن تشييع جنازته.

وزادت أهمية أخبار الوفيات في الولايات المتحدة على إيقاع الحرب الأهلية (1861-1865) ضمن الحاجة لإخبار الناس عن أقاربهم الذين قتلوا في المعارك.
وشكلت تلك المرحلة منعطفا نحو اكتساح أخبار الوفيات مساحة أوسع في الممارسة الصحفية وبدأت تتحول تدريجيا من مادة إعلانية إلى مادة صحفية متكاملة، قبل أن تترسخ في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.

 

تجارب حديثة
وفي تجليات النعي في الصحافة المعاصرة، تفرض جريدة نيويورك تايمز الأميركية نفسها ضمن أولى المنابر التي أفردت حيزا خاصا لهذا الفن الصحفي منذ انطلاقتها في منتصف القرن التاسع عشر.

وطورت الصحيفة ذلك النهج إلى أن بات لها قسم خاص يشرف عليه محرر متمرس يضم صحفيين ذوي خبرات واسعة وتجارب طويلة.

وتحرص الصحيفة في ممارستها على التمييز بين إشعار الوفاة (نص معلوماتي قصير غالبا ما يكون مأجورا باعتباره مادة ترويجية) والنعي الذي يدخل ضمن اختصاص قسم الوفيات وفق ضوابط تحريرية وموضوعية وأسلوبية متفق عليها في إطار الخط التحريري العام للصحيفة، وتوجهاتها وخلفياتها السياسية والإيديولوجية.

كما تحرص الصحيفة على التمييز بين النعي وبين الرثاء. ويرى وليام ماكدونالد رئيس قسم الوفيات في نيويورك تايمز منذ عام 2006 في  مقال توضيحي خاص أن مواد النعي يكتبها صحفيون متخصصون في شأن النعي (obituarists) لتسليط الضوء على "أهمية الشخص الراحل وما خلّفه من أثر والقصة التي يجسدها".

حرصت نيويورك تايمز في ممارستها على التمييز بين إشعار الوفاة كنص معلوماتي قصير غالبا ما يكون مأجورا باعتباره مادة ترويجية والنعي الذي يدخل ضمن اختصاص قسم الوفيات وفق ضوابط تحريرية وموضوعية وأسلوبية متفق عليها في إطار الخط التحريري العام للصحيفة، وتوجهاتها وخلفياتها السياسية والإيديولوجية

 

نعي أم رثاء؟
على هذا النحو فإن تكريم الموتى ورثاؤهم متروك لمن يصفهم وليام ماكدونالد بالرثّائين أو كُتّاب المرثيات (eulogists)، وهم عادة مقربون من الراحل عائليا أو فكريا أو إيديولوجيا. وغالبا ما تركز مواد الرثاء على مناقب الراحل وخصاله وتكون ذات طبيعة ذاتية وفيها أحيانا نفس أدبي، وقد تكون من باب العرفان والوفاء للشخص الفقيد.

ومن أصل عشرات آلاف الأشخاص الذين يتوفون يوميا، لا تنشر صحيفة نيويورك تايمز تقريبا سوى ثلاث مواد "نعي" يوميا. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هي الآلية المعتمدة لانتقاء من يستحقون "النعي" وما الهدف من "النعي" أصلا؟

في هذا السياق يقول وليام ماكدونالد إنه ليس من اختصاص الصحيفة أن تصدر الأحكام - لا إيجابا ولا سلبا - على المتوفين ممن يستحقون النعي، وإنما يكون التركيز في الغالب على منجزهم بغض النظر عن الموقف الأخلاقي منهم، اعتمادا على القيمة الإخبارية للشخص المعني.

 

على هذا النحو فإن تكريم الموتى ورثاؤهم متروك لمن يصفهم وليام ماكدونالد بالرثّائين أو كُتّاب المرثيات (eulogists)، وهم عادة مقربون من الراحل عائليا أو فكريا أو إيديولوجيا. وغالبا ما تركز مواد الرثاء على مناقب الراحل وخصاله وتكون ذات طبيعة ذاتية وفيها أحيانا نفس أدبي، وقد تكون من باب العرفان والوفاء للشخص الفقيد.

 

النعي الاستباقي

وباتت كتابة مواد النعي في نيويورك تايمز وغيرها من المنابر الإعلامية العريقة والرصينة، تقليدا راسخا إلى درجة أنها تقوم بذلك استباقيا في بعض الأحيان وتبادر لإعداد مقالات نعي لأشخاص غادروا الفضاء العام أو اختفوا من سماء الأخبار لهذا السبب أو ذاك (إبعاد، إقصاء، تقاعد، اعتزال، مرض، تقدم في السن) وتنشرها فور وفاة صاحبها.

لكن تجهيز مواد النعي سلفا ينطوي على الكثير من المخاطر التحريرية؛ إذ يحصل أحيانا أنّ تلك المواد قد ترى طريقها للنشر بالخطأ فتكون النتيجة عكسية وكارثية بالمقاييس الخبرية (نشر خبر غير صحيح) والتحريرية (نشر مادة غير مكتملة الصياغة والتحرير).

وتشير إحصائية لصحيفة نيويورك تايمز أن الموقع الإلكتروني لإذاعة فرنسا الدولية نشر عن طريق الخطأ نحو 100 نعي مكتوب مسبقًا لشخصيات بارزة. 

لكن الحالة الأكثر تعبيرا عن أخطار تهيئة مواد النعي مسبقا هو بث تلفزيون بي بي سي بالخطأ خبر وفاة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا قبل رحيلها، وذلك من فرط الإعداد المتواصل منذ عدة عقود (ضمن خطة داخلية بعنوان "عملية جسر لندن") لتغطية وفاتها عندما تحصل فعليا.

 أما في حال التخطيط الجديد والمحكم، فإن إعداد مود النعي سلفا يكون ذا جدوى مهنية عالية؛ إذ يوفر للمتلقي بسرعة مادة عميقة وثرية عن الشخصية الراحلة وإنجازاتها سلبا أو إيجابا.

ووفقا لويليام ماكدونالد فإن صحيفة نيويورك تايمز أعدت سلفا 1850 مادة نعي في حين تحتفظ صحيفة واشنطن بوست بنحو 900 منها، وفقا لمحرر النعي آدم بيرنشتاين.

لكن الحالة الأكثر تعبيرا عن أخطار تهيئة مواد النعي مسبقا هو بث تلفزيون بي بي سي بالخطأ خبر وفاة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا قبل رحيلها، وذلك من فرط الإعداد المتواصل منذ عدة عقود (ضمن خطة داخلية بعنوان "عملية جسر لندن") لتغطية وفاتها عندما تحصل فعليا.

وعلى سبيل المثال فقد نشرت نيويورك تايمز يوم 23 مارس 2022 على موقعها الإلكتروني نعيا مطولا لوزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت، بعد دقائق قليلة من إعلان وفاتها.

وتشير الكثير من القرائن إلى أن النعي كان شبه جاهز؛ من قبيل حجمه (حوالي 3000 كلمة) وإشارات في متن المقال إلى أن العديد من الشهادات في حق الراحلة أخذت مسبقا للنشر في هذه المناسبة.

وحمل ذلك النعي توقيع روبيرت ماكفادن الذي اشتغل في الصحيفة 63 عاما، وجاء في نبذة عنه بموقع الجريدة بأنه "في العقد الأخير قبل تقاعده في سبتمبر 2024، كان كاتبًا لمواد النعي الاستباقية التي يتم إعدادها للأشخاص البارزين أثناء حياتهم حتى يمكن نشرها بسرعة بعد وفاتهم".

وتضمّن نعي أولبرايت عرضا وافيا لأهم محطات حياتها وأبرزها، كما ورد في العنوان، أن الراحلة، ذات الأصول التشيكية، كانت أول امرأة تتولى وزارة الخارجية في الولايات المتحدة وكان ذلك في عام 1997 في ظل إدارة الرئيس بيل كلينتون. 

أما اللحظات الأكثر درامية، كما جاء في النعي، فهي الظروف التي غادرت فيها الطفلة مادلين بلدها تشيكوسلوفياكيا (كما كانت تسمى آنذاك) رفقة أسرتها في أجواء الحرب العالمية الثانية هربا من لهيب النازية.

ولم تكشف مادلين أولبرايت - وفق النعي - حقيقة أصولها اليهودية إلا بعد أن أصبحت وزيرة للخارجية؛ إذ إن والديها اعتنقا الكاثوليكية اتقاء شر النازيين أثناء الحرب العالمية الثانية، وربّيا أطفالهما عليها دون أن يخبروهم عن أصلهم اليهودي.

 

 "نعي" بنفس تاريخي

وبأسلوب يزاوج بين التقشف والتكثيف من جهة، والعمق والنفَس الأدبي من جهة أخرى، أفردت أسبوعية الإيكونوميست البريطانية لمواد النعي مكانا قارّا في الصفحة الأخيرة، وفق ضوابط إخراجية وبصرية وتحريرية ثابتة.

ورغم أنّ مواد النعي في الإيكونوميست - على غرار باقي المقالات الأخرى - غير موقّعة، فإن المجلة تشير في التعريف بطاقمها إلى أن آن رو التي التحقت بالمجلة عام 1976 هي من تتولى كتابة تلك المواد منذ عام 2003 بأسلوب يجمع بين النفَس الأدبي والسردي والصنعة الصحفية والهاجس التأريخي. 

وعن طريقة عملها واختياراتها، تقول آن رو - وهي حاصلة على دكتوراه في التاريخ وألفت عددا من كتب السيرة الغيرية -: "كل أسبوع أروي قصة حياة استثنائية؛ موضوعها شخصية معروفة أو شخصية أقل شهرة لكنها لا تقل استثنائية".

وفي حلقة نقاشية مع القراء على إحدى الحسابات الرقمية للمجلة، تقول آن رو: "أحاول كل أسبوع أن ألتقط جوهر شخص وأروي قصة حياته".

وعلى سبيل المثال، فإن نعي الإيكونوميست لمادلين أولبرايت كان مختلفا عن مقاربة نيويورك تايمز شكلا ومضمونا؛ (8) إذ لم تحِد المجلة البريطانية عن قاعدتها بشأن الشكل والحجم (حوالي 1000 كلمة) وركزت على بصمتها النسائية وأسلوبها الخاص في قيادة الدبلوماسية الأميركية.

بأسلوب يزاوج بين التقشف والتكثيف من جهة، والعمق والنفَس الأدبي من جهة أخرى، أفردت أسبوعية الإيكونوميست البريطانية لمواد النعي مكانا قارّا في الصفحة الأخيرة، وفق ضوابط إخراجية وبصرية وتحريرية ثابتة.

وتتجه المجلة البريطانية أحيانا إلى كسر القواعد المتعارف عليها في هذا المجال؛ فقد نعت في صيف عام 2009 سمكة اسمها بنسون كانت الأشهر في إنجلترا ونفقت وعمرها 25 عامًا.

وفي الصحافة العربية، وتحديدا في الصحف العريقة (الأهرام المصرية، النهار اللبنانية..) ومواقعها الإلكترونية، لم يترسخ بعد فن النعي شكلا ومضمونا بالشكل المعمول به في كبريات الصحف العالمية. 

والدارج أن تلك الصحف تتناول وفيات المشاهير من أهل السياسة والأعمال والرياضة والفنون بتغطيات متباينة باعتماد مختلف الأجناس الصحفية، إخبارا وتعليقا وتحليلا، ويتسع الأمر أحيانا إلى استقاء شهادات في حق الراحلين، والتوقف مليا عند محطات دالة أو مواقف خاصة في مسار الراحلين.
ويرى الأكاديمي المصري حسني محمد نصر في مقال عن الموضوع أن صحافة النعي "يمكن أن تمثل خطوة مهمة في اتجاه "أنسنة الصحافة"، وإعادة القراء إليها؛ إذ إن صحافة النعي الجيدة التي تمزج بين التاريخ وبين السيرة الذاتية وتثير مشاعر الحنين إلى الماضي يمكن أن تجذب عددا كبيرا من القراء".

وبخلاف "النعي" بصيغته الصحفية والتحريرية، تشترك معظم الصحف العربية مع نظيرتها في الغرب بنشر إعلانات الوفيات مقابل مبلغ مادي في إطار تجاري ربحي صرف. 

وتفتح صحيفة الأهرام - على غرار صحف ومواقع عربية كثيرة - صفحاتها وموقعها الإلكتروني لمواد النعي من خلال وكيل إعلاني رسمي للجريدة يساعد المعنيين بالموضوع على نشر خبر نعي أو تعزية مقابل مصاريف معينة.

ويطرح تطور أخبار الوفيات من مواد ذات طابع إعلاني وتجاري صرف إلى مادة صحفية قائمة بذاتها السؤال الأكاديمي التالي: هل النعي فن صحفي أو نوع/جنس صحفي مكتمل الأركان على غرار باقي الأنواع/ الأجناس الأخرى من افتتاحية وتحقيق وروبرتاج وعمود ومقال، وبروفايل (صورة قلمية) وغيرها؟

في كتابه المرجعي بعنوان "الأجناس الصحفية - مفتاح الإعلام المهني" ، يصنف الأكاديمي المغربي عبد الوهاب الرامي إعلانات الوفيات إلى جانب إعلانات الولادات والزواج ضمن ما يسميه الأجناس غير الصحفية  وتحديدا في مجال الإشهار والتسويق والترويج. ولم يشر الخبير الإعلامي المغربي بشكل واضح وصريح إلى "النعي" باعتباره جنسا قائما بذاته، ولم يصنفه حتى ضمن الأجناس غير الصحفية. 

لكن النوع الأقرب إلى "النعي" ضمن الأجناس الصحفية المتعارف عليها مهنيا وأكاديميا هو البورتريه (صورة قلمية) بما يتطلبه من مهارات تتمثل - حسب نفس الكتاب - في "القدرة على التقاط الجزئيات الدالة وتعقب المسارات، وامتلاك أدوات القراءة النفسية والنفس-اجتماعية، والتمتّع بمؤهلات أسلوبية". 

ويكمن الفارق بين البورتريه والنعي في أن الأول موضوعه شخص على قيد الحياة ويركز على الكثير من ملامحه وإنجازاته ومواقفه ومناطق الظل والضوء في حياته بما يتطلبه ذلك من وصف، وسرد وتركيب وتجميع. أما النعي فيكون التركيز فيه منصبا في الغالب على مناقب الراحل ومنجزه وما سيتركه من أثر مادي ومعنوي، سواء كان إيجابيا أو سلبيا.

ومن ناحية المضمون، يضع الأكاديمي المصري حسني محمد نصر مواد النعي ضمن "الصحافة الإنسانية التي تولي الإنسان اهتماما أكبر في حياته وعند وفاته".

 ويعتقد محمد نصر في مقال عن الموضوع أن صحافة النعي "إذا قُدمت بشكل جيد وجاذب يمكن أن تسهم في عودة القراء إلى الصحافة بمنصاتها المختلفة"، داعيا الصحافة العربية إلى الاهتمام بأن تكون "أكثر إنسانية، عبر الاهتمام بصفحات نعي الموتى من المشاهير وغير المشاهير من أفراد المجتمع، وعدم تجاهل من رحلوا عن عالمنا".

 

قريبا من الأدب

وبتتبع مكانة مواد النعي في العديد من كبريات الصحف العالمية الناطقة بالإنجليزية والفرنسية وغيرها وبالنظر إلى التطور التحريري المتصل بالاهتمام بمواد النعي وما يحظى به الموضوع من عناية واهتمام في إطار هيكلة المؤسسات، يمكن القول إن "النعي" يتجه إلى أن يصبح شبه نوع/ جنس صحفي.

أما في حال إمعان النظر في أسلوب وصياغة ولغة وبناء بعض مواد النعي عندما تحمل توقيع صحفيين مخضرمين يتمتعون بتجربة كبيرة، لا يسع المهتم أو القارئ إلا أن يعتبر تلك "المقالات" نوعا صحفيا مستقلا له خصائصه الأسلوبية والتركيبية والسردية.   

وإذا شئنا توسيع مجال المقارنة بين النعي وفنون أخرى من الكتابة والإبداع، فإن ما يتبادر للذهن هو أوجه التشابه الكثيرة بين النعي وفن السيرة الغيرية (biography) باعتبارها "مسار حياة" وفق التعريف الكلاسيكي للسيرة بمفهومها الأدبي.

ويجد هذا التشابه جزءا من صدقيته المهنية في كون الكثير من كتاب السير الغيرية هم في أحيان كثيرة صحفيون تخصصوا في مجالات معينة وأصبحوا مقربين بطريقة أو بأخرى من شخصيات متميزة في ذلك المجال وحولوا ذلك القرب إلى مدخل لكتابة سيرها بعد رحيلها أو قبل مماتها أحيانا.

المزيد من المقالات

التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. كيف يصبح الإعلام شريكا في الإبادة

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025
صحافة المواطن.. "الصوت الأخير" وسط الإبادة

كيف ساهم المواطنون الصحفيون بغزة في تغطية حرب الإبادة الجماعية؟ وما الذي دفعهم لدخول مجال الصحافة؟ وما هي التحديات المهنية التي يواجهونها؟ يقدم المقال قراءة في مسارات مواطنين صحفيين جاؤوا من مشارب أكاديمية مختلفة، وجدوا أنفسهم في مواجهة النسق الإبادي لـ "الجماعة الصحفية" في فلسطين.

فاطمة الزهراء زايدي نشرت في: 8 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 27 مايو, 2025
كيف تتحرر الصحافة السورية من إرث الماضي؟

التركة التي خلفها نظام حزب البعث في سوريا مست كل هياكل الدولة في مقدمتها الصحافة التي كانت أداة مكينة في يد السلطة. سؤال الاستقلالية وبناء نموذج إعلامي في المرحلة الجديدة قائم على المساءلة، وينبغي أن يطرح بجرأة بحثية في هذا التوقيت الحساس.

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 20 مايو, 2025
عن أثر شيرين أبو عاقلة

قبل ثلاث سنوات من الآن، قتل الاحتلال الإسرائيلي الزميلة شيرين أبو عاقلة، صحفية قناة الجزيرة، لكن أثرها وثراء تجربتها المهنية والإنسانية جعل تأثيرها ممتدا في الزمن، يلاحق القتلة رغم أن العدالة ما تزال مفقودة.

حياة الحريري نشرت في: 11 مايو, 2025
الصحافة وسؤال المهنية في المراحل الانتقالية

هل تستطيع الصحافة أن تلعب دورًا فاعلًا في ترسيخ العدالة الانتقالية وسط هشاشة المؤسسات، وتضليل الروايات، وغياب التوافق المجتمعي؟ محمد زيدان، عضو هيئة تحرير مجلة الصحافة، يضيء على بعض التجارب الانتقالية وارتباطها بأدوار الصحافة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 9 مايو, 2025
هل تكفي شهادات الصحافة في العراق لدخول "سوق العمل"؟

المزيد من خريجي كليات الصحافة في العراق يعيشون البطالة، والمتهم الأول: المناهج الدراسية. تحاول هذه المقالة، بناء على رأي الفاعلين في عملية تدريس الصحافة سوق العمل، فهم الأسباب الحقيقية التي تجعل الفجوة تتسع بين الكلية والميدان.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 6 مايو, 2025
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الانتخابات الأوروبية

ألغت المحكمة الدستورية في وقت سابق في رومانيا الانتخابات الرئاسية بسبب شبهات حول تأثير جهات أجنبية باستخدام منصات التواصل الاجتماعي. النقاش في أوروبا حول التدخل في الانتخابات وصل ذروته خاصة بعدما أعلن إيلون ماسك، مالك إكس، مساندته الصريحة لتيارات أقصى اليمين. هل أصبحت منصات التواصل الاجتماعي تهدد مستقبل الديمقراطية في العالم؟

عبد المجيد الفرجي نشرت في: 27 أبريل, 2025
في رواندا.. الإعلام شريكا في الإبادة وفي المصالحة

كان من النادر أن يحاكم صحفيون أمام قضاة المحكمة الجنائية الدولية بتهمة التحريض على الإبادة. في رواندا، ساهم الإعلام في تأجيج مشاعر الكراهية قبل أن يصبح فضاء للحوار والمصالحة في فترة ما بعد الانتقال رغم انتقادات واسعة لعدم استكمال مسار الانتقال. ما هي أسس هذا التحول؟ وكيف ساهمت الصحافة في تجاوز مرحلة حساسة من تاريخ البلد؟

جبرين أحمد عيسى نشرت في: 23 أبريل, 2025
"صحوة" الصحافة الإلكترونية في السودان وسؤال المهنية

أثر الصراع المسلح في السودان على الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة الورقية التي كانت إلى وقت قريب الأكثر تأثيرا. لجأ الصحفيون إلى إنشاء مواقع إلكترونية هربا من التعقيدات الإدارية والكلفة المادية المرتفعة، لكنها مغامرة لا تخلو من انتهاكات أخلاقية ومهنية تعزز في الكثير من الأحيان خطاب الكراهية.

أفراح تاج الختم نشرت في: 20 أبريل, 2025
"الانتقال الإعلامي" الموؤود في تونس

بشرت التجربة التونسية في الانتقال السياسي، بتحرير المجال الإعلامي من تركة الاستبداد السياسي المتوارثة من نظام بنعلي. في ظرف عشر سنوات فقط، وباستثناء تجارب قليلة، استحضرت أسس المرحلة الانتقالية، تحولت الكثير من وسائل الإعلام إلى واجهة للسلطة بينما غرق الإعلام الخاص فيما بات يسميه التونسيون بصحافة "بيع المستلزمات المنزلية".

عائشة غربي نشرت في: 9 أبريل, 2025
الصحافة المستقلة في سوريا والبحث عن ولادة جديدة

هل ستحرر المرحلة الجديدة في سوريات مساحات لحرية التعبير للصحفيين المستقلين؟ وما هي الضمانات المهنية التي يمكن أن تساعدهم في ممارسة أدوار الرقابة والمساءلة؟ وإلى أي مدى تشكل وسائل التواصل الاجتماعي فضاء حرا لممارسة الصحافة بعيدا عن قيود وسائل الإعلام الحكومية أو الممولة؟

رؤى الزين نشرت في: 5 أبريل, 2025
الإعلام المساند للثورة في سوريا.. سياقات النشأة وإكراهات الاستدامة

كيف نشأ الإعلام السوري المساند للثورة؟ وماهي مراحل تطوره ومصادر تمويله الأساسية؟ وهل استطاع الانتقال من النضال السياسي إلى ممارسة المهنة بمبادئها المؤسسة؟

ميس حمد نشرت في: 3 أبريل, 2025
هل تحتاج ليبيا إلى إعلام حكومي؟

في ليبيا تزداد مخاوف الصحفيين وشريحة كبيرة من الرأي العام من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لـ "إصلاح" الإعلام الحكومي. وبين التوجس من أن تصبح مؤسسات الإعلام تابعة لهيكل الدولة والآمال في مسايرة تطور المجتمع يطرح السؤال الكبير: هل تحتاج ليبيا ما بعد الثورة إعلاما حكوميا؟

عماد المدولي نشرت في: 27 مارس, 2025
لماذا الجزيرة 360؟

ما دوافع إطلاق منصة الجزيرة 360؟ وما الذي يميزها عن باقي المنصات الأخرى أو التابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية؟ وما هي القيمة المضافة التي ستثري بها المحتوى العربي؟ وكيف استطاعت المنصة أن تصل إلى أكبر شريحة من الجمهور في وقت قصير؟

أفنان عوينات نشرت في: 6 مارس, 2025