من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

في يناير/ كانون الثاني سنة 1994، وجه الجنرال روميو دالير قائد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في رواندا رسالة "عاجلة وسرية" إلى الأمين العام للأمم المتحدة حذر فيها من  وجود مؤشرات دالة على قرب شروع ميليشيا "إنتر هاموي" الموالية للنظام في إبادة جماعية ضد أقلية التوتسي.

لم تمضِ سوى ثلاثة أشهر حتى تحققت أسوأ مخاوف دالير، وأصبحت تلك الرسالة المعروفة، بـ "فاكس الإبادة"، مقترنة بفشل منظومة الأمم المتحدة في منع الإبادة الجماعية بعد رفض طلبه بالتدخل المبكر ومداهمة مخازن الأسلحة التي كانت مُعدّة لتنفيذ المجازر.

يجادل دالير بأن قرار عدم تسريب "فاكس الإبادة" إلى الصحافة - كخطوة لمنع الإبادة - أملاه الواجب الأخلاقي، لكن في تلك اللحظات المشحونة كان معولا على الصحافة أن تعوض انهيار المنظومة الأممية وبيروقراطية اتخاذ القرار وحسابات الدول الكبرى خاصة فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.

 

"تبسيط الإبادة"

في ربيع 1994 شرعت ميليشيات الهوتو بتنفيذ مخطط قتل " 1000 من التوتسي كل 20 دقيقة"، بينما كان اهتمام وسائل الإعلام العالمية منصرفا إلى قضايا أخرى مثل استعدادات أمريكا لتنظيم كأس العالم، وإجراء الانتخابات في جنوب أفريقيا التي انتهت بفوز حزب نيلسون مانديلا، ولم يبدأ الاهتمام الإعلامي بتغطية ما يجري - وعلى خجل وتردد - إلا عندما انتشرت صور النزوح واللجوء إلى الدول المجاورة.

تُحاجج بعض الشهادات والمقالات بأن صعوبة التغطية تُفسَّر بمحدودية وصول الصحفيين إلى الميدان، والمخاطر الأمنية العالية التي واجهها القلائل الذين تمكنوا من الوصول إلى العاصمة كيغالي.

لا تصمد مثل هذه المبررات أمام التجاهل الذي يكاد يكون منهجيا لحرب الإبادة الجماعية في رواندا، حيث تعاملت التغطية الإعلامية مع المأساة باعتبارها مجرد صراع قبلي مألوف "ولا يعدو أن يكون انفجارا وحشيا للعنف العرقي غير العقلاني والهمجي"، وكونها إبادة حدثت في أفريقيا "فإنها تخضع لتبسيطات إعلامية تُصوّر القارة بأنها مظلمة ويصعب السيطرة عليها وغالبا ما تُختزل في قوالب نمطية مثل التي تزعم وجود قتال قبلي منذ فجر التاريخ".

ظهرت الإبادة الجماعية في الإعلام الفرنسي ضمن تأطير يقوم على استخدام مصطلحات مثل "تنافس بين مجموعتين عرقيّتين" و"بلد المذبحة" و "الصراع حول السلطة الذي ينفّذ من خلال المجازر" و"استمرارية طبيعيّة لصراع تاريخي بين مجموعتين عرقيّتين"، وحتى عندما بدأت تصل شهادات الأطباء والعاملين في الميدان مؤكدة أن ما يحدث "إبادة متعمدة ومنهجية ومخطط لها على نطاق واسع"، ظلّت معظم التغطيات أسيرة لهذا الاختزال والتأطير السطحي الذي ساهم في تكريس صورة نمطية حالت دون تغطية إعلامية متوازنة ومؤثرة.

حللت دراسة أنجزتها صوفي بونتزيل بعنوان "الإبادة الجماعية في رواندا.. توترات في الخطاب الصحفي"، التغطية الإعلامية لسبعة صحف بلجيكية وفرنسية في تناولها لموضوع الإبادة الجماعية، وتوصلت إلى نتائج قد تفسّر جانبا مختلفا من تجليات التجاهل أو الاختزال الإعلاميَّين. تبرز الدراسة أن "التغطية في جوهرها تأسست على بنية سابقة للتفسير" كما أن "تغطية "الأحداث" على وجه السرعة مع تقديم تحليل بسيط وسهل القراءة، والقيام بذلك باقتصاد في الموارد في فترة تسعى فيها الصحف إلى خفض تكاليفها مع توسيع نطاق جمهورها، يجعل الصحافة عرضة للتحليلات النمطية".

عندما ظهرت الإبادة الجماعية في وسائل الإعلام العالمية، تعرضت للتشويه مقترنة بحدثَين أساسيّين؛ الأول هو إجلاء الرعايا الأجانب: ويمكن أن نقرأ ذلك بوضوح في الشهادة التي كتبها آلان تومسون: "أثناء مراجعتي لأرشيف صحيفة تورونتو ستار وجدت مقالا لي نشر بتاريخ 9 أبريل 1994. كنت قد نسيت تماما أني كتبته، وربما محي من ذاكرتي لأنه كان مقالا صحفيا مريعا، كتب بعد ثلاثة أيام من الشروع في الإبادة وركز كليا على إجلاء الرعايا الكنديين من كيغالي مستندا إلى الكليشيهات المعروفة عن "الصراع القبلي" و"الفوضى" و"اللاسلطة".

أما الحدث الثاني فهو انتشار مشاهد النزوح واللجوء إلى الدول المجاورة بصفته نتيجة حتمية لفظاعة المذابح المشحونة بدعاية الإعلام المحلي خاصة مجلة كانغورا و"إر تي إل إم" RTLM.

"أثناء مراجعتي لأرشيف صحيفة تورونتو ستار وجدت مقالا لي نشر بتاريخ 9 أبريل 1994. كنت قد نسيت تماما أني كتبته، وربما محي من ذاكرتي لأنه كان مقالا صحفيا مريعا، كتب بعد ثلاثة أيام من الشروع في الإبادة( في رواندا) وركز كليا على إجلاء الرعايا الكنديين من كيغالي مستندا إلى الكليشيهات المعروفة عن "الصراع القبلي" و"الفوضى" و"اللاسلطة".

يسجل آلان تومسون أيضا في كتابه المرجعي حول الإبادة الجماعية والإعلام في رواندا ملاحظة أساسية تتعلق بشكل التغطية الأولية التي تلت المذابح ضد التوتسي، ترقى إلى درجة المفارقة ذلك أن "وسائل الإعلام تدفقت بأعداد كبيرة بمجرد انتهاء الإبادة الجماعية وظهور "أزمة اللاجئين" في غوما. حينها ظهرت صورة مشوشة عن المعاناة؛ حيث كان من بين الفارين مرتكبو الإبادة أنفسهم الذين حصلوا على تغطية إعلامية تفوق بعشرة أضعاف تلك التي حظيت بها الإبادة الجماعية ذاتها".

تغذى التأطير المسبق والمختزل والمجرد من السياقات الأساسية للإبادة على الصراع بين القوى الاستعمارية وتماهي الكثير من وسائل الإعلام مع سردية الصراع القبلي، أما الذين خططوا للإبادة وأعدوا لها فقد كانوا مدركين أن التفسير الأساسي والجاهز الذي سيُقدّم للجمهور لن يخرج عن إطار "صراع عرقي وقبلي".

لقد صَرفَ التركيزُ المفرط المبني على التفسيرات المبسطة الأنظار عن حقيقة التخطيط المسبق للإبادة الجماعية وفق شهادة المسؤولين الأمميين ومنظمات المجتمع المدني التي نبهت مبكرا إلى مؤشرات حقيقية انطلقت من أجواء التحريض وتخزين الأسلحة والتدريب المستمر، ولا ينفصل هذا النهج عن التأثّر بالسردية الرسمية للسلطة لاسيما في فرنسا التي وُجِّهت إليها اتهامات بالتستر، بل حتى تسليح أطراف متورطة في الإبادة الجماعية.

 وهكذا "أحدثت قدرة القادة السياسيين على حشد رواية تخدم المصالح الفرنسية وترسّخها في أوساط قطاع كبير من الصحافة تشوهاتٍ معرفيةً عديدة. وإذا كانت رؤية التلفزيون للحدث ناتجة عن عوامل عديدة - كتوفّر المصادر وإمكانية التقاط الصور من الميدان والتأطير السائد والأحداث المتنافسة - فإن إستراتيجيات السلطة السياسية الفرنسية لعبت دورًا حاسمًا في اختيارات هيئة التحرير؛ بدءًا من الخيار الأولي المتمثل في عدم التسييس وعدم الاهتمام النسبي بالحدث".

تغذى التأطير المسبق والمختزل والمجرد من السياقات الأساسية للإبادة على الصراع بين القوى الاستعمارية وتماهي الكثير من وسائل الإعلام مع سردية الصراع القبلي، أما الذين خططوا للإبادة وأعدوا لها فقد كانوا مدركين أن التفسير الأساسي والجاهز الذي سيُقدّم للجمهور لن يخرج عن إطار "صراع عرقي وقبلي".

 

التجاهل "القاتل"

 يَبرز التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية في رواندا في الفشل أو التغاضي شبه المتعمد عن حقائق ومؤشرات دالة كان من الممكن أن تسهم في منع وقوع المجازر أو الدفع نحو تدخل دولي، والحال أن سردية الصراع القبلي قدّمت تفسيرا مريحا لا يترتب عليه أي تدخل أو التزام سياسي إقليمي ودولي، وفي جوهر هذا الفشل الإعلامي جرى إعادة إنتاج تمثلات "استعمارية" قديمة استبطنها الخطاب الإعلامي مما عزز رؤى اختزالية تجاه أفريقيا وسكانها.

وتكمن خطورة هذا النهج الإعلامي في أنه لم يقتصر على رواندا وحدها، إنما ساهم في ترسيخ إطار تفسير بات يُستعاد تلقائيا لتفسير قضايا سِمَتُها التعقيد لاسيما تلك التي ترتبط بالتحرر وحقوق الشعوب، وهو ما يتكرر اليوم في فلسطين حيث تصور غالبية وسائل الإعلام العالمية المؤثرة حرب الإبادة الجماعية على فلسطين بكونها "صراعا" بين طرفين متكافئين؛ فتغيب الحقيقة الموضوعية الأساسية: دولة محتلة تقتل شعبا محتلا.

ينبغي استدعاء تجاهل وسائل الإعلام العالمية للإبادة الجماعية لقبائل التوتسي  بوصفه درسا عميقا في تداعيات الصمت الإعلامي أثناء الحروب والنزاعات؛ فقد كشف عن فشل مزمن في استخدام المصلحات الموضوعية لوصف أعمال القتل والمجازر للتأثير على الرأي العام، ولعل تردد وسائل الإعلام في استخدام مصطلح الإبادة الجماعية -مقابل الإصرار على توصيف ما جرى على أنه مجرد "حرب أهلية" - قوّض أي إمكانية لتحفيز عمل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وأسهم بشكل أو بآخر في استمرار الإبادة دون أي تدخل فعال.

في فترة وجيزة لا تتعدى مئة يوم، قتلت ميليشيات الهوتو نحو مليون شخص ينتمون إلى قبائل التوتسي، ومع ذلك ظلت وسائل الإعلام متحفّظة في توظيف مصطلح الإبادة الجماعية لوصف ما حدث مُفضلةً توصيفات أقل وقعا وأكثر غموضا.

ليس فشل وسائل الإعلام في استخدام المصطلحات الدقيقة في وصف الإبادة الجماعية في رواندا إلا تعبيرا مكثفا عن التأثير العميق للتغطية الإعلامية على استمرار الإبادة. وفي هذا السياق تكشف دراسة أنجزها الباحث الإسباني خوسي كارلوس غيتيريز حول التغطية الإعلامية للتلفزيون الإسباني لأحداث الإبادة الجماعية عن خلاصات قد تنسحب على أشكال التغطية العالمية.

ترى الدراسة أن تغطية التلفزيون الإسباني لم "تقدم سوى عناصر سياقية قليلة، وركزت على عواقب الظاهرة بدلا من أسبابها، وعُرضت بطريقة مُربكة. النتيجة الرئيسية لبناء هذا النموذج للحدث الذي يُمكن تسميته الأزمة الإنسانية الأفريقية، هي أن المهنيين الذين يغطون الأزمة الرواندية قد عقلنوا الوضع، وأضفَوا عليه تماسكًا، ودمجوه في سياق الحياة الاجتماعية... يُمكن القول إن الأزمات الأفريقية الأخرى ستتبع نفس نموذج التغطية.. لذلك، يبدو أن كل شيء أفريقي مُقدّر له أن يُفسّر بهذه الطريقة نفسها".

 

من رواندا إلى فلسطين

لا نستعيد التغطية الإعلامية لحرب الإبادة الجماعية ضد قبائل التوتسي في ذكرى "يوم التحرير" تخليدا للذاكرة الجماعية ولضمان  "ألا يتكرر ما جرى"، بل لأن عددا كبيرا من المؤسسات الإعلامية العالمية التي سبق لها أن مارست نقدا ذاتيا بعديا فيما يشبه الندم المتأخر، عادت لتتبنى نفس الممارسات وهي تغطي أحداث الإبادة الجماعية في فلسطين.

أثناء مجازر رواندا بررت وسائل إعلام عالمية فشلها في التغطية بادعاء عدم القدرة على الوصول إلى الميدان أو الحصول على معلومات دقيقة من مصادر موثوقة. أما اليوم فالإبادة تُبث مباشرة على التلفزيون والمنصات الرقمية بينما تصف محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ومنظمات المجتمع المدني ما يجري في فلسطين - بوضوح لا يحتاج إلى أي تأويل - بأنه "إبادة جماعية".

لا نستعيد التغطية الإعلامية لحرب الإبادة الجماعية ضد قبائل التوتسي في ذكرى "يوم التحرير" تخليدا للذاكرة الجماعية ولضمان  "ألا يتكرر ما جرى"، بل لأن عددا كبيرا من المؤسسات الإعلامية العالمية التي سبق لها أن مارست نقدا ذاتيا بعديا فيما يشبه الندم المتأخر، عادت لتتبنى نفس الممارسات وهي تغطي أحداث الإبادة الجماعية في فلسطين.

مع ذلك، لا تزال مؤسسات إعلامية بارزة تُحجِم عن تسمية ما يجري بتوصيفه القانوني والأممي؛ فعلى سبيل المثال كشف موقع ذ إنترسبت عن مذكرة داخلية مفادها أن "صحيفة نيويورك تايمز وجهت صَحَفيّيها الذين يغطون حرب إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة لتقييد استخدام بعض المصطلحات المحرجة مثل "الإبادة الجماعية" و"التطهير العرقي"، و"تجنب" استخدام عبارة "الأراضي المحتلة" عند وصف الأراضي الفلسطينية.

مثلما قللت وسائل الإعلام في رواندا من حجم الإبادة الجماعية الواسعة عبر اختزالها في خطاب "الصراع القبلي"، تُعيد اليوم وسائل الإعلام الغربية بصورة خاصة إنتاج سرديات دلالية تُفرغ المأساة الفلسطينية من معناها الحقيقي، مستخدمة عبارات مثل "الصراع" و"التوترات" و"النزاع". ورغم حجم الأدلة القاطعة التي قدمتها المنظمات الأممية ما يزال استخدام مفهوم الإبادة الجماعية مُطوقا بمحاذير قادمة – غالبا - من خارج غرف الأخبار.

مقالات ذات صلة

عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025

المزيد من المقالات

معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025
صحافة المواطن.. "الصوت الأخير" وسط الإبادة

كيف ساهم المواطنون الصحفيون بغزة في تغطية حرب الإبادة الجماعية؟ وما الذي دفعهم لدخول مجال الصحافة؟ وما هي التحديات المهنية التي يواجهونها؟ يقدم المقال قراءة في مسارات مواطنين صحفيين جاؤوا من مشارب أكاديمية مختلفة، وجدوا أنفسهم في مواجهة النسق الإبادي لـ "الجماعة الصحفية" في فلسطين.

فاطمة الزهراء زايدي نشرت في: 8 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 27 مايو, 2025
كيف تتحرر الصحافة السورية من إرث الماضي؟

التركة التي خلفها نظام حزب البعث في سوريا مست كل هياكل الدولة في مقدمتها الصحافة التي كانت أداة مكينة في يد السلطة. سؤال الاستقلالية وبناء نموذج إعلامي في المرحلة الجديدة قائم على المساءلة، وينبغي أن يطرح بجرأة بحثية في هذا التوقيت الحساس.

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 20 مايو, 2025
عن أثر شيرين أبو عاقلة

قبل ثلاث سنوات من الآن، قتل الاحتلال الإسرائيلي الزميلة شيرين أبو عاقلة، صحفية قناة الجزيرة، لكن أثرها وثراء تجربتها المهنية والإنسانية جعل تأثيرها ممتدا في الزمن، يلاحق القتلة رغم أن العدالة ما تزال مفقودة.

حياة الحريري نشرت في: 11 مايو, 2025
الصحافة وسؤال المهنية في المراحل الانتقالية

هل تستطيع الصحافة أن تلعب دورًا فاعلًا في ترسيخ العدالة الانتقالية وسط هشاشة المؤسسات، وتضليل الروايات، وغياب التوافق المجتمعي؟ محمد زيدان، عضو هيئة تحرير مجلة الصحافة، يضيء على بعض التجارب الانتقالية وارتباطها بأدوار الصحافة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 9 مايو, 2025
هل تكفي شهادات الصحافة في العراق لدخول "سوق العمل"؟

المزيد من خريجي كليات الصحافة في العراق يعيشون البطالة، والمتهم الأول: المناهج الدراسية. تحاول هذه المقالة، بناء على رأي الفاعلين في عملية تدريس الصحافة سوق العمل، فهم الأسباب الحقيقية التي تجعل الفجوة تتسع بين الكلية والميدان.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 6 مايو, 2025
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الانتخابات الأوروبية

ألغت المحكمة الدستورية في وقت سابق في رومانيا الانتخابات الرئاسية بسبب شبهات حول تأثير جهات أجنبية باستخدام منصات التواصل الاجتماعي. النقاش في أوروبا حول التدخل في الانتخابات وصل ذروته خاصة بعدما أعلن إيلون ماسك، مالك إكس، مساندته الصريحة لتيارات أقصى اليمين. هل أصبحت منصات التواصل الاجتماعي تهدد مستقبل الديمقراطية في العالم؟

عبد المجيد الفرجي نشرت في: 27 أبريل, 2025
في رواندا.. الإعلام شريكا في الإبادة وفي المصالحة

كان من النادر أن يحاكم صحفيون أمام قضاة المحكمة الجنائية الدولية بتهمة التحريض على الإبادة. في رواندا، ساهم الإعلام في تأجيج مشاعر الكراهية قبل أن يصبح فضاء للحوار والمصالحة في فترة ما بعد الانتقال رغم انتقادات واسعة لعدم استكمال مسار الانتقال. ما هي أسس هذا التحول؟ وكيف ساهمت الصحافة في تجاوز مرحلة حساسة من تاريخ البلد؟

جبرين أحمد عيسى نشرت في: 23 أبريل, 2025
"صحوة" الصحافة الإلكترونية في السودان وسؤال المهنية

أثر الصراع المسلح في السودان على الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة الورقية التي كانت إلى وقت قريب الأكثر تأثيرا. لجأ الصحفيون إلى إنشاء مواقع إلكترونية هربا من التعقيدات الإدارية والكلفة المادية المرتفعة، لكنها مغامرة لا تخلو من انتهاكات أخلاقية ومهنية تعزز في الكثير من الأحيان خطاب الكراهية.

أفراح تاج الختم نشرت في: 20 أبريل, 2025
"الانتقال الإعلامي" الموؤود في تونس

بشرت التجربة التونسية في الانتقال السياسي، بتحرير المجال الإعلامي من تركة الاستبداد السياسي المتوارثة من نظام بنعلي. في ظرف عشر سنوات فقط، وباستثناء تجارب قليلة، استحضرت أسس المرحلة الانتقالية، تحولت الكثير من وسائل الإعلام إلى واجهة للسلطة بينما غرق الإعلام الخاص فيما بات يسميه التونسيون بصحافة "بيع المستلزمات المنزلية".

عائشة غربي نشرت في: 9 أبريل, 2025
الصحافة المستقلة في سوريا والبحث عن ولادة جديدة

هل ستحرر المرحلة الجديدة في سوريات مساحات لحرية التعبير للصحفيين المستقلين؟ وما هي الضمانات المهنية التي يمكن أن تساعدهم في ممارسة أدوار الرقابة والمساءلة؟ وإلى أي مدى تشكل وسائل التواصل الاجتماعي فضاء حرا لممارسة الصحافة بعيدا عن قيود وسائل الإعلام الحكومية أو الممولة؟

رؤى الزين نشرت في: 5 أبريل, 2025